الكاتب : عبدالمجيد المصري- أمنية بكر قضية الاختلاط بين الجنسين من أهم القضايا في المجتمع المصري،فعند دخول الشباب أو البنات إلي الجامعة لبدء الدراسة يحدث الاختلاط بينهم ولكن كل علي حسب بيئته التي نشأ وترعرع فيها. فهناك تغيير ملموس للفتيات في المجتمع المصري نحو الأفضل في المفاهيم الاجتماعية نتيجة دراستهم الجامعية ,بالإضافة إلى تمتعهم بثقافة اجتماعية كبيرة تفتح أمامهم أفق واسع في مجال العمل الإنمائي نحو التقدم في العمل الوظيفي للمجتمع . فقضية الاختلاط من تبدأ منذ الصغر حيث تلعب التنشئة الاجتماعية من النواة أو الأسرة الصغيرة والتي تتكون من الأب والزوجة والأبناء دورا كبيرا وخاصة عند دخول الشباب إلي الجامعة, فالطفل يتأثر جدا في مراحله الأولى بالمحيطين به ويتأثر بعاداتهم وتقاليدهم ,وتلك المرحلة يجب أن نوضح للطفل طبيعة العلاقة بينه وبين الطفلة ونتدرج معه بعد ذلك في المراحل المستقبلية وعن توضيح الأدوار والوظائف الاجتماعية لكلا النوعين ,بالإضافة إلى حدود العلاقة الاجتماعية سواء الزمالة الدراسية أو الحياة الاجتماعية , بالإضافة إلى توضيح مفهوم الصداقة الحقيقية وما يترتب عليها من تطور للعلاقات المستقبلية . وحول قضية الاختلاط بين طلبة الجامعات في سن متأخرة ,ينصح المتخصصون بإدخال مواد تربوية أساسية في المدارس حول قضية الاختلاط وعلاقة النوع الاجتماعي وأيضا كمتطلب جامعي لجميع الطلبة في مختلف التخصصات ويجب أن يعمم على مدارس وجامعات الوطن العربي للنهوض بالمستوى الفكري والثقافي نحو القضايا الاجتماعية النوعية من أجل بناء جيل يسوده التفاهم الاجتماعي بعيدا عن كافة أشكال التمييز والعنف ضد النوع الاجتماعي وتخوف طلاب الجامعات من منع الاختلاط بين الجنسين وخاصة بعد امتلاك جماعة الاخوان المسلمين لمقاليد الحكم في مصر وخاصة بعد فوز الرئيس مرسي. بمنصب رئيس الجمهورية وزاد هذا التخوف بعد تقديم عدة فتيات تنتمي إلي جماعة الاخوان المسلمين طلبات إلي إدارة كلية التربية طالبوا فيها بمنع الاختلاط بين الشباب والفتيات اثناء الدراسة. سعيد عمران طالب في كلية التربية يفضل الاختلاط في الدراسة ويدعو وزارة التربية والتعليم إلى تبني الفكرة بقرار واضح ومعلن في جميع مدارس وجامعات الوطن وإعادة كاملة لصياغة المناهج التربوية من أجل أن تتوافق مع هذه الفكرة لكسر الجمود الذي يعتري الشاب من الفصل بين النوعين الاجتماعيين ولتختلف نظرة الشاب عن البنت ,ويضيف عمران "الفصل بين الشاب والفتاة يجعل الشاب يفكر في الفتاة على أنها فريسة له ,تحوم بين عينيه ولا يستطيع الاقتراب منها , وينتظر الفرصة المواتية من أجل الحصول عليها . ويؤيده أحمد إسماعيل والذي ارجع قضية الفصل بين الشاب والفتاة ,أنها تعود إلى التنشئة الاجتماعية الأساسية في الأسرة و بحيث يبدأ الأهل بترهيب الفتاة من الشاب والعكس صحيح ويصفونه لها على انه الوحش الذي ينتظر خروجها من البيت مما يؤثر على حياتها الاجتماعية في المستقبل وخصوصا في مرحلة الزواج عند الكثير بحيث تجد الفتاة الشرقية رهبة كبيرة وخوف شديد وارتباك في معاملة زوجها ليلة الدخلة نتيجة لقلة الوعي وثقافة التنشئة الخاطئة التي تربت عليها . فيما أعربت سهام رضوان الطالبة في كلية العلوم عن استيائها الشديد من طريقة معاكسة الشباب لها داخل الحرم الجامعي وتركز هنا على الشباب الجامعي قياسا بالمستوى الثقافي الذي وصل إليه بغض النظر عن شاب لم يلقى تعليمه كان قد عاكسها في الشارع , وشددت رضوان على ضرورة نشر الوعي الثقافي بين الطلبة والطالبات وخلق برامج تربوية إلى جانب البرامج التعليمية تؤهلهم لمفهوم العلاقة الاجتماعية بين الطالب والطالبة وحدود التعامل والنظرة ذات المفهوم الخاطئ الناتجة عن الحرمان الاجتماعي . وأشارت هبة مسعود الطالبة بكلية الآداب تخصص أن النتائج المترتبة على الفصل في العلاقة الاجتماعية بين الشاب والفتاة سيئة جدا , وتقود إلى العزلة الاجتماعية وإحداث فتور في العلاقات بين كلا النوعين بالإضافة إلى التردد وعدم الثقة في النفس والخوف من نوعية العلاقة وان هناك عدة حالات تم رصدها من قبل عدة جمعيات ومؤسسات تهتم بقضايا النوع الاجتماعي ,الأمر الذي يجعلنا دائما نتساءل بيننا كفتيات أو كطالبات جامعيات لماذا نرتبك ونتردد عندما يتجرأ شاب و يقدم على محادثتنا ؟ هذا السؤال بحد ذاته يتحمل مسؤولية الإجابة عليه أنظمة المجتمع بأكملها , لأنها جميعا تشترك في نجاح أو فشل العلاقات الاجتماعية . الفصل في الاختلاط بين كلا النوعين يؤدي إلى أزمة في العلاقة بين النوع الإنساني ينتج عنها عدة مشاكل ,ولكن القضية الأهم من ذلك أن التنشئة الخاطئة على الفصل في الاختلاط لكلا الجنسين قد تؤدي إلى الارهاب الاجتماعي , الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات العربية, بحيث يصاب به فرد من بين عشرة أفراد من المجتمع , ويعتبر الارهاب الاجتماعي من القضايا الخطيرة في المجتمع ,وممكن أن تنتهي بالشخص إلى الشلل نتيجة الخوف الذي يكون له تأثير على العلاقات الاجتماعية . وأشارت مروة علام طالبة بكلية التربية إلى أن العلاقة بين المرأة والرجل أو الشاب والفتاة كلاهما يكمل الأخر اجتماعيا بغض النظر عن اختلاف الأدوار الاجتماعية الذي يؤدونها في المجتمع فتبادل الأدوار الوظيفية بين الرجل والمرأة في المجتمع يدفع عجلة التنمية للأمام أكثر نحو التقدم الاجتماعي والارتقاء بمستوى فكري ثقافي حضاري يساعد في القضاء على كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة والرجل في المجتمع , بل ويساهم في بناء اجتماعي سليم يقودنا نحو الأفضل وتخوف محمد خالد أحد الطلاب الجامعيين من منع الاختلاط بين الأولاد والبنات في الجامعات خاصة في ظل تولي الرئيس مرسي لرئاسة الجمهورية وامتلاك جماعة الاخوان المسلمين حكم مصر بعد قيام الشعب المصري بثورة ضد مبارك المخلوع،مشيرا إلي أن من الممكن أن تقوم جماعة الاخوان المسلمين بالفصل بين الجنسيين عند دخول المحاضرات خاصة في ظل تقديم عدة طلبات من قبل طالبات تنتمي إلي جماعة الاخوان المسلمين. من ناحية أخري قالت شهيدة الباز المستشارة الدولية في الاقتصاد السياسي للتنمية والناشطة في مجال الطفولة والمرأة ان مثل هذه الدعاوى لا يجب العمل بها او اعطاءها اى نوع من انواع الاهتمام بالرد عليها . وأوضحت أننا الان فى مرحلة انتقالية نسعى بها الى التنمية لان مجرد طرح فكرة منع الاختلاط الجماعى فى المجتمع المصرى قد يعرقل عملية التنمية ، مشيرة "الباز" الى انه لا يوجد مجتمع متحضر ومتقدم "لايوجد فيه عدم إختلاط بين الشباب والفتيات ويوجد فيه إنعدام للإخلاق " . وأكد يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي علي أن منع الاختلاط بين الشباب والفتيات يعتبر حالة من حالات التخلف والعودة إلي الخلف وإلي زمن الجاهلية مشيرآ إلي أن وجود فصل بين الشباب والبنات تلقائيآ دون سن قوانين أو وضع قواعد لمنع الاختلاط وذلك لأن الطلاب يحترمون المجتمع المصري وما به من عادات وتقاليد،فكل فرد مسئول عن تصرفاته وسلوكياته. وأضاف عبدالمحسن أن المجتمع المصري يعيش في حالة من التنوير بعد ثورة 25 يناير ولكن الحديث عن منع الاختلاط يعتبر حالة من حالات التخلف ولا يعبر عن الحرية والتنوير التي تسود البلاد حاليآ،مشيرآ إلي أن الأحري الحديث عن أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري،مؤكدا علي أن فكرة منع الاختلاط بين الشباب والفتيات ستولد عنف متبادل بين الجنسين. ومن جانبه قال منتصر الزيات المحامي الإسلامي أن إدارة الجامعات إذا تمكنت من اتخاذ قرارآ بمنع الاختلاط بين الشباب والفتيات فهذا يعتبر بند من بنود الشريعة الإسلامية ألا وهو الحفاظ علي أنوثة المرأة. كما أن منع الاختلاط يساعد في الحفاظ علي المرأة إلي جانب ذلك فالفصل بين الشباب والفتيات يعتبر من باب الإتيكيت. وأكد الزيات علي أن منع الاختلاط سيمنع حالات التحرش التي تحدث بين الشباب والفتيات والتي زادت عن الحد في الفترة الأخيرة بسبب الازدحام الشديد في الجلوس أثناء الاستماع إلي المحاضرات. وضرب الزيات مثالآ علي منع الاختلاط كما حدث بوزارة النقل وخاصة بشبكة مترو الأنفاق بتخصيص أكثر من عربة للسيدات فقط،متذمرآ من ما يثار حول منع الاختلاط بأنه عودة إلي زمن الجاهلية قائلآ"الجاهلية دي دماغهم والصراصير في ودانهم".