الرئيس غير قادر على إدارة البلاد.. ويتلقى قراراته من «المقطم» الإصرار على الاستفتاء «تعنت».. وقبول الدستور يحول مصر إلى غابة أصررت على ترك منزلى حفاظا على أسرتى.. وتنقلت بين منازل أصحابى متخفيا تلقيت تهديدا بالقتل على الهواء من عبدالرحمن عز ووالده.. والشرطة أصبح دورها مهمشا مرشد «بلا صفة» يلقى بيانا.. وأطالب بإقالة عبدالمقصود
كان اختفاؤه المفاجئ مجالا للشائعات التى ترددت كثيرا فى الآونة الأخيرة، وسط تكهنات بتعرضه للاختطاف أو الاغتيال، إلا أن الإعلامى «يوسف الحسينى» عاد مجددا للظهور عبر قناة «أون تى فى» الاثنين الماضى ليواصل رسالته الإعلامية فى انتقاد لسياسة النظام الحالى ل«الإخوان المسلمون»، فى الوقت الذى تبقى، وأين ذهب بعد أن ترك منزله وكيف يدخل إلى قناته لممارسة عمله فى ظل حصار التظاهرات السلفية لمدينة «الإنتاج الإعلامى». كل هذا يكشفه الإعلامى «يوسف الحسينى»، ل«الصباح» فى هذا الحوار.
* ما هو سر اختفائك المفاجئ حتى إن البعض ظن أنه تم اختطافك؟ بدأ الاختفاء منذ تظاهرات الاتحادية وبعد مطاردات من قبل ميليشيات «الإخوان المسلمون» لاحظت أنا ومن معى وجود الشاب المدعو عبدالرحمن عز «يشاور» على بعض الشخصيات بالليزر للإخوان، لإطلاق النار عليهم ومع البحث وجدت له عدة تغريدات على تويتر تتضمن تحريضًا علنيًا ومباشرًا على قتل المتظاهرين، مثل «ربنا سبحانه وتعالى يجلب لنا النصر». هذا بخلاف بعض المشاهدين المتصلين بالبرنامج شاهدوه وهو «يشاور» على أحمد دومة. أما فى آخر حلقة من برنامج «صباح أون»، طالبت بإلقاء القبض على كل من خيرت الشاطر ومحمد البلتاجى وعصام العريان بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين من خلال تصريحاتهم، بخلاف أن محمود غزلان المتحدث باسم جماعة «الإخوان المسلمون» اعترف فى أحد البرامج «دول ولادنا احنا اللى وديناهم واحنا اللى نقدر نرجعهم». كما اعترف إبراهيم العقبى أحد القيادات «أن خيرت الشاطر هو صاحب فكرة إحضار شباب الإخوان إلى الاتحادية». وفى الحلقة أيضا اتهمت الرئيس محمد مرسى بالتحريض على قتل المتظاهرين لأنه عضو بجماعة الإخوان، وكذلك مسئول عن أرواح الأبرياء الذين استشهدوا فى الاتحادية بصفته رئيس الجمهورية مثله مثل مبارك.
* وكيف تلقيت التهديدات؟ فى يوم هذه الحلقة وجدت على موقع تويتر تغريدة مرسلة إلىّ ومكتوبًا فيها عنوان سكنى بالتفصيل ورقم هاتفى، فى رسالة ضمنية «إن الراسل يعرف بيتى تفصيلا ويهدد بالاعتداء عليه». وفى نفس اليوم وجدت المدعو عبدالرحمن عز بصحبة والده على قناة «مصر25»، وهما يوجهان رسالة إلىّ مضمونها «مش هنسيبه وهنقتله».
* وماذا فعلت بعد ذلك؟ مقابل هذه التهديدات اضطررت أن أترك منزلى وخلال الفترة الأخيرة وحتى الآن أتنقل بين عدة منازل غير معلومة لمن يعرفونى، حفاظًا على أسرتى وأولادى ولم أعلن لأحد عن طريقى حاليًا.
* وكيف تذهب إلى عملك فى البرنامج؟ أدخل إلى عملى متخفيًا وأخرج متخفيًا.. خصوصًا وأن تجمعات السلفيين التى يقودها أبوإسماعيل أمام المدينة احتلت البوابات وتقوم بتفتيش من يدخل أو يخرج لكن ربنا بيسترها.
* وما رأيك حول «حصار» مدينة الإنتاج من أنصار أبوإسماعيل؟ حق التظاهر مكفول للجميع لكن بأدب، وبدون التعدى على الحريات.. وأنا أسأل هنا بأى حق يقوم المتظاهرون هؤلاء بتفتيش المواطنين؟ وأين سلطات الأمن الشرعية؟ فلم أجد الشرطة تقوم بدورها فى تأمين المدينة لحمايتها من هؤلاء، وعندما طلبنا هذا بشكل رسمى كان الرد من الأمن «أنهم يحمون المدينة من الداخل». بينما من واجبهم حمايتها من الداخل والخارج والداخلية أصبح دورها مهمشًا، الجميع يعرف بتهديدات الإعلاميين أن هناك تهديدات أيضا لمحمد أبوالغار رئيس حزب المصرى الديمقراطى.
* وما تقييمك للمشهد الحالى عند الاتحادية؟ المشهد ينم أن الرئيس فاشل، وهذا توصيف وليس إساءة فكل المواقف التى مر بها تؤكد أنه ليس لديه أى قدرة على إدارة شئون البلاد، وكل قراراته أدت إلى انقسام الشعب وليس توحيد الأمة، حتى إنه لا يستطيع إصدار أية قرارات حتى الآن لأنه لا يدرس قراراته، وكلها يرجع فيها، وآخرها قرار رفع الضرائب، وفى اعتقادى الشخصى أنه لا يعرف القرارات التى يوقع عليها ربما يكون المرشد هو من يصدرها من الباطن.
* وما رأيك فى إصرار الرئيس على استفتاء الدستور؟ هذا تعنت ولنتخذ من الرسول «ص» مثلا فعند صلح الحديبية كان على حق ومع ذلك وقع صلحًا جار على حق المسلمين، وذلك حقنا للدماء وتلاشيا للفتن، أما محمد مرسى فهو يأخذ تعليماته من المقطم.
* ما رأيك فى خطاب مرشد الإخوان على التليفزيون المصرى؟ «المرشد بيتكلم بصفته ايه؟». وما هى صفة الجماعة التى يرأسها؟.. فجماعته أصلا محظورة، وليس لها أى صفة قانونية، ولكن من الواضح أن السيد صلاح عبدالمقصود أراد مجاملة مرشده على حساب تليفزيون الدولة، وفى هذه الحالة خروج هيئات غير قانونية لمخاطبة الشعب المصرى.
* وماذا تتوقع إذا تمت الموافقة على الدستور الجديد؟ ستتحول مصر إلى غابة، ووقتها سيحق لكل مواطن أن يفرض رأيه على الآخر «اللى يختلف مع حد ممكن يقتله»، و«اللى بنت مش لابسة حجاب أشوّه وشها»، وذلك من خلال مجالس الوصاية التى يسمح بها الدستور الجديد وسيدير هذه المجالس مكتب الإرشاد، وسنعود إلى حالة تأجج المشاعر.
* هل ترى أن «أون تى فى» بصدد تغيير سياستها بعد تغيير مالكها.. وماذا ستفعل وقتها؟ بالنسبة لقناة «أون تى فى» لا أعتقد أنه من الممكن تغيير سياستها فى الوقت الراهن، خصوصا أن رئيسها الإعلامى «البير شفيق» مازال يديرها، وحتى الآن لم يتم إبلاغى بأية تغييرات، ولو تغيرت السياسات سوف أنسحب بهدوء وأبحث عن نافذة إعلامية أخرى، فأنا قاعد فى البلد ومش هسيبها مهما حصل. والإعلام هو الأمل الوحيد لمصر حاليا لو تراجعنا خطوة للخلف سوف تتراجع البلد كلها 100 خطوة للخلف، وبالنسبة لأزمة cbc، فأنا أرى أن الوضوح هو الحل بأن يشرح الموقف بمنتهى الشفافية، ولكن أزمتنا الآن هى عدم الوضوح.