الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء : عدد سكان العالم سيصل 8.9 مليار نسمة بحلول 2035    رئيس قناة السويس: قرار تخفيض الرسوم مدروس وهذا حجم الخسائر في 18 شهرا    النائب عاطف مغاوري: لا لطرد مستأجري الإيجار القديم من ملاك جدد اشتروا بأبخس الأثمان لبناء الأبراج    شريف عامر: جفاء وتوتر في العلاقة بين اسرائيل وامريكا    إعادة إعمار غزة على رأس اهتمامات القمة    موعد مباريات اليوم الجمعة 16 مايو 2025| إنفوجراف    تعليم دمياط يرفع حالة الاستعداد القصوى لامتحانات نهاية العام الدراسي    السجن المشدد 10 سنوات ل13 متهما لسرقتهم سيارة بها 790 تليفون محمول بالإسكندرية    أحمد سامي يكشف دور لجنة مصر للأفلام في تبسيط إجراءات تصوير الأعمال الفنية العالمية    راغب علامة يطرح أغنية «ترقيص» | فيديو    إسبانيول ضد برشلونة.. شوط أول سلبى فى موقعة حسم لقب الليجا    سباك يحتجز ابنته ويعتدي عليها جنسيًا لمدة 10 أيام في الحوامدية    قطع الكهرباء عن 15 منطقة في بنها للصيانة (الموعد والمناطق المتأثرة)    تشويش إلكتروني وعاصفة جيو مغناطيسية.. خبير يحذر من تداعيات الانفجارات الشمسية بهذا الموعد    أسامة كمال فى ذكرى "النكبة": "كل سنة والعالم ناسى" مساء dmc    تامر حسنى يطرح أغنية المقص مع رضا البحراوي من فيلم ريستارت.. فيديو    «الحمل Tiktok» و«الأسد YouTube».. اعرف إنت أبليكيشن إيه على حسب برجك    وزير التعليم يتخذ قرارات جريئة لدعم معلمي الحصة ورفع كفاءة العملية التعليمية    "ملف اليوم" يسلط الضوء على غياب بوتين عن مباحثات السلام مع أوكرانيا بتركيا    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    خبير دولي: روسيا لن تتراجع عن مطالبها في أوكرانيا.. والموارد تلعب دورًا خفيًا    المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يناقش عدد السكان 2027 مع تحالف العمل الأهلى    شكرًا للرئيس السيسي.. حسام البدري يروي تفاصيل عودته من ليبيا    «ملامح من المنوفية» فى متحف الحضارة    وفد اللجنة الأولمبية يدعم اتحاد الدراجات ويشيد بتنظيم بطولة أفريقيا للمضمار    ما حكم الأذان والإقامة للمنفرد؟.. اعرف رد الإفتاء    هل يجوز الزيادة في الأمور التعبدية؟.. خالد الجندي يوضح    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة مطروح لجميع المراحل (رسميًا)    بمشاركة واسعة من المؤسسات.. جامعة سيناء فرع القنطرة تنظم النسخة الثالثة من ملتقى التوظيف    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    دايت من غير حرمان.. 6 خطوات بسيطة لتقليل السعرات الحرارية بدون معاناة    ضبط سيدة تنتحل صفة طبيبة وتدير مركز تجميل في البحيرة    تعزيز حركة النقل الجوى مع فرنسا وسيراليون    لابيد بعد لقائه نتنياهو: خطوة واحدة تفصلنا عن صفقة التبادل    تيسير مطر: توجيهات الرئيس السيسى بتطوير التعليم تستهدف إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات    تحديد فترة غياب مهاجم الزمالك عن الفريق    محافظ الجيزة: عمال مصر الركيزة الأساسية لكل تقدم اقتصادي وتنموي    إحالة 3 مفتشين و17 إداريًا في أوقاف بني سويف للتحقيق    الأهلي يبحث عن أول بطولة.. مواجهات نصف نهائي كأس مصر للسيدات    تصل ل42.. توقعات حالة الطقس غدا الجمعة 16 مايو.. الأرصاد تحذر: أجواء شديدة الحرارة نهارا    لانتعاش يدوم في الصيف.. 6 إضافات للماء تحارب الجفاف وتمنحك النشاط    موريتانيا.. فتوى رسمية بتحريم تناول الدجاج الوارد من الصين    "الصحة" تفتح تحقيقا عاجلا في واقعة سيارة الإسعاف    أشرف صبحي: توفير مجموعة من البرامج والمشروعات التي تدعم تطلعات الشباب    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    رئيس إدارة منطقة الإسماعيلية الأزهرية يتابع امتحانات شهادة القراءات    خطف نجل صديقه وهتك عرضه وقتله.. مفاجآت ودموع وصرخات خلال جلسة الحكم بإعدام مزارع    إزالة 44 حالة تعدٍ بأسوان ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال26    فرصة أخيرة قبل الغرامات.. مد مهلة التسوية الضريبية للممولين والمكلفين    شبانة: تحالف بين اتحاد الكرة والرابطة والأندية لإنقاذ الإسماعيلي من الهبوط    فتح باب المشاركة في مسابقتي «المقال النقدي» و«الدراسة النظرية» ب المهرجان القومي للمسرح المصري    جهود لاستخراج جثة ضحية التنقيب عن الآثار ببسيون    تعديل قرار تعيين عدداً من القضاة لمحاكم استئناف أسيوط وقنا    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    مؤسسة غزة الإنسانية: إسرائيل توافق على توسيع مواقع توزيع المساعدات لخدمة سكان غزة بالكامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زمن «أغانى المهرجانات» بلا مهرجان للأغانى
نشر في المصري اليوم يوم 17 - 03 - 2018

كنا فى الماضى منارة الموسيقى والغناء فى الوطن العربى، وأفريقيا، بل والشرق الأوسط، وكانوا هم- أشقاء تلك المناطق- يحلون ضيوفًا على مصر، وينظرون لنا بعين حائرة ما بين الإعجاب والاندهاش، لما نقدمه لهم وللعالم من فن وموسيقى وأغان وأغنيات ومطربين، واليوم، أصبحنا كالسائل المُلِح الساعى للاشتراك فى أى مهرجان يقام فى الخليج يمينًا، أو قرب المحيط فى أقصى اليسار، وبتنا لا يغطى عورة فراغ خريطتنا الفنية- من مهرجانات الأغانى- سوى مهرجان الموسيقى العربية، الذى لولاه، لوقفنا كما خُلقنا.
كثيرون هم من يستنكرون إطلاق اسم «زمن أوكا وأورتيجا» على موسيقى هذا العقد، ويزيدون بوصف ما يَطلق عليه الشباب «أغانى المهرجانات» بأنها تسىء للذوق العام وتلوث الأذن، ويكتفى هؤلاء بتصريحات محلية مستهلكة تملأ بها الفضائيات هواها، ثم يذهب كل منهم إلى منزله وينعم بنوم عميق، وتغلق الأفواه إلى حين استضافة أخرى فى برنامج جديد، وبين هذا وذاك، لا عين رأت ولا أذن سمعت عن محاولة جادة لتدشين مهرجان غنائى دولى على أرض مصر، أو حتى إعادة إحياء فعاليات مهرجان «القاهرة الدولى للأغنية»، لمحاربة ما يعتبرونه دائمًا «إساءة لسمعة مصر».
خلال نهاية التسعينيات، وبداية الألفية، وفى عهد الراحل ممدوح البلتاجى، وزير السياحة، كان هناك كيان كبير اسمه «مهرجان القاهرة الدولى للأغنية»، كانت ترعاه وتدعمه ماليًا وتنظيميًا وزارة السياحة، ويقام فى مركز المؤتمرات، قبل انتقاله إلى وزارة الاستثمار، كان المهرجان معترفًا به ومكتسبًا للصفة الدولية من منظمة «فيدوف»- اختصار «الاتحاد الدولى للمهرجانات الغنائية»- وخلال فعاليات هذا المهرجان الكبير رفعة وأهمية، كانت مصر تستقبل كبار المغنين فى العالم وليس فى الوطن العربى فقط، وتقام ورش ومؤتمرات يومية على هامش فعالياته، وكان ذلك يساعد بالطبع على الترويج للسياحة، وإرسال رسالة دولية باستقرار مصر وانفتاحها على العالم وتحدثها بلغة يعرفها الجميع، لغة الغناء والموسيقى والثقافة.
منذ غياب هذا المهرجان المهم عام 2005، بدورته الحادية عشرة، تفرغنا لمتابعة أمرين، أولهما، اهتمام مؤسسات البلدان الشقيقة المجاورة بإقامة مهرجانات غنائية دولية تستضيف مغنين ومطربين من كل العالم، تلقى رعاية حكومية، وتحظى بشهرة واهتمام إعلامى، وثانيهما، توغل «أغانى المهرجانات» إلى أفلامنا ومسلسلاتنا وأخيرًا إعلاناتنا، وخلال تلك الفترة، صعد نجم مهرجانات عديدة حولنا. وما بين «موازين» المغربى، و«قرطاج» التونسى، و«جرش» الأردنى، و«هلا فبراير» الكويتى، و«ليالى دبي» الإماراتى، و«الجندرية» السعودى، يؤكد المشهد أننا متمسكون فقط بالمتابعة، وكأننا اكتفينا بهذا الدور لنا.
هانى شاكر: لدينا فضائيات تدعم السينما وعليها دعم الغناء
أبدى الفنان هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية، حزنه لعدم وجود مهرجان دولى للأغنية فى مصر، مؤكدًا أنه طالب من قبل عدة مرات بضرورة وجود مهرجان دولى قوى للأغنية، مدللًا على أهمية هذا المهرجان، برعاية ملك المغرب شخصيًا لعدد كبير من المهرجانات الغنائية التى تقام فى بعض المحافظات المغربية. وتساءل نقيب المهن الموسيقية: «لماذا لا يكون هناك مهرجان غنائى فى كل محافظة؟، لنبدأ مثلًا بمهرجانين فى أسوان والأقصر خلال فصل الشتاء، وخلال أشهر الصيف يكون هناك مهرجانات فى الإسماعيلية والإسكندرية، والغردقة، وشرم الشيخ، ولك أن تتخيل أن يقام مهرجان للغناء عند سفح الأهرامات، وتظهر الآثار فى الخلفية، هذا خيال بالنسبة للغرب، فى الحقيقة بلدنا جميل وبه مناطق وشواطئ يتمنى كل العالم زيارتها، وعلينا أن نستفيد من ذلك».
وطالب «شاكر» أن تدعم كل محافظة مهرجانا يقام على أرضها، وأن تتولى قناة فضائية رعاية مهرجان واحد خلال العام، وتكون مسؤولة عن الاتفاق مع النجوم، مضيفًا: «لدينا بعض القنوات الخاصة تدعم بالفعل مهرجانات سينمائية، وعليهم أن يدعموا مهرجانات الغناء أيضًا، فى النهاية تسويق لمصر».
وقارن نقيب الموسيقيين بين مصر والمغرب، من حيث التعداد مقابل عدد المهرجانات قائلًا: «حزين جدًا أن الشعب المصرى يقترب تعداده من 105 ملايين نسمة تقريبًا ولا يجد سوى مهرجان الموسيقى العربية، المغرب مثلًا بها مجموعة كبيرة من المهرجانات التى ترعاها الدولة رغم أن تعداد سكانها أقل كثيرًا منا، فى الحقيقة المقارنة لن تكون فى صالحنا وسنشعر بالتقصير، لكنهم هناك مهتمون بحركة الثقافة والفنون، ويجب علينا أن نساعد الجهات الكبيرة مثل وزارتى السياحة والثقافة لتنفيذ هذه المشاريع المهمة، تمامًا كما يحدث فى مهرجانات تونس أو المغرب التى تجد رعاية شخصية من الملك، ويتكاتف الجميع لإنجاحها، خاصة أن ذلك سيدعم توجهات الدولة».
وقدم هانى شاكر، بصفته النقابية مبادرة لتنفيذ مهرجان دولى قوى كخطوة أولى قائلًا: «للأسف، النقابة وحدها لا تستطيع أن تفعل كل شىء، لكن وانطلاقًا من حديثنا، أقدم مبادرة واضحة بتقديم كل إمكانيات نقابة المهن الموسيقية تحت أمر أى جهة جادة تسعى جديًا لإحراز تقدم فى موضوع مهرجانات الأغانى، وعلى استعداد للتنسيق بين هذه الجهة وبين كل مطربينا فى كل الأمور الفنية، لكن النقابة وحدها صعب، ويا رب نجد هذه الجهة».
حمدية حمدى: الحفلات الفردية لنجوم العالم فى مصر لا تنقل الصورة الكاملة
من جانبها، قالت الإعلامية القديرة حمدية حمدى، التى سبق أن شاركت كعضو لجنة تحكيم فى عدد كبير من المهرجانات الغنائية داخل وخارج مصر، ومقدمة البرنامج الغنائى الشهير «العالم يغنى»، الذى كان يعرض على شاشة التليفزيون المصرى لسنوات طويلة، إنها تفتقد بشدة وجود مهرجان دولى للأغنية كما كان يحدث من قبل، موضحة أنها أسست من قبل مهرجانا يحمل اسم «العالم يغنى» بين عامى 1998 و1999، وكان يقام فى حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، مضيفة: «كان وزير الإعلام حينها صفوت الشريف، وحضر فعاليات المهرجان عدد كبير من سفراء دول العالم، واستضفنا عددا كبيرا من الدول، لكن للأسف منذ ذلك الوقت لم نشهد مهرجانا دوليا بمعنى الكلمة للأغنية».
وأضافت: «كنا نهتم قديمًا بمهرجانات الأغنية، وكان هناك مهرجان الأغنية للطفل، ونجح هذا المهرجان فى ظهور عدد كبير من المواهب الذين أصبحوا نجومًا فيما بعد، وكنا نشارك أيضًا فى مهرجانات غنائية دولية، ونحصد عددا كبيرا من الجوائز، وللأسف لا يوجد لدينا الآن سوى مهرجان الموسيقى العربية، وأتمنى أن نعيد إحياء مهرجان القاهرة الدولى للأغنية مرة أخرى».
واقترحت «حمدى» أيضًا إعادة إحياء المهرجان الدولى للأغنية لدول البحر المتوسط، الذى كان يقام فى الإسكندرية: «يجب أن تتكاتف وزارتا السياحة والثقافة مع هيئة تنشيط السياحة، لدفع إقامات الفنانين، وتذاكر الطيران، لا أعلم سبب الفتور تجاه مهرجانات الأغانى».
واعتبرت الإعلامية القديرة، أن الحفلات الفردية التى تقام لعدد كبير من النجوم العالميين لا تكفى، لكن هذه الحفلات لا ترقى أن يطلق عليها مهرجان لغناء نجم واحد فقط، مضيفة: «مصر نظمت حفلات بالفعل لفنانين عالميين على مر السنوات مثل داليدا وديمس روسوس وخوليو إجلاسيوس، لكن إقامة مهرجان يضم عددا كبيرا من النجوم أمر مختلف، وله أثر إيجابى كبير».
وأكدت: «أهتم بهذه القضية بكل جوارحى، وعلى استعداد لقبول أى مهمة كمساعدة منى ودون أى مناصب فى سبيل عودة هذا المهرجان، خاصة أن إقامة المهرجان تفتح لنا أبوابًا خارجية للمشاركة فى فعاليات مماثلة، وسبق أن اصطحبت معى دنيا سمير غانم، عندما كانت طفلة، وغنت فى مهرجانين بتركيا وأوزبكستان، على ما أتذكر وحصلت على جائزة، وتكرر الأمر مرة أخرى مع غادة رجب».
سمير صبرى: يجب أن نؤمن بقيمتها وهيئة تنشيط السياحة عليها الدور الأكبر
بالاستفسار من الفنان سمير صبرى، مؤسس مهرجان الإسكندرية الدولى للأغنية لدول البحر المتوسط، عن سر غياب المهرجانات الغنائية عن مصر، قال: «مهرجان يعنى أموالاً، ولتؤسس مهرجانا قويا ويستمر يجب أن يكون هناك إيمان بقيمة المهرجانات السياحية الغنائية، ولا يمكن أن ينجح مهرجان دولى للأغنية دون تنسيق واضح ومسبق بين الإعلام ووزارتى الثقافة والسياحة، بالإضافة إلى هيئة تنشيط السياحة، لأن هذه الفعاليات تترجم إلى دخل قومى، وتتحول إلى دعاية أفضل مائة مرة من مليون نشرة سياحية».
وأعاد «صبرى» الذى سبق أن شارك عضو لجنة تحكيم، وعضواً منظماً فى مهرجان القاهرة الدولى للأغنية، مع وجدى الحكيم، والموسيقار حلمى بكر، نجاح دورات مهرجان القاهرة للأغنية السابقة إلى رعاية ممدوح الليثى له، بالإضافة إلى التمويل الكبير الذى كانت تقدمه وزارة السياحة، مضيفًا: «سبب نجاح الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، هو رعاية قناة dmc للفعاليات، وأنهم من نسقوا مع الممثلين الأجانب والضيوف، مما ساعد على ظهور المهرجان بشكل محترم». وأضاف: «التمويل والدعم أهم عاملين لنجاح أى مهرجان، ونحن نؤسس مهرجانات فى الأصل لرفع اسم مصر فى المنطقة والعالم، حتى نظل رواد الفن ونحتفظ بهوليوود الشرق، وأتمنى أن يكون لدينا مسرح دائم بمنطقة أبوالهول تقام عليه مهرجانات الأغانى، يوازى جرش وموازين وبعلبك، لأننا من بدعنا هذه الفعاليات فى الأساس».
وقال: «سبق أن أنشأت مهرجان الإسكندرية الدولى للأغنية منذ عام 2001 حتى 2010، وشارك به عدد كبير من الدول مثل فرنسا وإيطاليا وتركيا وإسبانيا واليونان، بالإضافة إلى كل الدول العربية المطلة على البحر المتوسط، وكانت تعقد مسابقات للأغانى خلال فعالياته، وكان له مردود سياحى كبير، خاصة أن معظم تليفزيونات أوروبا كانت تصور حفلاته». وأضاف: «النشاط السياحى الناتج عن مهرجان الإسكندرية كان يأتى من اهتمام وسائل الإعلام الخارجية بفعاليات المهرجان، خاصة كنا نكرم نجومًا كبارا مثل ماجدة الرومى ووديع الصافى وصباح من لبنان، وسميرة سعيد من المغرب، ولطيفة ولطفى بوشناق من تونس، بالإضافة إلى شارل أزناجور من فرنسا، وجالياردو من إيطاليا، وبالطبع لا أتذكر كل الأسماء حاليًا».
وكشف أن قلة الدعم سبب توقف مهرجان الإسكندرية بعد 9 دورات تقريبًا يعود ذلك إلى عدم حصول إدارة المهرجان فى ذلك الوقت على أى دعم من أى جهة، وهو ما اعتبر عكس ما يحدث فى مهرجانات المغرب: «كان التليفزيون المصرى يصور فعاليات المهرجان وينقلها، خاصة الافتتاح والختام، ويدفع مبلغا زهيدا جدا، لا يكفى أى شىء».
حملى بكر: البعض يتعامل معها باعتبارها «حاجة عيب».. وهذه شروط النجاح
ثار الموسيقار حلمى بكر، أثناء الحديث معه عن أسباب عدم وجود مهرجان دولى للأغنية فى مصر، مبديًا اندهاشه من عدم تفكير أى جهة مسؤولة فى تأسيس مهرجان دولى للأغنية، منذ آخر دورات مهرجان القاهرة، بكل ما له من أهمية، ليكمل الدور الذى يلعبه مهرجان الموسيقى العربية، وقال: «إحنا عندنا موظفين مالهمش علاقة بثقافة المهرجانات ولا يعرفوا يعنى إيه مهرجانات، همه اتحطوا فى مكان ولما اتقالهم اعملوا مهرجان اتكسفوا يقولوا مانعرفش، فخربوها، ولذلك ماعندناش ولا مهرجان كويس للأغنية غير (مهرجان الموسيقى العربية)».
وأضاف: «أصبحت مهمتنا جميعًا الحديث فى كل شىء وعن أى شىء باستثناء الفن والثقافة، إمارة دبى لم يكن لديها أى مهرجان، انظر لها الآن، لديها مهرجان سينمائى كبير ومهرجان غنائى كبير، وكل دول العالم العربى لديها مهرجانات للأغنية ما عدا إحنا، (أصل ده عيب وكِخ ومحتاج تمسكه بكلينكس».
وانتقد الموسيقار الذى سبق أن شارك كعضو لجنة تحكيم فى عدد كبير من المهرجانات، الطرق «غير الشريفة» التى يستغلها البعض أثناء تنظيم حفلات قائلًا: «للأسف بعض من ينظمون حفلات الآن يتوجهون إلى جمعية أهلية، ويحصلون منها على خطاب ليتم إعفاء الحفل من الضرائب، للأسف أصبحنا نستخدم وسائل غير شريفة حتى ونحن ننظم حفلا غنائيا، بلا مهرجانات بلا نيلة». كما اعترض على فكرة دخول القنوات الفضائية كرعاة للمهرجانات الغنائية كأحد أنواع الدعم المالى واللوجيستى قائلًا: «القنوات ما هى إلا كاميرا تنقل للمشاهد الصورة، ولا تملك أى خبرة ولا ثقافة لتنظيم مهرجانات دولية، يجب أولًا تأسيس مكاتب فنية داخل هذه الفضائيات تُكلف بدراسة وتنظيم المهرجانات، ويكون بها كل التخصصات». وأضاف: «يجب أن تتوحد وزارات السياحة والثقافة والإعلام لخروج مهرجان غنائى دولى بشكل مشرف، لأن هذا ألف باء مهرجانات، ودون هذا لن تستطيع جهة بمفردها تنفيذ حدث يشرف مصر». ورفض «بكر» الاشتراك فى إدارة أى مهرجان مقبل، قائلًا: «أى جهة تنظم مهرجانًا سيكون لديها اليد العليا، وده مش هاينفع».
رئيس دار الأوبرا: مسارحنا مفتوحة أمام أى اتفاق به شقان فنى وقانونى
من جانبه، شدد دكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا، على أهمية مهرجانات الأغانى للترويج السياحى، خاصة فى ظل استقرار الدولة، مؤكدًا ضرورة دراسة هذه الفكرة الآن مع المسؤولين المعنيين بالموسيقى والغناء الغربى وليس العربى، موضحًا: «لدينا مهرجان الموسيقى العربية، وهو مهرجان قوى بالفعل، ويأتى إليه كل النجوم العرب، وكل الدول الشقيقة يتمنى مطربوها الغناء ضمن فعالياته، لكن هناك ضرورة فعلية لوجود مهرجان غنائى دولى، وحاليًا نحاول تعويض غياب مثل هذا المهرجان ببعض الأنشطة مثلما سيحدث خلال الدورة المقبلة لمهرجان القلعة، والذى من المحتمل أن يشارك به مجموعة من فرق الغناء من عدة دول أجنبية، مثل المكسيك وبنما».
واستطرد: «لكن إذا كان الحديث عن مهرجان دولى للموسيقى العالمية والغناء يضاهى مهرجان القاهرة الدولى للأغنية، سنكون فى حاجة إلى دعم كبير، من جهات كثيرة، بداية من هيئة تنشيط السياحة إلى وزارتى الثقافة، والسياحة، ونقابة الموسيقيين، ويجب أن نتكاتف جميعًا ونتشارك فى مشروع كهذا ليكون مهرجانا مميزا، خاصة فى ظل وجود مهرجانات غنائية دولية بجوارنا تصرف أموالًا كثيرة».
وأضاف: «نحن جهة لديها أجندة ضخمة بميزانية قليلة، ورغم تواجد الجمهور فى معظم فعالياتنا، لكن ذلك لا يغطى التكاليف بالطبع».
ورحب «صابر» بدخول القنوات الفضائية لرعاية مثل هذا الحدث، موضحًا: «إذا كان هناك اتفاق واضح به شقان فنى وقانونى يضمن لكل الأطراف حقوقها، ففى هذه الحالة نحن نفتح مسارحنا لكل جاد، ومن جانبى سأسعى الفترة المقبلة لمناقشة هذه الفكرة مع وزيرة الثقافة، ولو هناك إجراءات للتنفيذ سنكون نحن أول من ندخل ضمن آلية التنفيذ».
وزيرة السياحة: إعادة تقييم للمهرجانات التى ترعاها الوزارة
ونظرًا لتطرق عدد ممن تحدثنا معهم عن إعادة إحياء المهرجان، إلى الدور الكبير الذى كانت تقوم به وزارة السياحة فيما قبل، من تنظيم ورعاية مهرجان القاهرة للأغنية، كان ولابد من سؤال الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، عن دور الوزارة الفترة المقبلة، فى دعم مهرجانات الغناء، خاصة فى ظل رعاية الوزارة، متمثلة فى هيئة تنشيط السياحة، لعدد من المهرجانات السينمائية.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، ل«المصرى اليوم»، إن الوزارة تهتم كثيرًا بالفنون والثقافة، وتدعم وترعى عددا كبيرا من الأنشطة الثقافية والفنية، لعل آخرها فعاليات «الأقصر عاصمة الثقافة العربية»، مضيفة أن الوزارة فى تواصل دائم مع الهيئات والمؤسسات المعنية، لدعم مثل هذه الفعاليات الفنية الثقافية. وأضافت: «سيكون هناك فى الفترة المقبلة إعادة تقييم إن شاء الله لكل ما تقوم به وزارة السياحة، وسنعلن أولًا بأول كل المستجدات الخاصة بهذا الصدد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.