تصدرت صورة الرئيس السابق حسني مبارك، المحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين والفساد المالي، العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية التي وصفت الحكم ب"التاريخي"، في مشهد يحدث لأول مرة ان يضع شعب "الحاكم" داخل قفص الاتهام ومحاكمته. واشارت صحف اسرائيلية الي ان الحكم يصدر في وقت حساس ينتظر فيها المصريين جولة الإعادة بين مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق. قالت صحيفة "معاريف"، " انه في يوم تاريخي في مصر قرر القضاة صباح اليوم "السبت" حكما بالسجن مدى الحياة علي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، المتهم بتلقي رشاوي وقتل المتظاهرين، كما استقبل وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حكما بالسجن المؤبد، فيما تم تبرئة أبناء مبارك جمال وعلاء من جميع الجرائم الاقتصادية والتربح، وتبرئة 6 قيادات بوزارة الداخلية. واضافت الصحيفة، في أعقاب الحكم ظهرت شعارات مناهضة للمحكمة من قبل أسر ضحايا غاضبين من أحكام البراءات، حيث دوت صيحات الغضب داخل المحكمة وخارجها، بدات بتهديدات من قاضي المحكمة المستشار أحمد رفعت برفع الجلسة واغلاق المحكمة اذا لم يسود الهدوء، خاصة مع وصول المتظاهرون لأكاديمية الشرطة مقر انعقاد المحاكمة، مرددين هتافات ضد مبارك، ومطالبين بتحقيق العدالة لضحايا الثورة. وقالت الصحيفة أن موعد النطق بالحكم جاء في توقيت حساس بشكل خاص في مصر، بين جولتي الإنتخابات الرئاسية التي تفاجئي فيها المصريين بوجود رجل مبارك في المرتبة الثانية بعد مرشح جماعة الإخوان المسلمين الذي اضطهدوا من قبل الرئيس السابق طيلة ثلاثين عاما، حيث فوجئ المصريون أن نائب رئيس الوزراء الأخير في عهد مبارك أحمد شفيق، جاء في الدور الثاني بعد مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي. من جانبها قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المحكمة حكمت بالسجن المؤبد علي الرئيس المخلوع مبارك وسط حراسة الآلاف من ضباط الشرطة خوفا من أعمال الشغب، كما حكمت بالسجن المؤبد علي حبيب العادلي وزير الداخلية السابق بتهمة قتل المتظاهرين في الأحداث التي سبقت الثورة حيث فصلت قوات الأمن المصرية بين ضحايا أسر الشهداء داخل قاعة المحكمة. وأضافت الصحيفة، مر 16 شهرا بعد الإطاحة بمبارك من منصبه كرئيس لمصر، وبدا مبارك صباح اليوم، جنبا إلى جنب مع أبنائه، علاء وجمال في انتظار حكم يختم مصيرهم، وتجمع خارج المحكمة مئات المتظاهرين يمسكون صور الذين قتلوا في الثورة مطالبين بفرض عقوبة الإعدام علي الرجل الذي حكم البلاد لمدة 30 عام كما وصفتها الصحيفة. وتعززت ضباط الشرطة بحوالي 20 ألف من قبل عشرات العربات المدرعة بالقرب من مبنى أكاديمية الشرطة، وملئت الشوارع في انتظار محاكمة "الفرعون". وفي نفس السياق قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مبارك واجه تهم التواطؤ في قتل المتظاهرين والفساد المالي حيث تلقي حكما بالسجن مدي الحياة، وهو نفس الحكم الذي حصل عليه وزير الداخلية السابق حبيب العادلي والمتهم بقتل المتظاهرين في حين تم تبرئة أبناء مبارك من كافة المسندة إليهم، حيث واجه الحكم هتافات من قبل الحشود الموجودة داخل القاعة "كاذبة – كاذبة" ، وتم نقل مبارك في طائرة هليكوبتر يرتدي نظارة شمسية حيث طوقت مئات من رجال الشرطة موقع المحاكمة رفع خلالها المحتجون صور الشهداء الذين قتلوا خلال الثورة.