سفير رواندا: المجازر راح فيها مليون مواطن.. ويؤكد: نستطيع إعادة بناء الثقة والتسامح وفيلم وثائقى يعرض تاريخ الأزمة.. وشموع لإحياء ذكرى المجازر احتفلت سفارة رواندا فى القاهرة، الأسبوع الماضى، بالذكرى ال 24 للمجازر المروعة التى شهدتها عام 1994، وذلك فى فندق كونراد القاهرة، بحضور العديد من المسئولين المصريين والأفارقة، والمواطنين الروانديين. وشهدت الاحتفالية، العديد من الأحداث، بدأت بكلمة لبعض المسئولين الروانديين، ثم عرض فيلم باللغة الإنجليزية، للأحداث منذ فقدت ألمانيا سلطتها الاستعمارية على رواندا خلال الحرب العالمية الأولى ثم وضع الإقليم تحت الإدارة البلجيكية. وكشف الفيلم الوثائقى الذى احتوى على شهادات من ضحايا المجازر ومسئولين من فرنسا وبلجيكا والأممالمتحدة، عن أسباب الأزمة وبدايتها ومدى تأثيرها على الشعب الرواندى وتقسيمه، وتعرض طائفة التوتسى إلى القتل والتعذيب على يد طائفة الهوتو. حيث بدأت الأحداث فى نوفمبر 1959، حيث اندلعت أحداث العنف وثورة للهوتو تم فيها قتل المئات من التوتسى وتشريد الآلاف وإجبارهم على الفرار إلى البلدان المجاورة، التى انتهت بنهاية سيطرة التوتسى، وبحلول عام 1962، وعند حصول رواندا على استقلالها، كان 120 ألف شخص، معظمهم من أبناء طائفة التوتسى، قد لجأوا إلى إحدى دول الجوار هربًا من العنف الذى صاحب مجيئ طائفة الهوتو التدريجى إلى السلطة. وجاء بالفيلم الوثائقى، أن حلقة جديدة من الصراع والعنف الطائفى استمرت بعد الاستقلال، وبدأ اللاجئون من التوتسى فى تنزانيا فى شن عشرات الهجمات على أهداف للهوتو وحكومته لاسترداد مواقعهم السابقة فى رواندا. وفى أكتوبر 1990، شنت جبهة شكلتها طائفة التوتسى فى أوغندا، هجومًا كبيرًا على رواندا بقوة تضم 7 آلاف مقاتل، وبسبب هجمات الجبهة التى شردت الآلاف، وبفعل لجوء الحكومة إلى سياسة دعائية استهدافية عامدة، جرى وصم جميع أبناء التوتسى داخل البلد بأنهم شركاء للجبهة، ووصم جميع الهوتو الأعضاء فى أحزاب المعارضة بأنهم خونة، واستمرت وسائل الإعلام، خاصة الإذاعة، فى نشر إشاعات لا أساس لها من الصحة؛ ما أدى لتفاقم المشاكل العرقية. واستمرت تلك الأزمات، وفى أغسطس 1993، ومن خلال جهود تحقيق السلام التى قامت بها منظمة الوحدة الأفريقية وحكومات المنطقة، بدا وكأن التوقيع على اتفاقات السلام فى أروشا قد وضع حد للصراع بين الحكومة، التى كانت فى قبضة الهوتو آنذاك، والجبهة الوطنية الرواندية المعارضة، وفى أكتوبر 1993، أنشأ مجلس الأمن بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة إلى رواندا وأنيطت بها ولاية تشمل حفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية والدعم العام لعملية السلام. لكن الأمور أخذت فى الاشتغال، ففى أبريل 1994، أشعل مصرع رئيسى بوروندى ورواندا فى حادث سقوط طائرة إثر هجوم صاروخى عدة أسابيع من المذابح الكثيفة والمنهجية، وعمليات القتل، حيث يقدر أن عددًا يناهز مليون نسمة فقدوا أرواحهم فيها. وفى 7 أبريل، بثت محطة الإذاعة والتليفزيون فى رواندا خبرًا تنسب فيه سقوط الطائرة إلى الجبهة الوطنية الرواندية ووحدة من جنود الأممالمتحدة، وبعض الأقوال التى تحرض على استئصال «الصرصار التوتسى». وإذا كانت إحدى المشاكل تتمثل فى عدم وجود التزام صارم بالمصالحة لدى بعض الأطراف الرواندية، فقد أدى تردد المجتمع الدولى فى الرد إلى تفاقم المأساة. وكانت قدرة الأممالمتحدة على الحد من المعاناة البشرية فى رواندا مقيدة تقييدًا شديدًا لعدم استعداد الدول الأعضاء للاستجابة لتغير الظروف فى رواندا بتعزيز ولاية البعثة والإسهام بقوات إضافية. وأكدت ناشطة شبابية فى كلمة لها أنه لابد من أن يسود الحب والتسامح بين الشعب الرواندى، مؤكدة قدرته على تحقيق ذلك، وإعادة بناء الثقة من أجل السلام. وقال صالح هابيمانا، سفير جمهورية رواندا بالقاهرة، موجهًا حديثه للشعب الرواندى: إنه لابد أن يكون قوى بقدر كافٍ لمواجهة ذكرى مذبحة رواندا، مؤكدًا أن ما حدث من مجازر فى عام 1994 ضد طائفة التوتسى من الصعب نسيانه، فقد خسرت رواندا ما يقرب من مليون شخص فى هذه المجازر. وأضاء سفير رواندا فى القاهرة وحضور الاحتفالية، الشموع من أجل هذه الذكرى التى وصفوها بالأليمة.