نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    بالصور.. توريد 300 ألف طن قمح إلى صوامع الوادي الجديد    لابيد: حكومة نتنياهو ستسقط ودولة إسرائيل ستنهض    علي السيد: الإعلام الإسرائيلى يروج أكاذيب عن مصر لإحداث بلبلة    تأزم موقف "أبها موسيماني" في الدوري السعودي بالسقوط بخماسية أمام الأهلي    «قلبي سيبقى في الأنفيلد دائمًا».. كلوب يُودع جمهور ليفربول بكلمات مؤئرة    نانت الفرنسي يستبعد مصطفى محمد من مباراة موناكو لرفضه ارتداء هذا القميص    اجتماع عاصف بين لابورتا وتشافي في برشلونة    نوران جوهر تتوج ببطولة CIB العالمية للإسكواش    بسبب الحر.. حريق يلتهم 3 حظائر ماشية بالمنوفية (صور)    رقصة رومانسية بين سامح يسري وابنته من حفل زفافها    أستاذ علوم فضاء تكشف تفاصيل العثور على نهر مفقود بجانب الأهرامات    دنيا وائل: «بحب أتكلم عن الوحدة في الأغاني واستعد لألبوم قريبًا» (فيديو)    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    «مش ميكروب».. حسام موافي يكشف العلاقة بين البطيخ والإسهال (فيديو)    واشنطن بوست: أوكرانيا تصارع الزمن قبل برد الشتاء لإصلاح شبكة الطاقة المدمرة    تفاصيل مسابقات بطولة البحر المتوسط فى الإسماعيلية بمشاركة 13 دولة    ميلان يتأخر أمام تورينو بثنائية في الشوط الأول بالدوري الإيطالي.. فيديو    فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. فيديو    السكة الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية استعدادا للعيد.. تبدأ 10 / 6 / 2024    الاتحاد الأوروبى يدين هجومًا استهدف أجانب فى أفغانستان    مالديف مصر بمرسى علم.. تعيش فيها عروس البحر والدلافين والسلاحف.. شوف الجمال    الإسكان: استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالى    أستاذ قانون عن عدم تقدم العرب بدعوى ضد إسرائيل في "العدل الدولية": تكتيك عربى    مكتب نتنياهو: إذا كان جانتس يفضل المصلحة الوطنية يجيب عن الأسئلة الثلاثة    4 أبراج أساتذة فى حل المشاكل العاطفية.. الجدى والحمل الأبرز    تنفيذ 31 قرار غلق وتشميع لمحال وحضانات ومراكز دروس خصوصية مخالفة    وزارة الحج: دخول السعودية بتأشيرة عمرة لا تمكن حاملها من أداء الحج    اشتباكات بالأيدي بين نواب البرلمان العراقي في جلسة انتخاب رئيس البرلمان    الأطعمة المصنعة السبب..الإفراط في الملح يقتل 10 آلاف شخص في أوروبا يوميا    صحتك بالدنيا.. لطلاب الإعدادية.. هدى أعصابك وزود تركيزك فى فترة الامتحانات بأطعمة مغذية.. وأخطاء غذائية شائعة تجنبها فى الموجة الحارة.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على قلبك؟.. طرق الوقاية    جامعة طنطا تعالج 6616 حالة بالقرى الأكثر احتياجا ضمن "حياة كريمة"    مطالبة برلمانية بكشف سبب نقص ألبان الأطفال    قبل مناقشته ب«النواب».. «الأطباء» ترسل اعتراضاتها على تأجير المستشفيات لرئيس المجلس    تراجع كبير في أسعار السيارات بالسوق المحلية.. يصل ل500 ألف جنيه    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    مدير «القاهرة للدراسات الاقتصادية»: الدولة تسعى لزيادة تمكين القطاع الخاص    وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لاهتمامه بعمارة بيوت الله    مهاجم الترجي السابق يوضح ل "مصراوي" نقاط قوة وضعف الأهلي    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    مصير تاليسكا من المشاركة ضد الهلال في نهائي كأس الملك    شركات السياحة تنهي استعدادها لانطلاق رحلات الحج    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    وزير التعليم ومحافظ بورسعيد يعقدان اجتماعا مع القيادات التعليمية بالمحافظة    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    هام لطلاب الثانوية العامة.. أجهزة إلكترونية ممنوع دخول لجان الامتحان بها    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عبدالمنعم سعيد : سيناء.. أرض ميعاد تنظيم القاعدة!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 11 - 08 - 2012

جريمة رفح هى الأولى من نوعها على مستوى القدرة والتنفيذ والتخطيط، تمثل تطورًا خطيرًا، وتحدياً سافرًا، وخطرًا شديدًا على الأمن القومى المصرى.. وهو ما يجعلنا نقف عندها كثيرًا بالتحليل.


المحلل السياسى د.«عبدالمنعم سعيد» لما له من خبرة فى هذا الملف وتأثيره فى شكل الدولة المصرية وعلاقاتها الدولية مع عدو الجوار «إسرائيل» والحليف الأهم «أمريكا» والشقيق المخالف «حماس» قرأ معنا المشهد.


سألنا سعيد الذى بدأ حواره معنا بتحذير من وقوع سيناء تحت الاحتلال الإرهابى


∎ كيف ترى الصورة بعد الحادث؟


فقال لنا: لم تكن هناك أى مفاجأة مما حدث فى سيناء وعلى مدى السنين الماضية من قبل الثورة وبدأت جماعات من العناصر الجهادية السلفية التوافد على هناك، وبعد قيام الثورة أخطأت السلطات المصرية عندما سمحت بدخول 3000 جهادى من أفغانستان وباكستان لايزالون على أفكارهم وقلة منهم من اقتنع بفكرة المراجعة، بالإضافة إلى فرار عدد من الإرهابيين من السجون، وبالتالى تجمعت عناصر إرهابية كثيرة فى سيناء ومنها إلى غزة وبيروت عن طريق الأنفاق وبدأت فى تجنيد عناصر من البدو وتمركزت فى الأساس بجبل الحلال وكان لها مواقع أخرى قرب الشيخ زويد ورفح، وهذه العناصر استفادت بصورة مذهلة من الفوضى الأمنية بعد الثورة وانشغال الجيش والقيادة السياسية بما يجرى بالداخل، حيث حصلت على السلاح بواسطة التهريب من ليبيا والسودان والصومال ثم بدأت الهجوم على خط أنابيب الغاز وقتل 11 شرطيا من قسم شرطة العريش وقامت ب50 عملية إرهابية قرب مواقع عسكرية مختلفة خلال ال 18 شهرا الماضية.

لقد قاموا بعمليات إرهابية قبل الثورة وكانوا أقل تسليحا وتنظيما وذلك فى شرم الشيخ ودهب، والآن هم أكثر تنظيما وتسليحا واستفادوا من الأنفاق بإجراء عمليات التدريب داخل غزة، وللأسف تسامحت حكومة حماس مع هذه الحقيقة لنواجه فى النهاية بهذا المشهد، وأن سيناء تضيع ونحن مشغولون بالصراع بين المجلس العسكرى والإخوان والقوى المدنية والطرف الثالث والخامس!

∎ هل ننتظر إعلان سيناء إمارة إسلامية؟

- ليس الأمر على إطلاقه، ولكن على الأقل فى منطقة جبل الحلال، أما باقى سيناء فلايزال هناك تواجد للأمن وبعض عناصر السلطة المدنية ولكن لايزال الخطر قائمًا وبقوة وسوف تسيل المزيد من الدماء فى سبيل صد هذه الجماعات واستعادة الوضع الأمنى فى سيناء.

∎ هل الإخوان هم من يتحملون المسئولية كاملة عما يحدث؟

- موقفى من الإخوان معروف ومع ذلك لا أريد أن أظلمهم، فهناك أطراف كثيرة تتحمل المسئولية من ضمنها الإخوان وقوى الإسلام السياسى والتى لم يكن لديها تقدير جيد لمسألة الإرهاب، وأريد أن أوضح أنه ليس الإخوان أو حماس أو الجهاد هم من قاموا بالاعتداء ولكن من قام بهذا عناصر تسمى السلفيين الجهاديين والجماعات المختلفة وأبرزها المؤمنون بفكر القاعدة، وهم من يرون أن مجتمعاتنا كافرة ولابد من خوض حرب ضد العالم ولدينا ضعف فى تقدير هذا الخطر على الإسلام.

∎ ما رأيك فى رد فعل الإخوان تجاه الحادث وإلصاق التهمة فى إسرائيل؟

- أنا مندهش من أسلوب الإخوان فى الدفاع عما حدث.. فتارة يقولون إسرائيل وتارة أخرى يقولون الفلول!! وذلك من خلال مصادرهم الإعلامية، وهناك عدم تقدير كافٍ لخطر الإرهاب فى مصر، وإذا قمت بتحليل خطب مرسى والمرشد لن تجدى ذكرا لكلمة الإرهاب مطلقا.

∎ إذن تقع المسئولية على الإخوان ومؤسسة الرئاسة فيما جرى؟

- لقد دخل الإرهابيون مصر أثناء تولى المجلس العسكرى للمسئولية وليس الإخوان، ومايتحمله مرسى هو إطلاق سراح بعض الإرهابيين فى الوقت الذى كانت فيه القوى الأمنية تعانى من اختلال كبير، ولاتستطيع متابعتهم ولاتقصى أثرهم، وهناك مسئولية على عاتق الإعلام الصحفى والتليفزيونى الذى تجاهل الأحداث فى سيناء وتجاهل التحذيرات الأمريكية والإسرائيلية الكثيرة والتى اعتبرناها موجهة من الأعداء، وبالتالى لايجب الالتفات إليها وظل المخطط يتم تنفيذه بصورة منظمة من تهريب سلاح وتدريب كوادر وتوالى الحوادث الواحدة تلو الأخرى وسقوط الشهداء والجميع متغافل بشأن آخر، وعلينا الآن التحلى ببعض الشجاعة والإعلان بأن جزءا من دماء الشهداء فى رقبتنا جميعا سواء الذين استشهدوا فى حوادث الأكمنة أو الذين من المنتظر استشهادهم، وكذلك الجنود الذين تم اختطافهم ولم نعرف حتى الآن مصيرهم، وأين هم بالإضافة إلى الصمت عن الأنفاق والذى يعتبر إيذاء واضحًا ومباشرًا وفاضحًا للسيادة المصرية.
ويضيف السعيد: «حماس هى المسئولة عن إغلاق المعابر الستة وليست مصر، وتريد إقامة إمارة إسلامية فى غزة، ولم يكن عند النخبة المصرية الشجاعة أن تعلن ذلك خوفا من اتهامها بموالاتها للعدو الإسرائيلى وهى عملية ابتزاز رخيصة تتم ممارستها ضد من يعلن رأيه.

∎ هل هناك أصابع خفية لتحريك الأزمة وخاصة جهاز المخابرات الإسرائيلى، وبماذا تفسر تحذير إسرائيل لرعاياها من السياح فى مصر بحدوث هذا الاعتداء قبلها؟!

- هناك تاريخ مشترك للعداء بيننا وبين إسرائيل، وبالتالى فمن الطبيعى أن نتجسس على بعض، ولكن كان لدى إسرائيل متابعة معلوماتية دقيقة لما يجرى فى سيناء وأطلقوا تحذيرات منذ فترة طويلة وساد شعور بأنه من الممكن حسم المشكلة بسهولة، وتم الاستخفاف بها وكان ذلك خطأ كبيرا فما يحدث الآن هو عملية احتلال لسيناء وليس أقل أن يتم تحريرها من هذا الاحتلال ونحن فى حاجة الآن إلى اتحاد قوى بين الرئيس والمجلس العسكرى والقوات المسلحة حتى يتم الحسم المطلوب لهذه المشكلة.

∎ كيف يتم التحرك للسيطرة على سيناء فى ظل اتفاقية سلام تعرقل تسليح الجيش المصرى ووجوده على الحدود؟

- هناك ملحق لمعاهدة السلام يختص بالبروتوكول الأمنى، والذى يشكل العلاقات الأمنية بين مصر وإسرائيل فى سيناء، وإسرائيل لديها معارضة داخلية لأى مساس بالاتفاقية، ولكن فى نفس الوقت هناك إغفال متعمد من الإسرائيليين تجاه دخول قوات مصرية زيادة فى سيناء ولم يمانعوا فى تغيير الأمر الواقع لفترة زمنية محددة ودخول قوات أمنية لحماية المناطق المتعرضة للإرهاب مثلما حدث فى حادثتى دهب ونويبع لحماية السياحة.

∎ هل معنى ذلك أنه سيحدث تعديل فى اتفاقية كامب ديفيد خلال المرحلة المقبلة؟

- ستظل كامب ديفيد هى الإطار الحاكم للعلاقات المصرية الإسرائيلية، وليس لدينا مشكلة مع الاتفاقية نفسها لأنها حول السلام، ولكن تكمن المشكلة فى البروتوكول الأمنى المصاحب لها لأنها تنص على تواجد أمنى مصرى خفيف فى المنطقة «د» المجاورة لإسرائيل لضمان عملية السلام، ولكن فى الوضع الراهن الجديد وظهور عدو ثالث على مسرح الأحداث فلابد من مراجعة هذا البروتوكول والخلاف الحالى هو خوف الإسرائيليين من تواجد دائم للقوات الأمنية مما يشكل تهديدًا مباشرًا لهم فى ظل انحيازنا للقضية الفلسطينية، والآن نحن فى حاجة إلى تواجد أمنى طويل المدى حتى نستأصل جذور الإرهابيين، فالوضع الحالى لم يعد يخدم اتفاقية السلام، ولكن نحتاج إلى الاتصال بالكونجرس الأمريكى وباللوبى اليهودى هناك وبالرأى العام الإسرائيلى حتى يكون هناك تواجد أعلى للقوات المصرية وفى ذلك حماية لأمن مصر وأمن إسرائيل.

∎ هل بذلك أصبحت سيناء من المناطق الجاذبة للإرهابيين فى العالم؟

- بالفعل أصبحت كذلك ودخلت ضمن نطاق الدول المصنفة بهذا مثل العراق والصومال، وهى أماكن الفراغ ومنطقة شمال مالى، والتى لجأت إليها الميليشيات المسلحة بعد خروجها من ليبيا وجارٍ الآن خلق قاعدة جديدة لهم فى سوريا، وهى استراتيجية يتبعها تنظيم القاعدة لعودته مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط ومصر هى هدفهم الرئيسى وليست الهدف الوحيد.

هناك عملية خلق لقواعد تنظيم القاعدة فى المنطقة تحسبا للخروج من باكستان وأفغانستان فى حالة تولى طالبان زمام الأمور هناك بالاتفاق مع الناتو، وفى هذه الحالة إما الخروج وإما المواجهة الشرسة مع حركة طالبان، ومن الواضح أن القاعدة استبعدت المواجهة واختارت أماكن أخرى لها.

∎ هل معنى ذلك أنه من المحتمل ضرب الناتو لسيناء نظرا لاحتوائها على تنظيمات إرهابية وقواعد لتنظيم القاعدة؟

- لا أعتقد أن هناك احتمالية لضرب الناتو لسيناء ولكن الاحتمالية الأقرب هى ضرب إسرائيل لقواعد القاعدة فى سيناء واحتلالها مساحة فيها مرة أخرى فى حالة استمرار العمليات الإرهابية من جانب القاعدة، وإسرائيل تعتمد على نفسها وليس على الناتو فهى التى تقصف غزة والضفة وليس الناتو والخوف هنا مضاعف من ضياع سيناء مرة أخرى سواء من إسرائيل أو من تنظيم القاعدة!!

∎ فى رأيك ما هو موقف أمريكا من إعادة تشكيل المنطقة ومن سيناء؟

- الموقف الأمريكى والإسرائيلى واحد فى هذه النقطة، وقد تكررت تحذيرات البلدين خلال زيارات لوزراء الدفاع والخارجية مما يحدث فى سيناء وكان موضوع الأنفاق الشائك مثارا فى عهد الرئيس السابق فى الكونجرس، وكان توصيفهم له بأنه يهدد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

∎ هل تتوقع أن يوافق الرئيس مرسى على اقتراح أمريكا بمساعدته فى نشر الأمن فى سيناء؟

- الأمر متروك لمرسى إذا كان يرى أننا نملك القدرة على مواجهة هذا التنظيم بمفردنا، فإذا لم يستطع فمن الواجب عليه طلب المساعدة فى تحرير الأرض المصرية المحتلة والمسألة هنا ليست كبرياء ولكن هل يقبل أن يتم احتلال أراضى داخل مصر وتكون خارج إطار السيادة المصرية.

∎ أسألك عن وجهة نظرك أنت؟

- أرى أن نستفيد من قدرة الأمريكيين المتطورة فى مواجهة ما يحدث، فلديهم أقمار صناعية تعمل على مدار الساعة، ونستطيع رصد أماكن تواجد خلايا تنظيم القاعدة فى الجبال والمناطق الوعرة والوصول إليها والاستفادة من تكنولوجيات تدمير الأنفاق التى تملكها أمريكا مثل المجسات تحت الأرض واقتفاء أثر تحركات مهربى السلاح فى الأنفاق ولانطلب من أحد أن يمدنا بجنود ولكن بمعلومات وأدوات تكنولوجية.

∎ ما هى توقعاتك بالنسبة لرد فعل حماس؟

- عملية تدمير الأنفاق ليست سهلة بل معقدة، ولكن لدينا رصيد من العلاقة الطيبة بين مرسى وحماس مما يجعله يضغط عليهم للتخلص من الأنفاق وقبول مصالحة وطنية فلسطينية، وبالتى يتم وضع حرس فلسطينى من حماس وفتح على المعابر السبعة بعد فتحها جميعا مع الوضع فى الاعتبار بأن الجماعات الجهادية تعمل ضد حماس التى تخاف أن تعلن ذلك فيتم اتهامها بأنها ضد المقاومة، ولابد من الاستفادة من صلة الإخوان بحماس وتفعيل اتفاقية المعابر.

∎ ولكن مصر ليست موقعة على هذه الاتفاقية؟

- تعتبر مصر ملتزمة بها لأنها اتفاقية دولية مسجلة فى الأمم المتحدة والتى تضم مصر فى عضويتها ونحن قبلنا أن يكون معبر رفح مثل معبر كرم أبو سالم.

∎ وهل هذه الاتفاقية فى مصلحة مصر؟

- أعتقد ذلك لأنها ستفتح المعابر السبعة وليس المعبر المصرى فقط المخصص للأفراد فيتم تخفيف الضغط على معبر رفح.

∎ هل لابد أن تتم المصالحة الفلسطينية أولا حتى نحمى حدودنا وفى حالة عدم حدوث ذلك هل سيظل الوضع على ما هو عليه؟

- فى النهاية يجب على مصر حماية حدودها لأنها لم تكن طرفا فى النزاع بين فتح وحماس، ولم تحرض الأخيرة للانقلاب على السلطة الفلسطينية.. ولماذا تتحمل مصر مسئولية قرارات إسماعيل هنية وخالد مشعل .. لقد قامت مصر بدورها الإنسانى على أكمل وجه مع قطاع غزة وعلينا أن نشعر بالفخر لذلك، فمن ناحية الغذاء والدواء فالوضع فى غزة أفضل كثيرا من وضع مليون ونصف مصرى يعانون من الفقر المدقع، وحرام أن يذهب دم الشهداء وحقهم سدى، وهناك من يريد استدراجنا لحرب، فجميع عملياتهم الإرهابية استهدفت مصريين ولم يكن من بينها إسرائيلى واحد.

∎ هل ما يحدث حاليا سيؤدى إلى نهاية شهر العسل بين أمريكا والإخوان؟

- أعترض على مصطلح «شهر عسل» فهو تعبير «مظهرى» بالعكس من الممكن أن يكون بداية تعاون بينهم ثم أننا فى المرحلة الأولى من الأزمة، وسوف نشهد مدى إيجابية هذه العلاقات بين السلطة الرئاسية المصرية الجديدة والجانب الأمريكى فهل الرئيس مرسى سيتصرف كمصرى أم «كإخوانى»!

∎ مصر الآن بين محورين هما إيران وحماس من جانب والغرب والولايات المتحدة من جانب آخر.. فأيهما ستسير عليه خلال الفترة المقبلة؟

- القضية ليست اختيارًا ولكن كيف ندافع عن التراب الوطنى الذى تعرض للاعتداء الفادح، وقد أقسم الرئيس ثلاث مرات فى يوم واحد على حماية هذا التراب، ثم نبحث بعد ذلك استفادتنا من محور إيران حماس وهل ستتوقف الاعتداءات أم لا.

والذى لايستوعبه مرسى أن الاعتداءات ضده وضد الإخوان لأنها جماعات متطرفة، وترى أنه من لم يطبق شرع الله فورا فهو كافر وتريد تطبيق نموذج أفغانستان وبالنسبة لهذه الجماعات فإن الإخوان كفرة، ولو أنا فى مكان مرسى لاعتبرتهم أعداء أساسيين للإخوان المسلمين.

∎ ما شكل العلاقة بين حماس والإخوان الفترة المقبلة؟

- حماس جزء من الإخوان ومثل هذه الأحداث تفجر الكثير من الاختبارات مثل اختبار لمدى تأثير الإخوان على حماس والعكس، فإما أن يستجيب الإخوان للمصلحة المصرية الخالصة ويستطيعون الضغط على حماس لتنفيذ مطالب لحماية الأمن القومى المصرى، أو أن تلعب حماس على الورقة الأمريكية ويتم التغاضى عن خطر قومى رهيب ندفع ثمنه فى عمليات إرهابية ضد المنشآت والجنود المصريين.

∎ طلبت حماس إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة فى رفح فهل ستستفيد مصر من هذه المنطقة؟

- لا أعتقد أن هناك استفادة لمصر من هذه المنطقة، وهى أحد الأساليب التى ستمكن الفلسطينيين من دخول مصر بتأشيرات طويلة المدى أو بدون تأشيرات من الأساس، وفى حالة استمرار الوضع الحالى على الحدود فستصبح تلك المنطقة منطقة سلبية، وستصبح خطوة فى سبيل ابتلاع إسرائيل للضفة الغربية وإحالة غزة على مصر وهو المخطط القديم لها.

∎ من وجهة نظرك من سيدير السياسة الخارجية لمصر خلال المرحلة المقبلة المجلس العسكرى أم الرئيس؟

- عندما حدثت كارثة رفح اجتمع مجلس أمن قومى برئاسة رئيس الجمهورية وهو أمر طبيعى أن يتم التشاور بينهم ولابد من استبعاد أى انقسام قد يؤدى إلى فشل السياسة التى سيتم وضعها، وإما أن نكون على قلب رجل واحد أو أن نصبح فرقا متنازعة متناحرة.

∎ هل هذا الحدث بالونة اختبار للوضع السياسى المصرى الحالى؟

- هناك مسئولية تاريخية لابد أن نتحملها جميعا من أجل مصر خلال الفترة الحالية، ولابد أن تتحد الجبهة الداخلية حتى تستطيع مصر إنهاء الوضع الحالى فى سيناء سواء موضوع الأنفاق أو قوى الإرهاب السلفى الجهادى.. ومن يحاول عرقلة هذا الاتحاد بالنزاع والفرقة فهو يساهم فى ضياع مصر والمسألة الآن هل سيخرج الناس فى مليونية 24 أغسطس أم سنجد بضعة آلاف فى التحرير لن يكون لها التأثير القوى.. فأنا أرى أنه لاتوجد مليونيات بدون الإخوان والسلفيين.

∎ الجبهة الداخلية مشتتة ومن وجهة نظرك متى ستتماسك فى ظل العلاقة المتوترة بين الجيش ومؤسسة الرئاسة؟

- هناك مثل مصرى يقول «جازى الله المصائب كل خير» ففيها نثبت أننا على قدر المسئولية ومايحدث حاليا من اتحاد مشاعر طوائف الشعب تجاه حادث رفح وموقف أهل سيناء الأكثر من رائع يثبت أننا شعب عريق، ومايحدث حاليا فرصة لمرسى لإثبات أنه رئيس لكل المصريين، وفى هذه الحالة يكون قد حصل على استفتاء من الشعب بأحقيته فى الرئاسة أو أن يكون هناك مجال للفرقة ونقوم بعمليات عسكرية غير كافية بسبب عدم وجود تأييد داخلى كافٍ سواء شعبيًا أو إعلاميًا، وأعتقد أنه لابد من الوقوف خلف الرئيس والجيش لاتخاذ مايلزم لأن القضية تحتاج إجراءات استخباراتية ودبلوماسية مثلما حدث فى حرب أكتوبر 73 فهل سنرتفع على مستوى الحدث.

∎ هل ستكون هناك ضغوط على مصر خلال الفترة المقبلة للقضاء على الإرهاب؟

- سيحدث ذلك من القوى الغربية المتحالفة مع أمريكا عندما تتم المواجهة بين مصر والمنظمات الإرهابية، فهى تعلم أن مصر ستخلص العالم والشرق الأوسط من هؤلاء الإرهابيين، ولذلك فأتصور بأن الاتحاد الأوروبى واليابان سيعرضون مساعدتهم على مصر للتخلص من الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.