لقد أصبح البعض يتحدث عن قطر باعتبارها أرض الحرية، والبعض يراها عاصمة الأمة العربية وقلب العروبة. ولقد استغل البعض خطوة إغلاق مكتب الجزيرة مباشر ليقارن بين مصر بتاريخها وحضارتها وبين دويلة صغيرة!! لن أتحدث هنا عن تمويل لمنظمات حقوقية أو غير ذلك من كلام لا يقدم ولا يؤخر، ولكنني فقط أريد أن أقول للجميع لا تجعلونا نعود لسياسات النظام السابق في التعامل مع قطر، وتلك مهمة كل مصري حريص علي وطن جديد، ليس من حق قطر أن تتحدث عن الحرية والديمقراطية قبل أن تثبت لنا وللعالم أنها تنتهج الديمقراطية، وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون، فهل يجرؤ مواطن قطري أو كاتب قطري علي مهاجمة السيدة موزة أو زوجها أو أي شخص من الأسرة التي تحكم قطر؟! إن مصر التي اقتحم شبابها مبني سفارة العدو ورفضوا أي شكل من التعاون مع الصهاينة، أكبر بكثير من دويلة صغيرة تسعي لكسب ود الصهاينة، ولن أسرد تاريخ التطبيع القطري الصهيوني ولا العار الذي غرق فيه وزير خارجية قطر منذ زمن بعيد، ولن أذكر الحملة الاليكترونية التي خرجت تطالب العرب بمنع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان من التبرع بمبلغ 10 ملايين دولار لفريق كرة قدم إسرائيلي، ولن أذكر قصص التطبيع التي بدأت منذ 1996 مع فتح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في قطر، ولا عن لقاءات وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثان مع وزير الخارجية الإسرائيلي في واشنطن. إنه تاريخ طويل من العار والتطبيع والركوع أمام الصهاينة، ولكن يبدو أن السادة الرافضين للتطبيع لهم رأي آخر عندما يتم التطبيع مع أسيادهم من الأمراء والمشايخ!! إنني أريد أن أسأل هؤلاء: هل أصبحت مصر هي الخائنة الآن وقطر هي الدولة المخلصة الأمينة علي مصالح الأمة العربية؟!.. هل أصبحت الدوحة وهي عاصمة التطبيع الأولي هي منقذ الأمة وشرف الأمة العربية؟! السؤال الثاني: لماذا لا تكتبون حرفاً عن فضائح التطبيع التي يغرق فيها وزير خارجية قطر الذي يقضي إجازاته في إسرائيل مع أسرته؟!.. ولماذا لم يكتب هؤلاء حرفاً عن تطبيع أمير قطر الذي زار لبنان بطائرته بمصاحبة مقاتلات إسرائيلية لحمايته؟!