«اليأس ضعف وخوف جبان، لكن الأمل مفتاح بيبان، يا تكون قد الحياة، يا تعيش وحيد وسط الدروب»، هذه كلمات أغنية فيلم أمير الظلام، غناها مدحت صالح، للحث على التمسك بالأمل والإصرار والعزيمة، حتى إن كان الشخص لديه إعاقة فى جسده، هذه الكلمات تصف حال «وردة» بطلة الحدوتة، التى رغم إعاقتها وجلوسها على كرسى متحرك إلا أن قلبها ما زال ينبض بالحياة وعقلها يرفض الاستسلام. من الصعب هزيمة إنسان من ذوى الإعاقة لم يهزمه اليأس من داخله؛ فهذا الكرسى المتحرك ونظرات الناس البائسة قد تمنحه تحديًا يجعل منه إنسان أجمل وأرقى، فيصبح كتلك الوردة التى تزهر كل يوم متحدية الشوك الذى ينمو حولها. استطاعت وردة محمد، بسنوات عمرها التى لم تتعد 23عامًا، من محافظة مطروح، أن تتحدى الإعاقة وتصبح أصغر رئيس مجلس إدارة فى مصر، فقد ترأست مجلس إدارة جمعية لرعاية ذوى الإعاقة بمحافظة مطروح وأصبحت عضو بالمجلس القومى للمرأة لتمثيل المرأة ذات الإعاقة بالمحافظة، إلى جانب كونها لاعبة الكاراتيه الأولى فى المحافظة على كرسى متحرك. فى الثانية عشرة من عمرها، فوجئت «وردة» بألم شديد فى ظهرها وتعرضت لتشخيص خاطئ من أحد الأطباء، لترجع إلى منزلها بعد مكوثها فى المستشفى 4 شهور على كرسى متحرك. «كان كل همى أجرى وألعب زى زمان».. بتلك العبارة استكملت وردة قصتها، وتابعت: «أصبحت لا أخرج من المنزل لمدة عام كامل لا مدرسة ولا أصدقاء ولا حياة؛ إلى أن قررت أننى أن أتغير، فأنا أستطيع وحددت أهدافى والحمد لله تحققت». وأضافت: «رغم أننى واجهت العديد من المصاعب، ففى الشارع كنت أسمع عبارات مؤلمة وكنت أرى نظرات الشفقة والكثير من الأبواب أغلقت فى وجهى وكانت أسهل العبارات: خليكى فى بيتك أحسن، لكننى تحديت كل هذا، وقررت أن أحول كل نظرات الشفقة والعطف إلى حب وإعجاب، وبدأت بوزنى وفقدت وزنى الزائد فى 6شهور، والذى كان وصل فى ذلك الوقت إلى 100 كيلو، وأحببت أن أكون عضوًا فعالًا فى المجتمع وأخدم من يعانون مثلى من الإعاقة، وواجهت أهلى وحاربت كثيرًا حتى أستطيع أن أحقق أهدافى، وقد كان، فحصلت على العديد من التكريمات فى المرحلة الإعدادية والثانوية إلى أن حصلت على بكالوريوس التجارة فى إدارة الأعمال». وقالت: «أسعى للوصول لهدفى الأكبر وهو حصولى على الدكتوراه وأكون وزيرة أو أفضل مديرة مكتب محاسبة على مستوى الجمهورية، فرغم أننى ما زلت على كرسى متحرك لكننى لا أشعر بأنى مريضة أو أى شىء يعوق حياتى العلمية والعملية، فدائمًا كنت أردد بأن المعاق الحقيقى هو من عجز عن عبادة ربه وليس من عجز عن الحركة، فأنا ملكة على كرسى متحرك».