*تنسيق بين زعيمى «داعش »و «بوكو حرام » لنقل تمركز التنظيم فى الجنوب الليبى *حسام سويلم: مخابرات أجنبية نقلت صواريخ مضادة للطائرات إلى ليبيا تحسبًا لتدخل عسكرى عربى *فجر ليبيا » تؤمن تهريب الإرهابيين.. و «أنصار بيت المقدس » تسعى لجلب بوكو حرام إلى سيناء النقلة النوعية الجديدة تتمثل فى تحريك عناصر التنظيم الإرهابى «بوكو حرام »، بعد أن أعلن البيعة لأمير «داعش »، أبو بكر البغدادى، من نيجيريا ومالى باتجاه الأراضى الليبية، من أجل تدعيم تواجد «داعش » فى مدينة سرت التى ارتكب فيها التنظيم مجزرة مروعة الأسبوع قبل الماضى، ومن ثم مهاجمة الحدود المصرية، وذلك لعدد من الأسباب أولها ضرب الحدود المصرية كرد على أى تدخل أو تنسيق مع الجيش الليبى لضرب العناصر الإرهابية داخل الأراضى الليبية. «بوكو حرام » تدخل سرت بالتزامن مع عقد الجامعة العربية جلسة طارئة بشأن بحث سبل مساندة القوات المسلحة الليبية، كانت هناك مجموعة تستعد للدخول للأراضى الليبية من عناصر بوكو حرام. وحسب المصادر الليبية التى تواصلنا معها، أكدت أن العناصر، التى يزيد عددهم على المئة، قدموا من نيجيريا مرورًا بتشاد ثم بمنطقة سبها، التى تعانى من خلافات بين قبائل الطوارق والتبو، وليس بها أى تواجد أمنى، وهو ما سهل عملية مرورهم من هناك. وأكد مصدر آخر من الأراضى الليبية أن عناصر مخابراتية لدولة أجنبية تسيطر على تلك المنطقة وراء دخول عناصر بوكو حرام إلى سرت، مدللً على ذلك بأن تلك المنطقة تخضع للتصوير والسيطرة شبه الكاملة من دول الجوار، والتى تتواجد بها عناصر الدولة الأجنبية التى لها مصالح مباشرة بالحدود. وأكدت المصادر أن حسن الكرامى، القيادى الداعشى بمدينة سرت، نسق مع قيادى بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، لتوريد مقاتلين إلى ليبيا مقابل مبالغ مالية كبيرة، ووضع خطة مشتركة للسيطرة على مناطق النفط الليبى. وشددت المصادر على أنه شوهدت عشرات السيارات التى تحمل أسلحة ثقيلة من الحدود الغربية تدخل مدينة سرت، حيث انضمت إلى العناصر هناك، وهو ما أدى إلى فرض السيطرة مجددًا على المدينة وفشل أية محاولات لاقتحامها. «فجر ليبيا » سمحت بالدخول حسب السيطرة الجغرافية، فإن مجموعات «فجر ليبيا » لا تتواجد فى منطقة الجنوب، لكن لديها بعض العناصر فى منطقة سبها، كما أنها تمتلك إمكانية السيطرة على الطرق المؤدية إلى مدينة سرت، غير أنها تجاهلت مرور العناصر، وسحبت عناصرها فى مارس الماضى من مدينة سرت بالتزامن مع إعلان بوكو حرام عن بيعتها لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى. وأكد النشطاء الليبيون أن هناك تواطؤ واضحًا من تنظيم «فجر ليبيا » من أجل سيطرة التنظيم الإرهابى على بعض المناطق واستمداد شرعيتها من إدعاء محاربة تلك التنظيمات وكسب تأييد دولى. ولفتت المصادر إلى أن حسن الحمر، قيادى «داعش » الذى كان سجينًا فى أبو سليم بليبيا لمدة 12 عامًا، وأسس جهاز الحماية الوطنى فى فترة المؤتمرالوطنى العام، يقف وراء العملية بشكل كبير أيضا، خاصة أنه كان وراء عمليات الذبح التى تمت فى سرت فى الفترة الماضية، بما فيها ذبح 21 مصريًا فى ليبيا. ورجحت المصادر أن الحمر كان قد التقى بعض العناصر الإرهابية من «أنصار بيت المقدس »، التى قدمت إلى ليبيا الفترة الماضية بعد تضييق الخناق عليها فى سيناء، بعد تمكن الجيش المصرى من قتل معظمهم ومطاردتهم فى سيناء، ملمحًا إلى أن تلك العناصر تنوى العودة مجددًا بأعداد أكبر عبر الحدود المصرية. 100 انتحارى لمهاجمة مصر بحسب المعلومات التى حصلت عليها «الصباح » من مصادر مطلعة، لم يكن دخول بوكو حرام إلى الأراضى الليبية بهدف ضرب القوات الليبية واحتال النفط فقط، بل إن الخطة التى اتفق عليها زعيما «داعش » و «بوكو حرام » هى إنشاء معسكرات جديدة لتدريب الانتحاريين لمهاجمة القوات الليبية، ومن ثم مهاجمة الحدود المصرية، ردًا على التنسيق الذى تم فى جامعة الدول العربية والذى أفضى بضرورة دعم القوات المسلحة الليبية واحتمالية التدخل فى الأراضى الليبية. كما أن هذه العناصر تهدف إلى التنسيق مع أنصار بيت المقدس فى الأراضى المصرية، خاصة فى ظل وجود عناصر مصرية ضمن التنظيم الإرهابى بمدينة سرت، والذين يسعون إلى فتح خطوط الاتصال بين «بوكو حرام » وتنظيم «داعش » فى ليبيا، وتنظيم «أنصار بيت المقدس .» وقال جميل محمد، أحد الناشطين بمدينة سرت، إن التنظيم يسعى لفتح معسكرات لتدريب الانتحاريين، وجلب نحو 100 انتحارى من بوكو حرام بعد تضييق الخناق عليهم فى نيجيريا ومالى، ويسعون لإقامة هذه المعسكرات بالمنطقة الجنوبية التى تبعد عن قوات الجيش أو جماعة «فجر ليبيا »، مشددًا على أن الهدف الثانى الذى وضعته تلك العناصر هى الحدود المصريةوتهريب الأسلحة والانتحاريين إلى أنصار بيت المقدس، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية فى مصر. استراتيجية التحريك لم تكن عملية دخول «بوكو حرام » إلى ليبيا مجرد صدفة أو تطور للأمور بشكل عادى، حيث تأتى العملية الجديدة على غرار نقل عناصر داعش من العراق وسوريا إلى ليبيا، حيث أوضح الدكتور ناجح إبراهيم، قيادى الجماعة الإسلامية السابق، أن تشكيل تشادوالنيجر قوة عسكرية مشتركة لمحاربة «بوكو حرام ،»والتى أقرت الأسبوع الماضى، سيدفع بها حتميًا إلى الأراضى الليبية، وهو ما سعت إليه الحركة وأنشأت خطوط تواصل بين النيجر وليبيا مباشرة، وقد تقيم نقاط تمركز على هذه الطرق لتأمين دخول العناصر بصفة مستمرة ونقل الأسلحة من وإلى الأراضى الليبية. وأضاف إبراهيم أن هذه الخطوة تمثل الخطر الأكبر بالنسبة للحدود المصرية، خاصة أن عناصر بوكو حرام تعد الأشرس على الإطاق من بقية التنظيمات الموجودة فى ليبيا حاليًا، ولها خبرة كبيرة فى العمليات الانتحارية وخوض المواجهات فى الصحراء، نظرًا لكثرة الحروب التى خاضتها فى تشادوالنيجرونيجيريا. صواريخ مضادة للطائرات بحسب ما كشفه اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، فإن كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات وصلت إلى ليبيا الفترة الماضية، ووصل جزء منها إلى «فجر ليبيا »، فيما وصل جزء آخر إلى سرت. وأوضح سويلم أنه كان هناك اجتماع منذ ما يقرب من 10 أيام فى الجنوب الليبى بين عناصر متشددة من أنصار الشريعة وغيرها من الفصائل الداعشية وعناصر تابعة لفجر ليبيا وعناصر أجهزة مخابرات أجنبية، واتفقوا على دخول عناصر «بوكو حرام » إلى ليبيا مقابل السماح بوصول أسلحة قادمة من الدول التى تمول فجر ليبيا، وعلى رأسها قطر وتركيا. وأشار سويلم إلى أن هذه الأسلحة تأتى فى إطار استعداد التنظيمات الإرهابية لأية احتمالات تدخل من الدول العربية فى ليبيا خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أنها خزنت تلك الصواريخ لتكون مفاجأة للطيران العربى حال التدخل فى الأراضى الليبية بسلاح الطيران. وشدد سويلم على أن دخول بوكو حرام إلى الأراضى الليبية يعد ثانى خطوات تنفيذ خطة «ولاية أفريقيا »على الأرض، والتى تحدثت عنها بعض وثائق التنظيم، والتى تضم كلا من مصر وليبيا والجزائر والمغرب وتونس، وكذلك نيجيرياوتشادوالنيجر. وشدد سويلم على أنه إن لم يتم التحرك سريعًا ومواجهة تلك العناصر فى الأراضى الليبية سنجد منهم عناصر فى سيناء خلال الفترة المقبلة لأن هذا هو الهدف.