-هانى سوريال هرب من مصر أوائل التسعينيات بعد أزمة مالية وفضيحة «قضية الآداب» -والده كان يمتلك بنسيون «ينى» فى حلمية الزيتون وعُرف بين أصدقائه بالإسراف و«عبادة المال» -يكره الكنيسة ويسمى الأقباط «الأعباط» وباع الوهم للإخوان عبر «مراسلاته مع كاترين أشتون» يجرى الإخوان المسلمون فى الظلام منذ سقوطهم المروع على يد الشعب المصرى فى 30 يونيو، ويتقافزون فى الهواء معتقدين أنهم يقدمون «حالة ثورية» بينما ينظر لهم المصريون باعتبار أن بقايا التنظيم أصيب بخلل عقلى جعلته لا يرى أمامه ولا يقدر خطواته وهو يطوى سجله نهائيًا من الحياة العامة فى مصر. وكانت آخر إبداعات الإخوان فى «الخيانة» الإعلان منتصف الشهر الجارى عن تأسيس «المجلس الثورى» فى تركيا؛ بهدف مناهضة النظام الحالى فى مصر، والدعوة لإسقاطه، وحاولت الجماعة إظهار أن هناك حشدًا من أطياف متنوعة يؤيد هذا المجلس.. وكما كانوا يفعلون فى ميدان التطرف والإرهاب والعنف «رابعة العدوية» من استئجار البعض ليمثل أدوارًا معينة «لعل الجميع يذكرون قصة السيدة المسلمة التى أشهرت إسلامها من منصة رابعة، والفتاة اليسارية التى ألبسوها ملابس عارية لتصبح يسارية كما فى الأفلام!» فعلوا نفس الشىء عند تأسيس «المجلس الثورى» وكان يلزم وجود «قبطى» فى المشهد، وتم الإعلان بالفعل عن «المهندس المفكر هانى سوريال» ليكون المتحدث الرسمى باسم المجلس. «الصباح» حصلت على معلومات عن هذا المهندس المصرى الذى يعيش فى أستراليا منذ عشرين عامًا، وهى معلومات تجيب عن سؤال: من هذا الرجل؟ ولماذا قبل هذا الدور؟ اسمه بالكامل «هانى سوريال ينى باسيلوس»، والده كان يمتلك مصنع «نجارة» وبنسيون فى منطقة حلمية الزيتون اسمه «بنسيون ينى» وحاول تربيته وتعليمه جيدًا، وأدخله كلية الهندسة، لكن «هانى» كان منذ صغره لعوبًا محبًا للسهر والتبذير والإنفاق على النساء بلا حدود، ولهذا كان أول ما فعله هو أن باع مصنع والده فور تخرجه مباشرة، وحاول العمل فى إحدى الشركات لكن إدمانه السهر والقمار حال دون نجاحه فى أى عمل، وبعد حوالى 5 سنوات من تخرجه ساءت حالته المادية وتراكمت عليه الديون، وبعد أن فشل فى تكوين مستقبله نجح فى تكوين شبكة دعارة محترفة، ومن سوء حظه أن دعا الراغبين فى المتعة إلى حفل فى إحدى الشقق المفروشة التى استأجرها فى حى النزهة بمصر الجديدة، وكانت الشقة فى نفس العمارة التى يسكنها رئيس مباحث النزهة، الذى صحا من نومه فجرًا ووجد صوتًا صاخبًا فى الشقة المواجهة له، فألقى القبض على كل من فى الشقة التى كان فيها مع هانى سوريال موسيقى مشهور غابت عنه الأضواء منذ السبعينيات «م ج»، بعد خروجه من السجن الذى قضى فيه ثلاث سنوات قرر العمل مع الراقصة نجوى فؤاد، وأصبح وجهًا معروفًا للراقصات ولرواد قاعة السهرات الشهيرة فى فندق «الشيراتون» باعتباره «طبال شاطر» وجمعته صور متعددة بأشهر راقصات هذه المرحلة، لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، فقد كان قد تعلم على يد الموسيقى الشهير العزف على آلة الأورج فعمل لمدة 6 سنوات عازفًا للأورج ومصاحبًا دائمًا للراقصات حتى خارج العمل، لكن لأنه شديد التبذير فضلاً عن تمسكه بكل أنواع الإدمان «إدمان خمر وقمار ونساء..» تدهورت أحواله المادية أكثر وقرر الخروج من مصر نهائيًا، وبطبيعة «النصاب» كان طبيعيًا أن يغلف هروبه من مصر بغلاف لا علاقة له بالديون والقضايا، فقد قرر منذ وصوله أستراليا أن يمثل دور «المعارض للكنيسة المصرية» وبالفعل تخصص طيلة السنوات التى سبقت 25 يناير فى الهجوم على البابا شنودة والهجوم على الديانة المسيحية، وكتب عدة مقالات فى صحف غربية مشبوهة يصف فيها الأقباط ب«الأعباط» ويطلق على الكنيسة «كنيسة الشيطان»، ويسخر من الرهبنة ويعتبرها «الباب الرسمى للزنا»، ولهذا وجد الإخوان «بكل طائفيتهم المقيتة» فى هذا المهندس المصرى «المعتوه» ضالتهم لضم أقباط إلى حزب «الحرية والعدالة»، وفى أعقاب ثورة 30 يونيو تزايدت فرص هانى سوريال فى خدمة الإخوان، وعقد صفقات «مادية» تتيح له الإنفاق على عالمه الخاص من المتعة والنساء.. وقام فور سقوط نظام مرسى بتصعيد لهجته ضد الشعب المصرى والجيش والكنيسة والأزهر، ودعا لوقفة فى أستراليا لما أسماه «مناهضة الانقلاب»، واستطاع بالفعل حشد 8 أشخاص قدموه باعتباره «المسيحى الحر المناهض للانقلاب»، وعندما قرر الإخوان تأسيس «المجلس الثورى» فى إسطنبول تم استدعاء «هانى سوريال» ليكون «المتحدث الرسمى باسم المجلس». فى القاهرة لم يكن الكثيرون من أعضاء تحالف دعم الشرعية الداعم للإرهاب الإخوانى يعرفون شيئًا عن الرجل، واعترض القيادى الجهادى محمد أبو سمرة على وجود هانى سوريال باعتباره «ليبرالى وقبطى» ولم يعلم أبو سمرة أن المشكلة الإضافية إلى جانب أن الرجل له تاريخ حافل فى قضايا الدعارة أنه أيضًا «غير متزن نفسيًا بالمرة».. على موقعه الشخصى كتب سوريال «وزير دفاع أمريكا يتصل بخليفة السيسى ويشدد على نزاهة الانتخابات القادمة فى مصر»، وذلك صباح الذكرى الأولى لفض رابعة العدوية، حيث كان سوريال واحدًا ممن يروجون فى الغرب أن هذا اليوم سيشهد «نهاية النظام المصرى!».. أيضًا فقد نشر الرجل على موقعه ما أسماه «مراسلاتى مع كاترين أشتون» وأوهم قيادات الإخوان بعلاقته الوثيقة بأشتون.
المهندس بشرى الجرجاوى واحد من مصادر متعددة التقتهم «الصباح» كانوا يعرفون «سوريال» قبل هروبه من مصر قال: كنت أعرف هانى سوريال جيدًا، وكانت تعجبنى طريقته فى الطبل وعزف الأورج، وأرسل لى طلب صداقة على «الفيس بوك» منذ فترة، وفوجئت بأن بدايات «الخلل العقلى» الذى كان واضحًا تمامًا قبل 20 عامًا تحولت إلى «جنون كلى»، الغريب أنه قفز قفزة مادية كبيرة بعد تحوله إلى «إخوانى»، وقد قررت مقاطعته منذ بدأ سب الجيش والأزهر والكنيسة والمجاهرة بالإلحاد.