أكد رئيس جمعية «رسالة»، الدكتور شريف عبدالعظيم، ل«الصباح»، أنه لا صحة لما تردد حول علاقة الجمعية بتنظيم «الإخوان» الإرهابى، وأن الجمعية هدفها الأول والأخير هو العمل الخيرى فى مصر، ولا تنخرط فى أى سجال سياسى أو تنحاز لأى طرف فى المشهد السياسى، مشيرًا فى حواره ل«الصباح» إلى أن الشائعات أثرت سلبًا على حجم التبرعات المقدمة للجمعية فى الفترة الأخيرة، مشددًا على القاعدة الأساسية فى الجمعية هى أن لا حديث بين أعضائها فى السياسة، وفيما يلى نص الحوار: * بماذا ترد على اتهامات البعض بوجود علاقة تربط «رسالة» بتنظيم «الإخوان» الإرهابى؟ - لا أعترف بنظرية المؤامرة أبدًا، ورغم أننى لا أستطيع اتهام أى جهة أو فرد بالوقوف خلف هذه الشائعة، التى تسببت فى حالة من الهيستريا الجماعية، واندفع الكثيرون خلفها دون روية، وأعتقد أن هذه الشائعات بدأت فى الظهور تحديدًا بعد أحداث قصر «الاتحادية» الأولى، ديسمبر 2012، عندما ظهر وقتها ما يشبه البيان تداولته صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ويتضمن أسماء خمسين شركة قيل إنها مملوكة لجماعة الإخوان، كانت من بينها جمعية «رسالة»، التى لا أعرف حتى الآن السبب فى وضعها ضمن هذه القائمة، التى لا أعلم مصدرها أو مدى مصداقيتها. ثم تكررت نفس الشائعة عندما قيل إن جمعية «رسالة» توزع الطعام على المعتصمين أمام مسجد «رابعة العدوية»، وهو ما لا أساس له من الصحة، وأتحدى أن يظهر أى شخص ولو صورة واحدة تظهر عضوًا من أعضاء الجمعية داخل الاعتصام ويقوم بتقديم خدمات باسم الجمعية، وهى اتهامات لا أساس لها من الصحة، و«رسالة» لا ولم ولن تنتمى لأى كيان سياسى أو تيار دينى. * هل أثرت تلك الشائعات سلبًا على «رسالة»؟ - بالتأكيد، فقد بلغت الخسائر ما يقارب 30 % من حجم التبرعات، التى كنا نحصلها عادة قبل انتشار تلك الشائعات، وهو الأمر الذى يؤثر سلبًا على قدرة الجمعية لتقديم خدمات للمحتاجين فى طول البلاد وعرضها، المؤسف أن التبرعات قلت من الطرف المؤيد للإخوان والطرف المعارض لهم، فالمؤيد شعر بالضيق من نفى الجمعية لعلاقتها بالإخوان، وشعروا كأنه غير مرغوب فيهم وتبرعاتهم فى «رسالة»، فيما رفض معارضو الإخوان لم يصدقوا أن لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بالإخوان، وأن الجمعية نشاطها خيرى فى المقام الأول والأخير، لذلك رفضوا التبرع للجمعية، على الرغم من أن الجهات الرقابية أكدت سلامة موقف جمعية «رسالة». * ما الجهة المنوطة بالتفتيش على جمعية رسالة؟ - وزارة التضامن الاجتماعى وهيئة الرقابة الإدارية ووزارة المالية، جميعها جهات مختصة بالتفتيش وأثبتت عدم وجود مخالفات مالية أو إدارية على الجمعية، وأن أموال التبرعات تأتى من قبل المصريين البسطاء فقط، وأن الجمعية لا تمولها أية جهة أو مؤسسة. * ماذا بشأن اتهام المخرج وحيد حامد للجمعية بإنفاق أموالها على الإعلانات؟ - وجه المخرج وحيد حامد هذا الانتقاد لجميع الجمعيات الخيرية، وأنا أرى من حق الجمعيات أن تعلن عن نشاطها، من خلال الإعلانات المختلفة سواء عبر التليفزيون أو الشارع، لأن هذه الإعلانات تفيد فى نشر أفكار الجمعية وأهدافها على أوسع نطاق، فعندما أدفع مبلغًا ماليًا فى هذا الإعلان أحصل على 10 أضعاف هذا المبلغ كعائد من التبرعات، فالدعاية دائماً تأتى بمزيد من التبرعات التى نستخدمها فى توسيع قاعدة الأعمال الخيرية التى تعود بالنفع على البسطاء. *كم عدد فروع جمعية رسالة؟ - رسالة لديها 8 فروع فى القاهرة، ولديها فرع واحد فى الإسكندرية، بخلاف 60 فرعًا موزعين على بقية المحافظات، ينضم إليها ما يقارب الربع مليون متطوع سنويًا، يعملون فى النشاط الأكثر جذبًا، وهو نشاط القوافل، والذى يتضمن مجموعة من الأفراد الذين يتجولون فى القرى الأشد فقرًا للمشاركة فى تركيب أسقف للمنازل وتوصيل مواسير المياه إلى البيوت، وكل فرع ينظم قافلة أو قافلتين، واحدة للأقاليم وأخرى داخل القاهرة، وسبب الإقبال عليها أنها تقوم على التطوع الفردى، للمشاركة فى إنقاذ قرى ينقصها الكثير من الخدمات. * ما أسباب إلقاء القبض على بعض أعضاء رسالة أثناء خروجهم فى قافلة ب «كفر الشيخ» ؟ - القصة باختصار شديد، أن مجموعة من شباب الجمعية فى محافظة «كفر الشيخ»، توجهوا لقرية بالمحافظة، ليلة الاستفتاء على الدستور منتصف يناير الماضى، ومن المتعارف عليه داخل الجمعية أن أى قافلة، لابد أن يصاحبها دليل من أهل القرية ليسهل مهمتها ويرشدهم للأماكن التى تحتاج إلى مساعدات عاجلة، وفى هذه المرة تم الاستعانة بشاب من شباب القرية، يقال إن والده عضو فى جماعة «الإخوان»، لذلك قرر عمدة القرية الإبلاغ عن الشاب، ومن معه من شباب «رسالة»، الذين نزلوا القرية لتوزيع «بطاطين» على أهل القرية، إلا أن العمدة قال فى بلاغه إنهم يحرضون الناس على مقاطعة الدستور، فتم إلقاء القبض عليهم جميعًا، وتم تحويلهم للنيابة، وهم 12 شخصًا، نصفهم تقريبًا بنات، تم احتجازهم 4 أيام، قبل أن يتم الإفراج عنهم بكفالة، بعد إثبات عدم وجود أى صلة بينهم والإخوان. * هل تبرعت أى جهة كبرى فى مصر إلى جمعية رسالة؟ - لم نحصل على أى تبرعات من أى جهة كبيرة، كل تبرعاتنا من المواطن المصرى البسيط والتى تتراوح من 10 إلى 100 جنيه شهريًا، ولم نحصل على أى تبرع من أى جهة كبرى أو فرد مسئول ينتمى لأى كيان أو تيار على الإطلاق. * ما ردك على اتخاذ بيع شقة عائلتكم لأحد أعضاء حزب «الحرية والعدالة» كذريعة لترويج انتمائكم للجماعة؟ - الموضوع أبسط من ذلك، وكل ما فى الأمر أن والدتى عرضت بيع شقة تمتلكها للبيع، وباعتها للمشترى الذى قدم أعلى سعر، والذى تصادف أنه ينتمى لحزب «الحرية والعدالة»، وليس صحيحًا أنه استخدم الشقة كمقر للحزب، بل إنه بعد شراء الشقة لم يظهر نتيجة للأحداث الأخيرة، والشقة مغلقة حاليًا. *لماذا منعت من السفر؟ - منعتُ من السفر بحجة أن لدى قضية شيك بدون رصيد، على الرغم من أننى لا أمتلك دفتر شيكات من الأساس، وتم منعى من السفر يومها لهذا السبب، لكن اتضح أن الموضوع فى النهاية تشابه أسماء ليس إلا، وتم رفع اسمى من قوائم الممنوعين من السفر، تمكنت من السفر فى اليوم التالى مباشرة بعد أن أثبتنا عدم صحة الاتهام من مكتب النائب العام، وتم تقديم الاعتذار لى وقتها من الجهات المسئولة. * بعيدًا عن السياسة..كيف خرجت جمعية «رسالة» إلى النور؟ - البذرة الأولى لجمعية رسالة كانت من داخل كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وذلك عقب عودتى من كندا، وكنت وقتها أدرس مادة «إنسانيات» لطلاب قسم الاتصالات بكلية الهندسة، وهذه المادة كانت تهتم بدراسة الأخلاقيات وتنمية فكرة العمل التطوعى، والقضاء على مقولة «وأنا مالى» التى تخلق نوعًا من السلبية لدى الأفراد، وهذه المحاضرة لاقت قبولًا واهتمامًا كبيرًا فى الكلية بأكملها، وليس داخل قسم الاتصالات فقط، وازداد عدد الحضور بعدها، إلى أن حضر لى فى يوم من الأيام مجموعة من الطلاب يرغبون فى العمل التطوعى ولديهم رغبة شديدة فى خدمة المجتمع ويتساءلون عن كيفية فعل ذلك، وهو الشىء الذى لم أكن أعرف كيفية الوصول إليه وقتها وبتبادل أطراف الحديث بيننا والتفكير المستمر، توصلنا لإطلاق أسرة «رسالة»، داخل كلية الهندسة، وكانت كل أهدافها للعمل التطوعى وخدمة كل المحتاجين، وبدأنا بتفعيل بعض الأنشطة الخيرية وعلى رأسها زيارة الأيتام، وحملات تبرع بالدم، وتعليم الكمبيوتر والحاسب الآلى، هذا بالإضافة إلى عمل مجلة خاصة بالأسرة معنية بنشر كل ما يتعلق بالأسرة وأعمالها. * متى تحولت رسالة من أسرة جامعية إلى جمعية خيرية؟ - جاء ذلك بعد أن تبرع أحد أقارب عضوة بالأسرة، بقطعة أرض فى حى «فيصل» وبناءً عليه تم إشهار رسالة جمعية خيرية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، وتوالت بعدها الحملات لجمع تبرعات لبناء المبنى، وبالفعل تم إعداد المبنى وتقسيمه إلى دار أيتام ومسجد ومركز كمبيوتر. * هل هناك شروط للتطوع؟ - إطلاقًا.. الشرط الوحيد هو النية والرغبة فى عمل الخير، ولا نسأل ولا نهتم بأى توجه سياسى أو دينى أو إلى أى التيارات السياسية ينتمى الأعضاء، ما يهمنا هو عمله التطوعى داخل الجمعية وفقط، كما يُحذر الحديث فى السياسة تمامًا داخل الجمعية، حتى لا يثير البلبلة والخلافات، ومنذ بدايتنا وإلى الآن لم نسأل أحدًا مطلقًا داخل الجمعية عن ديانته أو توجهه، فقط ممنوع الكلام فى السياسة أثناء العمل. * بماذا تنفرد رسالة عن غيرها من الجمعيات الخيرية؟ - «رسالة» تقدم عدد كبير من الخدمات لا يمكن أن تقدمه أى جمعية أخرى فى مصر، فهى الجمعية الوحيدة التى تجمع الملابس المستعملة بشكل موسع من جميع المحافظات كلها، وجمع الورق لإعادة تدويره، ورسالة هى المكان الوحيد فى مصر الذى يساهم فى عملية التبرع بالدم، لأن لدينا قاعدة بيانات عالية حول كل المعلومات المتعلقة بالدم وفصائله وإعداد المتبرعين ووسائل اتصال بعدد كبير منهم، وهذا ما يجعل «رسالة» متميزة فى مجال العمل الخيرى.