مدرسة ابتدائية بالبدرشين مساحتها لا تتجاوز 120مترًا والإدارة اعتاد إقامة طابور الصباح فى الشارع بعض الطلبة يذهبون إلى منازلهم فى منتصف اليوم الدراسى لقضاء حاجتهم لعدم وجود دورة مياه أمام مدرسة الشيمى التابعة لإدارة البدرشين التعليمية بمحافظة الجيزة، وقفت الأم ممسكة بالأوراق الخاصة بابنها عبدالرحمن رمضان، تمهيدًا لالتحاقه بالمدرسة، لكنها سرعان ما تراجعت عن الخطوة التى طالما انتظرتها طويلاً، بسبب ما لاحظته بعينها من تردى حال مبنى المدرسة وشكلها المرعب الذى تظهر الشقوق بوضوح فى حوائطه. دارت الأفكار كلها فى رأس أم عبد الرحمن، التى امتلأت رعبًا على طفلها، وعصفت برأسها المخاوف من احتمال انهيار المبنى فى أى لحظة، وعندما لم تجد ما يطمئن قلبها فى المدرسة، قررت أن تقدم على الخطوة التى طالما تجنبتها لعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ألا وهى إلحاق ابنها بمدرسة خاصة، وتحملها جميع الأعباء إلى حد بيعها للذهب الخاص بها حتى تتمكن من دفع المصاريف للسنة الأولى، بينما لم تعرف الأم كيف ستسدد تلك المصروفات فى السنوات المقبلة. حال أم عبد الرحمن الخائفة على ابنها، هو نفسه واقع الأمر بالنسبة لكثير من الأمهات وأولياء الأمور الذين يخشون على أبنائهم من تردى حال مبانى المدارس.. «الصباح» نفذت جولة ميدانية دخل عدد كبير من المدارس، ومعظمها لم يخل من الشقوق والجدران المُهدّمة. ووفق الإحصاء السنوى للعام الدراسى 2013/2014، والذى تصدره وزارة التربية والتعليم، فإن عدد المدارس فى مصر يبلغ (40216)، وهى (17619) مدرسة ابتدائية، و(17619) مدرسة إعدادية، و(2994) مدرسة ثانوية عامة و(1984)مدرسة فنية، ووفق تقديرات غير رسمية فإن هناك (598) مدرسة آيلة للسقوط ؟؟؟؟؟؟الرقم وفق أى جهة؟؟؟؟. ويبلغ عدد المدارس التى تعانى من مشكلات فى سلامة الأبنية أو مساحتها الضيقة فى مدينة البدرشين نحو (80) مدرسة وتتنوع بين مختلف المراحل من الابتدائية إلى الثانوية. ؟؟؟؟ مدرسة ؟؟؟؟ الابتدائية ؟؟؟ بقرية الشيمى لا تتعدى مساحتها 120م، مقسمة على 6 فصول، وتعانى من نقص المرافق الأساسية فلا يوجد بها (فناء، دورة مياه، كانتين، مكتبة، حجرة حاسب آلى، حجرة رعاية صحية، حجر الأنشطة الفنية)، فضلًا عن النقص فى عدد المدرسين المتخصصين فنيًا واجتماعيًا، وأكد عدد من الأهالى من جيران المدرسة، أن طابور الصباح يقام فى الشارع أمام باب المدرسة. ويبلغ الاستهتار فى تلك المدرسة ؟؟؟؟، إلى حد خروج التلاميذ فى منتصف اليوم الدراسى متجهين إلى منازلهم من أجل تناول وجبة الإفطار وقضاء حاجاتهم، بحسب ما قالته والدة التلميذة، فاطمة محمود، واستكملت: ابنتى تعانى من مرض مزمن وتواجه أزمة عدم وجود زائرة صحية، وأضافت «إحنا بنخرج ولادنا الصبح ومش بنستناهم يرجعوا تانى.. عاملين زى ما بنكون بنشيع جنازة العيال بيخرجوا فى الفسحة وميرجعوش تانى». من جانبها دافعت مديرة المدرسة، ؟؟؟؟؟؟؟؟، بالقول إن المدرسة على أعلى مستوى من الكفاءة وأفضل من أى مدرسة أخرى بالمدينة، مقللة من أهمية صغر مساحة المدرسة أو عدم توافر الإمكانيات بها بقدر ما يهم مستوى التلاميذ. وبمجرد انتهاء مديرة المدرسة من كلماتها، تدخلت إحدى أولياء الامور قائلة: إن مستوى التلاميذ الدراسى فى أدنى مستوياته، حتى إن بعضهم لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم، فيما يعتمد أغلبهم على الدروس الخصوصية، وأضافت بأن هناك أُسرًا لا تقدم لأبنائها فى مدرسة القرية ؟؟؟؟؟؟، ويقصدون مدارس المدينة معتقدين أنها الأفضل، ويضطرون لإضافة عبء مصاريف وسيلة مواصلات يومية على قائمة المصروفات الشخصية والمدرسية. مدرسة النصر الابتدائية بمركز البدرشين، لم تكن أفضل حالًا من غيرها، وتبدو آثار الهدم على أسوارها والشروخ تعلو جدرانها، ويرجع تاريخ بناء المدرسة إلى ما يزيد على 80 سنة. أما مدرسة أحمد الجعودى بمركز ؟؟؟؟؟؟؟، فينقسم فيها العمل على فترتين، بينما يشكو أولياء الأمور لعدم انضباط المواعيد مما يؤدى إلى إرهاق صحة التلاميذ. يقول مجدى مصطفى ولى أمر التلميذ، عبدالرحمن: «كنت ظن أن ابنى قد نجا من مشاكل المدارس الابتدائية بمجرد أن ينتقل إلى المرحلة الإعدادية، ولكن كنت مخطئًا؛ فالحال لم تكن أفضل حالًا، حيث يتعاطى بعض الطلاب المخدرات، فضلًا عن استخدام «الأسلحة البيضاء»، وتتعدد الحوادث نتيجة الشجار المتواصل. ولى أمر آخر هو، عبد الفتاح كمال، يعتبر أن أغلب المدرسين يهددون التلاميذ بالرسوب أو ضياع أعمال السنة إذا لم ينتظم الطالب فى الدروس الخصوصية لدى «مدرس الفصل»، موضحًا أن بعض أولياء الأمور يدفعون للمدرسين مبالغ مالية مقابل «حل ورقة الامتحان» أثناء الاختبارات». فى مدرسة الإعدادية للبنات، تقول الطالبة، إسراء إبراهيم، أن مبانى المدرسة آيلة للسقوط إلى حد شعورها باهتزاز السلم أثناء صعود الطلبة علية.