أشاد الشيخ على الهاشمى، مستشار دولة الإمارات للشئون الدينية والقضائية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بالمؤتمر الذى نظمه الأزهر مؤخرًا لمواجهة التطرف والإرهاب، قائلا: إن توقيته كان مناسبًا لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، ومناقشة الآراء الخاصة حول الحاكمية والجهاد وضوابطه ومقاصده والفهم غير الصحيح له، وكذلك التكفير والغلو والتطرف. وأضاف «الهاشمى»، فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن المؤتمر أوضح خطورة الإرهاب على السلم والأمن الدوليين، ورسخ مبدأ المواطنة والتعايش بين الأمم والشعوب، من خلال نشر ثقافة الاختلاف والتنوع، وجمع الإرادة العربية والإسلامية فى مواجهة كل الجماعات والفصائل الإرهابية؛ لحماية المنطقة من المخاطر التى تلاحقها وتهددها. وتابع «الهاشمى»: «أود أن أرسل رسالة إلى صناع الأسلحة، أقول لهم فيها: ابحثوا عن صحراء خالية لتجربة أسلحتكم فيها بدلاً من التصويب فى صدور العرب»، مضيفًا: «لا يخفى على أحد ما مر به العالم فى الآونة الأخيرة من أزمات سياسية وأمنية وفكرية، نتجت عنها ممارسات خطيرة وظواهر محزنة كالتكفير والإرهاب والعنف والإلحاد وغير ذلك، مما هدد السلم العالمى، وضرب استقرار كثير من المجتمعات الإنسانية فى مقتل، حتى أصبح العالم كله مهددًا بالدخول فى دوامة الفوضى المدمرة والعنف الذى لا يبقى ولا يذر». وأشاد «الهاشمى» بخطاب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلا: إنه كان خطابًا متوازنًا وبليغًا ومؤثرًا وموافقًا للمرحلة التى يمر بها العالم الإسلامى والعربى، مستدركًا: «بكل المقاييس، يعد الخطاب عنوانًا للمجتمع المصرى». وحول الدور الذى قام به المؤتمر فى التقريب بين الطوائف الدينية المختلفة، قال مستشار الرئيس الإماراتى للشئون الدينية والقضائية، إنه كان من أوائل المؤيدين والداعمين للتقارب بين المذاهب الإسلامية من أجل توحيد صفوف المسلمين ونبذ روح الفرقة، موضحًا أنه فى هذا المؤتمر تم الاتفاق على قضية كبرى تمس كل الأديان، وهى قضية تكفير بعضنا لبعض بدون وجه حق، مستدركًا: «لا بد أن يسعى المسلمون جميعًا من سنة وشيعة إلى العمل على إبادة تلك الجماعات التكفيرية، وأؤيد المؤتمرات التى تدعو للتقريب بين المذاهب، ويشرفنى أن أشارك فيها، وربنا يرحم الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الراحل، فهو أول من أطلق مبادرة من أجل التقريب بين المذاهب. وقال «الهاشمى» إن التوعية من خطر الجماعات التكفيرية تبدأ بالمواجهة الثقافية وتقوية مراكز التعليم الدينى الصحيح النابع من الكتاب والسنة، مضيفًا: «لا بد من تخفيف حدة التوتر فى الدول العربية التى تشهد من حين إلى آخر تخريبًا وفوضى، ولا بد من تحسين صورة الإسلام وإزالة اللغط المثار حول المسلمين، لدرجة أن هناك من يصف المسلمين بالإرهابيين الذين يحملون السيوف». وأشاد «الهاشمى» بمشروع بيت الزكاة المصرى الذى وافق على إنشائه الرئيس السيسى، وقال إنه من المنتظر أن يكون نقلة نوعية فى مجال العمل الاجتماعى والتنموى بالتوظيف الأمثل لأموال الزكاة والصدقات، وبخاصة فى خدمة فقراء مصر والمناطق الأكثر فقرا واحتياجًا، والعناية بشئونها صحيا وتعليميا وتنمويا، مستدركا: «السيسى يستكمل مشوار عبدالناصر فى رعاية الفقراء». وفيما يخص العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات على مستوى التبادل الثقافى والدينى، قال «الهاشمى» إن هناك تلاحمًا كاملا على مستوى التبادل الثقافى والدينى بين مصر الإمارات، مشيرا إلى أن معظم خريجى الأزهر هم رسل له للأمة العربية، مستدركا: «مواقف الشيخ زايد، رحمه الله، وأبناؤه من بعده، عظيمة، وكان لا يدخر جهدًا فى أن تكون مصر كدولة متحدة مع الإمارات».