فى محاولة للتصدى للفكر المتطرف ونشر المذهب الأزهرى الوسطى المعتدل البعيد كل البعد عما يحدث الآن من قتل وتدمير وتخريب من قبل بعض الجماعات التى لاتمت للإسلام بصلة أطلق الأزهر الشريف أمس منتدى الوسطية والحوار بعنوان "الفكر المتطرف وأسبابه وخطورته وعلاجه"، تحت رعاية الرابطة العالمية لخريجى الأزهر. ودعا المنتدى إلى ضرورة مواجهة داعش وأنصار بيت المقدس ومحاربة أفكارهم المخالفة للشريعة الإسلامية السمحة وذلك بحضور قيادات أصحاب المراجعات للجماعات الاسلامية وعلى رأسهم الشيخ كرم زهدى والدكتور ناجح إبراهيم. وأكد علماء الأزهر الشريف وسطية واعتدال الدين الإسلامى واهتمامه بالنفس البشرية وتحريم قتلها بغير حق ورفضه كل أشكال الإرهاب وإباحة قتل النفس لمذهب أو جنسية أو وظيفة. كما أكد العلماء المشاركون فى منتدى الوسطية والحوار الذى تنظمه الرابطة العالمية لخريجى الأزهر أن مهمة الدعاة تبصير الناس بدينهم والتمسك به وليس تكفيرهم أو إطلاق الأحكام عليهم أو تنفيذ الأوامر وأن الأصل فى النفس هى حمايتها من القتل وفى المسلمين الإسلام. ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء أن مهمة الدعاة توضيح أن الإسلام يرفض العنف والإرهاب. مشيرا إلى إن الإرهاب عبارة عن تنين أسود يعتصر له قلب المسلم حزنًا. قائلا "كنا نأمل فى أن تفرح قلوبنا بيقظة المسلمين وأن تكون تلك الفترة التى يشيع فيها النور الإسلامى العالم كله ولكن كم جيل من أطفال العالم اليوم سوف تنطبع فى أذهانهم البريئة الصورة النمطية للإسلام الذى قدمته جماعات الإرهاب الأسود، كم هى صورة بائسة ينشأ عليها أطفال العالم". وذكر القوصى أننا سنستغرق سنين طويلة لمحو تلك الصورة التى طبعتها تلك الجماعات الارهابية مشددا على أن مصر اكتوت بنار الإرهاب وصمت الصامتين وتركونا نكتوى بنارها تحت عنوان لعبة السياسة. ولفت إلى أن مواجهة الإرهاب لها شقان أولهما الشق الفكرى الذى يحتم ضرورة معرفة الجذور الفكرية التى أوصلتنا لما نحن فيه قائلا نحن نحارب الإرهاب فى كتبنا وأفكارنا فكل منا مسئول عن عودة صورة الإسلام. ومن جانبه أكد المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم أن كل الجماعات التى تكفر لابد أن يتبعها القتل والذبح وتلك الجماعات قتلت قبل ذلك الشيخ الذهبى واليوم تقتل بدم بارد جنودنا من الشرطة والشهداء قائلا "الجماعات التى تذبح الناس باسم الإسلام فى الأساس تذبح الإسلام". وأشار ناجح ابراهيم خلال كلمته فى المنتدى إلي أن أى فكر يجب أن يكون له مردود والتكفير هو أسوأ لوثة أصابت العقول فلا يمكن أن يكون هناك تكفير دون أن يتبعه تفجير وقتل، فالخوارج عندما كفروا سيدنا على بن أبى طالب لم يفكروا فى مآثره وقتلوه بدم بارد وأنهوا الخلافة الراشدة. وأضاف أن داعش تكفر كل الشعوب العربية فذلك أقصى درجات التكفير مضيفا أنه لا يوجد ما يسمى بالتكفير بالجملة وأن تارك الصلاة تكاسلا ليس كافرا فتعميم الأحكام منافٍ للشريعة والتكفير بالجملة أكبر لوثة أصابت جانبا من المسلمين. مشيرا الى وجود أنواع للقتل قائلا هناك القتل بالوظيفة كأنصار بيت المقدس وقتلهم الشرطة والجيش وآخر بالاسم أو المذهب وهو صناعة ميليشية شيعية. وشدد على رفضه ما يسمى بالقتل بالجنسية وهو قتل كل ما هو أمريكى مشيرا أن كل تلك الأنواع من القتل يرفضها الإسلام. وطالب بتحرير الخطاب الدينى من الروتين وتغيير نمط الدعوة، مطالبا بالتعلم من الكنائس وتعاملها مع الشباب، فنجد أن فراش المسجد يغلق المسجد أمام الشباب عكس ما يحدث داخل الكنائس. بينما ذكر الدكتور كرم زهدى المفكر الإسلامى أن الأزهر هو الجهة الوحيدة المنوطة بها الدعوة إلى الله وهو من وقف ضد المعتدين مطالبا بعودة شأن علماء الأزهر الأول. وأضاف زهدى خلال كلمته بمنتدى الوسطية "نحن فى حقبة تكاد تختفى منها القيم والأخلاق"، مشيرا إلى أن التشدد هو الآفة الواضحة والتى تتسبب فى ظهور تلك الجماعات التكفيرية. بينما ذكر الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، "أن الإرهاب صناعة تصدر للعالم ولا يمكن لأحد أن يدعى أنه بعيد عن الإرهاب"، مشيرا إلى أن هناك طابورا خامسا يعيش بيننا يفرح لما تقوم به تلك الجماعات. وأضاف فى كلمته بمنتدى الوسطية والحوار أن النبى صلى الله عليه وسلم حذر من كل أنواع الغلو. فيما قال الدكتور القصبى زلط، عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار العلمى للرابطة العالمية لخريجى الأزهر، إن مهمتنا مواجهة الفكر الذى يتعلق بالتطرف والعنف ونحن عندما ننظر إلى العنف السائد الآن نتساءل هل هناك نصوص يؤخذ منها هذا العنف. وأضاف أن الله جعل الخلاف العقائدى سنة إلهية، أن كتبنا وتراثنا تدعو إلى السلام ونفع الناس لا إلى ضرهم، فديننا يعلمنا أن من أشار إلى أخيه بحديدة تلعنه الملائكة، مشيرا إلى أن نشر مفهوم الإسلام مهمتنا ونعمل على توضيح المفاهيم فى تلك القضايا. وأكد كرم زهدى المفكر الإسلامي، أن الجهة الوحيدة المنوطة بها الدعوة إلى الله هى الأزهر الشريف، الذى وقف ضد المعتدين، لذلك لابد للمشيخة أن تعيد شأن علماء الأزهر. وأضاف، "نحن فى حقبة تكاد تختفى منها القيم والأخلاق"، مشيرا إلى أن التشدد هو الآفة الواضحة والتى تتسبب فى ظهور تلك الجماعات التكفيرية. وتابع "أناشد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن يبدأ فى عمل معاهد علمية ينشأ فيها شباب الأزهر فقط، فلابد أن يتحول هذا الشباب إلى مدافعين عن الإسلام".