*كارسن حصل على 30 ألف دولار لتمويل حملاته الانتخابية من منظمة كير الإسلامية اعتبر مراقبون أمنيون اختيار السيناتور الديمقراطى عن ولاية أنديانا الأمريكية، أندريه كارسن، متحدثًا باسم لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكى، اختراقًا من جانب تنظيم «الإخوان» الدولى ل«الكونجرس»، لكونه محسوبًا على تيار «مسلمى أمريكا»، وأحد العناصر الأمريكية الموالية لجماعة الإخوان. وانتقد المراقبون هذا الاختيار، الذى يجعل اللجنة الحساسة مكشوفة على «الإخوان»، باعتبار اللجنة من أبرز ساحات صناعة القرار فى العالم، سواء ما يتعلق منها بخوض الحروب، أو التسليح، أو عمليات التجسس شديدة السرية، التى تمارسها أجهزة الاستخبارات الأمريكية على العالم، فى ظل خوض مواجهات مع الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط. وبحسب معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن كارسن كان واحدًا من 10 نواب أمريكيين لعبوا دورًا مؤثرًا فى دعم وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر، وأحد أفراد مجموعة العشرة التى قادها السيناتور الجمهورى جون ماكين داخل الكونجرس لتأييد الجماعة، كما أنه يتمتع بخبرة أمنية واسعة، حيث عمل من قبل كضابط شرطة، قبل أن يشغل عضوية اللجنة الفرعية للقوات المسلحة، وعمل أيضًا لدى مركز تابع لوزارة الأمن الداخلى، مهمته جمع المعلومات الاستخباراتية من وكالات الأمن المختلفة. وتتيح المهمة الجديدة للسيناتور كارسن، الاطلاع على تقارير وكالات الاستخبارات الأمريكية، وجميع أنشطتها داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدى ذلك إلى تسرب هذه التقارير إلى التنظيم الدولى للإخوان، والاستفادة من المعلومات الواردة فيها، خاصة أن أغلب التقارير الصادرة عن لجنة الاستخبارات، والتحقيقات التى تجريها تكون إما سرية أو تتضمن معلومات سرية. ووصف المعارضون العسكريون للقرار، النائب الديمقراطى، أمريكى المولد، الذى تحول إلى الإسلام فى شبابه، بأنه «حصان طروادة»، بينما يصر آخرون على تأكيد علاقته الوثيقة بالإخوان، بسبب تلقيه تمويلا من منظمات إسلامية خلال حملته الانتخابية للكونجرس، بالإضافة لوصفه بأنه «ثعلب يحرس حظيرة دجاج». وفى السياق ذاته، دافعت زعيمة الأقلية فى مجلس النواب الأمريكى، نانسى بوليسى، عن اختيارها ل«كارسن»، وقالت إن التاريخ الوظيفى له كان حافلا، كما قالت إنه العضو الوحيد فى الكونجرس الذى عمل مع وزارة الأمن الداخلى، وهو الأمر ذاته الذى يطالب المنتقدون للاختيار بالتحقيق فيه، نظرًا لصلته بجماعات تشكل تهديدًا للولايات المتحدة. الخلاف حول كارسن سببه الرئيسى مبلغ 30 ألف دولار، حصلت عليه حملته الانتخابية من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير»، بالإضافة لتلقيه مبلغًا آخر فى عام 2001، من منظمة أخرى متهمة بصلات مع منظمات إرهابية خارج الأراضى الأمريكية، ومدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، التى أعلنتها الإمارات، ويرأسها نهاد عوض، عضو التنظيم الدولى ل«الإخوان»، وهو ناشط فلسطينى - أمريكى، كما يرتبط كارسن بجماعات أخرى، تعمل كواجهة للإخوان فى الولاياتالمتحدة. ووفقًا لتقارير أمنية سابقة، فإن منظمة «كير» متهمة بالتآمر مع منظمة الأراضى المقدسة فى تمويل منظمات متطرفة، وبحسب وثائق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، فإنها تأسست بدعم من حركة حماس، وفى عام 2007، قال محققون لدى محكمة فيدرالية: إن المنظمة متهمة بالتآمر مع الإخوان لدعم الإرهاب. ولد كارسن، فى ولاية أنديانا الأمريكية فى 16 أكتوبر 1974، ودخل الكونجرس فى 13 مارس 2008، عن المنطقة السابعة فى ولاية إنديانا، خلفًا لجدته النائبة جوليا كارسن، وهو يعتبر ثانى نائب أمريكى مسلم بعد كيث إليسون، كما كان أحد الموقعين على وثيقة تطالب بإطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط. وقال كارسن عن نفسه على موقعه الشخصى على شبكة الإنترنت إن «أفكار الإسلام كانت تروق لى بطريقة مختلفة، فإحساسى بالدفاع عن أبناء بلدى تعزز بتعاليم الإسلام، وبالنسبة لأى إنسان يعمل فى السياسة، هناك من سيقدرون أعماله، وهناك من سيعارضونه.. أنا مسلم، وهناك سوء فهم تجاه المسلمين، ويتضاعف الأمر عندى نظرًا لكونى إفريقى الأصل».
وعلق على اختياره متحدثًا للجنة الاستخبارات فى الكونجرس، بقوله «هناك هجمات إرهابية يتم وقفها كل يوم دون أن يعلم بها أحد مطلقًا فى الأخبار والإعلام، وهذا النجاح يحدث بفضل مساعدة المسلمين الذين يعملون لوقف هذه الهجمات، ويقدمون معلومات، والكونجرس يعكس التعددية فى وطننا، ولجنة الاستخبارات يجب أن تعكس هذه التعددية أيضًا».