حلمى بكر: لابد من عمل خطة جديدة وجلب رعاة للمهرجانات المصرية حنان شومان: نحن فاشلون فى تنظيم أى مهرجان ولدينا فقر فكرى ومادى أشرف عبدالرحمن: لا يمكن مقارنة المهرجانات المصرية بالعربية بسبب التقصير فى الدعاية افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، مهرجان القلعة للموسيقى فى نسخته السابعة والعشرين، والذى يقام على مسرح المحكى بقلعة صلاح الدين فى الفترة ما بين 2 إلى 17 أغسطس على مدار 16 يومًا تتضمن 37 حفلًا بمعدل حفلتين أو ثلاث يوميًا، ورغم أن المهرجان حصل على الصفة والشارة الدولية، ليصبح تحت مسمى مهرجان دولى، خاصة أنه يشارك به فرق من 6 دول عربية وأجنبية، وهى «تونس وسوريا وفلسطين والمكسيك والصين وبنما»، حسبما صرح الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية ل«الصباح»، ورغم الشارة فى مهرجان «القلعة»، ووجود عدد كبير من نجوم الطرب والغناء والذى دائمًا ما تستعين بهم مهرجانات الموسيقى العربية، إلا أن المهرجان حسبما أشار عدد من النقاد أنه مغمور بالنسبة للجمهور، فلا يوجد مهرجان موسيقى مصرى ينافس بقوة مهرجانات الموسيقى العربية مثل «موازين» و«جرش» و«بعلبك»، و«قرطاج»، رغم تقديم مصر لمهرجان «القلعة» و«الموسيقى العربية»، ويبقى السؤال لماذا لا يوجد فى بلد الفن والموسيقى مثلها؟! تقول رئيس دار الأوبرا: إن مهرجان القلعة ومهرجان الموسيقى العربية لا يقل شهرة أو حضور عن المهرجانات العربية الكبيرة كمهرجان موازين فى المغرب وجرش فى الأردن، إلا أن ميزانية هذه المهرجانات أكبر بكثير منا، وهو ما نحتاجه من أجل استضافة النجوم الكبار، وحول هذا الأمر، يوضح الدكتور والناقد الفنى أشرف عبدالرحمن، أن السبب الأساسى فى نجاح مهرجانات عربية مثل «موازين وجرش وبعلبك»، وغيرها هو التغطية الإعلامية المتميزة والترويج الكبير لها، والذى لا يحدث لدينا فى أى مهرجان رغم أن لدينا عشرات القنوات الفضائية الكبيرة، لكن يتم الاكتفاء بنقل الحفلات على القنوات الحكومية فقط، مشيرًا إلى أن لدينا مهرجانًا دوليًا كبيرًا، وهو مهرجان الموسيقى العربية والذى لا يعلم عنه الكثير، وهو عبارة عن حفلات ليلية لكبار مطربى الوطن العربى وندوات صباحية تناقش أحدث الدراسات الموسيقية ولكن تنقصه التغطية الإعلامية المناسبة. ويتابع: يعتبر مهرجان القلعة مهرجانًا قوميًا الهدف منه بجانب الموسيقى الترويج السياحى وإلا ما الفرق بين إقامته فى أى من مسارح دار الأوبرا أو إقامته فى مكان سياحى كبير مثل القلعة لكن فى الواقع يتم ترك المهرجان لوزارة الثقافة فقط التى تقدم ما فى وسعها حيث تنظم الحفلات وتتفق مع الفنانين، وهى لا تملك أكثر من ذلك بحكم أن هذه إمكانياتها، فهناك تقصير واضح من وزارة السياحة والآثار والإعلام فى عمل الدعاية والترويج الكامل لمثل هذه المهرجانات، وبالتالى لا تلقى النجاح أو الشهرة التى تلقاها مهرجانات موسيقية كبيرة فى الوطن العربى، لافتًا إلى أن لدينا منتجين فنيين كبار فى مصر، ولابد أن يكون لهم دور كبير فى هذه المهرجانات ولكن إقامة هذه المهرجانات تتطلب إنتاج وتنظيم ضخم مما يولد لديهم الخوف من الخسارة، وبالتالى لابد أن يحدث توافق بين كل الجهات المختصة سواء وزارة الثقافة والسياحة والآثار والقنوات الفضائية الكبيرة والمنتجين الفنيين من أجل تقديم مهرجان فنى سياحى يليق باسم مصر. وبخصوص ارتفاع أجور بعض المطربين يؤكد الدكتور أشرف عبدالرحمن أن معظم النجوم الكبار يوافقون على المشاركة فى هذه المهرجانات بأجور أقل بكثير من أجورهم المعتادة ولكن يحتاجون إلى التنظيم والدعاية والترويج الجيد، وهو ما ينقص أكبر مهرجانات الموسيقى فى مصر، وهما الموسيقى العربية والقلعة حيث يتم تقديم وجبة موسيقية دسمة بكل إمكانيات وزارة الثقافة ولكن ينقصها التنظيم الجيد والترويج الإعلامى التى تستحقه. فى المقابل تقول الناقدة حنان شومان أننا لدينا مشكلة فى تنظيم أى مهرجان سواء موسيقى أو فنى بشكل عام وقد يكون أفضل شىء تم تنظيمه هو مهرجان الجونة بينما باقى المهرجانات ومنها مهرجان القلعة تفتقد التنظيم الجيد. وترجع شومان السبب فى ذلك إلى أننا لدينا فقر فى كل شىء سواء فكرى أو تنظيمى أو دعائى أو مادى فقد فشلت مصر بشكل عام فى الترويج لأى شىء سواء فنى أو سياحى أو حتى الترويج لشخصيات تخوض مناصب عالمية، كذلك لدينا فقر فكرى فى التنظيم والإدارة لإخراج مهرجان بمستوى عالمى يليق بمصر، مؤكدة أن إقامة مهرجان غنائى دولى فى مصر يحتاج إلى تكلفة مادية عالية جدًا لا تستطيع وزارة الثقافة وحدها تحمل الميزانية، ولا نستطيع أن نحمل القطاع الخاص المسئولية بسبب اختلاف ظروف الإنتاج عن سابقها بالإضافة إلى أننا لا نستطيع أن نطلب من النجوم تخفيض أجورهم لأنه مرتبط بفرقة والتزامات أخرى. وتشير إلى أن الفقر المادى يمكن التغلب عليه بالفكر والتنظيم حيث إننا لابد أن نحدد الجمهور المستهدف أولًا، وفى مهرجان القلعة مثلًا الجمهور الذى يريد دفع سعر رمزى لحضور حفلة لنجمه المفضل وهنا علينا أن نختار إما أن نأتى بنجوم أجورهم تناسب العائد القليل من هذه الحفلات وإما أننا نزيد الميزانية لحضور نجوم كبار سواء بزيادة دعم هذه المهرجانات أو عمل خطة دعائية وتنظيمية لعمل مهرجان دولى يليق بالمكان، كما أضافت شومان أننا نستطيع أن نفعل أى شىء لكن لابد من توفر الإرادة والفكر والتنظيم والدعاية الجيدة. بينما يقول الملحن حلمى بكر إن السبب فى عدم شهرة مهرجان القلعة كباقى المهرجانات العربية يرجع لكونه مهرجانًا وظيفيًا وليس مهرجانًا جماهيريًا، على الرغم أنه لابد أن يكون مهرجانًا عالميًا بحكم مكان إقامته، لكن ينقصنا الاستعانة بشركات راعية ومنظمة، مشيرًا إلى أنه يتم الإعداد من الآن لمهرجان الموسيقى العربية، وأوصى فى أول اجتماع أن يتم عمل خطة جديدة وضرورة الاستعانة برعاة للمهرجان لأن الفكر القديم سوف يؤدى بالمهرجان إلى الهاوية.