مؤسس الإخوان المسيحيين: بدعة لا تحتاجهاالآن والأساقفة اختطفوا الكنيسة لأنفسهم قام الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح، برسامة كاهن غير متزوج (بتول)، الأسبوع الماضى، مما أثار جدلًا واسعًا بين الأقباط، الذين رفض الكثيرون منهم هذا الإجراء الجديد، الذى يتم لأول مرة وفى عهد البابا تواضروس الثانى. وقام الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح، بسيامة سكرتيره الأرشيدياكون معوض حبيب، كاهنًا بتولًا على كنائس ومذابح الإيبارشية باسم القس تودرى. وخدم القس تودرى شماسًا مكرسًا وسكرتيرًا للأنبا باخوميوس طوال ما يقرب من 20 عامًا. وتشترط تقاليد الكنيسة أن يكون الكاهن متزوجًا قبل رسامته، حتى تكون لديه خبرة فى التعامل مع مشاكل الحياة التى تعرض عليه من الناس، بينما ساد الاعتقاد بأن الكاهن البتول لن تكون لديه خبرة حياتية فى المشاكل الزوجية والاجتماعية مثلا، وقد يكون هو نفسه مشكلة فى حد ذاته. وبحسب الليتورجية القبطية، أى كتب العبادات والأقداس، أوصى مجمع نيقية (325م) بأن يكون الكاهن متزوجًا، وحاول بعض أعضاء المجمع مخالفة ذلك، فقاوم الأنبا بفنتيوس ذلك وقال (لا يجب أن يثقل على ذوى الكهنوت بهذا المقدار، لئلا يأتى ضرر على الكنيسة بدلًا من النفع). ويتضمن تاريخ الكنيسة العديد من الكهنة البتوليين القديسين. ويؤكد القس سيلا عبد النور، كاهن أرثوذكسى، أن سيامة كاهن بتول (غير متزوج) أمر صحيح، ولا يوجد فيه ما يخالف العقيدة الأرثوذكسية، لافتًا إلى أن بولس الرسول ويوحنا التلميذ كانا بتولين. ويقول عبد النور: «عمل الكاهن الأول هو الكرازة باسم المسيح، أما حل المشاكل الاجتماعية فيعد عملًا ثانويًا أو هامشيًا، يمكن أن يقوم به كاهن آخر متزوج، آو حتى خدام عاديين موثوق فيهم». فى المقابل، قال الدكتور ميشيل فهمى، مؤسس جماعة الإخوان المسيحيين: «هذه بدعة، لا حاجة للكنيسة بها، ما هو موضعه فى الكنيسة؟ إذا كان راهبًا فليلزم الدير، وإذا كان كاهنًا فليتزوج». وأضاف أن رسامة كاهن بتول تعنى «أننا بذلك نسلمه لأيدى الشيطان»، متسائلًا: «كيف يكون كاهنًا بتولا ويأخذ اعترافات السيدات والزوجات والمراهقات بكل ما فيها من إثارات ومؤثرات؟ وما الحاجة لذلك؟ هى الكنيسة ناقصة بدع، ألا يكفيها بدع رحلات البابا والأساقفة الخارجية؟ إنهم يهدمون الكنيسة». واختتم فهمى انتقاداته قائلًا فى حسرة: «متى تعود الكنيسة للمسيح، بعد أن اختطفها الأساقفة المكرمين لأنفسهم ومصالحهم ومجدهم الشخصى؟». وتناولت كثير من الصفحات القبطية على مواقع التواصل الاجتماعى هذا الموضوع بالنقد والرفض، مؤكدين أنه غريب على الكنيسة الأرثوذكسية. فعلى صفحة «الأرثوذكس الحقيقيين» بموقع «فيس بوك»، برز انتقاد الأمر بوضوح، حيث كتبت: «لأول مرة تقوم الكنيسة برسامة كاهن (بتول) للخدمة فى العالم، بإيبارشية البحيرة، ولا نعرف هل هذا فى مصلحة الكنيسة وفى مصلحة الشعب القبطى، أم أننا كما تعودنا فى إدارة الكنيسة أن الشعب عليه أن يطيع ويأخذ البركات فقط لا غير».