التضامن الاجتماعى تشكل فرق عمل مشتركة بين «التدخل السريع» ومشروع «أطفال بلا مأوى» لمساعدة المشردين بعد استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستغاثة الحاجة صفية، التى باتت معروفة باسم مسنة محطة مترو سعد زغلول، والتى كانت تعانى المرض مع برودة الجو رغم كبر سنها، ولم تتوقع أبدًا أن تفاجئها مجموعة من الشرطة النسائية للاطمئنان عليها ليلًا، وقد أبلغوها جملة واحدة فقط، هى: «الرئيس السيسى طلب الاطمئنان عليك ونقلك للمستشفى». ضجة وفرحة كبيرة انتابت جمهور السوشيال ميديا، عقب الإعلان عن تصرف الرئيس الأمر الذى بث روح الأمل فى إنقاذ الآلاف على شاكلة السيدة صفية، وسرعان ما تفاعل المسئولون مع مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس، حيث أطلق صندوق تحيا مصر عددًا من الأتوبيسات فى شوارع وطرقات القاهرة وضواحيها، على مدار الساعة، بهدف البحث عن الغائبين، والمفقودين، والبردانين، وإنقاذ الأطفال بلا مأوى. أما وزارة التضامن الاجتماعى فقد حرصت أن تساعد فى حل الأزمة، ودشنت حملة كبيرة لحماية كبار السن والأطفال بلا مأوى الذين يقيمون فى الشوارع وحمايتهم من موجة البرد القارس، وحرصت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى على رعاية هؤلاء وتوفير حياة كريمة لهم، وإيداعهم دور الرعاية، وتوفير أوجه الرعاية الكاملة لهم، حيث تقوم الوزارة من خلال الوحدات المتنقلة والمجهزة بوسائل ترفيهية بجذب الأطفال من الشوارع، وتوفير مكان ملائم فى حالة عدم وجود أسر لهم، أو مساعدتهم لعودتهم إلى أسرهم بعد تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا فى حال توافر معلومات عن أسرهم، إضافة إلى توفير الإسعافات الأولية، وفحص طبى بالوحدات المتنقلة. وتساعد الوزارة المفقودين لعودتهم إلى أسرهم من خلال التنسيق مع وزارة الداخلية، فى حالة العثور على أى حالة فى الشوارع دون معرفة معلومات عنه، حيث يتم العمل على مساعدته لإعادته إلى أسرته، أو توفير أماكن آمنة يقيمون فيها فى حالة عدم وجود أسر لهم، أو عدم التمكن فى معرفة أى بيانات عن أسرهم، وفى حالة عدم استجابة الحالات التى يتم التعامل معاها للانتقال إلى دور الرعاية يتم تقديم بطانية ووجبة ساخنة لها. ومن المتطوعين، قالت رحمة طارق طالبة الفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة القاهرة، أنها ساهمت بشكل تطوعى فى جمع معلومات عن الأفراد القريبين من مكان إقامتها، والمعروف عنهم أنهم بلا مأوى، وحرصت على عدم نشر المعلومات حول تلك الأسر، واكتفت بإرسال أسمائهم وعناوينهم إلى وزارة التضامن الاجتماعى ليتعاملوا معهم ويحمونهم من برد الشتاء القارس. أوضحت «رحمة» أن فرق الإنقاذ التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى تتكون من إخصائى اجتماعى، وإخصائى نفسى ومسعف، وإخصائى إدارة حالة للتعامل مع الأطفال بلا مأوى المقيمين فى الشارع، حيث يتعامل فريق أطفال بلا مأوى مع الأطفال وجذبهم وبناء الثقة بين الطفل والإخصائى، ويتم العمل على عودة الطفل لأسرته فى حالة معرفة الأسرة، أو نقله إلى دور رعاية فى حالة عدم وجود أسرة للطفل، فى حين يتعامل فريق التدخل السريع بالتعامل مع الحالات من كبار السن والمشردين، وتوفير أوجه الرعاية الكاملة لهم فى دور الرعاية. كما تتلقى فرق التدخل السريع البلاغات الواردة من الخط الساخن للوزارة على أرقام (16439) و(16528) أو من خلال الشكاوى المباشرة من المواطنين على التليفون الخاص بالفريق ( 01095368111) أو من خلال ما يتم رصده عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى. وستكون الوظيفة الأساسية لفريق التدخل السريع المركزى بالقاهرة والجيزة والفرق المحلية فى المحافظات، إنقاذ المشردين ومن هم بلامأوى، وسينضم لهم فريق أطفال بلا مأوى فى المحافظات العشر التى يغطيها البرنامج، وعلى رأسها القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية والمنيا من خلال 17 وحدة متنقلة تضم الأدوات المناسبة لإجراء التدخلات اللازمة، فضلًا عن توفير وجبات ساخنة للحالات التى سيتم التعامل معها. وستشهد الفترة المقبلة تنسيقًا كبيرًا مع الجمعيات الأهلية الفاعلة لتشجيعها على إنشاء دور لرعاية المشردين بجانب تطوير الدور القائمة لاستيعاب أكبر عدد ممكن، حيث تتم حاليًا دراسة عمل تطبيق إلكترونى للإبلاغ عن حالات المشردين لمكافحة هذه الظاهرة.