عملية أمنية ناجحة لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة أنهت سلسلة فيديوهاته التليفزيونية تم رصده أكثر من مرة لكن الدواعى الأمنية حالت دون القبض عليه فى عدد من الأماكن للحفاظ على حياة المواطنين وجيهة البلتاجى: أخى بطل قومى وزعيم الأمة الإسلامبولى: الجماعة كانت تعده لتولى المخابرات العامة رغم أنه ظاهرة صوتية فقط رغم أن الكثيرين ظنوا أنه سيتبع سُنة أسامة بن لادن، ويبعث بفيديوهات متتالية إلى قناة الجزيرة تبثها بين الحين والآخر يعلق فيها على أهم الأحداث الجارية من مخبأ حصين يظل فيه سنوات، إلا أن قوات الأمن المصرية كان لها رأى آخر، عندما أنهت مشوار محمد البلتاجى التليفزيونى بعد الفيديو الثانى مباشرة. فبداخل أحد منازل قرية ترسا التابعة لمركز أبو النمرس فى محافظة « الجيزة» تم إلقاء القبض على القيادى الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى، والذى كان مختبئاً هرباً من الملاحقة الأمنية منذ فض اعتصام رابعة العدوية فى 14 أغسطس الماضى، إلى أن داهمت قوة الأمن مخبأة ليتم ضبطه وبصحبته 3 آخرين من قيادات الجماعة من بينهم: خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشرى، أحد قيادات الجماعة بالجيزة. و يواجه البلتاجى عدة اتهامات بالتحريض على القتل والإرهاب فى أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وكذلك اتهامات بالتحريض على العنف فى أحداث بين السرايات، وأيضا عدة اتهامات بالشروع فى قتل القيادى الإخوانى صاحب التصريح الشهير: «العنف فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها مرسى للسلطة»، كان أول الهاربين من ميدان رابعة عند فض الاعتصام رغم صراخه فى البسطاء بالصمود أو الشهادة، وظل لفترة طويلة رأس الفتنة المحرضة للشباب المغرر به، وهمزة الوصل مع منفذى العنف الداخلى ومع مجرمى الإرهاب الأسود فى سيناء. خطة القبض على البلتاجى وضعها «اللواء كمال الدالى»، مدير أمن الجيزة، بعد أن قام أحد سكان منطقة «قرية ترسا » بإبلاغ الشرطة أنه شاهد شخصاً يشبه البلتاجى –بدون شارب- أثناء دخوله إلى منزل مجاور لمنزله فى منتصف الليل، وسمع جاره صاحب المنزل يقول للشخص الداخل: «الدنيا أمان ادخل بسرعة». وعلى الفور تم تشكيل فريق بحثى على أعلى مستوى على رأسه اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمود فاروق وكيل المباحث، وتم عمل التحريات اللازمة فى سرية تامة، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن البلتاجى كان يتردد ما بين قريتى «ترسا» و«أبو مسلم»، وقالت بعض المصادر السرية إنها شاهدت البلتاجى بالفعل أثناء تردده على منزل معين بالقرية. وتم التأكد أنه موجود بالمنزل برفقة خالد الأزهرى وجمال العشرى، وبسرعة تم التنسيق مع الأمن الوطنى الذى أجرى تحريات مكثفة للتيقن من المعلومات، التى تبين أنها صحيحة، فتمت الاستعانة بالشخص الذى شاهد البلتاجى أثناء دخوله للمنزل ليؤكد المعلومة أمام مباحث الأمن الوطنى .. بعدها تم وضع خطة بحث لمهاجمة المنزل دون أى خسائر . وفور أن داهمت قوات الأمن المنزل المرصود حاول محمد البلتاجى الصعود أعلى المنزل والفرار، إلا أن ضباط العمليات الخاصة استطاعوا محاصرته بسرعة، وتمكنوا من القبض عليه سالماً قبل هروبه، بعدها تم ترحيله إلى جهة أمنية للتحقيق معه برفقة الأزهرى والعشرى اللذين كانا بصحبته وقت الاقتحام، فى عملية أمنية ناجحة تمت بدون خسائر ولم تستغرق أكثر من 20 دقيقة. مدير الأمن العام أشار إلى أن القبض على البلتاجى كان من أولويات الداخلية، وأن عملية تتبعه تمت منذ هروبه بعد فض اعتصام رابعة العدوية، وأنه تم رصده أكثر من مرة، لكن الدواعى الأمنية حالت دون القبض عليه فى عدد من الأماكن للحفاظ على حياة المواطنين. من جانبها استنكرت وجيهة البلتاجى، شقيقة الدكتور محمد البلتاجى، القبض على زوجها بعد اقتحام قوات الأمن لمنزلها، متساءلة «إذا كان من حق الضباط أن يلقوا القبض على القيادات الإخوانية، فإن زوجى لاينتمى لأية انتماءات سياسية، ورجال الأمن اقتحموا المنزل وعبثوا به واعتقلوا زوجى المريض». وجيهة البلتاجى وصفت شقيقها بأنه زعيم الأمة، وأضافت: «العالم بأكمله يشهد أن أول قدم وضعت فى الميدان فى 2 يناير كانت قدم البلتاجى، وقد حاولت الدولة العميقة تشويه صورته، ولكى تقضى على ثورة يناير قامت الآن بالقضاء على رموزها». وتابعت «لمن يقول إن البلتاجى «تمرجى»، أقول له إن البلتاجى بطل قومى، ختم كتاب رب العالمين وهو فى السادسة من عمره، وكان الأول على المعهد الدينى فى سموحة، والسادس على الجمهورية فى الثانوية العامة، ووطنى منذ طفولته وتم تعيينه فى هيئة التدريس بكلية الطب، وحصل على الدكتوراه وهو فى الثلاثينيات من عمره ». من جانبه اعتبر كمال الإسلامبولى الفقيه القانونى قيام أجهزة الأمن بضبط القيادى فى تنظيم الإخوان اليوم بأنه «لطمة» لأنصار البلتاجى وللجماعة بشكل عام، خصوصاً بعد فشلهم فى الحشد واستقطاب الشارع حتى مع إصرار الجماعة على استخدام الخطاب الدينى لخدمة مصالحها . وأشار الإسلامبولى إلى أن توقيت القبض على البلتاجى كان ممتازاً، قبل الجمعة 30 أغسطس التى كانت الجماعة تراهن عليها لعودتها من جديد إلى الحياة السياسية، وقال إن تنظيم الإخوان كان يعد البلتاجى لرئاسة جهاز المخابرات أو وزارة الداخلية، مشددًا على أن القيادى الإخوانى يعتبر فى الحقيقة ظاهرة صوتية فقط تقوم، بالتوعد والتهديد دون امتلاك أى عبقرية أمنية تؤهله لمنصب تنفيذى.