لم تكن منى الزوجة العشرينية تظن أنها فى يوم من الأيام ستكون واحدة من آلاف الزوجات اللاتى يذهبن إلى محكمة الأسرة ليطلبن الطلاق أو الخلع من أزواجهن. كانت منى فتاة تحلم بمنزل زوجية سعيد وهادئ وأنها ستكون الأم التى يضرب بها المثل فى تربية أولادها. كان عقل منى وقلبها يملؤهما العديد من الأمانى والأحلام حول حياتها الزوجية فى المستقبل، وكانت تننظر اليوم الذى سيأتى فيه الفارس الذى يحملها على حصانه الأبيض ويذهب بها إلى تحقيق أحلامها، وبعد التخرج من الجامعة بشهور قليلة بدأ كثير من الخطاب يطرقون بابها، لكنها بعد تفكير طويل اختارت أحدهم وقد رأت فيه صورة فارس أحلامها. وبعد فترة خطوبة لم تستمر طويلًا انتقلت منى إلى بيت زوجها. وبدأت التعرف على عالم الواقع. فبعد أحلام طويلة تحقق كل ما كانت تتمناه من بيت جميل وهادئ وزوج وسيم يمتلئ قلبه حبًا لها وخوفًا عليها وغيرة لم تكن منى تعلم بأن القشة التى ستهدم كل أحلامها قادمة. منى فتاة جميلة ورقيقة وكان زوجها يحبها ويغار عليها بشدة، كانت منى سعيدة بغيرة زوجها. وكانت ترى غيرته دليلًا على حبه لها. ولكن كانت تصل غيرته عليها فى بعض الأوقات إلى حد لا يرضيها، ولا تتحمله. فبدأ زوجها يغير عليها من كل الرجال المحيطين بها.. زملاؤها فى العمل حيث تسببت غيرته عليها فى فقدانها لوظيفتها التى حلمت بها كثيرًا، والتى اعتبرتها فرصة لا تعوض، حتى صديقاتها بالدراسة حرمت منى من الذهاب إليهن خوفًا من زوجها عليها والغيرة من أزواج صديقاتها،. لم تعد منى تتحمل الحصار الذى فرضه زوجها عليها والقيود التى وضعها حولها بسبب غيرته الزائدة. حاولت الحديث مع زوجها والتفاهم معه للوصول إلى حل لغيرته التى جعلتها سجينه فى بيتها وحولته من جنه إلى جحيم لا يطاق، ولكن زوجها لم يستمع لها، وبدأت غيرته تزداد يومًا بعد يوم إلى أن وصل إلى درجة التشاجر مع جيرانهم فى المنزل بعدما اتهم أكثر من شخص بأنه يعاكس زوجته. وبعد وصول الأمر إلى هذا الحد تركت منى البيت لزوجها وذهبت إلى بيت أهلها الذين أعادوها مرة أخرى إلى زوجها بحجة أنه يغير عليها لأنه يحبها، وعادت منى مرى أخرى إلى بيتها وهى لا تطيق العيش فيه ساعة واحدة. ولكنها تحملت من أجل أن تستمر حياتها. وأملًا فى أن ينصلح حال زوجها، ولكن ما لم تستطع منى أن تتحمله هو شك زوجها فى أن هناك علاقة غير أخلاقية بين منى وشقيقها، واتهمها بذلك أمام شقيقها أثناء زيارته لهما. وقام بطرده. وهنا تأكدت منى من أنها متزوجة من رجل مريض نفسيًا وأن غيرته لم تكن حبًا أو خوفًا عليها. وإنما هى جزء من مرضه النفسى. وهنا قررت منى أن تتخلص سريعًا من الحياة مع رجل بتلك الصفات. وتوجهت إلى محكمة الأسرة لتستغيث بها وترفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها.