عبد العزيز: ننتظر تغييرًا جوهريًا فى السياسة التحريرية للقناة.. ومن الصعب غلقها بعد قرار الدول العربية، مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بشكل رسمى لدعمها للإرهاب، تساءل الكثيرون عن مصير قناة الجزيرة القطرية، باعتبارها الذراع الإعلامية للنظام القطرى. «الصباح» ناقشت مستقبل «الجزيرة» مع الخبراء الإعلاميين، لمعرفة مصير القناة بعد قرار قطع العلاقات، حيث أكد د. ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، أنه بعد قرار المقاطعة من الدول العربية لن تعود قناة الجزيرة كما عرفت خلال العقدين الماضيين، كأداة لبث المواد الإعلامية المحرضة والمتحيزة لنظام وسياسات بعينها، موضحًا أنه من الصعب إنهاء وجود القناة بشكل كامل، لكن على الأرجح سيطرأ تغيير جوهرى على السياسة التحريرية للقناة. وأضاف «عبدالعزيز» أن القرار الذى اتخذته مصر والسعودية والإمارات والبحرين يشمل فرض حالة من العزلة والحصار على دولة قطر الآن، مشيرًا إلى وجود سيناريوهان متوقعان للأزمة القطرية، الأول أن يحدث تفجير للأوضاع فى الداخل القطرى لتغيير النظام الحاكم بها، والثانى أن تستجيب الحكومة القطرية للدول العربية التى قطعت العلاقات معها، وفى كلتا الحالتين سوف تكون الجزيرة على رأس بنود الاتفاق الذى قد يحدث بين الدوحة والدول العربية المقاطعة، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لينتهى عهد قناة الجزيرة كمنبر إعلامى داعم للإرهاب ومروج له. وتابع قائلًا: «قرار المقاطعة يشمل فرض حصار على الجانب الدبلوماسى والسياسى والأمنى والإعلامى أيضًا على قطر، لذلك لجأت بعض الدول المقاطعة ومنها المملكة العربية السعودية لإغلاق مكاتب قناة الجزيرة على أرضها، وما زالت القناة فى حالة استيعاب للصدمة». فيما أوضح د. صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن ما حدث يعد درسًا لقناة الجزيرة، وأنها من الممكن أن تهيئ نفسها لمرحلة من مراحل التحول ولن تبقى كما هى، لافتًا إلى أن الضغوط الخليجية والعربية على النظام القطرى وضع إعلام الدوحة فى مأزق، حيث سيبحث عن صياغة جديدة للمرحلة المقبلة. وأشار إلى أن الجزيرة أداة إعلامية محورية للنظام القطرى، وسوف تتأثر بطبيعة التحولات السياسية التى ستشهدها قطر، مؤكدًا أن القناة ستشهد تحولًا فى سياستها التحريرية والمادة الإعلامية التى تقدمها، لتختلف عن الوضع السابق، حيث ستلعب القناة على نقطة وسطية قدر الإمكان، فلن تهاجم ولن تدافع، حتى لا يقال أن القناة هى السبب فى قرار قطع العلاقات مع قطر.