انصار برهامى يخالفون تعليمات الأوقاف فى بعض المحافظات ويخطبون فى المساجد بدون تصريح مع حلول شهر رمضان الكريم، سيتزايد إقبال المصلين على المساجد لقضاء الصلوات الخمس جماعة، ومع هذا الإقبال سيبدأ التنافس على أداء صلاة التراويح والاستماع إلى دروس الفقه والحديث من خلال الخطب التى تعقدها جميع مساجد مصر خلال هذا الشهر الفضيل. لكن مع هذه الهبة الروحانية النورانية، لوحظ أن هناك مساعى لدى أبناء التيار السلفى العام، وخاصة أعضاء الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، للسيطرة على منابر المساجد واحتكارها لأبناء الدعوة السلفية ومشايخها فى عدد من المحافظات والمناطق والأحياء، وذلك فى ظل النقص العددى لعلماء الأزهر المعتمدين والمنوط بهم صعود المنابر ليخطبوا فى الناس بما أمر الله فى كتابه وحسب سُنة رسوله الكريم. نشاط قيادات الدعوة السلفية هذا يأتى بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف مؤخرًا عن عدم منح خطباء الدعوة السلفية تصاريح الخطابة فى المساجد، نظرًا لعدم انطباق المواصفات والشروط التى نصت عليها الأوقاف فى «خطيب المسجد» عليهم، خاصة عدم حصولهم على شهادة أزهرية. قرار المنع شمل كلًا من عبد الفتاح أبو إدريس، رئيس الدعوة السلفية، وياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور أشرف ثابت، وأحمد فريد، وعبد المنعم الشحات، وسعيد محمود، وأنور السعدنى، ومصطفى صبحى، وشريف هوارى، والشيخ أحمد أبو حطيبة، أعضاء مجلس شورى الدعوة السلفية. تواصلنا مع مصدر مسئول ب «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالسُنة والأشراف على المساجد»، والذى صرح لنا بأن تقارير كثيرة وصلت إلى «الأوقاف» تفيد بأن هناك إصرارًا وتحديًا واضحًا من قبل أعضاء التيار السلفى العام على مخالفة تعليمات وقرارات الوزارة بمنع صعود المنابر لغير خطباء الأزهر المعتمدين، وأن أعضاء الدعوة السلفية من أنصار الشيخ برهامى فى عدد من المحافظات لا يلتزمون بقرار المنع، ولايزالون يصعدون المنابر فى عددالمحافظات والقرى ليخطبوا فى الناس على الرغم من عدم حصولهم على تصريح الخطابة. المصدر أوضح أن التقارير التى حصلت عليها «الأوقاف» تضمنت بعض الأسماء لعدد من مشايخ الدعوة السلفية تم عمل محاضر رسمية ضدهم بشأن مخالفتهم لقرار «الأوقاف»، ومنهم الشيخ أحمد السنباطى بالإسكندرية، وممدوح حسن الإسكندرية، وأبو عبدالملك الرمحى كفر الشيخ، ومحمد الحارث بدمياط، وآدم الحسينى بالمنيا، وآخرون فى كشف يضم ما يقرب من مائة وخمسين اسمًا. وأضاف المصدر أن «الأوقاف» كانت قد أعلنت عن قيامها بتوزيع خطباء المكافأة الجدد من الذين تنطبق عليهم شروط أداء الخطبة وعددهم 17248 خطيبًا، موزعين على مساجد الجمهورية لتفادى أن تتم السيطرة على المنابر من قبل أشخاص غير مؤهلين للتحدث فى الدين، والحد من ظهور الخطاب الدينى المتشدد والعشوائية فى نقل تعاليم الدين الإسلامى إلى الناس. المصدر أكد أن أعضاء الدعوة السلفية يسعون الآن إلى استغلال النقص العددى المتوقع لدى وزارة الأوقاف فى عدد خطباء المساجد الأزهريين، سواء المعينين أو خطباء المكافأة، خاصة فى شهر يحتاج إلى جرعة دينية كبيرة مثل رمضان، ويعتبرون هذا النقص العددى فرصة سانحة للسيطرة على المساجد والزوايا المغلقة بناء على قرار«الأوقاف»، والتى يبلغ عددها 600 زاوية غير مطابقة للمواصفات، هذا بخلاف السيطرة على عدد من المساجد الكبرى فى المدن والقرى فى عدد من المحافظات أشهرها المنيا وبنى سويف والإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ ودمنهور والمنصورة والقليوبية والجيزة. ولفت المصدر إلى إصرار الدعوة السلفية على العودة مرة أخرى إلى صعود منابر بعينها فى بعض المساجد، وعلل هذا الإصرار بعدة أسباب منها أن التواجد داخل المساجد والسيطرة عليها جزء من خطة السلفيين فى المنافسة على مقاعد البرلمان المقبل، والتى من خلالها يمكن أن تقوم بحملة دعائية ضخمة قليلة التكلفة وواسعة التأثير، ثانيًا أن هناك بعض المساجد كانت صغيرة المساحة، ويقتصر دورها على أداء الفريضة فقط، ولكن بعد سيطرة «السلف» عليها تحولت إلى مجمع إسلامى كبير يتم فيه إلقاء الخطب لكبار المشايخ وتلقى فيه المحاضرات، فكيف يرحلون عنها. المصدر كشف لنا عن بعض تفاصيل اللقاء الذى جمع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار مع وفد من «النور» برئاسة الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب والدكتور محمد إبراهيم منصور الأمين المساعد وعضو المجلس الرئاسى، وعادل نصر عضو مجلس الشيوخ بالحزب، وشعبان درويش عضو مجلس الشيوخ بالحزب، ضمن خطة الحزب فى محاولة إصلاح ما أفسدته قيادات الدعوة السلفية ومشايخها. فى اللقاء الذى تم فى 23 يونيو الجارى، حاول «مخيون» أن يصل مع «مختار» إلى تسوية بشأن المحاضر التى أقيمت ضد أعضاء مشايخ الدعوة السلفية فى بعض المحافظات، وذلك لمخالفتهم قرار الوزارة بعدم صعود المنابر، فضلًا عن طلب رئيس «النور» من وزير الأوقاف السماح لمشايخ السلفية بالحصول لبعضهم على تصريح خطابة، وأن يكون فى شهر رمضان فقط. ومن جانبه قال الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، إن مساعى الدعوة السلفية إلى السيطرة على منابر المساجد كان نتيجة النقص العددى لخطباء المساجد من الأزهريين، وهو ما تداركته «الأوقاف» خلال الأيام القليلة الماضية باتخاذ حزمة من الإجراءات أهمها منح التراخيص لأعداد كبيرة من الأزهريين ممن سبق وتقدموا للحصول على التراخيص ولكن لم تهيأ لهم الفرصة حينها، مؤكدًا أن الوزارة لديها خطة لإعادة توزيع الخطباء على المساجد فى جميع أنحاء الجمهورية، والتى يبلغ عددها أكثر من 120 ألف مسجد، وأنه يوميًا يتقدم إلى المديريات بجميع المحافظات أعداد من الخطباء، يتم توزيعهم على المساجد مباشرة. ولفت طايع، إلى أن هناك لجنة مختصة فى كل مديرية تهتم بإجراء المقابلة مع المتقدمين، وإداريين لمراجعة المستندات الخاصة بكل متقدم للحصول على ترخيص الخطابة، وشيوخ يطمئنون على سلامة الفكر والمعتقدات، وأن المتقدم ليست لديه أفكار شاذة تفرق بين المسلمين أو أبناء الوطن الواحد.