«فرنسيس» يعلن «الأحد الثانى من أبريل» عيدًا موحدًا.. والمعارضون: يطعن فى الفكر الأرثوذكسى البابا كيرلس السادس أصدر بيانًا منذ 55 عامًا يرفض تغيير مواعيد الأعياد.. و«خليل»: المتزمتون يحاربون وحدة الكنائس وافق البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان على توحيد الاحتفال بعيد القيامة مع الكنيسة الأرثوذكسية، استجابة لدعوة من البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى كنائس العالم فى وقت سابق. وسبق أن وافق عليها من قبل كل من البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثانى، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول. وكان البابا فرنسيس الأول اقترح فى مايو الماضى تحديد موعد ثابت لعيد القيامة تزامنا مع الكنيسة الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أن «ثانى أحد من أبريل» يمكن أن يكون عيدًا موحدًا للجميع. وبعث خطابًا إلى بابا الفاتيكان شمل دعوة لمناقشة توحيد تاريخ عيد القيامة فى جميع كنائس العالم، حمله سفير الفاتيكان بالقاهرة خلال زيارته له بالكاتدرائية المرقسية. وجاءت دعوة البابا تواضروس الثانى، انطلاقًا من رغبته فى توحيد كنائس العالم، كبداية لطريق اعترف تواضروس نفسه بصعوبته حين صرح فى عظة له فى سان فرانسيسكو قائلًا: «كانت شهوة قلب المسيح ورغبته، التى كان يتمناها ويفكر فيها وقت الصلب، تتلخص فى «ليكن الجميع واحدًا». وأضاف تواضروس: «أكثر ما يفرح قلب الله هو وحدانية شعبه، وأكثر ما يغضبه هو الانقسام والبغضة والتحزب.» وقال إن أهم معوقات حدوث الوحدانية هى قلة المحبة، عناد الذات، وسوء الظن. ومع ذلك أثار قرار توحيد عيد القيامة جدلًا كثيرًا فى الوسط القبطى، بلغ درجة الغضب لدى البعض الذى قال إن الأحد الثانى من شهر أبريل لا يتوافق مع المواعيد التى حددها مجمع نيقية (325م) ولا يوافق حسابات الآباء الأوائل لموعد عيد القيامة، وهو موعد متغير كل عام، ويقع بين 4 أبريل و8 مايو. وقال البعض الآخر: إن البابا فرنسيس حدد موعد العيد مخالفًا للدراسات الآبائية والمجامع المسكونية. وسجلوا اعتراضهم على الموعد وليس على الوحدة، قائلين إنه إذا أرادت الكنائس توحيد عيد القيامة فعليها إتباع قرارات مجمع نيقية، الذى يعطى حق تحديد الموعد للكنيسة المصرية. ويقول مجدى ناشد، وهو إكليريكى قبطى، أى يعمل مدرسًا لعلوم اللاهوت، معلقًا على هذا الموضوع: «ما أعرفه باختصار شديد أنه حسب قوانين المجامع أن بابا الإسكندرية هو الذى يغير الميعاد، ويدعو إلى التغيير، لكن ما حدث أنه بكبرياء أراد بابا روما أن يتولى قيادة الدفة، ويكون التوحيد حسب ما يحتفل به هو، وليس حسب قوانين المجامع والحسابات الدقيقة التى قام بها الآباء من قبل، فتم إلغاء القوانين وضربها بعرض الحائط، ولا أعلم على أى أساس يكون عيد القيامة فى الأحد الثانى من أبريل، وإلى الآن ننتظر رد البابا، لنرى هل سيفعل قوانين الآباء؟ أم سيرضى بما سيمليه عليه بطريرك روما؟». أما مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعى، قائلًا: «بناء على حسابات ودراسات عقيدية وفلكية ومراجعة لقوانين كنسية، وكتقليد قديم تسلمناه، كان اقتراح الكنيسة الأرثوذكسية بتوحيد عيد القيامة فى الآحاد الأخيرة من شهر أبريل. وإذا صح خبر موافقة بابا الفاتيكان على توحيد العيد فى الأحد الثانى من شهر أبريل، فمن قال إن هذا الموعد يوافق الجميع؟، خاصة أن قبول الأحد الثانى بشكل مطلق يطعن فى جميع الدراسات اللاهوتية والفلكية وقوانين المجامع ويطعن فى الفكر الأرثوذكسى». ويقول مجدى خليل، الناشط القبطى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤيدًا موقف البابا تواضروس فى توحيد موعد عيد القيامة: «فى الوقت الذى ينفتح قداسة البابا تواضروس على الوحدة ووحدانية الله فى الكنيسة، يحاربه خصومه المتزمتون وأصحاب التقليد البالى من داخل الكنيسة ذاتها، ولأجل هذا السبب، ومن يحاربون الوحدة والوحدانية يحاربون المسيح ذاته، ويدعون أنهم يدافعون عن الإيمان الأرثوذكسى.. هل يوجد إيمان أرثوذكسى يوصل للملكوت دون باقى المسيحيين؟ طبعًا من يقول بهذا يروج لأكذوبة كبيرة أو ينادى بهرطقة، فالإيمان المسيحى واحد ولا يختلف عليه شخصان، وهو الإيمان بلاهوت المسيح وصلبه وفدائه وقيامته». وقد نشر بعض النشطاء وثيقة تاريخية تعود لعام 1960، وهى بيان للقديس البابا كيرلس السادس، حينما ظهرت محاولات لتغيير مواعيد أعياد الكنيسة، التى تستند لقوانين مجمع نيقية وتعاليم الآباء. يقول بيان المجمع المقدس الصادر بتاريخ 5 مارس 1960: «إنه قطعًا للشائعات وبلبلة الألسن، يقرر المجمع المقدس أن الكنيسة القبطية المستقيمة الرأى محتفظة بتراثها الخالد القويم، وهى أمينة على ما تسلمته من الآباء القديسين السابقين، ومحافظة على ما قررته المجامع المقدسة، ولهذا فأن تواريخ الأعياد وتقويمها هى كما هى، بترتيبها الزمنى كما وضعه آباء الكنيسة الأولون، بدون تغيير أو تبديل أو مساس به».