شعر الحاج سمير باقتراب الأجل، وخوفًا من دخول الشيطان بين أبنائه بعد رحيله، قرر توزيع ثروته عليهم، فجمع أبناءه فى منزل العائلة ليخبرهم بقراره. الأبناء تعاطفوا مع والدهم، وأجهشوا فى البكاء بعد أن أخبرهم الأب بأنه اقترب من لقاء ربه، إلا أن أحد أبنائه، والذى عرف عنه قسوته وإدمانه المخدرات، وانجرافه فى بحر الشهوات، لم يبد أى تعاطف وكأن قلبه قطعة من صخر، العاق استشاط غضبًا من قرار والده، واتهمه بأنه استأثر إخوانه بجزء كبير من الثروة. «سمير» الرجل الذى عاش لا يعرف طريق الحرام، وعاش حياته يسير فى درب الإيمان، لم يكن يعلم أن قراره سيكون سببًا فى موته على يد ابنه الذى تحكم الشيطان فى عقله، وسار يتبعه فى طريق المحرمات، فالأب كان يعرف أنه لن يكون أمينًا على الثروة. الأب تحمل انفعال ابنه، ووعده بالرجوع فى قراره إذا التزم وابتعد عن حياة الضياع التى يعيشها، لكن الشيطان زين للعاق فكرة خبيثة، وهو ادعاء التوبة وإبداء الندم، ووعد الأب بأن يعود للطريق الصحيح ويلتزم بأوامر والده، ويصلح من نفسه، وتعهد بترك حياة اللهو والضياع التى كان يعيشها. الأب المسكين اقتنع، وظهرت على وجهه علامات الفرحة والرضا بعد أن استمع إلى كلام ابنه، الذى جعله يتطمئن عليه قبل موته. الابن أجاد دور العبد العاصى الذى قرر التوبة والعودة إلى الله، بعد عدة أيام انطلت الخدعة على الأب وإخواته، الذين تأكدوا أن أخاهم قد ترك طريق الشيطان، وتاب عن كل أفعاله الماضية، لكنهم كانوا على موعد مع شىء لم يتوقعوا حدوثه، فالابن الذى خدع الجميع قرر الانتقام من والده بعد أن حرمه من الميراث وأن يقتله للفوز بثروته. فى الوقت الذى أعطى الأب فيه الأمان لابنه، وكان سعيدًا وهو ينظر إليه، فلم يعد يترك فرض، ويهرع للصلاة فور سماع الأذان، ولم يكن يدرك أن الابن قد خطط لجريمته، فبعد خروج إخواته لعملهم، وتأكده أن والده بمفرده بالمنزل الكبير، تسلل الابن إلى المنزل ودخل على والده فى غرفته، وبيده قطعة حديدية، وقام بجذب والده من على فراشه وانهال عليه بالضرب حتى هشم رأسه. ترك الابن الجثة ملقاة على الأرض، وأخذ يراجع خططه فى عقله ثم قام ومسح آثار الدماء، بعد أن لف والده بغطاء بلاستيكى ثم حمل جثته ودخل بها إلى حظيرة المواشى الملحقة بالمنزل، وأنزل جثة والده على الأرض وأخذ يحفر حفرة لوضع الجثة، وأهال عليها التراب. خرج الابن إلى عمله مرة أخرى، وبعد عدة ساعات عاد للمنزل ليجد إخواته يبحثون عن والدهم، فأخذ يبحث معهم ثم قام بقيادتهم وذهبوا إلى قسم شرطة بولاق الدكرور ليحرروا محضرًا باختفاء أبيهم. عاد الابن إلى إجادة دور التائب والابن البار، القلق على اختفاء أبيه حتى لا يتسلل الشك إلى إخواته، ظل الابن على هذه الحالة عدة أيام، إلى أن اشتكى أحد الجيران من انبعاث رائحة كريهة من حظيرة مواشى بيت العائلة، وأنه لا يستطيع النوم من بشاعة تلك الرائحة، وصل الكلام إلى أحد الأبناء فنزل إلى الحظيرة وقام بالحفر من المكان الذى تنبعث منه الرائحة فوجد جثة والده مغطاة ورأسه مهشمة تمامًا. كان الابن القاتل عائدًا من عمله فاستوقفه جاره، وأخبره عن الرائحة الكريهة كما أبلغ أخيه، فقرر القاتل الهرب بعد اكتشاف جريمته، لكن أن تم إبلاغ قسم الشرطة بعثورهم على جثة الأب. رجال الأمن قاموا بتكثيف التحريات واستطاعوا العثور على الابن القاتل مختبئًا بأحد المخازن التابعة للعائلة فقاموا بإلقاء القبض عليه، وتحرير محضر ضده وإخطار النيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.