غير مسموح بانضمام النساء لنا.. وللفتيات تنظيم خاص بنفس الأهداف تحت اسم «قوس قزح» طقوس المحافل تتضمن «تلاوة» كل ما يمس المسجد الأقصى وحكايات فرسان الهيكل ومخطوطات عن حرفة عمارة الحجارة الماسونى صاحب السلطة يجب أن يكون كتومًا للغاية خبراء الاجتماع:شعور الشباب بأزمات السبب ويجب توعيتهم ضد هذه الأفكار محافل ماسونية فى المنوفية وبورسعيد والإسكندرية.. وشادى بيتر: يجب كسب ثقة المصريين سيث: لسنا ملحدين.. أصلى وأصوم وأقرأ القرآن ولا نتحدث فى السياسة داخل المحفل «كلنا متساوون فى الظلام».. عبارة تمثل فكرًا يعتنقه صاحبو شعار ال (فرجار المتعامد على مسطرة وبينهم رمز العين)، ربما يعتبره البعض علامة للتحصين من الحسد، إلا أن له معانى كبيرة، تعرفهم من اتشاحهم بالملابس السوداء، عالم سرى له أفكاره ومعتقداته التى يشوبها الغموض، لديهم الكثير من الرموز المعقدة تحمل عددًا من المعانى الخفية، يواجهون الكثير من الاتهامات باعتبار «مؤسسيها من اليهود ومجموعة من رجال الأعمال الذين يقومون بتنفيذ مخططات تخدم مصالحهم، ويحاولون السيطرة على العالم». لا يزال أصحاب هذا الفكر، يحرصون على إخفاء أفكارهم فى الظل، حتى مع وجود محافل علنية عالمية مقامة بشكل رسمى فى العالم كله، وأكبرها محفل لندن، الذى تم تشييده فى القرن ال18، إنها «الماسونية». فى رحلة بحث «الصباح» فى هذا العالم الخفى، جذب انتباهنا مجموعة من الشباب لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى عليها رموز وعلامات غير واضحة المعانى، كما لفت انتباهنا صفحات ومجموعات تدعو للماسونية وتقوم بتعريف نفسها وتناشد المتابعين الانضمام إليها، فكانت هناك رسائل من أشخاص فى محافظات مختلفة ترسل باسم محفل المنوفية، ومحفل الإسكندرية ومحفل بورسعيد. سيث.. الماسونى المصرى «لم يكن لدى أى اهتمامات بالماسونية، فقط قرأت عنهم كتابًا واكتشفت أن تفكيرى يشبههم كثيرًا، فآمنت بأفكارهم وشعرت أنه قدر.. فتغيرت حياتي» كلمات بدأ بها (ك. أحمد) 20 عامًا، وهو مصرى جامعى، طالب بكلية الإعلام، حديثه ل «الصباح» عن كيفية وصوله للماسونية وإيمانه بأفكارهم، فرحلته معهم، بدأت بقراءته كتاب «the dictionary» الذى أكد صعوبة الوصول إليه حتى على الإنترنت، وكتاب «The ultimate freemason's dictionary» الذى يحوى تفاصيل نشأة الماسونية، وتاريخها وطقوسهم المختلفة وأهدافها. يقول «سيث»- وقد اختار هذا الاسم ليدل على الإله المصرى «ست» الذى يجلب الليل إلى الدنيا، وتحدث معركة بينه وبين رع الذى يجلب النهار كل يوم- إنه «وجد تشابهًا كبيرًا بين فكره وأهدافهم، حيث إن من مبادئهم أن الفرد يجب أن يبحث عن العلم فى كل شىء وفى أبسط الأمور، وإنه على الرغم من أن الإله لا يوجد مثيل له، إلا أنه يجب الإيمان بالعلم، وإن جميع العلوم فى النهاية متصلة ببعضها البعض، وإن من أكثر ما لفت انتباهه مبدأ: لا تنجرف مع التيار كن أنت التيار، وهو ما يتفق معه فى خلق روح القيادة التى يحبها». وأضاف ل»الصباح» أن هناك من أخلاقيات الماسونية ما جذبه بشدة؛ مثل حب المساعدة للآخرين، وأن يكون الإنسان أخًا مثاليًا وزوجًا مثاليًا وابنًا مثاليًا. كما نفى تمامًا فكرة أن الماسون ملحدون، فأكد على أنه من شروط الانضمام للماسونية أن يؤمن الشخص بقوة عظمى، ولا توجد قوة أكبر من قوة الإله، فلابد أن يكون الماسونى مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا، أو بوذيًا، أيًا كان. وعن فكرة وجود محافل فى مصر حاليًا، أكد أنه لا توجد تجمعات لهم أو حفلات تقام بشكل رسمى، موضحًا أن من شروط إقامة محفل أن يكون بشكل رسمى وعلنى، وهذا غير متاح فى مصر، فمنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى سجن عددًا كبيرًا من الماسون وأغلق المحافل الماسونية، لأنها كانت تدعم الملك، لم يُقم أى محفل رسمى فى مصر. وعن صفات «الماسونى الحق» يقول سيث «يجب ألا يكون متعاليًا وإذا كان ماسونيًا صاحب منصب أو سلطة، يجب أن يكون كتومًا للغاية فى الحديث، فالمجتمع الماسونى ليس سريًا لكن الناس لا تقرأ كثيرًا عنهم ولا تعرفهم من الأساس، وغالبية المصريين منضمون بفكرهم للماسون ولكن ليس رسميًا على الورق، وإن وجدت محافل فستكون هى الأخرى بشكل غير رسمى، والمحفل يضم عددًا كبيرًا من تيارات وتوجهات وديانات مختلفة، ولا يصلح الكلام فى السياسة داخله حتى لا يثير فتنة بين كل تلك الأطياف». ووفقًا ل«سيث»، فإن الطقوس الخاصة بالماسونيين تتمثل فى قراءة أجزاء كبيرة من كتب التاريخ، والقصص المذكورة فى جميع الأديان الخاصة بالأنبياء والسابقين، وقصص عن بداية تاريخ حرفة عمارة الحجارة، بتلاوتها من المخطوطات القديمة معًا فى وقت واحد، ومن أبرز القصص ما حدث مع سيدنا إبراهيم، وقصة فرسان الهيكل، وما يمس المسجد الأقصى وبداية الكون وغيرها من القصص التى تتناول الفنون الهندسية والأشكال». «غير مسموح للسيدات للانضمام فى هذا الكيان» هذا ما أكده لنا الشاب العشرينى، بأن هذا الكيان قائم على الأخوية وبناء على ذلك لم يسمح للسيدات إلا فى حالات نادرة للغاية منذ ظهورها ومن أشهرهم إليزابيث أولدورث، أول سيدة تدخل الماسونية، فى القرن ال18، لكنه كشف عن أن هناك تنظيمً خاص للفتيات الماسونيات يسمى «قوس قزح»، وله نفس أهداف الماسونية والفكر والتشجيع على العمل المجتمعى. «الصباح» تقصت أخبار هذا التنظيم، ليتضح أنه تم إنشاؤه من أجل الفتيات خاصة فى أعمار ما بين 11 و21 عامًا، تأسس عام 1927 على يد رجل الدين المسيحى الماسونى مارك سيكسون، ويعرف التنظيم نفسه على أنه من أجل تعليم البنات روح العمل الخيرى وخدمة الأخرى، وتسمى مقرات اجتماع فتيات قوس قزح بالمحطات. أما عن اسم التنظيم «قوس قزح»- الذى اشتهر به الشواذ جنسيًا، بعدما اتخذ موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من ألوانه تطبيقًا للمؤيدين لاعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بهم رسميًا- فقد اتخذ من هذه الألوان السبعة رمزًا للحب والدين والطبيعة والخلود والإخلاص والوطنية والخدمة، ومن أشهر خريجات هذا التنظيم أوليمبيا سنو، السيناتور عن الحزب الجمهورى الأمريكى. وعن الدين يؤكد سيث أنه مسلم يصوم ويصلى ويقرأ القرآن، وأن الماسونية ليست ديانة كما يشاع عنها، لكنها فكر، مثل الليبرالية، لكنها تختلف عنها فى المعتقدات، وأكد أنه يهتم بسماع موسيقى «الروك» التى تخاطب الإنسان، مثل «tool» باند، الذى تتحدث أغانيه عن السعى للمعرفة والتغير للأفضل. الماسونية فى مصر دخلت الماسونية مصر مع الحملة الفرنسية 1798، فشهدت البلاد إنشاء أول محفل ماسونى أقامه الضباط الفرنسيون، وهو «محفل إيزيس»، الذى دخله عِلية القوم والنخبة فى ذلك الوقت، وظل هذا المحفل الماسونى المصرى فى البلاد، ثم انتشرت المحافل الماسونية فى مصر، ومنها محفل الأهرام بالإسكندرية، ومحفل منف، وكوكب الشرق، وبلور، وانتشرت المحافل بالدقهلية وبورسعيد، ظل الوضع هكذا، حتى قبل خمسين عامًا فقط، ليتوقف نشاطهم الرسمى العلنى بعد قيام ثورة يوليو وتغير الأوضاع فى البلاد. وعثرت «الصباح» خلال البحث عن هذا العالم الغامض، على صفحة بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بعنوان «المحفل المصرى الماسونى»، التى نشرت بتاريخ 14 إبريل من هذا العام، خطابًا موجهًا من «المهندس الرئيس» كما سَمَّى نفسه، يقول فيه إن «بلدًا تعداد سكانها يفوق التسعين مليون فرد ما بين الذكور والإناث؛ لم تُنجب حتى الآن من يستطيع إدارة شئون سكانها بشكل عادل، ولا من يستطيع تمثيلها التمثيل السياسى الذى يليق بمكانتها.. لهذا السبب نحن هنا». وأضاف المنشور على الصفحة: «ولهذا السبب تمامًا، قررنا إحياء حركة البنائين الأحرار المصرية التى كانت سند الملك فى مصر وكانت مُخططة ومهندسة أحد أزهى عصور البلاد وأكثرها تقدمًا.. وسننجح (نحن).... فى جمع أذكى المصريين..تحت سقف واحد؛ لا يعلو فوقه إلا جناحا إيزيس»، وطلبوا من الراغبين فى الانضمام إلى الماسونية التواصل معهم. «الصباح» لاحظت تهافت الكثير من الشباب ممن يضعون الرموز الماسونية، على التواصل مع المنشور، أو بالتعليق عليها، فيقول شادى بيتر، من محافظة بورسعيد، «نشر هذا الفكر يوجب كسب ثقة ال 90 مليون مصرى، ومحو الصورة السيئة بخصوص الماسونية». (محمد. أ) طالب جامعى، أكد أنه يود الانضمام لكنه لا يعلم كيف يبدأ، كى يتم تسجيله. وتضمنت الصفحة أيضًا نقاشات لبعض القضايا المصرية، منها التعليم وفشل المنظومة بأكملها، والتعليق على قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعلم لمصر يتضمن الرموز الماسونية، كما تواجد على الصفحة أيضًا تهنئة بعيد شم النسيم وعيد الأضحى الماضى، وغيرها من التهانى خاصة فى المناسبات الدينية المصرية. دلالات الرموز الماسونية لم تكن تلك الصفحة هى الوحيدة من نوعها، بل توجد صفحة أخرى تحوى نفس الاسم، وعدد المتابعين لها ما يقرب من 15 ألف معجب، تكتب عن الماسونية ونشأتها وأهدافها ودلالات بعض الرموز الخاصة بها، مثل علامة الفرجار المخترق للمسطرة والعين تتوسطهما أو رمز «G»، فالفرجار يرمز إلى معمار الكون الأعظم «الرب»، والمسطرة ترمز إلى الأرض ويعنى الرمز؛ اتحاد الأرض مع السماء، وهو نفس المعنى الذى ترمز إليه نجمة داوود، وعن معنى العين فهى ترمز إلى عين الماسونية أو عين حورس، التى تستطيع أن ترى كل شىء بحسب اعتقادهم، ويوجد رمز الهرم الناقص الذى تعلوه عين تشع نورًا، ويوجد على الدولار الأمريكى، وأسفله كلام باللاتينية، فهو يعنى «نظام عالمى جديد»، وأن صاحب هذا التصميم كان ماسونيًا خالصًا يدعى تشارليز توميسون، عضو تنظيم الكونجرس القارى، والعين ترمز إلى عين أوزيريس الذى يعودون إليه أثناء احتفالاتهم، وتدل الأهرامات والعين على الدولار، بالإشارة إلى يهود بنى إسرائيل الذين عاشوا فى مصر وطردوا منها، وفقًا للفيلم الوثائقى illuminati symbolism on the doller bill. تعلق فاطمة حسن، إخصائية علم الاجتماع، بأن الشباب يعانى من الظروف الاقتصادية الصعبة وشعوره فى معظم الأحيان بالضياع، فى نفس الوقت رغبته فى الظهور والتميز وشعوره بأنه ناجح وقائد فى شىء ما، فكان لابد لهم من البحث عما يؤيد تلك الأفكار حتى دون التعمق فيها، بالإضافة إلى محاولات تلك الجهات للعب على مشاعر الشباب واحتياجاتهم فما كان منهم سوى استقطابهم. وتضيف أنه يجب توعية الشباب وحثهم على قراءة ما يفيد، والتعاون بين مؤسسات الدولة لتعريفهم بالمخاطر التى تهددهم وتحاول جذبهم لهدم مجتمعاتهم. يذكر أن عدد الماسونيين وصل ل 6 ملايين شخص حول العالم، يرتكز منهم 4 ملايين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولهم عدة محافل فى العالم، وكان أول محفل لهم فى لوس أنجلوس، وسمُّوه «هيكل أورشليم» نسبة إلى هيكل سليمان، كما أن لهم المحفل النورانى، الذى يشوبه الغموض الشديد وتقام به طقوس شيطانية، وأسسه آدم وايزهاويت المسيحى الألمانى (1830) الذى ألحد فاستقطبته الماسونية.