بعد حملة صاخبة تشمل 13 مرشحاً لأول انتخابات حرة فى تاريخ مصر، أظهرت نتائج الجولة الاولى اختيار اثنين من المرشحين الذين يمثلون القوى ذات الثقل في السياسة المصرية - الاخوان المسلمين ويمثله محمد مرسى والنظام العسكرى ويمثله أحمد شفيق. صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية المرموقة ذكرت أن نتيجة تصويت الجولة الاولى جاءت بمفاجآت عدة، ورأت الصحيفةأن اداء شفيق كان الأقوى ولا يمكن تصوره "قبل عام" وسط الحماسة المضادة للنظام السابق، حيث لا يريد الكثير من المصريين الدخول فى تجربة جديدة فى حكم مصر، ويراه البعض "الرجل القوى" والوحيد الذى يمتلك مهارات الادارة والقدرة على انتشال الاقتصاد المصرى من الغرق، والسيطرة على الفوضى المستمرة وانهيار الخدمات العامة وخفض معدلات الجريمة والاحتجاجات المستمرة التى تحولت الى اعمال شغب دامية، وعلى الجانب الآخر فقد أدى صعوده الى شعور بالإحباط من قبل شباب الثورة. صحيفة "يو إس توداى" ذكرت أن فوز مرسي في الجولة الثانية، من شأنه أن يعطي للإخوان احتكارا للسلطات داخل مصر، وأضافت الصحيفة أن كثيرا من المصريين يخشون صعود جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم الذى من شأنه أن يحول البلاد الى دولة اسلامية متشددة على غرار المملكة العربية السعودية، ويعبرون عن شكوكهم حول التزام "الجماعة" بتطبيق قواعد الديمقراطية المنشودة. فى حين رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن النتيجة هى "ارتداد" لأيام النظام القديم والتى كان يجرى فيه التنافس بين القوى العسكرية التى تعد بضمان الاستقرار وبين الاسلاميين الذين يعدون بالجنة عند تطبيق الشريعة. نشرت صحيفة "إيه بى سي" تقريرا قالت فيه إنه على الرغم من أن "مرسي" جاء على رأس القائمة، كان التصويت ضربة قوية لجماعة الاخوان المسلمين، وتسببت فى خيبة أمل كبيرة للجماعة التى تحارب من أجل الوصول الى السلطة. واضافت الصحيفة، أن النتيجة قد خلفت شعورا بالخيانة لدى الاخوان المسلمين كما عمقت الاحساس المسبق لديهم بالاضطهاد وافتقارهم للحلفاء من جموع الشعب المعتدلين. "الواشنطن بوست" رأت أن جولة الاعادة بين الاثنين يمكن أن تولد كثيرا من حالات الاستقطاب والعنف المحتمل، حيث أحدثت النتيجة صدمة كبيرة للاسلاميين والليبراليين على حد سواء، ووفقا للصحيفة فإن "مارينا أوتاواي"، خبير شئون الشرق الاوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، صرحت بأنه على الرغم من أن كلا من المرشحين تعهد لدعم معاهدة السلام مع إسرائيل، فإنه لا توجد مؤشرات تحسم أيا من المرشحين يعتبر الخيارالمثالي لمصالح الولاياتالمتحدة، واضافت أن فوز "شفيق" قد يؤدى الى تقسيم مصر، و فوز "مرسي" قد يؤدى الى تقسيم البلاد ايضا وينذر بحرب أهلية.