على الرغم مما يعتقده البعض من اعتبار التكنولوجيا حائلا كبيرا لتفعيل العلاقات بين البشر لاسيما العاطفية منها، إلا أن الواقع يؤكد استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في إقامة جسور المحبة والتواصل العاطفي بين الناس. حيث نشرت "واشنطن بوست" تقريرا يفيد أن ملايين المُحبين والعُشاق حول العالم يستعدون للاحتفال بعيد الفالنتين أو ما يُسمى بعيد الحب في شهر فبراير من كل عام، غير أن الحب والعلاقات الدافئة لا تسجل نهاية سعيدة، فالتقارير تشير إلى أن أكثر من نصف الزيجات تنتهي بالطلاق في نهاية المطاف. ترى "كاندي تولينتينو" أحد الوسطاء الشباب وصغار المقاولين بمدينة لوس أنجيلوس الأمريكية بأن العلاقات التي يقوم بها الناس بمفردهم دون توجيه والتي تعتمد فقط على دافع "العاطفة" والرومانسية، فإنها كثيرا تكسوها الضبابية ثم تفشل. قامت كاندي بإنشاء موقع مواعدة dating date بإسم "تزوج مني بالفعل marry me already "فريد من نوعه للزواج المبني على أسس عقلية يختلف عن مواقع الإرتباط الشكلية الأخرى، إذ تعتمد الفكرة على إلتقاء الطرفين مبدئيا بعيدا عن نية الرغبة العاطفية فسيكون ذلك أفضل في إقامة علاقة طويلة. تقوم هذه الخدمة على مساعدة المستخدمين على التواعد لعدة أسباب سواء للتحدث عن كتب أو لمتابعة أحد البرامج أو للتحدث فقط، ومن ثم تتشكل رابطة مبدئية، ومنها يقوم موقع بعملية انتقائية من خلال دراسة الأشخاص لبعضهم البعض على غرار ما حدث لكاندي نفسها مع زوجها "جوش بلاك" حيث طالت فترة علاقتهما كصديقين خلال مواقع المواعدة، فكلاهما كانا يبحثان عن علاقة جادة لتنتهي بالزواج. في الظروف العادية التي يتعرف الناس فيها على بعضهم البعض من خلال المواقع، نجدهم يمضون أوقاتا طويلة في شغف التعرف على مظهر بعضهم الخارجي وفي النهاية لانعرف مدى جديتهم بخصوص العلاقة، ولذلك فإن الموقع يتضمن عددا من الأسئلة عن أنواع الأطعمة التي يحبها وإجادة الطبخ وما إلى ذلك من الأمور الحياتية، فإن ذلك يزيد من دعم العلاقات. إلا أن موقع "تزوجني بالفعل marry me already" الذي تم تدشينه في ديسمبر الماضي فهو موقع مواعدة فقط لمن يريدون الزواج والمهتمين به، وقامت كاندي بتفحص ملفات العملاء التي وصلت إلى 1800ملفا للتخلص من المُدعين إشتراك في الموقع 15دولارا ثم يكون مجانا في العام التالي. و من المشروعات التي تسير على هذا النسق موقع مواعدة آخر جديد أثبت فعاليته مؤخرا باسم "كانودل Kahnoodle" الذي أسسته "زهارا سكوت واشنطون"، ويقوم الموقع على تجميع أكبر قدر من المعلومات يستقبلها من العملاء المشتركين لمعرفة ما الذي يهتم به كل شخص في المقام الأول في العلاقة ليتم التوفيق بين الأطراف. أما بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين دخلوا في علاقات حديثة وسئموا من الذهاب إلى المطاعم الإعتيادية لتناول العشاء ومشاهدة أفلام السينما، فإن شركة "بي كابلي BeCouply" توفر للأزواج من خلال موقعها الإلكتروني موعدا خلابا وغريبا في شكل "مغامرة"، وقد أقلت الشركة بسياراتها الفارهة المُشتركين في جولات في عدة مطاعم بمدينة سان فرانسسكو، حيث يؤكد مدير الشركة "بيكي كروز" على أن الهدف من تسلية الأشخاص المحبين حديثا بشكل جديد هو لإضفاء الحرارة والمقبلات للعلاقة، إلى جانب ما سوف تطلقه الشركة من تليفون محمول ذكي يكون في حوزة العملاء لتطوير علاقاتهم وتوطيد الصداقات بين الناس ولتبادل الأفكار الجديدة للمواعدة.