100ملهى ليلى و 600 راقصة على الأقل فى أنحاء الجمهورية.. و 100 زبون للملهى الواحد يومياً 175 ألف جنيه يومياً«نقطة » الراقصة فى كباريه الدرجة الأولى.. و 40 ألف فى ملاهى الدرجة الثانية النقابات الفنية:الراقصات يعملن بتراخيص ويصعب حصر عدد الكباريهات حساب النقطة سرلا يعلمه سوى«الكباريه » والراقصة.. وصاحب ملهى: الجنيه عندنا بربع قيمته يعتلى المسرح ببدلة لامعة ورابطة عنق برونزية، يلوح له أحدهم بمكبر صوت، يلتقطه بمهارة فائقة، وتبدأ الموسيقى بالعزف المنفرد حوله، ينظر له الحاضرون فى انتظار ما سيعلن عنه، فيبشرهم بقدوم «نجمة الليلة وكل ليلة، الراقصة اللولبية، الظاهرة الكونية، واللى أحلى من الأغنية».. ويتمادى فى ذكر مواصفاتها فى مقدمة قد تمتد لدقائق، وفى هذه الأثناء تستعد هى للظهور، بعد أن ثبتت بدلة الرقص على جسدها جيدًا، ووجهها يفيض بالألوان، تكاد ترى ملامحها الحقيقية بصعوبة، تقف خلف ستار المسرح، لحين سماع اسمها الذى يرتبط عادة بموسيقى صاخبة، ترحيبًا بدخولها لاستقبال النجمة الصاعدة بسرعة الصاروخ كما يطلقون عليها دائمًا، فتدخل، وتهتز خشبات المسرح لخطواتها الماجنة، وتبدأ فى أداء رقصتها، ويتهافت عليها الحضور، واحدًا تلو الآخر، للرقص والتحية، يرمون تحت أقدامها نقودًا، يطلقون عليها «النقطة»، يصعب حصرها بالعين المجردة.. وكلما ارتفع كمية وقيمة ما يرمون، ارتفع معه قدرها، وثبتت بذلك أقدامها داخل الملهى الليلى. حاولت «الصباح» خلال هذه السطور التوصل لقيمة ما ينفقه المصريون على الراقصات فى صورة النقطة التى يتم إلقاؤها عليها خلال الرقص، فرغم حالة الفقر والتقشف التى تبدو واضحة حاليًا فى المجتمع المصرى بسبب الغلاء، إلا أن نسبة الملاهى الليلية زادت بشكل ملحوظ فى نفس الفترة، ما زاد من أعداد الراقصات. الكييت الكثير لا يعرف مصطلح «الكييت» وهو «النقطة»، التى من أجلها تتناحر الملاهى الليلية لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن كل ليلة، ليتهافتوا على الملاهى الليلية التى تزايد عددها بشكل ملحوظ، ومع ذلك فقد أوضح سامى نوار عضو نقابة المهن التمثيلية، إنه لا يوجد إحصاء رسمى لعدد الملاهى الليلية فى مصر، بسبب انتشارهم كثيرًا، مضيفًا أن عدد الراقصات فى مصر قد يصل إلى 800 راقصة كرقم تقريبى، فى الوقت ذاته صرح مصدر مسئول ل«الصباح» رفض ذكر اسمه إن عدد الملاهى الليلية ربما يصل من (100- 150) ملهى ليليًا، على مستوى مصر، مع الأخذ فى الاعتبار أن الملاهى الليلية ثلاثة أنواع، يقع فى مقدمتها «ملاهى السوبر ستار»، وهى التى يغنى داخلها أشهر المطربين، وترقص على مسارحها نجمات المسرح والتلفاز، كما أنها تهتم بتقديم أجود أنواع المشروبات ومستلزماتها، تليها الملاهى متوسطة الحال، والتى تختلف عن الأولى من حيث أنها تجذب الراقصات والمطربين الأقل شعبية قليلًا عن سابقى الذكر، كما أنها تقدم المشروبات الأقل جودة وشهرة، أما الملاهى الليلية من الدرجة الثالثة فهى أردأهم بالتأكيد، حيث لا تهتم بشهرة واسم الفرق المتعاملة معها، كما لا تهتم بما تقدمه لزبائنها. تتوزع خريطة تلك الملاهى بشكل كبير فى شارع الهرم، يليها منطقة المهندسين، وقد انتقل عدد كبير من الملاهى مؤخرًا لمناطق التجمع والقاهرة الجديدة، بحثًا عن سوق جديدة بين أبناء الذوات. فى الوقت ذاته أوضحت الراقصة «نانى» إن ملاهى السوبر لوحدها يصل عددها لما يقرب من 50 ملهى تقريبًا تعمل بها نحو 200 راقصة، ويتردد على الملهى ما لا يقل عن 100 زبون تقريبًا كل ليلة، بخلاف أيام المواسم والأعياد والإجازات حيث ترتفع فيهم الأعداد أحيانًا للضعف، بحيث يتقدم نحو ثلث الحاضرين على الأقل لينقطوا الراقصة، بما لا يقل تقريبًا عن 50 ألف جنيه نقطة وهمية، موضحة أن معنى النقطة الوهمية أن كل جنيه داخل الملهى الليلى لا يُعترف به بنفس قيمته، بل يتم التعامل معه بربع قيمته، وأحيانًا أخرى بعُشر قيمته، على حسب الاتفاق مع صاحب الملهى، حيث يُنفق الزبون من بداية الليلة مع صاحب الملهى أنه سيرمى 5 آلاف جنية فقط على سبيل المثال كنقطة، فيضع له صاحب الملهى على طاولته 50 ألف جنيه، مختومة فى معظم الأحيان بختم الملهى ذاته يرميهم الزبون جميعهم، تحت قدم الراقصة كى يُشعل حلبة المسرح، ويعتليه غيره ليدفع أكثر نكاية فى الأول، وفى نهاية الليل تتم إضافة مبلغ ال 5 آلاف جنيه الفعلية التى حددها الزبون من أول الليلة والتى غرمها صاحب الملهى، فيضيفها على قيمة فاتورة الزبون، بعد حساب تكاليف سهرته كاملة. أموال المصريين بعملية حسابية بسيطة يتبين أن ملاهى السوبر ستار البالغ عددها 50 ملهى تقريبًا، والتى يعمل بها نحو 200 راقصة، ويتردد على الواحد منها نحو 100 زبون، ويعتلى المسرح نحو 35 واحد منهم تقريبًا، يلقون نحو 175 ألف جنيه كل ليلة تقريبًا ليصبح ما يتم إنفاقه داخل إجمالى عدد الملاهى الليلية للسوبر ستار والواصل عددها ما يقرب من 50 ملهى إلى 8 ملايين و750 ألف جنيه كل ليلة تقريبًا، أى ما يعادل 262 مليونًا و 500 ألف جنيه شهريًا، أى ما يعادل 3 مليارات و150 مليون جنيه سنويًا، فى ملاهى السوبر ستار. أما فيما يتعلق بباقى الملاهى الليلية المختلفة والمصنفة ما بين ملاهٍ ليلية درجة ثانية وأخرى درجة ثالثة، والتى انتشرت كثيرًا فى الآونة الأخيرة ليصل عددها إلى 100 ملهى، يعمل بها حوالى 600 راقصة، فيتردد على الواحدة منها ما يقرب من 70 زبونًا يوميًا، ليقدم نحو 20 فقط، منهم على إلقاء النقطة داخل الملهى (كحد أدنى)، بما يعادل 2000 لكل منهم بما يعادل 40 ألف جنيه داخل الملهى الواحد، أى 4 ملايين جنيه لجميع تلك الملاهى المصنفة وفقًا لهذه الحسبة، بما يعادل 120 مليون جنيه شهريًا، أى مليار و 440 مليون جنيه، ليصبح إجمالى ما يتم إنفاقه داخل جميع الملاهى الليلية بجميع أنواعها فى مصر ما يقرب من 4 مليارات و590 مليون جنيه، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا عدد تقريبى، تمت حسابته وفقًا للحد الأدنى للأسعار التى يتم إنفاقها داخل تلك الملاهى الليلية. هذا بخلاف ما يُعرف بالفرق المتنقلة، والتى يصل عددها لنحو 20 فرقة تقريبًا على مستوى المحافظات، والتى تعمل بهم غالبًا فرق غير حاصلة على أى تراخيص، وتتقاضى مبالغ عالية، تصل أجرة الفرقة الواحدة منها نحو 30 ألف جنيه توزع على الفرقة والراقصة. أصول النقطة ووفقًا لما روته «زبدة.ص» البالغة 22 سنة، والتى تعمل راقصة منذ 3 أعوام، بأحد الملاهى الليلية، موضحة أن ل«الكييت» أصولًا يعرفها أبناء الكار جيدًا، أهم تلك الأصول تكمن فى التقسيم، فمن المفترض أنه وفقًا للتقسيم القديم فيما مضى تحصل الراقصة على ثلث الكييت، والفرقة الموسيقية على الثلث، والملهى الليلى على الثلث المتبقى، إلا أن هذا النظام انقرض منذ فترة، فيتفق أصحاب الملاهى مع الراقصة على أجرة الليلة الواحدة، بشرط عدم مشاركتها لهم فيه. وأكدت زبدة أن هناك مشاكل عديدة تحدث بين الفرق الموسيقية، وبين إدارة الملهى بسبب مخالفة الإدارة لأصول الكييت المتعارف عليها بين أبناء المهنة، موضحين أن أجرة العازف داخل الفرقة بالملهى تتراوح من 50 إلى 100 جنيه فى الليلة الواحدة على حسب مستوى الملهى الليلى، والعازفون ينتظرون نصيبهم من الكييت، ويعتمدون عليه بشكل كامل فى رفع مستوى دخلهم، إلا أن أصحاب المحلات يملؤهم الطمع فيما يتعلق بالنقطة. فيما أوضح سامى حسن، صاحب أحد الملاهى الليلية بمنطقة الهرم، أن «السبب فى اختلاف تقسيمة الكييت، هو اختلاف الأوضاع التى أثرت اقتصاديًا على أصحاب المحلات عمومًا، فلم يعد هناك عرب كثيرون مثلما كان الوضع قديمًا، كما قل عدد المترددين على الملاهى الليلية بشكل ملحوظ، وهناك التزامات عديدة تقع على عاتق صاحب الملهى، تجبره على الابتعاد عن التقسيمة المتعارف عليها للنقطة». وفى الوقت ذاته أضاف سامى، أن المبلغ الذى يخرج من النقطة لا يستفاد به هو بمفرده، أو أى صاحب ملهى ليلى آخر، موضحًا أن جميع العمال يشاركون، ويأخذ كل منهم حقه من سائق التاكسى الذى يُحضر الزبون للملهى، مرورًا بعمال الإضاءة والبنات العاملات بالصالة ورجال الأمن المسئولين عن السيطرة على المكان فى حالة حدوث أى عنف أو شغب، بالإضافة للمشرفين على الطاولات، فلكل طاولتين داخل أى ملهى مشرف ليتابع ما ينزل عليهم من طلبات، وما يطلبه الجالسون عليهم من أموال لينقطوا بها الراقصة. ويوضح «عمرو. ك» وهو عامل فى بار الملهى ذاته أن هناك لغة وطريقة فى التعامل يفهمها سائقو سيارات الأجرة معتادو العمل على شارع الهرم خصيصًا، أهمها أن سائق التاكسى الذى يوصل زبونًا إلى الملهى يوصله إلى داخل الصالة ويتقاضى عليه أجرًا أو نسبة أو عمولة، ويحدث ذلك من خلال استمالة السائق للزبون، فبمجرد أن يعرف أنه يقصد شارع الهرم لزيارة ملهى بعينه، يقوم بالتسويق لملهى آخر، فإذا وافق الزبون قاده السائق إلى الملهى، وإلى الطاولة التى يجلس عليها، ثم يتقاضى أجر ما فعله من مشرف الصالة، وغالبًا لا تقل عمولته عن 500 جنيه لكل زبون، خاصة فى الأيام التى يكون هناك انخفاض فى الإقبال والطلب على الملاهى الليلية، أما فى أيام المواسم، والأعياد فيتخير الملهى زبائنه الأغنى.
نقابة المهن التمثيلية ويقول سامى مغاورى، وكيل نقابة المهن التمثيلية «مصر بها 4 راقصات فقط تعد نجمات مشهورات، هن الحاصلات على عضوية النقابة، أى نقابيات، أما باقى الراقصات فيعملن بتراخيص»، موضحًا أنه لا يوجد لديه حصر بعدد الملاهى الليلية الموجودة فى مصر بشكل رسمى. فيما يوضح خالد بيومى أمين صندوق نقابة المهن الموسيقية وسكرتير عام اتحاد النقابات الفنية، أنه «لكى تحصل راقصة على ترخيص مزاولة مهنة، تدفع 1170 جنيهًا فى نقابة المهن التمثيلية، ثم تأخذ بهم خطابا وترفقه ببطاقة ضريبية وتتجه للمصنفات الفنية ليتم تصنيفها، حيث يعاقب القانون كل من زاول عملًا من أعمال المهن التمثيلية بدون تصريح، عملًا بنص المواد الفقرة الرابعة المادة 5 مقرر من القانون رقم 35 لسنة 1978، والمعدل برقم 8 لسنة 2003، فى شأن إنشاء الاتحادات لنقابات المهن التمثيلية، والموسيقية والسينمائية، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن 2000 جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه، لكل من زاول عملًا من أعمال المهن المنصوص عليها فى المادة 2 من هذا القانون، ولم يكن من المقيدين بجداول النقابة ، أو كان ممنوعًا ما لم يكن حاصلًا على تصريح مؤقت للعمل طبقًا للمادة 5 من هذا القانون». فى الوقت ذاته توقع مصدر قانونى -رفض ذكر اسمه- «ربما تغلظ العقوبات أكثر من ذلك، وتصل فى بعض الأحيان إلى خمس سنوات». فى الوقت ذاته أكد سامى نوار إنه لا تُمنح أى تراخيص لراقصات أقل من 21 عامًا، مهما كانت الأسباب، أو المؤهلات التى تؤهلها لأداء عملها كراقصة.