محافظ المركزى أطاح ب «سالم » من البنك الأهلى فى 2010 واتهمه بإهدار ملايين الجنيهات «عامر» اتهم «سالم» بإهداء مستشفى لسوزان مبارك والتودد لزكريا عزمى لانتزاع رئاسة «الأهلى» «عطية» يلجأ للوساطات ويشيد ب«عامر».. والعاملون ب«الائتمان الزراعى» يطالبون بإقالته يبدو أن عطية سالم، رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى، مقبل على أيام صعبة قد يفقد خلالها منصبه، وربما يعتزل على أثرها العمل فى البنوك، على الأقل فى تلك العاملة بمصر. فلم يكن «سالم» يتخيل أن غريمه القديم، طارق عامر، سيأتى رئيسًا للبنك المركزى، بعد الإطاحة بسلفه هشام رامز، فى ظل تزايد الانتقادات الموجهة للسياسات المالية التى كان يتبعها. وجاء هذا التطور بعد أن تصاعدت أزمات بنك التنمية والائتمان الزراعى، التابع لوزارة الزراعة، خلال الفترة الماضية، لا سيما الخاصة بقضايا الفساد، والتى بدأت «الصباح» فى كشفها على مدار الأعداد السابقة، وصولًا إلى ارتفاع المديونات على البنك إلى 3.7 مليارات جنيه، خلال الفترة الأخيرة التى تولى فيها المحاسب عطية سالم رئاسة البنك. وجاء تولى عامر لرئاسة البنك المركزى ليعيد إلى الأذهان تاريخ خلافاته المزمنة مع سالم، لا سيما خلال الفترة ما بين 2008 إلى 2013، حيث شغل «عامر» منصب رئيس البنك الأهلى المصرى، وهى الفترة التى قاد خلالها عملية إصلاح شاملة للبنك، أشادت بها العديد من المؤسسات المالية على الصعيدين الدولى والإقليمى. وكان المحاسب عطية سالم يتولى منصب مدير عام بطاقات الائتمان بالبنك الأهلى المصرى فى عام 2001، وتدرج فى المناصب حتى أصبح نائبًا لرئيس مجلس إدارة البنك فى فترة تولى طارق عامر رئاسة البنك الأهلى. شهدت هذه الفترة أزمة بين «عامر» و«عطية سالم» فى البنك الأهلى، دفعت عامر إلى الإطاحة بعطية سالم، عبر تهميشه من قبل مجلس إدارة البنك الأهلى فى ذلك الوقت لصالح الناشئ هشام عكاشة، نائب رئيس البنك، الذى جلبه طارق عامر معه ليشغل منصب نائب ثان لرئيس البنك. وظهر الخصام بين طارق عامر وعطية سالم جليًا حينما تم استبعاد عطية سالم من حضور المؤتمر الصحفى للبنك فى ذلك الوقت. وقال «عامر» فى تصريحات سابقة له: «هناك أكثر من 20 مليار جنيه خسائر كانت كافية لإصلاح كل قرى مصر وانتشالها من الفقر، وكان هناك أكثر من 30 ألف جنيه توزيع هدايا نهاية كل سنة على المسئولين فى الدولة، ونضرب أمثلة للقيادات السابقة عطية سالم، الذى كان يتوسط لدى زكريا عزمى وهشام طلعت ليأتى رئيسًا للبنك الأهلى، وهو الذى أهدى الهانم (سوزان مبارك) مستشفى البنك، وتسبب فى خسائر فادحة بالبنك الأهلى، وتعاقد كذلك مع مكتب «ماكينزى» ب55 مليون جنيه (10 ملايين دولار آنذاك) لم يستفد البنك منه شيئًا وهذا إهدار للمال العام، ولا يعرف كلمة إنجليزى، هؤلاء يجب محاسبتهم». كانت هذه التصريحات سببًا رئيسيًا فى المشكلات التى زادت من الخلاف بين الاثنين، وبعدها جاء أمر تكليف من وزير الزراعة آنذاك أيمن فريد أبو حديد فى فبراير 2014، بقرار رقم 150 لسنة 2014 لعطية سالم برئاسة مجلس إدارة بنك التنمية والائتمان الزراعى. ومنذ هذا التاريخ، وطوال فترة رئاسة عطية سالم للبنك، وهو يتخبط فى قراراته وظهر سوء إدارته للبنك واضحًا، وتورط فى قضايا فساد وتستر على أخرى، وتسبب فى إهدار الملايين، بل ربما مليارات من أموال البنك الزراعى وتسبب بقراراته الخاطئة وغير المدروسة فى إهدار المال العام، بحسب مصادر داخل البنك، والتى أكدت وجود قيادات داخل البنك تساند عطية سالم فى هذا الفساد وتعمل تحت رايته. وقال مصدر إن خبر تعيين طارق عامر محافظًا للبنك المركزى أحدث صدمة لعطية سالم، وأثار لديه شعورًا كبيرًا بالخوف والقلق على منصبه ومستقبله. ووفقًا للمصدر، يرجع سبب هذا القلق إلى يقين عطية سالم بعلم رئيس البنك المركزى الجديد، بسياسته البنكية أثناء توليه نائبًا لرئيس البنك الأهلى، وأن عامر يعلم جيدًا طريقة عطية سالم الخاطئة فى الإدارة وقراراته المتخبطة. ولوحظ فى الفترة الأخيرة قيام عطية سالم بعدة جولات ومقابلات مع أشخاص بأعينهم فى مساع للتقريب بينه وبين طارق عامر، والصلح بينهما، خوفًا من أن يفتح «عامر» ملفاته القديمة، ويطيح به من رئاسة بنك التنمية. وأكد المصدر أن هذه الخلافات ستكون سببًا رئيسيًا فى الإطاحة بعطية سالم من رئاسة البنك، بتوصية من طارق عامر خلال الأيام المقبلة. من جهتهم، طالب موظفو بنك التنمية، عبر صفحات البنك على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وعبر خطابات رسمية، إلى الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، بإقالة عطية سالم، متهمين إياه بالتلاعب فى أموال المودعين بالبنك، وتسببه فى ارتفاع مديونيات البنك، وعدم وجود سياسة مصرفية حاكمة. ويتهم موظفون فى المقر الرئيسى، رئيس البنك بأنه يقود مجموعة من مسئولى الأمن للتعدى على الموظفين بالضرب، وكانت آخر تلك الوقائع واقعة التعدى على موظف يدعى «ح. ص.»، وحرر بلاغًا بذلك ضد رئيس البنك برقم 8966 بتاريخ 8 أكتوبر 2015، إدارى قسم المطرية. من جانبه، قال عطية سالم، رئيس مجلس إدارة بنك الائتمان والتنمية الزراعى، عقب سماعه بقرار تعيين عامر رئيسًا للبنك المركزى، إن طارق عامر يتمتع بقدر عال من الحرفية، ويمتلك خبرات واسعة لإدارة المرحلة المقبلة. وحول التهم المنسوبة إليه، قال سالم إن هناك مجموعة بالبنك تحاول إثارة الموظفين، موضحًا فى تصريح سابق له، أنه يعمل فى مصلحة الفلاح، ومشددًا على عدم المساس بأموال المودعين.