نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، الأحد، تقريراً لمراسلها في القاهرة، ريتشارد سبنسر، حول الأوضاع المتردية في سيناء التي تؤثر سلباً على قناة السويس، بحسب قوله. قال "سبنسر" أن شبه جزيرة سيناء الآن بمثابة ساحة للقتال، ويخيم الخطر على حدودها، خاصة الغربية من ناحية قناة السويس، مما يجعل دول العالم وخاصة الولاياتالمتحدة وإسرائيل يراقبون المشهد في سيناء، خوفاً من انعكاس ذلك علي القناة التي تمثل شريانا حيويا للنقل بين الشرق والغرب. وأوضح "سبنسر" أن هذا القلق تزايد منذ نشر إحدى الجماعات الجهادية لمقطع مصور حول استهداف الباخرة كوسكو آسيا المتجهة من أقصى الشرق إلى أوروبا، وكانت تحمل 10 آلاف شحنة من البضائع، وقال: "رغم أن الانفجار لم يسفر عن خسائر تذكر، إلا أن دلالات الحادث تفوق بكثير ما أسفر عنه من خسائر". وأشار المراسل إلى مدى خطورة عبور ناقلات وقود تحمل نحو 3 ملايين برميل من النفط في القناة على مدار اليوم، فضلاَ عن عبور من 3 إلى 4 سفن سياحية بين الخليج والبحر المتوسط كل اسبوع. وذكرت الصحيفة أن رد فعل الجيش المصري بعد تلك العملية جاء سريعاً، ووضعوا خطط جديدة في اليوم ذاته، وداهم الجيش المصرى مخابئ المخربين، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، رجل مصر القوي، على حد وصف مراسل الصحيفة. ورصدت الصحيفة التأمين الحاسم قوات الجيش المصري لقرية المهدية بسيناء، مشيرة إلي أن السكان المحليين الذين يعارضون ما يفعله الجهاديين، يرون في رد فعل الجيش ما يشبه العقاب الجماعي حول التفجيرات واستهداف عناصر الامن. وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من الانتقادات العديدة الموجهة إلى الجيش، أشارت مؤسسة بحثية أمريكية إلى الهبوط الملحوظ في العمليات الجهادية منذ العمليات الأخيرة للجيش، حيث انخفضت الهجمات في سيناء من 104 في يوليو إلى 29 فقط في أكتوبر الماضِى. واختتم سبنسر التقرير بأنه مهما كانت الحراسة مشدده، فالخطر قائم، متمنياً أن تتغير الأوضاع في مصر بشكل عام، وفي قناة السويس بشكل خاص.