بقلم عبدالحسين العطية شُغِلت كثيرا بالدور المريب الذي ظهر به وزير خارجية قطر "حمد بن جاسم ال ثاني" في أروقة هادمة الدول العربية، خلال عام 2011 , كيف شكّل لوبيا صهيونيّ الهوى مع بعض الوزراء المنبطحين صهيونيا أرضا، بعد انهاء دور (أم الدنيا) عربيا ودوليا، وأصبح "نبيل العربي" من خلال دوره ك (أمين عام) لهادمة الدول العربية، الممثل الرسمي لجمهورية مصر بغض النظر عن نظام الحكم الذي انتهجه اللامبارك خلال فترات حكمه، خاصة بعد أن فقدت الأمة العربية عمود خيمتها وثقلها الاستراتيجي جمهورية العراق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، وهذا الفقدان تحول الى لعنة يمكن أن نطلق عليها "لعنة صدام حسين" التي تهاوت على إثرها عروش دولية وعربية مختلفة ما كان لها أن تتهاوى، التقت عمالات بعض الحكام بخياناتهم فتولد احتلال العراق، بقراراتهم وموافقتهم ومباركتهم فتحوا أفخاذهم للقوات الغازية من السعودية والكويت وتركيا والأردن وإيران أرضاً، وسيناء والبحر الأحمر والخليج العربي مياهاً، وقطر والبحرين والكويت والسعودية أجواءً لحرق العراق وسرقته، وقتل وتهجير شعبه، كلكم شاهدتم يوم القيامة في عاصمة الرشيد، شعوبا وحكّام، وكنتم أصحاب حَولٍ و قوة، كان بإمكانكم أن تنطلقوا بربيع ثوراتكم "العربية" ضد عمالات حكامكم الخونة قبيل احتلال بغداد لإيقافه؟، كانت تظاهراتكم التي تندد بالاحتلال شكلية لا معنى لها، وكأنها بدفع من ذات الحكام، أليس هم الخونة أنفسهم الذين يقودونكم الآن صهيونيا لتهديم بلدانكم وتفكيك أمتكم؟ وها هي الأمة بالفعل تُقسّم على يد الصهاينة في قطر، لينتهي دورها الحضاري والريادي والانساني. لماذا لا يسأل عاقل نفسه: كيف صارت قطر بأميرها "حمد بن خليفة آل ثاني" الذي عق أباه وخانه واستحوذ على الإمارة وبزير خارجيتها ليصبحا عرّاباً لهادمة الدول العربية؟، وليسأل العاقل نفسه أيضا: كيف يظهر وزير خارجية السعودية، في الاجتماعات هيكلا بزي عربي فقط أو ديكور لملء المقعد، يتفرج كالدمية على ما يجري في اجتماعات الهادمة، خاصة وأن السعودية تعتبر الآن أكبر الدول العربية بعد احتلال العراق وليبيا وقتل قادتها، وبعد عزل مصر وتنحي رئيسها، وترهيب السودان وتقسيمها، ومسك الأردن من اليد التي توجعها، والتآمر على سوريا وعزلها عن دورها، هل فعلا الملك عبد لله مسكين – وفق المكالمة الهاتفية التي نُشرت مؤخرا – وأنه مجرد واجهة، و هل فعلا إن أمريكا و بريطانيا طلبتا من أمير قطر تقريراً عن الوضع في السعودية و اعربتا له عن نيتهما في الإطاحة بالنظام الملكي؟. هل كل هذه الثقة الأميركية البريطانية بأمير قطر فقط من خلال بناء أكبر قاعدتين أميركيتين بالمنطقة؟ أم أن هناك ملفات سرية تتعلق بفساد " الحمدين الأمير والوزير وما يحيط بهما؟. إن السعودية مقبلة إذا على احتلال أميركي ينطلق هذه المرة من قطر؟ لعنات تتقاطر الواحدة إثر الأخرى، ونحن نرفع أكفنا الى السماء لنقول اللهم زد وبارك، هؤلاء هم الذين ضحوا بالعراق وقائده الشجاع صاحب ال (39 صاروخ) فليأكل أصحاب الملفات السرية بعضهم البعض. أكرر وأؤكد إنها "لعنة صدام حسين" رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وبعد كل ما جرى ويجري من طبخات في المطابخ الصهيونية، أملي كبير بالأخوة السوريون، أصحاب المواقف الوطنية والقومية، أصحاب القلوب الكبيرة، أن يقفوا وقفة رجال شجعان، الى جانب وطنهم، فالإصلاح والتغيير لا يأتيان من الخارج، ولا بقرارات أو إملاءات، استعمارية صهيونية، ويشكلوا سورا منيعا بوجه هذه الطبخات، وأكيد أنهم أهلا للمسئولية، في ايقاف المد التخريبي تحت مسمى "ربيع الثروات" رحمة بسورية وبالأمة من المتآمرين عليها. ليس أمامنا كشعب عربي يؤمن بوحدة الأمة وأصالتها وتاريخها المجيد، سوى أن نمد أيدينا الى بعضنا البعض، من المحيط الهادر الى الخليج الثائر الوقوف الى جانب سورية، للتصدي الى ما يسمى "ربيع الثورات" الصهيونية للتخلص من هؤلاء الحكام الخونة المتآمرين الذين باعوا الأمة للاستعمار الجديد للقضاء على كل ما هو ثوري والقضاء على كل حكومة ودولة عربية تتخذ من التحرير خطا ستراتيجيا لها. *صحفي وكاتب عراقي