باعلان عن قرار عميد كلية الطب جامعة المنصورة بالفصل بين الفتيات و الشباب في المدرجات بالحرم الجامعي اختلفت ردود الفعل التي أثرها هذا القرار ما بين التعجب والاستفهام للبعض والتأييد والمعارضة للبعض الاخر. ورغم أنه لم يتضح ما اذا كان قرارا رسميا أم مجرد إعلان عن قرار سيخضع للدراسة ويتم تطبيقه فيما بعد, إلا أن التخوف والحذر والترقب بات سيد الموقف خاصة وأن هناك من يشير إلي أن ظهور الاسلام السياسي علي ساحة الوطن في الفترة الأخيرة له علاقة بالامر لاسيما أن الاختلاط موجود في الجامعات والمدارس وبكل مكان.. فهل هذه إشارة للرجوع للوراء أم أنها بادرة تقدم؟ هذا ما حاولنا تقصيه بين الطلاب من ناحية والخبراء والمتخصصين من ناحية أخري خاصة مع ظهور بعض التصرفات المشابهة مثلما أعلنت عميدة كلية الدراسات الاسلامية والعربية من ضرورة التزام الطالبات بجامعة الازهر بالزي المحتشم المناسب عند الحضور لقاعة الدرس بالكلية.. الأمر كان يستدعي رصد ردود الأفعال إزاءه. كانت البداية بطلاب الجامعات الذين يشملهم هذا القرار والذين اختلفوا فيما بينهم حول الموقف من القرار فقالت اية الله طالبة بقسم علم النفس بكلية الأداب: أري أن هذا القرار ليس له أي داع لأن الاختلاط موجود والمدرج لو فيه تصرفات مش كويسة ف مش هتكون قد بره المدرج أوضحت أن هذا النظام لايمكن أن يطبق في جامعة دون الأخري واذا كان هناك جدية بالفعل لتطبيق قرار منع الاختلاط فينبغي أن يكون الفصل حقيقيا حيث يتم عمل جامعات خاصة للفتيات وجامعات خاصة للشباب, وأضافت أنه ينبغي الفصل ايضا في وسائل المواصلات استكمالا ل منع الاختلاط وتجنبا لحوادث التحرش التي تتعرض لها الفتيات باستمرار. وتقول صابرين صابر بكلية الحاسبات والمعلومات أنا موافقة طبعا علي القرار ده بسبب المصائب الكثيرةالتي تحدث بسبب الاختلاط والمشاكل الكتير اللي بتحصل وكلنا عارفينها وبنسمعها وبنشوفها في الجامعات موضحة أن هذا بالطبع يعود لابتعاد الناس عن الدين وتعاليمه ومنها عدم الاختلاط ما بين الشباب والفتيات ومن ثم نكون حسب قولها بنتقي الشبهات ومادام ينفع يكون فيه فصل بين البنات والشباب وده لن يعيق الدراسة خلاص يبقي إيه المشكلة؟ أما أسماء جمال طالبة بكلية الحقوق فقالت القرار ده ظهر فجأة ودون أسباب واضحة وممكن يكون ليه علاقة بأن الأغلبية حاليا للإخوانوأوضحت أنها بالجامعة منذ3 سنوات ويحدث الكثير من الأمور لا أخلاقية من سلوكيات في الحرم الجامعي داخل وخارج المدرجات ولكن لا أحد يتخذ القرارات اللازمة للحد من ذلك ثم قاطعتها زميلتها مروة عويس قائلة المفروض كانو يعملو كده من بدري لو مكنش الإخوان مسكوا كانت الدنيا هتفضل سايبة وأضافت أن هذا القرار بالطبع له علاقة بكون رئيس الجمهورية محمدمرسي ينتمي لتيار الإسلام السياسي أو الأغلبية أيا في نفس التيار في ظل سعيهم لإقامة دولة دينية. وبنبرة خازمة يقول محمدعبد الله طالب بكلية علم الاجتماع جامعة القاهرة طبعا مؤيد للفكرة رغم أن القرار جاء متأخرا وأتمني أن يطبق فكل الجامعات ثم أضاف أن هذا القرار بمثابة تعديل للمسار الأخلاقي والسلوكي داخل الحرم الجامعي الذي أصبح متدهورا في السنوات الأخيرة وذلك لابتعاد الناس عن الالتزام بتعاليم دينهم موضحا ان التدهور تسبب في نشر ظاهرة التحرش وبعض السلوكيات غير الأخلاقية المتعلقة بذلك. وبسؤال عدد من الخبراء المتخصصين أكد الدكتور هاشم بحري استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر رفضه القاطع لقرار الفصل الذي اتخذه عميد كلية طب المنصورة واصفا إياه بأنه تقهقر شديد للخلف ومبني علي أساس أن الشاب أو الجامعي هو موضوع جنسي أولا قبل أن يكون انسانا. وأضاف بحري: أنا ضد هذا القرار لأنه ليس له مبررإلا الاعتبار السييء في أذهان بعض الناس بجانب ما له من سلبيات علي الصحة النفسية باعتباره يزيد الحساسية بين البنات والشباب أو الذكور والإناث لأن الفصل ضد المرور في القناة الطبيعية في العلاقة حيث الاختلاط منذ الصغر وحتي الجامعة أمر جيد ومطلوب من حيث التعرف علي الأخر ومراعاة مشاعره كما أن الفصل بين الجنسين تكثر بسببه المشكلات النفسية. ومن جانبها أوضحت الدكتورة عزة كريم أستاذ الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية أن هذا القرار غير مؤكد كقرار رسمي وإنما قرار فردي خاص بهذا العميد فقط وهو ليس من حقه بالأساس إذا كان قد أصدره بشكل رسمي فينبغي التراجع عنه لأنه ينتج عنه نوع من البلبلة والفتنة مؤكدة أن تلك الفتنة ستكون مرتبطة بالناحية السياسية أي بجماعة الإخوان المسلمين من جانب المعارضة وبالتالي لايجب أن ننساق وراء الآراء الشخصية فلا عودة للوراء فيما حصل عليه المصريون من حقوق. وأضافت أن الاختلاط في الجامعات هو أمر صحي حيث يساعد الفتيات والشباب علي التكيف في التعامل في مرحلة مابعد الجامعة سواء في العمل أو الحياة. ,بسؤال الشيخ عبد الظاهر غزالة مدير إدارة البحوث والترجمة بالأزهر سابقا حول جوهرة قضية الاختلاط من وجهة النظر الدينية التي تستند إلي الشريعة الإسلامية أوضح أنه مؤيدا لهذا القرار قائلا صح شرعا وياريت الكل يعمل زيه وأضاف أن الإنسان السوي الطبيعي هو الذي يؤيد هذا القرار ولا يعارضه فنحن نعرف النتائج المترتبة علي هذا الاختلاط من فحشاء ومحرمات داخل الحرم الجامعي وخارجه ومن ثم قرار منع الاختلاط بالمدرجات مابين الشباب والفتيات هو قرار صائب تماما.