كشف فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة (الإندبندنت) البريطانية عن أن جهاد المقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية لم يختف وأنه حصل على أجازة لمدة ثلاثة أشهر حيث يستمتع بوقته. وأكد المقداد - في تصريحاته للصحيفة والتي نشرت اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني - أن المقدسي حتى الآن هو المتحدث باسم الخارجية، قائلا "لم نتخذ أي قرار آخر". وبسؤاله حول المكان الذي يتواجد به المتحدث الذي يشغل غموض اختفائه من سوريا منذ فترة، أوضح المقداد أنه حسبما يقال فإنه في بيروت. وحول مسألة اعتراف دول غربية بائتلاف المعارضة كحكومة شرعية، قال المقداد "إن الدول الأجنبية تعترف بكيان مصطنع سيساعد في الترويج لأهداف أمريكا والدول الأوروبية في سوريا"، نافيا تمثيل المعارضة للقوى السياسية الحقيقية داخل سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة السورية تميل إلى التحدي في الوقت الذي تواجه فيه عزلا دوليا حيث تقول إنه مهما حدث فلن تخسر عسكريا على الأرض بعد أن تحملت الضغط الشديد من الداخل والخارج لمدة عامين تقريبا. وقال المقداد "أؤكد لكم أن هذه الخطوة من جانب أمريكا لن تضيف أي شىء. فهى مجرد دعاية وحرب نفسية موجهة ضد السوريين والحكومة السورية وتهدف إلى تشجيع تلك الجماعات المسلحة التي لم تستطع تحقيق أي تقدم حقيقي في سوريا". وأضاف "على أية حال، لم تمنح الأعمال المسلحة هؤلاء الذين ينفذونها الشرعية ولا تعني سوى أن هناك جماعات إرهابية كان يجب أن تحاربها أوروبا وأمريكا". ولفت إلى أن اعتبار جبهة النصرة كجماعة إرهابية جاء متأخرا جدا وضئيلا جدا، قائلا "نعتقد أنه كان من الضروري شجب كل هؤلاء الذين يحملون الأسلحة ضد حكومة شرعية. ويتعين عليهم أن يخبروا أصدقاءهم بالامتناع عن دعم الإرهاب في سوريا". وأعرب المقداد عن أن هناك عداء لسوريا بسبب تأييدها للفلسطينيين ضد إسرائيل وتحالفها طويل الأمد مع إيران، وأشار إلى أنه في الوقت الذي تحترم فيه سوريا ما قامت به غيرها من الدول، فإنها تريد أن يأتي التغيير طبيعيا وليس من الخارج، وأوضح المقداد أن الحليف الأكثر أهمية المتبقي حتى الآن هو روسيا وأن هناك محادثات يومية مع النظراء الروس.