*وجود السيسى على رأس السلطة ضد المصالح الأجنبية.. والإرهاب سلاح الاستعمار للسيطرة على المنطقة * مدافع الهاون دخلت ليبيا.. والعناصر الإرهابية أثرت على فكر بعض سكان سيناء ليعاونوهم *سيناء بها أبطال وشرفاء ومحاربون.. وأيضًا «تجار مخدرات» يعاونون القتلة *ليس من الحكمة التصادم مع الغرب الآن.. وتأمين الجبهة الداخلية هو الأهم *600 مقاتل دخلوا سيناء عبر الأنفاق مع غزة بعد ثورة 30 يونيووحماس أمدتهم بالسلاح أكد مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء أركان حرب كمال عامر، أن العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت عددًا من المقار الأمنية فى العريش، هى رسالة إخوانية موجهة إلى الخارج، مفادها بأن التنظيم ما زال على قيد الحياة، طالما هناك تمويل ومساندة بالمال والسلاح، فيما رفض اعتبار أن الحادث الإرهابى يمثل دليلًا على وجود تقصير من جانب القوات المسلحة. وأوضح أن الحرب ضد الإرهاب أكثر صعوبة من الحرب النظامية، وتحتاج لوقت أطول، كما أشار إلى أن هناك أجهزة مخابرات معادية تدعم التنظيمات المسلحة فى سيناء، وتمدها بالمال والسلاح، وأن «تلك التنظيمات تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية بهدف استمرار ذلك التمويل». وشدد على أن سيناء بها أبطال ومحاربون وشرفاء، لكن بها أيضا تجار مخدرات يتعاونون مع تلك التنظيمات، ويساعدونها فى تهريب الأسلحة وتخزينها، مضيفًا فى حوار مع «الصباح» أن التوجه الأمريكى والأوروبى يرفض فكرة وجود قيادة وطنية مخلصة تقود المنطقة لكونها تتعارض مع مصالحها، لذلك يرعى الإرهاب والفكر المتطرف ليثير الفتن ويضع عراقيل من داخل الدولة نفسها، فيخلق ذريعة لوجوده وفرض سيطرته وهيمنته، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا أمريكيًا مع الإخوان منذ أربعينيات القرن الماضى، لدرجة أن أولى معونات أمريكية تُمنح كانت للإخوان. فى رأيك ما أسباب زيادة وتيرة الإرهاب فى الآونة الأخيرة؟ - هناك تربص بمصر ليس وليد الأحداث الراهنة ولكنه قديم، فمصر من أقدم دول العالم التى تحتفظ باسمها وحدودها الحالية، وكرّمها الله بالذكر فى القرآن بصورة مباشرة وغير مباشرة فى آيات متعددة، ومنح الرسول - عليه الصلاة والسلام - أبناءها وسام خير أجناد الأرض، ومنذ بدء الخليقة، وبرغم تعدد الأجناس التى مرت عليها ظلت متماسكة وحافظت على هويتها الثقافية والدينية، وكوّنت جيشًا قويًا متماسكًا، ولم يحدث أن حارب الجيش من أجل الحصول على قوت يومه، ولم يتخل طوال تاريخه عن وجود حكومة مركزية، وعبر العصور ظلّت مصر مطمعًا منذ الفراعنة إلى اليوم، وبرغم أن شعب مصر اتسم دومًا بالطيبة وصفاء النفس إلاّ أنه لم يتهاون فى حق أرضه يومًا، ودائمًا يهب للدفاع عن مكتسبات وطنه، وهذا ما سطره التاريخ منذ الهكسوس. ماذا عن الإرهاب الذى يأتى على يد أبناء الوطن؟ - التاريخ يقول لنا إن المحن التى مرّت على مصر، زادت من قوة شعبها وتماسكه، وبقوة شعبها وجيشها ستقضى على الإرهاب، وستعيد الرشد لبعض شبابها الذين انساقوا وراء قوى استطاعت تسخيرهم لخدمة أطماعهم وأغراضهم، ومصر لقدرتها وموقعها الاستراتيجى كانت ومازالت مطمعًا للقوى الاستعمارية. والشرق الأوسط يحظى بأهمية كبرى لدى الدول العظمى، سواء أوروبا التى استعمرت المنطقة من قبل، أو أمريكا التى تسعى لاستمرار هيمنتها على المنطقة، أولاً من أجل أمن إسرائيل لتحفظ لها صورة «الدولة القوية فى المنطقة»، وثانيًا بهدف السيطرة على ثروة الطاقة التى باتت الوسيلة الأكثر ضمانًا لتحقيق التقدم والتربع على قمة العالم، وثالثًا أمن الممرات المائية، ورابعًا تأمين الحكام الذين ينفذّون مصالحهم، ومنع أى قوى أخرى تحاول التسلل للمنطقة لتفرض هيمنتها على تلك الثروات أو تنازعها هذه الهيمنة، ومن هنا أصبحت الأطماع الحالية امتدادًا للأطماع التاريخية. لكن فرض هذه الهينمة يتصادم حتمًا مع فكرة الدولة الوطنية ذات السيادة؟ - التوجه الأمريكى والأوروبى يرفض فكرة وجود قيادة وطنية مخلصة تقود هذه المنطقة؛ لأن ذلك، ببساطة، سيتعارض مع مصالحها، لذلك يرعى الإرهاب والفكر المتطرف ليثير الفتن، ويضع عراقيل من داخل الدولة نفسها ليخلق ذريعة لوجوده وفرض سيطرته وهيمنته، ويستخدم فى ذلك ما يطلق عليه داخل أبحاثهم ومراكزهم دبلوماسية القهر لمواجهة الأمة العربية والإسلامية، لأن مصالحنا القومية والأمنية تتقاطع مع مصالحهم، وبالتالى هم لا يبحثون عن نظم حكم وطنية مخلصة للمنطقة، ولكنهم يؤيدون أى نظام حكم يحقق مصالحهم وأجندتهم، لذلك تجد أن هناك تنسيقًا أمريكيًا مع الإخوان منذ خمسينيات القرن الماضى، بل من الأربعينيات، لدرجة أن أول قروض وأولى معونات أمريكية تمنح كانت للإخوان المسلمين، فالأمريكان يرغبون فى السيطرة على كل الاتجاهات والتوجهات التى يعتقد أنها فى وقت من الأوقات يمكن أن تخدم مصالحهم؛ لذلك لم يبخلوا على الإخوان بالسلاح أو الأموال، وفى كل مناسبة عالمية كان يتم الاستعانة بهم. إذن.. ما الشكل العام لتعامل الأمريكيين مع تنظيم الإخوان؟ - أمريكا تتعامل مع تنظيم دولى، هذا التنظيم لا يهمه تحقيق أهداف وطنية من عدمه؛ لذا تستخدمه كأداة لخدمة مصالحها وتموله بالسلاح والذخيرة، وتنفق عليه أموالًا طائلة؛ لأنها تعتقد أن هذه المنطقة سيسود فيها الفكر الدينى ضد الفكر الوطنى، تقوم بذلك وهى تدرك أن وطنيتهم تخضع للتنظيم الدولى وليس لبلادهم، وظهور متغير جديد يمكن أن يخدم التوجه الأمريكى، وهو أن إسرائيل تتبنى مبدأ يهودية الدولة، وبالتالى لن يخدمها مجتمع وطنى قومى، لكن يخدمها مجتمع متطرف دينى فكرى يقوم إلى جوار مجتمع شيعى وسُنى ودولة أكراد وغيرها، هذا ما يسعون إليه ويريدونه لتحقيق أهدافهم فى المنطقة؛ لتكون هناك حجج جاهزة للتواجد الأجنبى والسيطرة على ثرواتها، وهذا تحقق لهم، فمعظم دول الخليج وقعّت اتفاقيات متعددة معهم إلى جانب وجود قواعد عسكرية أجنبية فى المنطقة. وعندما نتحدث استراتيجيًا نجد أن مصالحنا تتعارض مع الأطماع الأمريكية، ويعد الإرهاب هو أحد الأسلحة التى يمكن توجيهها للوطن كمخالب قط لتنفيذ سياستهم، لذلك عندما وصل الإخوان لحكم مصر كانوا يريدون التعمق فى السيطرة على الدولة، ليس لصالح الوطن ولكن لصالح أهدافهم؛ لذلك كانت بوادر التفريط فى حلايب وشلاتين وجزء من سيناء، ومنح الوعود المختلفة، فكان هناك اطمئنان من جانب الأمريكان بأن مصالحهم مصونة فى أيدٍ صديقة تخلص لهم دون أى توجهات وطنية أو قومية. كيف بدأت الجماعات المسلحة التوغل فى سيناء خلال تلك السنوات؟ - عندما أرادت حماس الانفصال عن السلطة الفلسطينية فى سنة 2005 و2006، اتجهت إلى غزة، وبدأت فى دعوة تلك الجماعات بدعوى معاونتها فى محاربة التواجد الأجنبى والصهيونى فى المنطقة، وكان من بينها جماعة «جند الإسلام» بقيادة عبدالله السورى، وأيضًا حزب «جند الإسلام» بقيادة ممتاز دغمش، وتم منحهم أراض للتدريب، وتدعيمهم بقوة من قبل القوى الكارهة لمصر، وأقنعوهم فى البداية أنهم يحاربون إسرائيل باعتبارها عدوًا للإسلام والتمهيد لإقامة دولة إسلامية، وبعد فترة اكتشف المتدربون وهم «الدولة الإسلامية» وأن هناك اتفاقيات تتم فى الخفاء مع إسرائيل، وواجههم عبدالله السورى - كان يقيم فى رفح الفلسطينية - وقال لهم أنتم لا تسعون لإقامة دولة إسلامية ولا تبغون إقامة شرع الله ولا تنوون محاربة إسرائيل بل تبرمون معهم الاتفاقيات، لذلك سوف نعلن من الغد «دولة إسلامية تحت قيادتنا وليس لنا علاقة بكم»، هنا أدركوا خطورتهم فقاموا بضربهم بالمتفجرات وهدموا عليهم المسجد الذى كانوا يقيمون فيه، بل توجهوا لقتل أهلهم وذويهم فى منازلهم، وأدركوا خطورة الجماعات المتطرفة بعد أن تمت الاستعانة بهم فى عمليتى قتل الضابط جدعان سنة 2008 وتفجيرات إيلات، وعندما أدركت حماس والقوى المعادية لمصر الداعمة لها، أن توجهات تلك الجماعات غير مضمونة دفعوا لكتائب القسام بإقناعهم بأن تواجدهم فى غزة ليس فى صالحهم وأن سيناء هى ميدانهم الفعلية. كيف استطاعوا دخول سيناء؟ - فى عامى 2007 و2008، كانت المنطقة (ج) فى سيناء خالية من أى وجود للقوات المسلحة، وفقًا لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، التى تسمح بوجود عدد قليل من عناصر الشرطة المدنية، وبعد قيام الثورة فى عام 2011، وانشغال أجهزة الدولة بالأحداث الداخلية، وجدت القوى الكارهة لمصر الفرصة سانحة لتنفيذ خطتهم، بما فيهم للأسف الشديد الإخوة من حماس، وتمكنوا من دخول سيناء من خلال التمويل المادى من أمريكا والسلاح من ليبيا وعربات الدفع التى تأتى عن طريق حدودنا فى السودان، ومن الأنفاق التى كانت تصل عددها إلى حوالى 2000 نفق، وبرغم أن القيادة المصرية كانت تعلم بأمر الأنفاق كان تقول «دعوهم يعيشون لأنهم تحت وطأة الحصار، ولا يجب أن نضيّق الخناق عليهم»، والمعلومات تقول إنه فى وقت واحد عبر 600 مقاتل بعد ثورة 30 يونيو و60 مقاتلًا من حماس عبر الأنفاق إلى سيناء، وكان يتم إمدادهم بالسلاح والذخيرة والمعدات والمقاتلين، وفوجئت مصر بالتطاول من قبل هؤلاء، وتهديدهم بإعلان سيناء ولاية إسلامية أو إمارة، وبدأت مصر، بعد أن تولى مقاليدها قيادة وطنية، حماية سيناء وتمشيطها وبسط نفوذها على كل ربوعها، لذلك كان وجود الرئيس السيسى على رأس السلطة عنصرًا مضادًا لمصالحهم الأساسية، فاعتبروا ما حدث «انقلابًا» مع علمهم ودرايتهم بالإرهاب وتذوقه من قبل، إلا أن مصالحهم تحركهم. وأذكركم أنه خلال ثورة يناير كانت توجد سيارات مكتوب عليها «فرسان مالطة» تخرج من السفارة الأمريكية، تطلق الرصاص بشكل عشوائى، ومن اعتلى سطح المنازل لإطلاق الرصاص كانوا من حماس، ومن هاجم السجون حماس، ومصر تواجه الآن قوى كارهة، على رأسها أمريكا، وإقليميًا يدور فى فلكها تركيا وقطر التى تقدم نفسها كخادم لأمريكا وأيضا إنجلترا، وكانوا يهدفون لأن تتحول مصر إلى الدولة الفاشلة، ومن 2011 بدأوا تنفيذ حروب الموجة الرابعة التى تعنى أنه بدلاً من توجيه جندى أمريكى للنزول إلى ميدان المعركة أو ظهور الأمريكان فى الصورة من الأساس، يتم إدارة الحرب من خلال بدائل لإسقاط الدولة من داخلها، مع بعض المعونات، لتتحول إلى دولة فاشلة، وذلك من خلال ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية، واللعب على قضايا الفتن الطائفية أو عرقيات، مثل أحداث النوبة وغيرها. مع كل تلك المعلومات التى ذكرتها.. كيف سمحت الدولة بحدوث العملية الأخيرة فى العريش، وقبلها رفح؟.. هل هناك تقصير؟ - عملية العريش خسيسة، ولن تكون آخر عملية، ولكنها طبيعة الإرهاب، وأنا من جانبى أسأل: «هل كان هناك تقصير من الولاياتالمتحدة عندما تم تفجير مركز التجارة العالمى؟». الإرهاب ينطبق عليه مقولة أين العدو.. أنت لا تدرى من أى اتجاه سيصيبك، بينما فى الحرب العادية أنت تعلم عدوك وخططه وأهدافه؛ فالإرهاب عمل خسيس جبان يحتمى بمظهر المدنيين ويستخدم وسائل غير متوقعة للنيل من الهدف الذى يريده، وهو من أصعب أنواع الحروب، فليس هناك تقصير من جانب الجيش، ولن تكون آخر عملية إرهابية، ولذلك المواجهة شرسة وقوية لأنها سوف تمتد وتقع أحداث أخرى طالما هناك قوى كارهة تدفع لقوى الظلام للنيل من أمن واستقرار البلاد . كيف دخلت مدافع الهاون إلى سيناء ؟ - دخلت من ليبيا كما سبق وذكرت، وهى تضرب من على مسافة 6 كيلو، ولكن لابد أن أذكر أنه عند دخول تلك العناصر سيناء جعلوهم يعملون بجانب الحدود بالمنطقة (ج) وأثروا على فكر بعض الشباب وبعض سكان سيناء خلال العامين أو الثلاثة لدرجة أن البعض بدأ يعاونهم، وخاصة أنهم يملكون أموالًا ضخمة ينفقونها من أجل غرضهم بسخاء، وعندما أدفع لبعض مشايخ العرب مبلغًا طائلًا خاصة إذا كان من الذين يتاجرون فى الحشيش فلما لا يتعامل معى ويخفى لى سلاحًا أو يهرب لى عبر الأنفاق ما أريد، وسيناء مثلها مثل باقى المدن، بها أبطال وشرفاء ومحاربون وتجار مخدرات . ولا يجب أن نغفل أن سيناء 61 ألف كيلو، وتمشيطها يحتاج لإمكانيات ضخمة، ولكن القوات المسلحة لا تعرف المستحيل، ولديها من العزم والعزيمة ما سيمكنها من تحقيق أغراضها، مع العلم أن هؤلاء يخطط لهم أجهزة مخابرات كبرى.0 كيف دخلوا بالمتفجرات وأسقطوا تلك الأعداد من الشهداء؟ - استخدم الإرهابيون فنطاس مياه، وتم ملؤه بالمتفجرات، وصنعوا غطاءً جديدًا فوق الفنطاس، بفاصل 20 سنتيمترًا، وتم ملؤه بالماء، وتم عمل ثقب بالأسفل لينزل منه الماء أثناء تحرك السيارة لكى لا يثيروا الشكوك، ومع ذلك تم إيقافها على البوابة للتفتيش، ولكن تم تفجيرها، والمتفجرات التى كانت بالعربة تكفى لتفجير خمسة أو ستة أحياء، فلم يكن هناك أى نوع من التقصير، خاصة أن التواجد فى هذا المكان يعنى أنه من الضرورى أن أحمى نفسى، فكيف أقصر فى حق نفسى. هل هناك تقصير من الأجهزة الامنية فى جمع المعلومات؟ - لا يوجد تقصير من أى نوع، وأنا أؤكد ذلك، ولكن ما يحدث هو غدر الإرهاب، وهناك اختراق بالفعل لتلك التنظيمات، والنجاح الذى يحدث فى أكثر من عملية يتم إخفاقها وضبطها يبرهن عن ذلك، إضافة إلى من تم القبض عليهم وهم أعداد كبيرة، وتمكنت القوات المسلحة من حصر العديد من مخازن الأسلحة وضبطها، ألا يدل كل ذلك على نجاح على أرض الواقع، فمنظومة المعلومات تعمل بشكل سليم ودقيق، ولكن الكمال لله وحده، خاصة أن هذه التنظيمات تجيد الخداع والتخفى، خاصة أنه يقوم بالتخديم عليهم أجهزة مخابرات، ويكفى أنهم فى أقل من شهر كانوا فى اجتماع بتركيا من أجل التخطيط: كيف تكون خططهم لمواجهة مصر فى الأيام المقبلة . لماذا الأيام المقبلة على وجه الخصوص؟ - لأن هناك حدثين مهمين فى مصر، الأول هو المؤتمر الاقتصادى الذى يمثل كسب العديد من الاستثمارات، والثانى الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق بإجراء الانتخابات النيابية، واجتماعات الإخوان فى وزارة الخارجية الأمريكية كانت بهدف إقناعها بأن مصر ليس كما ترون، ونحن لا نزال قوة على الساحة و»احنا راجعين راجعين»، وهو يريد تحليل تلك الأموال التى تأتيه من الخارج، ويرسل لهم رسالة بأنه لا يزال على الساحة، وهذا ظهر بوضوح فى ذكرى 25 يناير، وبخاصة فى المطرية، حيث يتم تصوير هذه الأعداد وترسل على أنها حشد لأن تلك اللقطة هى ما يُدفع من أجلها، وغيرها من الأفعال التى شاهدناها خلال الأيام الماضية. هل اختيار الفريق أسامة عسكر للقيادة الموحدة لشرق سيناء له علاقة بهدوء الأوضاع فى جنوبسيناء وسيطرة الجيش الثالث هناك؟ - له علاقة بوحدة القيادة والسيطرة وهو مبدأ استراتيجى من مبادئ الحرب، وجنوبسيناء لها طبيعة خاصة، وكلها منطقة جبلية، وأهلها يعيشون فى بعض الوديان التى بين هذه الجبال، وعند حضور إرهابى لابد أن يكون بالتنسيق مع شيوخ القبائل، وعند حضوره تمسك به مباحث أمن الدولة، بينما طبيعة مختلفة فى منطقتى وسط وشمال سيناء، ويختلف الوضع كثيرًا عندما يتم ضم نطاق الجيش الثانى والثالث بوحدة قيادة وسيطرة وتأمين، وهو ما يتيح اتخاذ القرار فى التوقيت المناسب، وبالتالى تسهيل المناورة، ويتلخص الأمر فى مواجهة هذا الإرهاب بقيادة موحدة تمتلك المعلومات وتمتلك التأمين، وتمتلك القيادة، بل وتمتلك قوات جوية إذا تطلب الأمر.