*أحد خلفاء «الرفاعية»: المركز يصنع فتنة بين المسلمين ولا علاقة لنا بالشيعة تترقب محافظة المنيا صدامًا وشيكًا بين السلفيين والصوفيين، تلوح بوادره فى الأفق، بالتزامن مع الاحتفال بذكرى مولد العارف بالله الشيخ أحمد الفولى، الذى يتوافد عليه مئات الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية. والأزمة بدأت مع مهاجمة أحد المراكز السلفية المجهولة، ويدعى مركز «بلاغ لمكافحة التشيّع بالمنيا»، الطرق الصوفية، خاصة الرفاعية المنتشرة فى المنيا، بالتشيّع، عبر الصفحة الرسمية للمركز على موقع «فيس بوك»، ما اعتبره أهل الرفاعية محاولة لزرع الفتنة والتحريض ضدهم، لتكرار أزمة مقتل القيادى الشيعى حسن شحاتة، و4 آخرين على يد السلفيين فى 2013. وقال محمد الحمبولى، مدير مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان بالمنيا، إن صفحة المركز المجهول يتداولها أهالى المنيا بكثافة، والبعض يتهم السلفيين بأنهم وراءها، موضحًا أن الصفحة تم تدشينها على «فيس بوك»، بالتزامن مع بداية تبادل الأفواج بين مصر وإيران فى عهد المعزول محمد مرسى، ثم توقفت وعادت إلى العمل مرة أخرى مع «عاصفة الحزم» لضرب الحوثيين فى اليمن. وأكدت صفحة المركز أن الطريقة الرفاعية تلتقى مع التشيّع، وأن الشيخ أحمد الرفاعى فى المنزلة بعد الأئمة الاثنى عشرة مباشرة، فضلًا عن وحدة الشعار بين الرفاعية والشيعة، وهو لبس الجلباب الأسود، والعمامة السوداء. ويستند المركز إلى قول محمد مهدى الصيادى الرفاعى، فى كتاب «فذلكة الحقيقة فى أحكام الطريقة»، بأن «العمامة السوداء، والعمامة البيضاء كلاهما سنة من سنن الرسول (ص)، ولهذا كان زى إمامنا فى طريقتنا السيد أحمد الرفاعى -رضى الله عنه- وعنا به العمامة السوداء، فهى خرقته المباركة». وبحسب صفحة المركز أيضًا يتشابه الرفاعية والشيعة فى الخلوة التى تستمر أسبوع من اليوم التالى لعشوراء الحادى عشر من شهر محرم، كل عام، التى جعلها الرفاعية شرطًا من شروط الانتساب إلى الطريقة. ومن جهته، قال الشيخ ياسر محمد عبدالوهاب، أحد شيوخ وخليفة خلفاء الطريقة الرفاعية بمركز المنيا إن القول إن الرفاعية والصوفية تلتقيان مع التشيّع، فهو رأى خاطئ، فنحن ليست لنا أى علاقة بالشيعة ولا يوجد لنا زى بعينه، كما اتهمنا المركز بارتداء العمامة السوداء كالشيعة، وهذا غير صحيح، فنحن من الممكن أن نرتدى العمامة البيضاء أو الزرقاء. وأضاف «تكريمنا للإمام أحمد الرفاعى جاء على أساس أنه كان أحد أئمة العراق، وقت حكم الدولة العثمانية، وعلم أنهم يقتلون الصوفيين فى مصر، فأرسل الشيخ على أبوشباك ليرى الحقيقة وبسبب تدخله توقفت الحرب ضد الصوفية، وبنى مسجد باسمه، وضريح للشيخ على، ونحن ليست لنا علاقة بالأئمة الاثنى عشرية». واتهم الشيخ ياسر السلفيين بأنهم وراء هذه الحملة لتشويه الطريقة والتحريض ضدها، وقال إن أفكارهم كاذبة، فأمثالهم هدموا الأضرحة، ويخدعون المواطنين البسطان بأن ذكر الله حرام والاحتفال بمولد رسوله حرام. وأضاف أنهم يريدون خلق فتنة جديدة، لكن هذه المرة بين المسلمين وبعضهم البعض فى ثياب الطرق الدينية المختلفة، وإذا لم تواجه الدولة تلك الأفكار بحسم ستكون فتنة فى جميع أنحاء مصر، خاصة القرى والمناطق الفقيرة. ومن المعروف أن أهالى المنيا يحيون ذكرى الشيخ أحمد الفولى من كل عام، الذى انتسبت إليه مدينته فسميت ب«منيا الفولى». ومن الجدير بالذكر أنه فى عام 2011، أحرق مجهولون 3 أضرحة فى قرية زاوية سلطان بمركز المنيا، وهى للشيوخ الصديق، وشرف، وسليمان، وفى عام 2012 نظمت مجموعة من الطلاب المنتمين إلى التيار السلفى بكلية الآداب مظاهرات ضد الدكتور يونس حضر، متهمين إياه بالتشيّع ومحاولة الإساءة إلى آل البيت فى كتابه «دراسة فى تاريخ الدولة العربية».