عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر .. عاصمة الطرب بلا مهرجان غنائي
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 06 - 2009

تعانى مصر كما تعانى فى أمور كثيرة من تراجع فى مستوى المهرجانات الغنائية، وحتى مع وجود بعض المهرجانات المحدودة فمعظمها يغلب عليها العشوائية، والنزعة الشخصية، والرغبة فى تحقيق المكاسب الخاصة.
ومن هنا أصبحت سمعة المهرجانات المصرية سيئة لأسباب كثيرة أبرزها أن أغلبها يعمل بطريقة «الشحاذة» كما أن المسئولين عنها لا يوفرون الأجواء المناسبة لأى نجم لكى يستطيع أن يقدم إبداعه بسبب تراجع مستوى التقنيات الفنية من صوت، وإضاءة وخلافه. لذلك نجاح المهرجانات العربية مثل موازين، وقرطاج، وغيرهما يجعلنا نحزن كثيرا على المستوى الذى وصلنا إليه فى بلد كان حتى سنوات قليلة عاصمة مملكة الغناء العربى.
طرحنا القضية على بعض المتخصصين. وسألناهم لماذا لا نرى مهرجانا عالميا مصريا للأغنية؟ ويكفى أن مهرجان مثل موازين الذى انتهى قبل أسبوعين حضره 1700 مغنٍ وموسيقى من دول العالم المختلفة من الهند وأمريكا ومصر، واستراليا، وجامايكا، والبرازيل، وفرنسا ونيجيريا، وتونس وغيرها.
دهشة كبيرة نشعر بها لأن وطن أم كلثوم وحليم وعبدالوهاب وقنديل، ورشدى، وعبدالمطلب، وبليغ والسنباطى، وسيد درويش، والموجى والطويل بلا بيت.
الفنان هانى شاكر قال: المهرجانات أصبحت مكلفة وتحتاج لإمكانات مادية كبيرة كما تحتاج إلى نوعية من المسارح مجهزة بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة إلى جانب سعة المسرح، وللأسف نحن لم نفكر فى بناء مثل هذه المسارح وبالتالى لم تعد لدينا البيئة المناسبة لإقامة مهرجانات ضخمة على عكس دول مثل تونس لديها مسرح قرطاج الذى يتسع لأكثر من عشرة آلاف مشاهد وهناك دولة مثل المغرب لديها مسارح تتسع لعشرات الآلاف لأنها دول تهتم بالثقافة والغناء فى الوقت الذى تركنا المسئولون فى مصر وتركوا الشعب للقنوات الفضائية التى قتلت الفن وهى سبب ضياع الفن الذى نعيشه.
وأضاف: أنا ضد المهرجانات أو الحفلات التى تقام فى ملاعب الكرة والساحات لأنها غير مجهزة لمثل هذه النوعية من الحفلات، ليس من المعقول أن نجد دولا فقيرة تنظم مهرجانات كبيرة داخل مدن صحراوية وعلى الحدود ونحن لا نمتلك مهرجانات فى عواصم المدن المصرية، مؤخرا شاركت فى مهرجان مغربى أقيم على حدود موريتانيا ووجدت فيه كل التقنيات الحديثة، وغنيت أمام عشرات الآلاف من المشاهدين الذىن حضروا من جميع المدن المغربية وغيرها من الدول القريبة وهو ما أحدث نوعا من الرواج السياحى لهذه المدينة الصغيرة، يجب على الدولة فى مصر أن تدعم المهرجانات كما يحدث فى الأردن وليبيا وسوريا والجزائر والمغرب.. هذه الدول تعرف قيمة الغناء فى الوقت الذى نحن نهلل لمجرد أن شعبان عبدالرحيم غنى للخنازير، كيف يحدث هذا فى دولة تمتلك تاريخا طويلا مثل مصر؟!
نداء فى.. الهوى
أما الفنان محمد الحلو فأرجع تدهور حالة المهرجانات الغنائية وقلتها إلى نقابة الموسيقيين التى تفرغت لأمور أخرى غير الغناء رغم أن دورها إيجاد المناخ الصحى للغناء وبالتالى فدورها البحث عن كيفية الاتصال بالجهات التى تستطيع أن تنظم مهرجانات ذات مستوى رفيع ودفعها إلى ذلك وقال إن جزءا كبيرا من الأزمة يكمن فى أجهزة وزارة الثقافة التى تفرغت لدعم كيفية تقديم الأوبرات والفنون الغربية فى الوقت الذى عجزت فيه عن تنظيم مهرجان فى مدينة مثل الأقصر أو الغردقة وشرم الشيخ وهى مدن سياحية تستطيع أن تسهم فى نجاح أى مهرجان، وقال إن أزمة المهرجانات فى مصر ليس سببها «الفلوس» لأن هناك دولا أفقر منا تنظم مهرجانات على مستوى عال، كما أن ظهور الرعاة على الساحة الغنائية من شأنه أن يسهم فى صنع مهرجانات حقيقية لكن ما أشاهده الآن هو تسيب واستهتار باسم مصر وقيمتها فى العالم العربى ونحن أحبطنا من تجاهل المسئولين للنداءات التى نطلقها بين الحين والآخر.
نجوم فى المحافظات
الفنان الشاب تامر حسنى بدأ كلامه قائلا: «دى حاجة تحزن!» هل من المعقول أن نظل ليل نهار نسمع كلاما من المسئولين يتحدثون فيه عن الريادة المصرية وتاريخ الفن المصرى والموسيقى أيام الفراعنة وكيف أن المصرى ذواق للفنون ولا يوجد عندنا أى مهرجان غنائى شعبى حقيقى لا محترم ولا حتى غير محترم!! بصراحة أنا حاولت من جهتى وبحدود إمكاناتى أن أذهب وأخطط لحفلات فى جميع محافظات مصر وذلك ضمن حملة «مشوار فى حب مصر» وذلك حتى أصل للمستعمين فى المحافظات الذين لم يشاهدوا قبل ذلك فنانا يغنى فى محافظتهم وفوجئت هناك بإقبال أكبر من المتوقع بكثير، ففى محافظة مثل المنصورة حضر ما يقرب من المائة ألف للحفل.
هذه الناس من حقها أن تشاهد نجومها وهذه مسئولية الدولة ولا أريد أن أسمع من يقول لى إن الإمكانات محدودة! فالحفل لا يتطلب إمكانات جبارة وجمع تكاليف الحفل يمكن بتذكرة بسيطة مادام سيحضره عدد كبير وحضور العدد الكبير مضمون لأن الناس متعطشة لرؤية الفنانين والاستمتاع بالمشاركة فى حفلة حقيقية لا أن يظلوا دائما فى موقع متفرجى التلفاز!! أيضا ببساطة يمكن توفير رعاة لهذه المهرجانات وهناك ألف شركة ستجرى وتقدم عروضا لرعاية المهرجان غير حقوق البث التليفزيونى والتى يمكن أن تغطى وحدها تكاليف الحفل وزيادة، بالتأكيد حفل يشارك فيه محمد منير مثلا ستكون فى نفس أهمية مباراة الأهلى مع الزمالك وستجلب إعلانات ورعاة وستسعى التليفزيونات المختلفة لشراء حق عرضها.
وأضاف تامر: يجب أن ترعى الدولة مهرجانا محترما وساعتها سيشارك فيه كل الفنانين وبدون شروط لأن هذا واجب عليهم وأنا أثق أن الفنانين المصريين كلهم إذا سألتهم سيكون رأيهم مثلى تماما، عندما أذهب للغناء فى مهرجانات عربية وأجد كل هذا الاهتمام منهم بالمسرح والفنان وآدمية الجمهور أحزن فى داخلى وأتحسر لأن مصر أولى أن يقام فيها هذا الحدث.
التنظيم الغائب!
هذا ما قاله الفنانون المصريون، فماذا عن العرب؟ هل لهم شروط معينة للاشتراك فى مهرجان غنائى مصرى؟
نبدأ مع الفنانة نانسى عجرم التى قالت: فى الماضى كنت أشارك فى حفلات ليالى التليفزيون وكنت سعيدة جدا بذلك ولا أعرف سر تفوقها، وأضاف: الشىء الذى تحتاجه مصر لإقامة مهرجان غنائى عالمى هو التنظيم. يجب أن تكون هناك إدارة محترفة حتى تسير الأمور بشكل جيد.
وعن إمكانية غنائها فى ساحة شعبية مثلا قالت: أتمنى ذلك وأوافق عليه فورا.. ساحة شعبية تعنى أن الشعب سيستمع إلىّ دون قيود.. وأنا هدفى الأول هو الشعب ولذلك فإذا عرض علىّ مثل هذا الأمر سأقبل بشروط أقل بكثير من التى أقبلها إذا غنيت فى مسرح. يجب أن يتغير تفكيرنا فليس معقولا أن تقام المهرجانات فى الأوبرا فقط.. يجب أن نصل للناس فى أبسط صورة وأنا على استعداد تام أن أشارك فى مهرجانات ألف فيها محافظات مصر لأن هذا سيجعلنى أصل لقطاع أكبر من الناس.
بدون شعارات
الفنانة سميرة سعيد بدأت كلامها ل«الشروق» قائلة: بالتأكيد أسعد بالمشاركة فى مهرجان غنائى مصرى ولكن الموضوع ليس كلاما وشعارات فقط! يجب أن يكون هذا المهرجان لائقا بسمعة مصر وبقيمة الفنانين المشاركين فيه.. لقد كنت أحزن من المستوى الذى كنت أشاهد به حفلات ليالى التليفزيون فى الماضى، عيوب فى الصوت ومسرح غير مجهز بشكل محترف، ولذلك فأنا أرفض المشاركة فى مهرجان تحت أى مسمى إذا كان سيقام بهذا المستوى..
أنا لن تكون لى شروط مادية للغناء وسط أهلى المصريين ولكنى فى نفس الوقت لن أتنازل عن الشروط التقنية لأننى إذا كنت سأغنى أمام الناس فيجب أن أظهر لهم بشكل جيد لا يسىء لى.. مصر قادرة على إقامة هذا المهرجان ولا أعرف السر فى عدم الاهتمام بهذا الأمر.. مصر هى موطن الفنون الأول فى الوطن العربى ويحزننى عدم وجود مهرجانات فنية ذات مستوى عال فيها، وأضافت سميرة سعيد أنها ترى أن هذه المهرجانات هى الحل الأمثل لمصيبة «الفيديو كليب» فعن طريق تقديمها وتصويرها بشكل محترف سيكون لدى التليفزيونات كنز من الأغنيات المصورة التى تستطيع استخدامها.
بدون شروط
الفنانة الكبيرة أصالة قالت: لا توجد عندى أى شروط للمشاركة فى مهرجان غنائى مصرى شعبى وأضافت: أنا أعلم تماما أننى مدينة بنجاحى لهذا الجمهور ولذلك سيكون من الغباء أن أتعالى عليهم وأضع شروطا كى أغنى وسطهم.. فقط المهم أن يكون مهرجانا ذا تنظيم جيد يليق بمكانة دولة عظيمة مثل مصر، وأضافت مختتمة كلامها: لا أعتقد أن هناك فنانا فى الوطن العربى يمكن أن يضع شرطا واحدا للغناء وسط الجمهور المصرى.
حلم
الفنانة المغربية جنات قالت: قبل أن آتى إلى مصر كنت أسمع كثيرا عن المهرجانات الغنائية التى كانت تقام بها وكان الغناء فى ليالى التليفزيون حلما خاصا عندى.. حتى عندنا فى المغرب كانت السفارة المصرية مختلفة عن بقية سفارات الدول الأخرى، حيث كانت تقام فيها عروض فنية بصفة منتظمة، ولا أعرف لماذا لا يوجد الآن مهرجان غنائى شعبى كبير فى مصر.
منذ أيام نظمت المغرب مهرجان «موازين» الغنائى والذى شارك فيه فنانون من جميع أنحاء العالم.. ما أود قوله بخصوص هذا المهرجان هو أن الحفلات كانت تقام فى ساحات شعبية وكان نصف الحاضرين يدفعون ثمن التذكرة والنصف الآخر يدخلون بالمجان، وكانت هناك حفلات يحضرها مئات الآلاف من جميع أنحاء المغرب.
تخيل لو أقيم فى مصر مهرجان مماثل واستضافت مصر فى أحد حفلاته أكبر نجم فى الوطن العربى وجعل ثمن التذكرة عشرة جنيهات فقط فكم سيحضر الحفل؟ لا أعتقد أنه أقل من مائة ألف مثلا.. مما يعنى أن إيرادات الحفل ستكون مليون جنيه.
الفنان الكبير سيحصل على أجر لن يزيد على مائتى ألف جنيه، مما يعنى أن الحفل فى النهاية كسبان، أما الفنانون الشباب فستكون فرصة جيدة أن يغنوا وسط هذا الجمهور الكبير وساعتها لن يطلبوا أجرا فى الغالب، أيضا المهرجان لا تقتصر الاستفادة منه على إقامة الحفلات.. ولكنه يعد مصدرا مهما لاكتشاف الأصوات الجديدة وإعطائها الفرصة للظهور.. فى المغرب تبدأ الاستعدادات لمهرجان موازين قبلها بأربعة أشهر يتم فيها تنظيم مسابقات فنية فى جميع أنحاء المملكة لاكتشاف الأصوات الجديدة وتتم التصفية حتى يتم اختيار مجموعة من الأصوات تعطى لها الفرصة لتغنى فى حفلات بجوار نجوم كبار حتى يستفيدوا من جمهورهم وبالتالى يأخذون دفعة كبيرة فى بدايتهم.
أزمة فلوس
أما منير الوسيمى نقيب الموسيقيين فقال: يقام فى مصر العديد من المهرجانات مثل «حفل الميوزك آوورد»! ومهرجان الموسيقى العربية والذى تقيمه الأوبرا ومهرجان دكتور عبدالمنعم سعد فى الغردقة والمهرجان الذى يقيمه سمير صبرى فى الإسكندرية.. لكن المشكلة التى تواجه أى مهرجان غنائى فى مصر هى «الفلوس» إذا أردت أن تدعو مايكل جاكسون فهذا متاح إذا كان عندك فلوس!! نحن فى مصر نعانى قلة الموارد والمهرجانات تستلزم تكاليف كبيرة جدا.. لو أعطتنى الدولة ميزانية مثل التى تخصصها لمهرجان القاهرة السينمائى فسأقيم مهرجانا «أجدع منه!!» إنما النقابة لا تستطيع دعم المهرجان لأن النقود الموجودة بها تكفى المعاشات بالكاد!!
مهرجان فى الأقصر
يقول د. سمير فرج رئيس مدينة الأقصر خصص لنا مساحة 1560 مترا داخل أحد المعابد لإقامة مسرح نقيم عليه مهرجان غنائى حدد له مبدئيا شهر فبراير أو مارس المقبل ونحن الآن فى مرحلة التفكير فى كيفية تنظيمه وإخراجه بشكل لائق.
دعم حكومى
المنتج أحمد الدسوقى قال: المهرجانات الكبيرة التى تقام فى الوطن العربى تدعم من حكومات الدول التى تقام بها وذلك لأنها حكومات تدرك قيمة الفنون وما تفعله فى الشعوب.. وأضاف: نحن نملك الإمكانات التى تجعلنا نقيم مهرجانات غنائية عالمية فمثلا الحفلات التى أقيمت بجانب الأهرام لستينج وشاكيرا ألم تكن حفلات ناجحة؟ لماذا إذن لا نقيم مهرجانا فى نفس المكان.. الإسكندرية والساحل الشمالى طوال الصيف إذا أقيم فيها مهرجان غنائى سيكون ناجحا.. شرم الشيخ والغردقة.. أنا ذهبت لمهرجان كان ووجدت أن هذه المدينة حجمها لا يزيد على حجم «جمصة» ولكن لها شهرة عالمية بسبب اهتمام الدولة بها.
وقال: دعنى أقول لك بعض المعطيات التى تجعل أى حكومة قادرة على إقامة مهرجان كبير.. أولا الرعاة، نحن عندنا شركات ومصانع تكسب من وراء الدولة المليارات فلماذا لا يرعوا المهرجان؟ لو افترضنا أن المهرجان فى العام الأول غطى 50٪ من تكاليفه.. ففى عامه الثانى سيغطى تكاليفه كاملة.. وفى العام التالى سيحقق أرباحا.. يجب أن تتعامل الحكومة مع المهرجان كاستثمار طويل المدى.
أما عن القطاع الخاص المتمثل فى المنتجين.. هل تعرف ماذا تفعل فيهم الدولة؟ الدولة تسمح على مرأى ومسمع منها بطبع ألبومات مزورة وتسمح بتحميل الأغانى من الإنترنت.. 70٪ من المجتمع لا يوجد عنده إنترنت.. ملايين الدولارات مهدرة سنويا بسبب تزوير الألبومات.. الدولة تغلق جمع مواقع الإخوان المسلمين وتوجد محكمة أصدرت حكما مؤخرا بإغلاق المواقع الإباحية.. لكن المواقع التى تسرق أغانينا ورفعنا عليها العديد من القضايا؟ عادى جدا! هل وقفت الدولة بجانب صناع الموسيقى؟ لو كانت وقفت بجانبنا كنا سنفكر فى الاستثمار بإقامة مهرجانات لكننا الآن نملك هذه الإمكانات!!
عشوائية غنائية
ويقول المنتج محسن جابر.. إن السبب وراء تراجع المهرجانات المصرية أو عدم وجود مهرجان ينافس المهرجانات الغنائية المنتشرة فى الوطن العربى يعود إلى أن الدولة لا ترغب فى دعم مثل هذه النوعية من الأنشطة الفنية. ولو نظرنا لمهرجانات مثل قرطاج فى تونس، وموازين فى المغرب، وجرش سابقا، وحاليا الأردن بالأردن، وغيرها سوف تجد أن الدولة هى التى تدعم تلك المهرجانات، وبقوة لأنهم يدركون قيمة هذا الفن. لكن ما يحدث عندنا مجموعة من المهرجانات الضعيفة التى تتسم بالعشوائية، وهى أقرب للشكل المحلى، والإقليمى من الشكل الدولى، والعالمى، وجميعها محدود الإمكانات. لذلك كل القائمين عليها فى مصر يسعون لتحقيق مكاسب لأنفسهم. لذلك لابد من تدخل الدولة لأننا نعيش عصرا غنائيا متعثرا، وعشوائيا، نحن فى حاجة إلى انتفاضة فى هذا الاتجاه مثل التى أحدثتها السيدة سوزان مبارك التى تتبنى فكرة إزالة العشوائيات العمرانية، ونحن بدورنا نطالب بعمل ذلك فى الغناء.. لأننا نعانى هذه العشوائية منذ 20 عاما.
وأعتقد أن قياس حضارة الدول تقاس بمدى تقدمها الغنائى والموسيقى. عبدالوهاب عندما زار ألمانيا منحوه اسطوانة لبيتهوفن وقالوا له لم نجد أفضل من تلك الاسطوانة لكى نكرمك بها. هذه هى نظرة الدول العظمى للفنون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.