بعد ارتفاعها الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    إيرادات آي بي إم تخالف توقعات المحللين وتسجل 14.5 مليار دولار في الربع الأول    واشنطن تعلن التصدي لصاروخ حوثي يستهدف على الأرجح سفينة ترفع العلم الأمريكي    أمريكا تضغط على إسرائيل على خلفية مزاعم بشأن قبور جماعية في مستشفيين بقطاع غزة    إيران وروسيا توقعان مذكرة تفاهم أمنية    بعثة الزمالك تسافر إلى غانا اليوم على متن طائرة خاصة استعدادًا لمباراة دريمز    بعد الصعود للمحترفين.. شمس المنصورة تشرق من جديد    فرج عامر يكشف كواليس «قرصة ودن» لاعبي سموحة قبل مباراة البلدية    عاجل.. أسطورة ليفربول ينتقد صلاح ويفجر مفاجأة حول مستقبله    «أتربة عالقة ورياح».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف أماكن سقوط الأمطار    اخماد حريق هائل داخل مخزن أجهزة كهربائية بالمنيا دون إصابات بشرية (صور)    السيناريست مدحت العدل يشيد بمسلسل "الحشاشين"    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الرئيس الموريتاني يُعلن ترشّحه لولاية ثانية    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاق النفسيPsychic Divorce
نشر في إيجي برس يوم 11 - 09 - 2013

ذلك الطلاق الذي يقع دون أن يقسم الزوج بالثلاث أو تقبع الزوجة في قاعة المحكمة ليدلي الشهود بشهادتهم، أو يقرع القاضي مطرقته إيذاناً بإطلاق حكم المحكمة بأن طلاقاً قد وقع ليطوي صفحات الحاضر في غياهب الذكرى وليرسم كل من الزوجان مسيرة بحث جديدة يبحثان بها عما فقداه من آمال وأمنيات تاركين أطفال يتخبطون في ظلمة الضياع عطاشاً لماء الحياة جياعاً لحنان الحب.

وتبدأ خطوات الطلاق النفسي هذا عندما تسيطر الرتابة والبرودة على العلاقة الزوجية، وتنضب الشفاه لكلمات الرقة والحنان، ولا يعني ذلك وجود نزاع أو مشاجرة بين الزوجين، ولكن حياتهما تفتقر لحرارة الحب ودفء العاطفة وتصبح حياتهما فارغة من كل فحوى ويمسيان كرفيقين أرغمهما القدر على الحياة معاً في منزل واحد تشكو جدرانه من صمت لا ينم إلا عن هجر وفراغ قد حل به.
فالارتباط بينهم آلي خال من روح العاطفة والمودة إذ أن كل منهما يتربص ويلتقط ذلاته وهفواته وأخطائه ليحاسبه عليها وهنا يكون أحد الزوجين قوياً في شخصية والآخر خانقاً منصاعاً مغلوباً على أمره
إنه لمؤسف حقاً أن يستمر الزوجان الكارهان من أجل الصغار فقط، حيث يظل هناك أمام الآخرين شكل لأسرة من رجل وامرأة وأطفال

تعريف الطلاق النفسي:
الطلاق النفسي هو عبارة عن علاقة مدمرة من الداخل، ونمط من التنافر من الزوج والزوجة، ولو توافرت الشروط الموضوعية وترك الخيار لأحد طرفي هذه العلاقة أو الطرفين لاتخاذ قرارهما بالانفصال.

ولكن هذه العلاقة قائمة من حيث الشكل لأسباب عديدة، قد تكون دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو كل هذه الأسباب مجتمعة.
لذا نجد هذا النوع من الأسر يتحرجون من زيارة الأصدقاء ويخجلون من مناقشة مسؤوليتهما الأبوية/الأمومية أمام الأصدقاء أو الأقارب. بيد أن الآخرين يعرفون ببرودٍ العلاقة الزوجية بينهما, وعن سطحية مشاركتهما بالأنشطة الاجتماعية والأسرية وفقدان المتعة والبهجة عند كونهما معاً. لكن في هذا النوع فإن الزوجين يحترمان دورهما الجنسي إلا أنه يكون نادراً من اتصاله وعندما يحصل فإنه خالياً من المتعة الطبيعية وبارداً في تفاعله.
ولأن الطلاق الشرعي محاصر اجتماعياً، فيفضل نسبة كبيرة جداً من الأزواج الطلاق النفسي على الطلاق الشرعي وتتحمل نتائجه رغماً من أن الطلاق النفسي يساوي كل الشروط التي تؤدي في النتيجة إلى الطلاق الشرعي.
ويعرفه الحكيم أنه :عدم القبول أو التراضي طرفاً لآخر وهو عدم الانسجام الفكري بينهما .
أما يوهان فيرى: أن هذا النوع من الطلاق يمثل المرحلة الأخيرة من الطلاق والأكثر صعوبة لأنه يتضمن انفصالاً داخلياً نفسياً تاماً وكاملاً بين الطرفين, الذي يتطلب إعادة بناء ذات واحدة (وليست مشتركة مع شريك) بشكل مستقل غير مرتبط بشخص ثاني. تقوم هذه الذات المستقلة باتخاذ القرار بنفسها دون الاعتماد على طرف آخر وتنكب على وضع خططاً خاصة بالحياة المستقبلية التي يشوبها الحيرة والارتباك والخوف والتردد لأنها تعودت على مشاركة طرف ثاني في وضع مثل هذه الخطط إلا أنه بعد الطلاق تتحمل وحدها/وحده هذه المسؤولية بشكل منفرد.

العوامل المؤدية إلى الطلاق النفسي
كثيرة هي العوامل المنظورة والغير منظورة التي تؤدي إلى الطلاق النفسي فالعوامل المنظورة قد يتحدث بها الزوج أو الزوجة للأهل والأصدقاء كمحاولة لا بد منها أملاً في إلغاء الثغرات القائمة.
غير أنه يوجد عوامل غير منظورة قد لا يقولها الزوج لا لزوجته أو لأهله أو أصدقائه وكذلك الزوجة.
وعلى هذه الأرضية يتراكم الضغط النفسي على الزوجين، لأن الصراحة في العديد من الأمور الخاصة قد تؤذي مشاعرهما وتزيد من خلافهما.
ليس بمستغرب أنه عندما تترك الصراعات لتتفاقم فإنها سوف تخلق في النهاية مشاعر سلبية تماماً مثلما يحدث عندما تترك الخيوط في مهب الرياح فتتشابك ولك يكون هناك بد من قطعها ولكن كيف تبدأ المتاعب وما هي العوامل
ومن هذا المنطلق تبقى الأمور مكبوتة دون علاج، وتتراكم إلى أن تصبح العلاقة بينهما مدمرة من الداخل وينعكس هذا التدمير على حياتهما أولاً، وعلى أطفالهما وأهلهما والآخرين، وعلى الوضع الاجتماعي، والاقتصادي والصحي وينتقل هذا التأثير بشكل أو بآخر إلى المجتمع
لا بد من الكشف عن العوامل النفسية التي تحفر قبر الزواج لتحوله إلى الطلاق بعض هذه العوامل قد يكون سطحياً ولكن هناك كثيراً منها مستتراً في أعماق اللاشعور.
وما نرغب في إلقاء الضوء عليه هو عدة عوامل قد تؤدي إلى هذا الطلاق النفسي وهذه العوامل هي:

1- عدم الولاء للأسرة:
إنه عائق خطير جداً للسعادة والنجاح الزواجي ويؤدي إلى اهتزاز الأسرة وبنيانها بشدة، عندما تفقد المصداقية والولاء. فعندها يسعى الزوجان إلى هدم حياتهما وتحطيمها بأيديهما..
والسؤال الذي نطرحه هنا.. ما هي الأسباب التي تجعل الزوجين يفقدان الولاء للأسرة.
يعتقد أن هناك عدة أسباب منها:

أ- عدم الثقة:
إذا فقدت الثقة بين الزوجين ضعف الولاء والارتباط بالأسرة، وحينها تبدأ الزوجة تقول: لماذا أتعب وأجهد نفسي وأعمل لزوج لا يثق بي؟ وكذلك يقول الزوج مثل هذا الكلام.
وعندها تتحطم وتفقد مصداقيتها، ولهذا ينبغي أن نتغلب على الشك، وألا نجعل للشيطان منفذاً يوسوس فيه، وأن نتحكم بالغيرة الزوجية ولا نعطيها أكبر من حجمها كي لا يتضايق أحد الزوجين فيبدأ بالهروب من جو المنزل
ولإكسابهما الثقة لا بد من احترام خصوصية وفردية كل منهما والدفاع عنه، كي لا يذوب طرف على حساب طرف آخر، وهذا لا يعني أن يبني كل طرف عالمه الخاص به ويرفع الأسوار والجدران في وجه الطرف الآخر مما يؤدي إلى التعارض بينهما.
ففي الحقيقة إن ذوبان الطرفين والتعري الجسدي فيما بينهما لا يمكن أن يصل إلى انكشاف داخلي كامل، ولا إلى هدم جميع الحدود فيما بينهم، بل العلاقة الناجحة فيها ذوبان وتبادل للخصوصيات والأسرار مما يقرب الطرفين إلى بعضهما ويعكس درجة عالية من الثقة والأمان ويبعد العلاقة عن الجحود والتعامل الرسمي الذي تملؤه الشكليات والدبلوماسية التي تصلح لعالم السياسة وليس لعالم العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة

ب- عدم الاحترام:
كذلك مهم جداً لزيادة المحبة الزوجية وتوثيق العرى بين الزوجين وإلا لتحطمت الأسرة وأصبح الزوجان – كأنهما عدوان في البيت الواحد يترصد كل واحد منهما للآخر بسبب عدم وجود الاحترام فيما بينهما.
وهنا تفقد العلاقة الزوجية جوها وودها وولاءها ويتمنى كل من الزوجين الفراق قبل كل شيء.
وإن من احترام الرجل لزوجته أن يستمع إليها إذا تكلمت، ولا يقاطعها بالكلام وأن يستشيرها ويأخذ برأيها إذا كان صواباً، ولا يعطل أوامرها المنزلية أو يكسر كلمتها أمام أولادها. وكذلك من احترام المرأة لزوجها أن تناديه بأحب الأسماء إليه، وتقدر رجولته وأن تمدحه أمام أهله ولا تستهزئ به أما أولاده أو تطعن به.
وبذلك يستطيع الطرفان أن ينموا نمواً سعيداً إذا احترم كل منهما شخصية الآخر وإذا أراد للآخر أن يعيش سعيداً كما يتمنى لنفسه، وأن يستمتع بالحياة الزوجية مثله.
فعدم وجود الاحترام المتبادل بين الأب والأم يؤثر في تنشئة الأطفال تأثيراً سيئاً ويغرس في نفوسهم روح الاستهتار منذ الصغر وهذا يصاحبهم إذا كبروا وأصبحوا شباباً فإنهم ينحرفون عن الطريق السوي في معاملتهم لآبائهم وأمهاتهم

ج- عدم الشعور بالأمان:
إذا لم يتوفر الشعور بالأمان لدى كل من الزوجين، فإن الولاء للمؤسسة الزوجية سينتهي حتماً. وذلك لعدم شعور أحدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان له. ومن علامات الأمان أن يبث كل من الزوجين همومه للآخرين ويتحدث كل منهما عن طموحه وأحلامه، ويرد د بين حين وآخر بأنه بحاجة للطرف الآخر وأنه يشكر الله تعالى أن جمع بينهما في علاقتهما الزوجية.
وهذا من الإشعار بالأمان في القول. أما في العمل؛ فدفاع كل واحد منهما عن الآخر عن ماله واسمه وسمعته وعمله وحتى عن عيوبه وأخطائه.
فعندما يشعر الزوجان بالارتياح وتحقيق الأمن في حياتهما تقوى علاقتهما بالمؤسسة الزوجية، ولعل حاجة المرأة للشعور بالأمان أكثر منها بالنسبة للرجل، ولهذا فإنها تحب أن تختبره دائماً وترى مقدار مكانتها عنده لتشعر بالأمن والحب أكثر وأكثر فلا يتضايق الرجل من ذلك وليكن صريحاً معها وليخبرها عن حبه أو حاجته لها وخصوصاً إذا كانت امرأة صالحة وتستحق ذلك.
ولكن تطمئن المرأة فإنها تحب أن تستأثر بزوجها وتكون هي الوحيدة معه.. الوحيدة في الجلوس وفي ملامسته والوحيدة في..... وكأنها تحب أن تتملكه لتشعر بالأمان.
فقد يسمح الشعور بالأمان لطرفي العلاقة بأن يسهموا في استمرار العلاقة حيث يتحملون الآلام في سبيل بقاء دوام العلاقة بينهما حيث أن الأمان بحد ذاته يعد معزز للعلاقة الزوجية

ء- نقص التعهد أو الالتزام:
إن الالتزام هو الذي يبقي العلاقة متماسكة عبر الوقت ويتآلف الالتزام من جميع القوى التي تجعل الأفراد يعملون على دفع وتأكيد شراكتهم ويؤكد روزبولت 1983 أن الالتزام يتضمن كلاً من المشاعر والسلوك وأن العامل الأساسي الذي يخلق الالتزام والتعهد هو الرضا الشخصي بالعلاقة والاعتراف بالتعزيزات التي تجلبها
وعندما يكون الزوجان في صراع فإن مستوى تعهدهم والتزامهم يصبح مؤثراً بشكل حاسم من سلوكهم. حيث يعد الالتزام والتعهد هما أفضل المتغيرات المنبئة بما إذا كان الشركاء سيظلون معاً في العلاقة أم سيتركونها حيث تمكن أن تدفع المشاعر القوية بالتعهد والالتزام الأفراد إلى التغاضي عن زلات الشركاء وإلى التواصل حول حاجتهم وإلى تغير سلوكياتهم الخاصة بطرق تساعد على استمرار ودوام العلاقة. ولكن تحت الضغوط وأحداث الحياة يمكن أن تنكسر أقوى العهود والالتزامات (المرجع ا

2- الجهل بأحكام الأسرة:
يبدأ الهدي الإسلامي السديد قبل تكوين الأسرة نفسها حيث يوجه المسلم إلى حسن الاختيار وذلك لما جاء به الحديث النبوي الشريف الذي يجعل تحلي المرأة بالإيمان هو أغلى وأثمن ما تملك ((تنكح المرأة المرأة لأربع لدينها ولجمالها وحسبها ومالها فأظفر بذات الدين تربت يداك))
فالتزام الزوجان بالدين وتعاليمه والسير على هداه خاصة بما يتعلق بحقوق الزوجين من الأسباب التي تساعد على تكيف الزوجين معاً وتحقيق التوافق الزواجي بينهما
أما عدم الالتزام بالضوابط الشرعية في الزواج والأمية الدينية في فهم الحياة الزوجية فهي من أسباب التفكك والذي يحدث أيضاً نتيجة للقيم المتباينة أو المتضاربة
إن العلاقة الزوجية علاقة متبادلة فمرة الزوج يكون هو المانح والزوجة هي الآخذة، ومرة أخرى تكون الزوجة هي المانحة والزوج هو الآخذ.
وهكذا تسير العلاقة الزوجية بتبادل بين الحقوق والواجبات وتكسوها المودة والرحمة فالرجل له القوامة وعليه النفقة وتأمين الحياة الزوجية للزوجة الطاعة والسكن.
وإن الناظر على الخلافات الزوجية يرى أن أكثرها يرجع السبب فيها إلى الجهل بأحكام الشريعة في العلاقة الأسرية فالزوج لا يعرف ماله وما عليه وكذلك الزوجة سواء في الأمور المالية أم المعاشرة الزوجية أم في مجال تربية الأولاد ومتعلقات المنزل.
ولو فهم الزوجان الأحكام الشرعية في العلاقة الزوجية وعملا بها لساد جو المنزل السعادة والوفاق الزوجي . فالحرص على تطبيق أحكام الشريعة في العلاقة الزوجية يساهم في نجاح الزواج وعدم فشله
حيث ينظم الدين الإسلامي العلاقات الزوجية على أساس الرحمة والمودة وقد أوصى الرجال خيراً بالنساء وبحسن التعامل معها وإكرامها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه عسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)) متفق عليه.
فألزم المرأة بطاعة واحترام وصيانة عرض زوجها وبيته في غيابه لقوله (ص) لو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها. رواه ابن حيان
فقد وجد (فورستر ومالوني 1980) أن ارتفاع التوافق الزواجي كان مرتبطاً بالأشخاص الأكثر تديناً وكذلك لاحظ لانديز ارتفاع مستوى السعادة الزوجية بين المتدينين وانخفاضه كلما قات درجة تدينهم وترتفع نسبة الطلاق كلما ازداد التعارض بين المعتقدات الدينية لكل من الزوجين.
وفي دراسات أخرى لوحظ أن زواج المتدينين يصادف نجاحاً أكثر ممن لا يكترثون بتعاليم دينهم وأن الاعتقادات الدينية والمشاركة في العبادة من خلال الزوج والزوجة لها ارتباط دال بالاشباع والتوافق الزواجي.

3- الملل والفراغ والروتين:
ألسنا نلاحظ أن العواطف قد تتبلد أو تتآكل وأن الحياة المشتركة قد تتجمد أو تتصلب وأن الحب نفسه قد يهمد أو يتحجر. ألا يجيء السأم أحياناً فيتسلل تحت ستار الرتابة إلى أقوى العواطف وأعمقها؟
ألا تجيء لحظة يشعر فيها المحبان أنه لم يعد لدى الواحد منهم ما يقوله للآخر إذن أفلا يحق لنا أن نقول أن الحب نهب للزمان والفناء
والذي يجب أن يعرفه الزوجان أن الملل والفتور لهما مؤشرات قد يسهل التغلب عليها إذا ما لوحظت قبل استفحال الأمر؛ حيث يبدأ الملل بالصمت والانطواء وعدم الاستماع للآخر باهتمام وتقلب المزاج والعصبية وفي النهاية يختار كل شريك طريقاً مختلفاً لطريق الآخر وهنا يصبح التقارب بحاجة لإنقاذ عاجل .
فالملل هو شعور سلبي غير مريح يضغط على أعصاب الإنسان ويجعله متوتراً ومتضايقاً. وعندما يكون الملل شديداً ومسيطراً ومزمناً فإنه بعكس حالة مرضية غير طبيعية.
ويرتبط ظهور الملل بمشكلة التوافق الزواجي ونوعية العلاقة وأشكال التواصل والتفاهم فيها وربما يكون اضطراب بلغة الحوار عنصراً أساسياً من ذلك.
وكثير من العلاقات الزوجية تعاني من حالات الجمود والكآبة والملل وقد ينتج عن تلك المشاعر مشكلات عديدة قد تكون بداية لتحطيم العلاقة الزوجية وفشلها.
وعندما يشعر أحد الزوجين بالملل الشديد المسيطر على علاقته مع الطرف الآخر فإنه يبدأ بأن يبتعد عن زوجته ويجد متعته وأنسه في سهرات ولقاءات طويلة بعيداً عن بيته. كما يلجأ أيضاً بعض الأزواج إلى التفكير في الزواج من ثانية وثالثة وأيضاً قد ينحرف بعض الأزواج من الجنسين نحو علاقات غير شرعية تحطيم الزواج وتفسده
ومن أسباب الملل والفراغ في العلاقة الزوجية:
- التوقعات الكبرى وغير المنطقية من الشريك قبل الزواج.
- النظرة السلبية إلى النفس والشعور بالإحباط.
- ضغط وانتقادات الأسرة أو المحيط الاجتماعي.
- كثرة السهر خارج المنزل من قبل إحدى الطرفين.
- طول الإقامة في البيت من قبل الطرفين أو أحدهما.
- الانهماك في القنوات التلفزيونية.
- الفارق التعليمي أو الاجتماعي الكبير.
- انعدام المصارحة.
- الرتابة في الحياة اليومية.
- الخلافات التي لا يتم علاجاً سريعاً.
- برود المشاعر والعيش بطريقة آلية ومبرمجة.
- التعب والإرهاق الدائم.
- العمل الزائد خارج المنزل.
- الخيانة وتأنيب الضمير.
- عدم القدرة على إشباع الطرف الآخر جنسياً.
- عدم الاقتناع بالآخر.
- انعدام الغيرة والاهتمام بالآخر.
- اختلاف الميول والعادات والتقاليد.
- ميل أحد الطرفين إلى إشباع رغباته وإهمال الآخر.
- الفرق الكبير بالعمر
وهناك سبع طرق خاطئة للهروب من الملل :
- الخيانة إقامة علاقات متعددة.
- الاهتمام بالعمل بشكل مبالغ فيه.
- الصبر والتحمل.
- الإفراط في التسوق.
- الإفراط من الاهتمام بالأطفال.
- الحلول المنفردة مثل اكتشاف هوايات ومواهب جديدة.
- اختلاف المشاكل داخل البيت (المرجع السابق).

كما أن هناك ثلاثة عشر اقتراح لمعالجة الفراغ والملل :
- الحديث والحوار عن أسباب الملل ومحاولة حل المشكلة.
- التعرف إلى الطريقة التي لجأ غليها الطرف الآخر للتخلص من الملل.
- اكتشاف إيجابيات الطرف الآخر والتذكر بأن الآخر ليس شيئاً كلياً.
- استعداد كلا الطرفين للتغيير والتنازل أو الالتقاء منتصف الطريق.
- السفر سوياً أو الابتعاد عن المنزل والقيام بنشاطات جديدة.
- الاتفاق على أخذ فرصة منفصلة ليومين أو ثلاثة لتجديد الشوق.
- خروج الطرفين كل على حدة مع أهله وأصدقائه.
- السعي إلى التجديد حتى بأبسط الأمور كالشكل أو الثياب.
- ملء الفراغ بنشاطات مشتركة مفيدة.
- تجديد ديكور المنزل.
- الملاطفة وملاعبته والمزاح مع الطرف الآخر.
- تبادل الهدايا حتى البسيطة منها.
- استخدام الكلمات الحلوة والذكريات المشتركة الجميلة.
- القيام بنشاطات مشتركة في المنزل كالطبخ أو تغيير الديكور.
- (خاص بالزوج) مفاجأة الزوجة بإفطار في الفراش.
- (خاص بالزوج) اتصال بها أكثر من مرة وقل لها بما تشعر)المرجع السابق)

والحقيقة أن العلاقة الزوجية كائن حي يشترك فيه الرجل والمرأة وهما مسؤولان عن رعايته والعناية به معاً.
والزواج لا يمكن أن يكون متعة خالصة أو مثالياً خالياً من المشكلات والفتور والملل والاضطراب المؤقت ولا بد من الجهود المشتركة التي تسعى إلى تجديد العلاقة وإغنائها وبث الروح فيها فهناك عدد من الأساليب التي تساهم في ذلك
فيجب أن تغير من عاداتنا وأن نغير من أنفسنا وهذا التجديد هو الحل لهذه المشكلة التي توصف بالكثير من البيوت في هذه الأيام. والزوجة هي التي يجب أن تبدأ بالتغيير حتى لو كان بسيطاً في شكل أثاث المنزل أو على كل منهما أن يحاور نفسه ويناقشها بصراحة في السبب الذي أدى بحياته إلى هذا الوضع ثم يتخذ القرار بالعلاج السريع والفعال وبرغبة صادقة في استمرار الحياة الزوجية بدافع من الحب وليس بسبب ضغوط خارجة عن إرادة الشخص ويجب أن تعلم أن الملل فترة طبيعية في حياة الإنسان وإذا كان هناك حب حقيقي وتفاهم مشترك يسهل التغلب عليها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.