الإسكندرية وعدد من محافظات الدلتا لن تكون موجودة فى عام 2075اذا فعلها ترامب الولاياتالمتحدة بالمعاهدة تتسبب فى 32فى المائة من الانبعاثات الحرارية تجربة علمية فى 2010 حذرت من غرق إسكندرية وعدد من المدن فى تحدٍ صارخ للمجهودات العالمية لخطة خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى، أصدر ترامب وعودًا واضحة حول نيته الانسحاب من الاتفاقية العالمية للمناخ، واصفًا ظاهرة الاحتباس الحرارى بالخدعة التى أطلقتها الصين للحد من تقدم الولاياتالمتحدة الصناعى، وأطلق أحد أعضاء فريق ترامب للشئون السياسية الدولية المتعلقة بالطاقة والمناخ، أن إدارة ترامب تبحث الآن عن طريقة للانسحاب، اتفاق الإطار الدولى الصادر عام 1992، وتطرق إلى أنها ستكون بخطاب انسحاب، وهو ما سيعطى فترة سنة للولايات المتحدة حتى تنتهى مشاركتها فى الاتفاق الأول واتفاق باريس، أو إصدار أمر رئاسى مباشر من ترامب يلغى بموجبه المشاركة الأمريكية فى اتفاق باريس بسهولة. وعلقت وزيرة البيئة الفرنسية سيجولين رويال بأن تلك الخطوة ستكون كارثية تمامًا، وستضعف الولاياتالمتحدة، لأنها تعانى من الآثار الجانبية للتغير المناخى، مشيرة إلى العواصف فى ميامى وحرائق الغابات فى كاليفورنيا. تصريحات ساكن البيت الأبيض الجديد، دفعت منظمة افاز، المكونة من 44 مليون عضو والتى تقوم بحملات عالمية تعمل على إيصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناع القرار، بالتحرك سريعًا للرد على تلك الخطة الكارثية لترامب، شارحين ذلك بأنه «فى حال انسحاب ترامب، سيندفع بقية الدول الأكثر تسببًا للتلوث إلى الانسحاب منها أيضًا، مما يؤدى إلى انهيار اتفاقية المناخ العالمى، الذى يعنى فشلًا كبيرًا فى وقف التغير المناخى، ما سيؤدى إلى غرق مدن عربية ساحلية مثل الإسكندرية، وجعل مدنًا أخرى مثل دبى وبغداد غير صالحة للحياة فى المستقبل بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة». وكان الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، وممثل مصر بلجنة الاستخدام السلمى للفضاء، كشف فى تصريحات صحفية، أنه فى حال استمرار الوضع الحالى للمناخ، فإن محافظة الإسكندرية وعددًا من محافظات الدلتا لن تكون موجودة سنة 2075 بسبب التغيرات المناخية». وخلال إلقائه لكلمة مصر باجتماعات لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى فى فيينا، المعنية بالتغيرات المناخية، حذر النهرى من الأضرار التى سوف تقع على مصر بغرق سواحل الدلتا، وتأثرها اجتماعيًا واقتصاديًا، موجهًا حديثه للدول الكبرى التى ألقى عليها اللوم الأكبر فيما سيتعرض له سكان تلك المناطق من جراء الأنشطة الصناعية التى أدت، وستؤدى إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى وذوبان جليد القطبين وارتفاع منسوب البحار، مطالبًا إياهم بالالتزام بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية تجاه الدول النامية ومنها مصر، مؤكدًا أن الأثر الأكبر لتلك التغيرات المناخية، سيؤثر علينا أكثر من أى دولة أخرى، لانخفاض منسوب سطح البحر فى الدلتا إلى 0.5 متر، فى حين يزداد منسوب سطح البحر عامًا بعد عام، موضحًا أن أمريكا تنتج 32فى المائة من الانبعاث الحرارى، فيما تنتج أوروبا، مجمعة، 30 فى المائة. وأضاف «تلك النسب فى فترة التزام الولاياتالمتحدة بالمعاهدة، وهو ما ينذر بكارثة كبرى تنتظر إسكندرية والدلتا فى حالة انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة وما سيتبعه من زيادة فى الانبعاث الحرارى». وشرح النهرى أضرار الانبعاث الحرارى على المدن الساحلية المصرية فى الوضع الحالى وقبل خطر انسحاب ترامب من الاتفاقية بأن الأرض تنتظر ارتفاعًا فى درجات حرارتها بنهاية هذا القرن بمقدار 2 إلى 4 درجات مئوية وارتفاع مستوى سطح البحر من 100 إلى 150 سم مما سيؤدى إلى غرق المناطق الساحلية المنخفضة ودلتا الأنهار، وسيؤثر أيضًا على مخزون المياه الجوفية القريبة من السواحل، وأكد ذلك النتيجة التى خلص إليها أثناء دراسة مع العلماء الألمان فى جامعة هوفنهايم عام 2010، التى أثبتت فيها أن ارتفاع منسوب البحر وانخفاض دلتا مصر يهددها بالغرق بل واختفاء مدن بأكملها. وفى تصريحات خاصة ل«الصباح» قال الدكتور على قطب الخبير بهيئة الأرصاد «تأثير التغير المناخى الأكبر سيكون على قارة إفريقيا، وتهديدات ترامب بانسحاب الولاياتالمتحدة ستضاعف هذا الأثر، إذ أن الولاياتالمتحدة كعادتها ترفض تلك المعاهدات، ولكنها كانت مضطرة للتوقيع عليها، مثلما الحال مع اتفاقية كيوتو التى تمت فى العام 1992». وكشف قطب عن أن السبب الرئيسى وراء تلك الاعتراضات، أنه أمريكا بموجب الاتفاقية تدفع ما قيمته 100 مليون دولار للدول الإفريقية المتأثرة بنشاطات الولاياتالمتحدة التى تنتج عنها تلك الانبعاثات، فمعظم مصانعها المؤثرة مقامة على أراضى القارة السمراء، وبذلك الانسحاب سيكونون غير ملزمين بدفع تلك الأموال. وأكد قطب «يجب علينا أن نواجه التغيرات المناخية بمزيد من الحزم والجدية لما له من مخاطر كبيرة، فمصر بعيدًا عن التأثيرات الخارجية تحتوى على العديد من المشكلات التى قد تؤدى إلى ذات النتيجة وفى مقدمة ذلك؛ عوادم السيارات وانبعاثات المصانع غير المطابقة للمواصفات وقش الأرز، ونستطيع بالفعل مواجهتها».