هاجر: آدمن الصفحة استمع لمشكلتى كطبيب.. وطالبنى بإقامة علاقة وهددنى بإبلاغ زوجى هبة: 12 طلبًا من رجال يريدون علاقة غير شرعية معى بعد نشر مشكلتى مع زوجى على الصفحة رئيس آداب المهنة بنقابة الأطباء: من يرتكب هذه الجريمة يتعرض للمساءلة القانونية الهروب أسهل طريقة للفرار من المشاكل الزوجية، خصوصًا إذا كانت مشاكل تتعلق باستمرارية الحياة الأسرية، فعندما نجد أمامنا عوائق كثيرة، وبات الأمل معدومًا، تلجأ المرأة إلى التحدث والفضفضة، وفى الأغلب تخشى من العادات والتقاليد فتبحث على من تتكلم معه فى سرية، ومن هنا لا تعلم أنها تسير بالاتجاه الخاطئ، نحن بصدد الحديث عن أطباء مزيفين لا نعلم إن كان هم أطباء أو أشخاص مستغلين اضطراب الظروف الاجتماعية، ويستخدمون شبكات التواصل الاجتماعى بانتحال صفات أطباء نفسيين أو أطباء علاقات أسرية. ما يقرب من 15 صفحة تحظى بالتفاعل على موقع فيس بوك تمكنت «الصباح» من رصدها، ويدعى القائمون عليها أنهم أطباء نفسيون، ويسعون إلى حل المشاكل الزوجية بين الزوجين، ومن بين هذه الصفحات هناك صفحة تدعى «فراشة» ويدّعى القائمون عليها أنهم أطباء، ويزعمون تقديم المساعدات الزوجية لتحسين العلاقات، ويتولى مدير الصفحة الرد على الأعضاء، ويؤكد أنهم مجموعة من الأطباء وكل شاغلهم الشاغل هو تقديم النصائح لمواطنين. ومؤخرًا ظهر للعلن، قضية انتحال أحد الأشخاص لشخصية خبيرة العلاقات الأسرية، الدكتورة هبة قطب، عبر إنشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك باسمها، وأوقع عددًا كبيرًا من الضحايا وقام بابتزازهم جنسيًا. وحاول محررا «الصباح» إرسال أسئلة للقائمين على الصفحة عن طريق حساب وهمى باسم سيدة، تروى فيه أنها لديها مشكلة مع خيانة زوجها، وأنها تريد أن تجد أحدًا يساعدها فى إيجاد حلول، وحينها كان الرد أنهم مشغولون وسوف يتحدثون إليها فى وقت آخر. «هاجر» - اسم مستعار-، روت ل«الصباح» أنها عرضت مشكلتها عبر الرسائل الخاصة ضمانًا للسرية، على مدير إحدى الصفحات وتحدثت معها بشأن شعورها بإحساس التباعد مع زوجها وعدم شعوره بها، فضلًا عن بروده الجنسى. وتضيف، عقب مرور خمسة أيام من إرسال مشكلتى، قام مدير الصفحة، والذى يدعى أنه دكتور نفسى، ويقوم بمساعدة السيدات اللاتى يعانين من مشاكل زوجية، بالتواصل معى، وطلب مزيدًا من التفاصيل، وتحدثت معه بدون خوف أو خجل، وبعدها وجدت أنه يهددنى بإرسال محادثتى معه لزوجى، فى حالة عدم موافقتى على إقامة علاقة غير شرعية معه. أما «هبة»، فقالت ل«الصباح»، إنها نشرت على إحدى صفحات الأطباء المزعومين، تطلب الاستشارة، لحل مشكلة زوجها الذى يهجرها ويسافر دومًا، ويأتى مرة بالسنة. وتتابع هبة، وجدت بعد كتابة مشكلتى، أن هناك ما يقرب من 12 رجلًا قاموا بإرسال طلبات صداقة، وأعقبتها رسائل توضح معرفتهم أن زوجها مسافر وباتوا يتحدثون معى «بألفاظ غير لائقة»، ويطلبون إقامة علاقة جنسية معى، لدرجة أننى قمت بإلغاء انضمامى للصفحة التى تعتبر بمثابة مصيدة للسيدات اللاتى يعانين من مشاكل مع أزواجهن. أستاذة علم النفس والاجتماع منال زكريا، أكدت أن فى حال صحة الادعاء بأن من يقومون بتلك المخالفات، هم من الأطباء، فإنهم يتحملون المسئولية الأخلاقية والمهنية عن تلك الجرائم، فضلًا عن تحمل السيدات اللاتى وقعن فى ذلك الفخ لجانب من الخطأ نظرًا لأنهن لم يلجأن للطريق السليم لعلاج المشكلات عبر العرض على متخصصين وليس فقط صفحات مجهولة الهوية. وأوضحت زكريًا أن العلاج النفسى، يعتمد بالدرجة الأولى على لقاء المريض ومراقبة ردود أفعاله وتوتره، لقياس مدى تأثير مشاكله، وليس هناك علاج نفسى من خلال الهاتف أو صفحات الإنترنت، مرجحة أن القائمين على تلك الصفحات ليسوا من الأطباء. الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى أكد ل«الصباح»، أن هناك العديد من الأسباب التى تدفع الزوجات إلى الحديث عن العلاقات الأسرية والعلاقة الحميمة مع الأشخاص الذين يدعون أنهم أطباء نفسيون على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ومنها الخوف والخجل من الذهاب إلى عيادات الأطباء النفسيين بدعوى أن المقربين من الأسرة سيعتبرونهم مرضى نفسيين، ولديهم مشاكل أسرية، بالإضافة إلى خوفهم من نظرة المجتمع لهم، وهذا هو السبب الرئيسى فى انتشار مثل هذه الظاهرة، لافتًا إلى أن المكان المخصص للمرضى النفسيين والذين يعانون من مشاكل أسرية هى العيادة المخصصة لذلك. وقال مجدى، إنه بالنسبة للصفحات المزيفة للأطباء النفسيين، فإن هناك فرقًا بين الفضفضة مع المقربين وبين التحدث مع أى شخص غريب لا يعرف عنه المريض شيئًا، وتابع» هناك أطباء نفسيون لهم صفحات على الفيس بوك بشكل شخصى وأنا واحد منهم، وعندما يدخل أى من الأشخاص، ويرى صفحتى فيرسل لى رسالة يؤكد فيها أنه مريض نفسى، ويريد أن يعالج عندى فيكون ردى عليه حادًا جدًا، بأن هذه الصفحة شخصية، وإذا كنت تريد أن تعالج فعليك أن تذهب إلى العيادة سواء عندى أو أى طبيب آخر، وأننى لا أعالج أحدًا على مواقع التواصل الاجتماعى، لأنه من السهل جدًا أن يتعرض الحساب الخاص بى للسرقة أو الاختراق من أى أحد، وبالتالى تكون أسرار المريض متاحة للجميع، ويحدث نوع من الابتزاز لهم». موضحًا أن من يقوم بالادعاء أنه طبيب نفسى، وله خبرة بالعلاقات الأسرية للاستماع إلى المشاكل الزوجية والعلاقات الحميمة بين الأزواج هو شخص سيكوباتى يكره الآخرين، ويتلذذ بإيذائهم، بالإضافة إلى أن بعضهم يقوم بمثل هذه الأفعال من أجل الحصول على أموال. الدكتور طارق كامل رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء أوضح ل«الصباح»، أنه إذا ثبت أن هناك طبيبًا يقوم بإنشاء صفحات على فيس بوك للنصب على المواطنين أو ابتزازهم ويديرها أطباء فإنهم سيتعرضون للعقوبة فى الحال، والتى تبدأ من اللوم ثم التنبيه بالإضافة إلى الوقف عن العمل لمدة عام والشطب من نقابة الأطباء وإلغاء ترخيص مزاولة المهنة، وفى حالة عدم ثبوت أنهم أطباء فيعاقبوا بتهمة انتحال صفة طبيب. وأوضح مالك صبرى مبرمج ومدير قاعدة بيانات الرقابة على الإنترنت قال إن إنشاء مثل هذه الصفحات يعتبر أمرًا غير قانونى، خاصة أن أى فرد يقوم بفتح صفحة تصفح على الإنترنت يكون مسجلًا له ال IP الخاص به، وهذا بمثابة رقم البطاقة بالنسبة للكمبيوتر، ويكون مسجلًا بشركات الإنترنت، وإذا كانت هناك حملة مكثفة لإلقاء القبض على الأطباء المزيفين، فإنهم سيتم ضبطهم بسهولة.