حبس الكاهن فيلوباتير ومعاونيه شهرًا مع الشغل.. والكنيسة تعاقب المدعين بالحرمان ضحايا الاعتداء ل«الصباح»: «أبونا» حاول تقليل نفقات الإطعام وحينما ناقشناه طردنا من مكتبه واستدعى معاونه وشقيقه لم تترك مى صبرى بابًا إلا وطرقته لرفع العقوبة الواقعة عليها من قساوسة كنيسة الشهيد أبو سيفين والقديسة دميانة للأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، المتمثلة فى منعها وزوجها و4 آخرين من دخول الكنيسة، وما يترتب عليها من آثار، فلا يُصلى عليهم ولا يُعمد أبناؤهم ولا يصلون هم أنفسهم داخل الكنيسة، والسبب لجوؤهم إلى القضاء لإنصافهم ضد القس فيلوباتير، أحد قساوسة الكنيسة. تروى مى، (32 سنة/ ربة منزل)، ل «الصباح» قائلة: «قبل 12 سنة، وهبت نفسى وزوجى للكنيسة لنصبح خدامًا لدى القديس يوسف النجار، وهى خدمة تقدم من الكنيسة إلى الغرباء مساء كل جمعة من الساعة 7 إلى 9، حيث يقدم زوجى خطبة عبارة عن وعظ دينى ويعاونه زوج شقيقتى ورجل ثالث، ويكون ذلك بالدور الاول، فى ذلك الحين أكون انا ومعى شقيقتى وامرأة ثالثة نعد الطعام لهؤلاء الأغراب، معتمدين على المعونات التى تأتى للكنيسة والتبرعات التى نصرف من خلالها على الطعام والشراب». وبلسان عاجز عن وصف بشاعة مشهد الضرب والإهانة فى حضور احد القساوسة، تتابع مي: «يوم 2 يونيو 2015، كنا على موعد لاجتماع مع القس فيلوباتير الذى تولى مؤخرًا مسئولية خدمة القديس يوسف النجار، حيث دعانا نحن ال 6 خدام إلى مكتبه وبالفعل ذهبنا ولم يكن لدينا سابق معرفة بموضوع الاجتماع، وبالفعل جلسنا معه وتبادلنا أطراف الحديث عن الطعام الذى يقدم إلى الفقراء والغرباء، ليبادرنا بطلب غريب بعض الشيء وهو تقليل النفقات لأن الطعام الذى نعده يكلف الكنيسة ولابد من ترشيد الاستهلاك، ورغم ان الامر غير مكلف طلبنا منه ان يحضر هو الطعام ونقوم نحن بطهيه أو الاستعانة بالأنبا تادرس أسقف إبراشية بورسعيد بطلب تمويل للطعام منه، خاصة أنه سبق أن طرح هذه الفكرة، وهنا احتد النقاش وبدأ صوت أبونا فيلوباتير يعلو، فحاولنا تهدئته فرد علينا نصًا: (انتوا مش هتعلمونى شغلى.. اطلعوا برة)، ثم رفع سماعة التليفون ليحضر شخصًا يدعى مراد زكى، ويعرف ب (بودى جارد فيلوباتير) وهو قربيانى الكنيسة، أى الشخص الذى يعد القربان». وتستكمل «فتحت الباب فوجدت مراد ممسكًا بشومة وفى اليد الأخرى سكين، وينهال علينا بالضرب والسباب وأفظع الشتائم دون مقدمة، وذلك أمام مكتب أبونا وتحت مرأى ومسمع منه، وظل مراد يطاردنا حتى وصلنا إلى ساحة الكنيسة والجميع يشاهد فى صمت وذهول، ولم يراع أبونا فيلوباتير أن إنجى واصف وهى خادمة كانت معنا لحظتها، حامل فى شهرها الثالث، وظلت المطاردة مستمرة حتى وصلنا إلى باب الكنيسة لنخرج منها معتقدين بأن الأمر انتهى عند هذا الحد، لكننا وجدنا سامح زكى وهو سائق تاكسى وشقيق مراد، ينتظرنا بالخارج ممسكًا بعصا هو الآخر محاولًا الاعتداء علينا، فهرع ضابط تأمين الكنيسة إلينا، فحاول مراد الاعتداء عليه دون أن يدرى أنه ضابط شرطة لأنه يرتدى الزى المدنى، فأخرج سلاحة الميرى، وهنا تدخل القس فيلوباتير لنجدة مراد البلطجى وقام بتحريره من يد ضابط الشرطة وتهريبه إلى الدور الرابع، فى حين هرب شقيقه سامح». وتتابع مى سرد ازمتها مع الكنيسة «رغم الاهانة التى تعرضنا لها والضرب لم نفكر فى تحرير محضر بالواقعة وطلبنا التصالح بشرط ان يعتذر مراد عما فعله، فى حضور كل من القس اثناسيوس والقس بولس، إلا أن القس فيلوباتير رفض وطلب منا اللجوء للقضاء وقال لنا نصا: (اللى عندكو اعملوه)، فاضطررنا إلى التوجه إلى قسم شرطة الزهور ببورسعيد، وحررنا محضرًا بالواقعة، برقم 6036 جنح، نتهم فيه مراد زكى ميخائيل وسامح زكى ميخائيل والقس فيلوباتير، واسمه الحقيقى حنا عبد الملك جرجس، بالتحريض والتعدى علينا. وتقول مى «تانى يوم الواقعة، الساعة 10 الصبح، جاءنا اتصال هاتفى من القمص مينا عبدالله أسقف الكنيسة وقال لنا (انتو عملتوا محضر ضد القس فيلوباتير، إذن انتم محرومين من دخول الكنيسة ومن الخدمات)، فحاولنا اطلاعه على محاولة الصلح التى قمنا بها فأخبرنا أن الأنبا تادرس أسقف بورسعيد يطالبنا بالتنازل عن البلاغ فقلنا له (هذا شق قانونى لا علاقة له بالكنيسة)». فى اليوم التالى استمعت النيابة إلى اقوالنا فطلبنا شهود اثبات الواقعة، ورفض الجميع الذهاب إلا حارس الكنيسة عم مكرم، 79 سنة، فشهد بوجود سلاح فى حوزة مراد وشقيقه، وصباح اليوم التالى تم فصل عم مكرم دون أن يحصل على مستحقاته. وتتابع «تم منع زوجى من العمل بعد الظهر فى الكنيسة، فهو مسئول عن الاحوال المدنية من زواج وطلاق، وصدر المنع من أبونا بولا مسئول الاحوال المدنية». ورفضت الكنيسة تعميد الطفل كاراس نجل انجى واصف التى تم الاعتداء عليها من قبل القسيس وأعوانه، حيث أكد ذووه ل «الصباح»، أن «كاراس فى شهادة الميلاد مسيحى، إلا إنه فى الواقع لا يدين بها وبالتالى لا يمكن أن يمارس الطقوس الدينية حينما يكبر». وكانت محكمة جنح الزهور، قد حكمت، فى 25 فبراير 2016، ضد بحبس المتهمين الثلاثة، مراد وشقيقه سامح، وحنا عبدالملك جرجس (القس فيلوباتير)، شهرًا مع الشغل والغرامة 50 جنيهًا، وإلزامهم بدفع 501 جنيه للمدعين بالحق المدنى. من جانبه، رفض القس فيلوباتير، المتهم بالتحريض، الحديث ل«الصباح»، قائلا «أرفض التعليق على أحكام القضاء، وهناك نقض على الحكم وسبق أن بادرنا بالتصالح مع ال 6خدام، إلا انهم فضلوا اللجوء للقضاء». ورغم إدانه القس فيلوباتير، الا ان الانبا تادرس اسقف الابراشية ببورسعيد، تجاهل الحكم وحرص على اصطحاب القس المدان فى واقعة الاعتداء، اثناء ترسيم أحد المطارنة، عقب الحكم بأربعة أيام. ويعلق مدحت بشاى، الباحث القبطى ل«الصباح»، مشيرا إلى أنه «سبق أن حذر من تورط الرهبان والقساوسة فى الامور الدنيوية، خاصة الحسابات والماديات، لأنها ستؤدى إلى صراع بين القساوسة والعمال المدنيين داخل الكنيسة».