عبدلله الصاوى بياع البطاطا، نافخ الطرابيش ،مكوجى الرجل، الصيادين ،بائع الجمبرى ،بائع العيش ،الحلاق الذى كان يجلس على ناصية المسجد صباح كل يوم جمعة بماكينة الحلاقة اليدوية ،وغيرها من المهن والحرف التى إنقرض بعضها، وأخذ الباقى منها بثياب المدنية ،هذه هى الرسوم التى يؤرخ من خلالها الفنان مصطفى العزبى للتراث الشعبى لبورسعيد. الفنان مصطفى العزبى أحد أبناء بورسعيد عروس مدن القنال تلك المدينة التى ضرب أهلها أروع البطولات والتضحيات أثناء العدوان الثلاثى على مصر ونكسة1967م وحرب الإستنزاف وحرب أكتوبر، وحموا تراب هذا الوطن ،وضحوا من أجل ذلك بكل غالى ونفيس، ،يقول الفنان مصطفى العزبى كنت أهوى الرسم منذ الطفولة، ولكن مهنتى كانت تأخذ كل وقتى ،فأنا أعمل مقاول معمارى، و حاصل على دبلوم فنى صناعى قسم عمارة ،ودبلوم الخط العربى ودبلوم التخصص قسم التذهيب، وبالرغم من إنشغالى إلا أننى كنت أحرص على أن أرسم ساعة يومياً ،وأنا لم أدرس الرسم وإنما أرسم من واقع تجربتى الحياتية ، فالبساطة والبعد عن التكلف دائماً هو سر نجاح آى عمل، ومنذ عام 1997م بدأت أتفرغ للرسم، وكانت أول صورة رسمتها كانت لوالدى وهو يمارس عمله فى المحل، حيث كان يعمل بياع لحمة رأس، ونظراًلأن الجيل الجديد من أبناء بورسعيد، للأسف كغيرهم من باقى الشباب المصرى ،الذى قد يعرف عن الغرب وحضارته أكثر مما يعرف عن تاريخة وحضارتة!!قررت أن اقوم برسم مجموعة من الصور لتحكى للأجيال الحالية والقادمة تاريخ وتراث بورسعيد، وخاصة التاريخ الاجتماعى، الذى يذهب دائماً ضحية للتاريخ السياسى، الذى يستأثر بكل شئ. وفى عام 2002م فرغت من ثلاثين لوحة، وشاركت بها فى معرض بسويسرا، وتفرغت نهائياً للرسم عام 2005م ،وأكملت مشروعى ووصل عدد اللوحات إلى 62لوحة، تتناول التاريخ الشعبى لبورسعيد الباسلة فى فترة الخمسينيات والستينيات، ولكل لوحة ذكرى وحدث فى ذاكرتى ، وعن أحب اللوحات إلى قلب الفنان مصطفى العزبى " قال كل اللوحات عزيزة على ولكنى أعتز بصورة والدى "رحمه الله"وهو يقوم بتقطيع لحمة الرأس، والصورة التى رسمتها لقصة الشهيد إبن الخمسة عشر عاماً"حسن سليمان حمود" إبن بورسعيد الذى قاوم العدوان الثلاثى عام 1956م، وقتله أحد ضباط الجيش الفرنسى برصاصة فى قلبة من بعد عشرة أمتار، فحمله أحد القساوسة إلى كنيسة مار جرجس القريبة من مكان الواقعة ،وأدخله الكنيسة وأبلغ أهله بالواقعة.والتى تؤكد لكل المغرضين والحاقدين أن النسيج المصرى واحد لافرق بين مسلم وقبطى وفى النهاية أكد الفنان مصطفى العزبى ،أن شعب بورسعيد لايستحق كل ماتعرض له من تجريح وتلفيق ،عقب الأحداث المؤلمة التى شهدتها مباراة الأهلى والمصرى، وأن ماحدث شعب بورسعيد برئ منه، والكل يعرف أن الحادث مسيس لصالح أطراف الكل يعرفها.