الخشت يستعرض تقريرا حول تطور ترتيب جامعة القاهرة فى علوم الحياة والطب بتصنيف "QS" خلال 7 سنوات    هذا العيار سجل 3731 جنيها، أسعارالذهب اليوم السبت 20 أبريل 2024    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم السبت 20-4-2024 في محافظة قنا    عاجل: غرفة الحبوب تعلن الأسعار الجديدة للخبز السياحي.. انخفاض لا يقل عن 33%    «الكهرباء»: انعقاد منتدى ترابط قطاع الطاقة فى افريقيا بشرم الشيخ غداً    بالفيديو.. التنمية المحلية تكشف تفاصيل بدء المرحلة الأخيرة من الموجة 22 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    صفارات الإنذار تدوي في مستوطنة كريات شمونة والجليل الأعلى    على وقع توقعات بعملية عسكرية وشيكة.. تقارير إسرائيلية: ربع مليون فلسطيني غادروا رفح    حكومة باربادوس تعترف بدولة فلسطين    الكاراتيه، 6 مصريين في نهائيات الدوري العالمي بالقاهرة    وسام أبو علي يقود تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي    حسام عبد المجيد: الزمالك لا يقف على لاعب.. وندرس دريمز جيدًا    بعد اختفاء 4 أيام، الأمن يعيد فتاة الصف المتغيبة إلى أسرتها    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية رشوة مياه أسوان    "سينما السعدنى" بعيدة عن معادلة نجم الشباك.. قريبة من قلوب الجماهير    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    «الصحة»تخطط لتحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال والمراهقين    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    إصابة 16 شخصًا في حادث إنقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    خلال ساعات.. الحكم على متهمين ب«خلية داعش حلوان»    صحيفة لوفيجارو الفرنسية تلقى الضوء على تطور الهيكل العسكرى الإيراني    مفتي الجمهورية يشارك في اجتماعات الدورة 23 لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي بالرياض    جدول مباريات اليوم.. 4 مواجهات قارية مختلفة للأهلي.. ظهور للزمالك.. وقمة سيتي وتشيلسي    التنمر على هذه الفئات يعرضك للحبس 5 سنوات    الحماية المدنية تسيطر على حريق منزلين فى سوهاج    بعد تغيبها 4 أيام.. قرية الحي بالصف تستقبل الطالبة فرح العطار بالتكبير|فيديو    أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 20-4-2024 في قنا    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجيا لمنطقة منشية البكاري    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    تواصلت مع دولتين .. هل تبحث حماس نقل مقرها إلى خارج قطر؟    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    بالأسماء.. غيابات الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    عمر مرموش يساهم بهدف في فوز آينتراخت فرانكفورت على أوجسبورج 3-1    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت فيلم «شقو».. ودوري مليان شر    أهالي قرى واحة الفرافرة في ضيافة الأسبوع الثقافى الفني بالوادي الجديد    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    التعليم: تركيب كاميرات مراقبة داخل جميع لجان سير امتحانات الثانوية العامة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهرولة السعودية نحو ورقة التوت
نشر في الشعب يوم 05 - 05 - 2007


بقلم : محمود شنب
[email protected]
[email protected]

خسر العالم الإسلامى الكثير بفساد أنظمة الحكم العربية، وخسر العرب أكثر وأكثر بفساد حكام مصر والسعودية على وجه التحديد، فالدول التى تتميز بين أقرانها بخاصية القيادة الدينية أو الأدبية أو التاريخية تكون أكثر تأثيرًا على باقى الدول الأخرى التى تنتمى لنفس الأمة الواحدة، ولقد كان لتحالف حكامنا مع الأعداء أكبر الأثر فيما أصاب الأمة من فرقة وتشرذم ونكبات ونكسات، فالتحالف مع الأعداء يورث الوهن والضعف بين دول المنطقة ويخلق العداوات بين أفراد الأمة الواحدة ويساعد على الفرقة فيما بينهم بين مطبع ومقاوم، ومناهض ومساوم، ولقد سقطت كل من مصر والسعودية فى حبائل الشيطان، وصاروا أعوانًا دائمين للأعداء، وساعدوا كل متجبر على تحقيق أهدافه الاستعمارية والاستيطانية فى المنطقة، وشجعوا أقرانهم من الحكام العرب على الإقتداء بهم، وقاموا بترهيب كل من يخالفهم الرأى والفكر ولا يسير وفق منظومة العمالة والخيانة التى اختاروها لأنفسهم، وقاموا بترويض كل من يمكن ترويضه وتهديد من يمكن تهديده، واقتدت دول الخليج بما تفعله السعودية من تحالف مع أمريكا ودول الشرك، واقتدت الأردن فى سلامها مع إسرائيل بما فعلته مصر، وقامت السعودية بترويض القيادة الفلسطينية واللبنانية، وقامت مصر بترويض القيادة السورية والليبية، وفشل حكامنا فى مواطن ونجحوا فى مواطن، لكنهم ثبتوا على طريق الخيانة والغدر إلى أبعد مدى، وكانوا السبب المباشر فى تفكيك وحدة الصف العربى وسهولة استقطابه واختراقه..
والغريب فى الأمر أن شيئًا من ذلك لم يحدث إلا بعد أن مكن الله لنا فى الأرض، فلم تأتى خيانة مصر وانقلاب قادتها على الأمة إلا بعد أن من الله عليها بالنصر فى معركة العبور عام 1973، ولم تنقلب السعودية على ريادتها ومكانتها ومبادئ أمتها إلا من بعد أن أغناها الله من فضله ومنحها من الأموال والثروات والخيرات ما يفيض عن حاجة سكانها، وكان هذا الانقلاب على عكس المأمول والمتوقع... يقول الله تعالى: ((الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)) 41 الحج.
وفى ذلك إجحاف ونكران لنعمة الله ونكس على العهد وخيانة للأمانة وإتباع لهوى النفس والشيطان..
يقول تعالى: ((وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)) التوبة 75 : 78.
أتذكر يوم عبرت قواتنا المصرية قناة السويس عبرت بهتاف ونداء واحد جمع بين كل أفراد الأمة، حيث جهر الجميع بنداء (الله أكبر) والتهبت حناجر المجاهدين بهذا الهتاف الكريم، وكنت واحد منهم وضمن الموجات الأولى التى عبرت قناة السويس، وعندما عبرنا القناة وأكرمنا الله بالنصر ودانت لنا الأمور تحول قادتنا عن طريق الحق إلى طريق الباطل وغازلوا إسرائيل وشقوا الصف العربى وأعلن السادات أن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، وتحول النداء من (الله أكبر) إلى "أمريكا أكبر" وبُنيت سياسة الدولة على ذلك، وتم توقيع معاهدة السلام المجحفة مع الصهاينة وتفتحت على مصر كل أبواب الشر والفتن، فتحسنت علاقتها بكل الأنظمة الاستعمارية الفاسدة وكان على رأسها الحلف الأمريكى الصهيونى، وذابت هوية مصر العربية وتبدلت أولوياتها الاستراتيجية وأصبحت عونًا للأعداء على الأمة، وشاهد زور بوضوح مفضوح فى كل صراعات المنطقة التى أعقبت توقيع معاهدة السلام المشئوم مع الصهاينة، وفى الوقت نفسه تحسنت علاقة مصر بكل الأنظمة الموالية لأمريكا وكان على رأسها النظام السعودى الذى عاش العمر يكيد لمصر والذى كان له الباع الطويل فى مساندة المشروع الأمريكى فى المنطقة منذ القدم، وللمتابع أن يتذكر دور هذا النظام فى إفساد الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا عام 1958 بعدما أنفقت السعودية الملايين من أجل إفساد هذه الوحدة، وقد رشت السلطات السعودية بعض قيادات الجيش السورى بحقائب ممتلئة بملايين الدولارات بغية إفساد هذه الوحدة، وقام أحد قيادات الجيش السورى بتسليم حقيبته إلى جمال عبدالناصر، وكانت الفضيحة مدوية لا تليق ببلد مثل السعودية، وفى أعقاب ثورة اليمن أنفقت السعودية ما لا يحصى من مال وعتاد فى سبيل إخماد هذه الثورة وإفسادها، وعمدت إلى إلحاق أكبر الضرر بأفراد ووحدات القوات المسلحة المصرية التى كانت هناك لمساندة هذه الثورة، وقد استقدم قائد القوات الجوية الملكية بالأردن إلى السعودية ضمن خطة وضعتها له القوات البريطانية المرابطة على الأرض السعودية لضرب القوات المصرية جوًا من قواعد سعودية، لكن الرجل رفض ذلك وفضل الهروب من الأردن على المشاركة فى هذه المؤامرة.... (زيارة خاصة قناة الجزيرة)!!
ولقد كانت الأسرة الحاكمة فى السعودية منذ الأذل ولازالت عونًا لكل مستعمر يجول فى المنطقة العربية، لكنها كانت حريصة على أن تخفى أفعالها ومواقفها خلف بعض الأعمال الخيرية هنا وهناك خصوصًا فى المناطق المتضررة بالاعتداءات الصهيونية أو الغربية أو الكوارث الطبيعية، وكانت كثيرًا ما تصاحب حملاتها تلك بحملات إعلامية ضخمة تموه بها على مواقفها للإستعمار وأعوانه، ولقد رأينا الدور السعودى فى الفترة الأخيرة يتجلى فى مساندة المشروع الأمريكى ضد العراق، وكانت السعودية بمثابة اللاعب الرئيسى فى دعم المعارك الأمريكية والصهيونية فى المنطقة خصوصًا فى كل من أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين!!
وكم يعجب المرء عندما يكتشف أن هذا النظام الذى أنفق الملايين على الإعمار ومساعدة الفقراء واليائسين هو نفسه النظام الذى ينفق المليارات على الهدم والتنكيل بالمستضعفين والنيل من مقدرات الشعوب وكرامتها، ويفعل ذلك بالمال الذى وهبه الله إياه من أجل نصرة الإسلام والتمكين له وإعمار الأرض، ولأن المال فتنة فقد أوصانا الله تعالى بألا نعطى السفهاء أموالنا وقال جل شأنه: ((ولا تعطوا السفهاء أموالكم)) حتى لا نيسر لهم الخيانة والرذيلة والبغى فى الأرض بغير الحق.
لقد غطى الإنحراف السعودى كل شبر فى العالم، والأسرة الحاكمة لا تعرف العلاقات المستقيمة.. إنها تشترى الولاء بالمال وتشترى العداء بالمال، وصارت فى كل علاقاتها الدولية ترشى وترتشى، والتاريخ السعودى ملىء بالأحداث العجيبة التى يقف المرء أمامها فى حيرة وذهول إزاء تصرفات هذا النظام، فمن المفترض إن كان ولابد من الخطأ أن تكون السعودية هى الراشية لوفرة ما لديها من أموال وثروات جائتها من غير جهد ولا عرق، ولكن أن يرتشى أمراؤها ويحصلوا على الرشاوى والعمولات دون أن تكفيهم المليارات التى بحوزتهم.. فهذا هو الأمر العجيب!!
وما حدث منذ أكثر من ربع قرن ينكشف اليوم وتظهر روائحه الكريهة فيما يعرف بصفقة "اليمامة" على الرغم من محاولات السلطات السعودية الدائبة لمحو آثار هذه الجريمة وإخفاء معالمها، لكن ربك كان لهم بالمرصاد، فبعد أن أمر "تونى بلير" فى ديسمبر 2006 بوقف التحقيقات القانونية فى فضيحة صفقة اليمامة بعد التهديد السعودى بقطع العلاقات مع بريطانيا وإلغاء صفقة جديدة لشراء طائرات "اليوروفايتر" والتى تقدر بقيمة 70 مليار دولار قررت الدول الأوروبية ممثلة فى منظمة التعاون الاقتصادى التى تعنى بمتابعة الرشوة فى دول الإتحاد بإعادة دراسة الأمر من جديد وعدم الإلتفات إلى التهديد السعودى، ودعت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الحكومة العمالية إلى كشف المستور عن تفاصيل هذه الصفقة معتبرة أنها "الصفقة الأكثر فسادًا فى تاريخ بريطانيا" وقد أوضحت التحقيقات التى بدأت فى يوليو 2004 بأن واقعة الرشوة التى حصل عليها الأمراء السعوديون مقابل إتمام الصفقة بلغت سبعة مليارات جنيه استرلينى، وأن الأمراء الذين تفاوضوا على الصفقة طلبوا رفع سعر الطائرة التورنيدو يومها بنسبة 35% لكى ترتفع عمولتهم...!!
ألهذا الحد فسدت العقيدة السعودية وصار المال هو الهدف والغاية؟!!
إن هؤلاء القوم يعطون صورة سيئة للإسلام ويجحدوا بنعم الله عليهم فى الوقت الذى غمرهم الله فيه بالأموال الوفيرة التى لا تتوافر لغيرهم..
وياليت الفساد السعودى اقتصر على النواحى المالية فحسب، لكنه غطى كل توجهات المملكة الداخلية والخارجية، وهذا يمثل صدمة كبيرة لكل من أحسن الظن فى هؤلاء القوم.
لقد دأبوا على التعامل مع الأحداث بوجهين، وجه يتعاملوا به مع الأمة، ووجه يتعاملوا به مع الشياطين، وفى البداية كانت الأمور مستترة ومخفية ولا يعلم بحقائقها غير الله والقليلون من البشر... كانت الأمور كلها فى الغرب وكانت المؤامرات كذلك، وكان الضحك على الذقون فى أشد حالاته.. قواعد تقام دون أن يُكشف النقاب عنها وعن الذقون العيرة والوجوه السافرة، ومؤامرات تحاك دون أن يعلم بها أحد، وصارت الخيانات السعودية تورث مع الحكم وتنتقل من ظهر هذا إلى ظهر ذاك ومن السلف إلى الخلف ومن الجد إلى الأب إلى الابن إلى الحفيد...
ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الملك فيصل عليه رحمة الله والذى هدد الغرب الذى كان يساومه على الخيانة، وقال لهم: (إننا لسنا بعاد عهد بحياة البدو وبإمكاننا العودة إلى حياة التمر واللبن) وكان جزاء الرجل أن قُتل بيد الأسرة الحاكمة بعدما اغتالوه بليل وألقوا التبعية على شاب منهم إدعوا أنه مختل عقليًا وانتهى الأمر.
وفى هذه الأيام تطل علينا الذقون السعودية بأجندة أمريكية جديدة تريد تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها والتمكين للهيمنة الصهيونية والتسويق لعملية سلام زائف لا يقوم على أساس الأرض مقابل السلام ولا السلام مقابل السلام وإنما السلام مقابل الإسلام، وفرض الهيمنة الصهيونية مقابل البقاء على كراسى الحكم، وذلك بعد أن فشلت مصر والأردن فى التسويق لهذه الجريمة لعدم وجود إمكانيات مادية أو أدبية أو دينية تستطيع من خلالها الترويج لهذا السلام المزعوم، فاتجهت الأنظار صوب السعودية لتمرير وتسويق هذه المؤامرة الوضيعة وإعطاء سلام مجانى لإسرائيل وفق أجندة أمريكية استعمارية تحقق ما تصبو إليه قوى الاستعمار العالمى، وفى القمة العربية الأخيرة جنت الشعوب العربية من أقصاها إلى أدناها ثمار تخلف قادتهم وحكامهم، وقد ظهر ذلك جليًا فى كلمات العاهل السعودى الملك عبد الله حين ألقى اللوم على نفسه وعلى باقى الحكام العرب وحملهم مسئولية ما آلت إليه أحوال الأمة العربية والإسلامية، ولقد كان قرارًا مؤلمًا ومفجعًا لكنه لم يكن اعتراف مذنب يشعر بالذنب ويريد العودة إلى الله لكنه اعتراف من يريد تخدير الأمة لتسويق الجريمة، وكان اعتراف مكابر لا يريد الإقلاع عن المعاصى والذنوب، لأن اعترافه هذا خلا من كل شروط التوبة المقبولة حيث لم يتم التعهد بالإقلاع عن المعاصى خصوصًا فى علاقاته مع أمريكا، ولم يبدى الندم على ما اقترفت يداه فى حق العراق وحق بلاده وأمته ولم يرد الحقوق إلى أهلها، وما أكثرها تفصيلاً وتنويعًا!!
لقد أراد الحاكم السعودى أن يركب الموجة وأن تتطابق كلماته مع كلمات رجل الشارع ويمتص النقد والتوبيخ الذى يوجه للحكام العرب، ولو كان جادًا فى نقده لتغيرت مواقفه فى القمة ومن مبادرته للسلام مع الصهاينة.. تلك المبادرة التى لم يلتفت إليها أحد منذ أكثر من خمس سنوات، ولو كان صادقًا أيضًا لطالب أمريكا بالخروج الفورى من العراق ولم يكتفى بتوصيف الحالة العراقية ووصفها بالاحتلال دون أن يدعم موقف المقاومة، ولو كان صادقا حقا لانحاز لموقف حماس بوصفها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى ولفك الحصار عنها، ولو كان صادقا حقا لكان له موقف آخر من مبارك ولقال له أمام الحضور: كفاك عبثًا ولهوًا وخيانة وغدرًا، ولو كان منصفًا لقال للسنيورة: عد إلى بلادك من حيث أتيت أو انطوى خلف حاكمك الشرعى وألا يسمح لوفدين منفصلين لشعب واحد فى حضور القمة، وإلا لسمح للمقاومة العراقية متمثلة فى الشيخ حارث الضارى بحضور المؤتمر، ولو كان نادمًا حقًا على ما اقترفت يداه فى حق الشعب العراقى وقائده لقدم اعتذاره لروح الشهيد صدام حسين وطالب الحضور بتلاوة الفاتحة على روحه الطاهرة التى أزهقتها الخيانات العربية والعراقية وعمل صادقًا على إنهاء معاناة الشعب العراقى أول جار للسعودية.
إن إقرار الملك بذنبه هو ورفاقه ما كان ليحدث لولا تأكد الملك من أن الشعوب العربية كلها باتت ترى الملك عاريًا ومعه الأمير والرئيس والسلطان وأولياء العهد كلهم عرايا حتى من ورقة التوت، ولأن الموقف كذاك فقد عمد الملك إلى الإقرار بالذنب لا من أجل التوبة وإنما من أجل تفويت الفرصة على المناهضين لحكمه والمعارضين لسياساته من قبل أن يحدث الإنفجار وتطير العروش والكروش.
لقد كان اعتذاره أقرب ما يكون لإقرار المجرمين مع الاعتذار للتشبيه حيث يُجبر المجرم بعد القبض عليه على الوقوف أمام كاميرات التليفزيون ليعترف بذنبه وبتفاصيل جريمته لزوم التغطية الإعلامية دون توبة منه أو ندم، وهكذا يفعل المجرمون دومًا، ولدى قناعة كبرى بأن أصحاب السوابق العديدة من الحكام العرب لا يمكنهم التوبة أبدًا بعدما ألفوا الخيانة وتعودوا الجريمة وتمرسوا على حياة الكذب والخداع والتضليل..
إن الإصرار الدائم من قِبل السعودية على عرض وتسويق المبادرة العربية للسلام فيه خير دليل على عدم تراجع المملكة عن أسلوب المراوغة والتضليل والثبات على عهد الخيانة والمؤامرة.
إذا ما افترضنا جدلا وهذا الافتراض خطأ وغير جائز أن لكل حاكم عربى الحق فى اتخاذ ما يراه مناسبًا من قرارات تخص بلاده دون الرجوع إلى آراء الآخرين ومراعاة أمن وصالح المجموع، وأن له الحق منفردًا فى إبرام المعاهدات وعقد الصفقات، والاستعانة بالقوات الأجنبية والسماح لها بإقامة قواعد حربية فى بلاده، والدخول فى تحالفات عسكرية مع الأعداء.. فإن هذا الحق الذى لا يمكن قبوله على وجه العموم لا يمكن قبوله على وجه الخصوص لحكام مثل حكام السعودية وفلسطين.. تلك الدول التى ليست أرضها ملكًا لحاكم أو لشعب بعينه وإنما هى خالصة لكل أفراد الأمة الإسلامية وأنها تمثل وقفا إسلاميًا خالصًا لكل المسلمين، ولا يجوز لأى حاكم مهما كانت صفته الإنفراد بهذه الأوطان وإصدار القرارات المؤثرة عليها دون الرجوع إلى إجماع الأمة، ولنا أن نضرب فى ذلك مثالاً:
هل يجوز لرئيس السلطة الفلسطينية أى كان شخصه التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين حتى وإن كان المقابل سلام خادع وزائف يهنأ به شعبه لوقت قصير ثم تذوب الهوية والقضية؟!!
وهل يملك حاكم السعودية الحق فى موالاة الكفار واستقدامهم إلى أرض الحرمين والسماح لهم بإقامة القواعد العسكرية على الأراضى السعودية؟!!... تلك الأراضى التى لا تخص السعودية وحدها وإنما تخص كل مسلم يعيش على وجه الأرض، وبغير سلامتها لا يمكن أن تكتمل أركان الدين الإسلامى وشعائره...!!
إن الشئ المباح للآخرين لابد أن يكون مقيدًا لحكام الأراضى المقدسة، والقيود التى توضع لذلك يجب أن تشمل كافة التعاملات الغير سوية مثل إبرام الصفقات وتوقيع المعاهدات أو إقامة العلاقات مع الأعداء، ومن هنا فإننى أؤكد أنه ليس للسعودية الحق فى مغازلة إسرائيل من بعيد أو من قريب أو الالتقاء بقادتها سرًا أو جهرًا، لأن للسعودية خصوصيات إسلامية فريدة تتميز بها عن سائر البلدان العربية والإسلامية، وهى تمثل لإسرائيل البوابة الكبرى التى يمكن أن تلج منها بسهولة إلى كافة أرجاء العالم العربى والإسلامى، ناهيك عن ما يمثله هذا التقارب الشيطانى من خطورة على الإسلام والمسلمين لأن اليهود كما أخبرنا الله تعالى عنهم: ((يسعون فى الأرض فسادًا)) وإفسادهم دائم ومستمر حتى مع من يناصروهم ويمدونهم بالعون والمساندة، ولا يوجد مكان عاش فيه اليهود إلا وأصابوه بالبوار والفساد، وأصابوا قومه بالأمراض المهلكة التى لم تكن موجودة فيهم من قبل، ونشروا فيهم البطالة والإفلاس والفقر والجهل، ولعل فيما يحدث لمصر الآن خير دليل على ذلك، فمصر بعد السلام مع إسرائيل لم تعد تلك الدولة الرائدة التى تنتمى لأمة عظيمة وكبيرة، وعاشت معزولة عن الآخرين تحلل الحرام وتحرم الحلال وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، وباتت خرابًا مطلقًا ينعق على شواهدها البوم.
لقد تفككت أركان الدولة المصرية بعد السلام مع إسرائيل تفككًا رهيبًا جعلها على أبواب الإنهيار الكامل الذى سوف يتحقق لا محالة ولكن فى التوقيت الذى يريده لها الأعداء، وهذا يحدث لمصر التى كانت عملاقة وكانت تعج بالمصانع المختلفة والصناعات المتقدمة والزراعات المتنوعة، فما بالنا بما سوف يحدث للسعودية التى لا ناقة لها ولا جمل غير البترول!!
إن مصر النيل والتاريخ والرخاء تتسول اليوم طعامها من كل الدول الأجنبية، وصارت تستورد كل لوازمها الضرورية وغير الضرورية من الخارج، بعدما فرطت فى كل شئ وباعت كل شئ وخانت كل شئ، فما بالنا بالسعودية التى مازالت على طريق الحداثة والنمو!!
إن السعودية تعد نقطة التجمع الوحيدة لكل مسلمى الأرض، فمن يضمن للمسلم سلامته وسلامة مأكله ومشربه وصحيح عبادته إذا ما دخلت إسرائيل السعودية تحت مسمى السلام المزعوم وصار لها اليد الطولى فى المملكة مثلما هو حادث الآن فى مصر والأردن وسائر الدول التى تدخلها!!
إن زجاجة سموم واحدة توضع فى ماء زمزم لكفيلة بإفساد موسم حج كامل، وهذا ليس بمستبعد، فلا شئ يصعب على إسرائيل فعله إذا ما أتيحت لها الفرصة وتمكنت من دخول أى دولة وتجنيد العملاء، ولننظر لمصر الآن ونشاهد حجم الاختراق وحجم شبكات التجسس التى نمت فى ظل السلام.. هذا ما تفعله إسرائيل لأن عقيدتها تقوم على استباحة الآخرين ((لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة)) وقولهم ((ليس علينا فى الأميين سبيل))، ونوع واحد من الأطعمة المسرطنة فى موسم حج واحد كفيل بتدمير صحة الملايين من الحجاج، وبإمكانها أيضًا نشر الأمراض المعدية فى أماكن التجمعات الشعائرية ونقلها إلى سائر دول العالم الإسلامى...
ونحن لا نتحدث هنا عن شراء الذمم الذى سوف يحدث مصاحبًا لكل هذه الأمور، وكذلك إفساد الفطرة ونشر الإباحية والفتن والشذوذ، وتخريب الاقتصاد وتدمير التعليم وإفساد القيام.. نتحدث فقط عن بعض ما سوف يحدث للإسلام والمسلمين إذا اخترقت إسرائيل المملكة وعاشت فيها.
وأى شئ يجبر السعودية على فعل ذلك، وأى مكسب هذا الذى يمكن أن يعود على المملكة من فتح هذا الباب الشائك الذى لا يعرف الرحمة... ((أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير)).
إن السعودية ليست فى حاجة إلى هذه العلاقة المشينة والمعيبة، وليست من بين دول الجوار الصهيونى التى تجبر قهرًا على قبول سياسة الجور والظلم، وليست لها أرض محتلة ولا حدود مشتركة مع الكيان الصهيونى، فما الذى يرغمها على الولوج فى جحر ضب مظلم ذو روائح نتنة ومهلكة؟!!
إن السلطات السعودية تلعب بالنيران حول آبار البترول، وهى لا تدرى ما الذى تفعله، ولا تريد أن تسمع نصحًا من أحد ولا تريد أن تقبل إرشادًا من أى مخلوق حتى من علماؤها أو ممن سبقوها وخاضوا هذه التجارب المدمرة!!
وفى أمر السعودية تحديدًا لا يجوز لنا أن نسمع حجج كالتى نسمعها من الآخرين مثل: عدم التدخل فى شئون الآخرين، واحترام خصوصيات كل دولة، ولكل دولة الحرية فى إقامة ما تراه من علاقات ومعاهدات مع الآخرين، وكأننا لسنا فى قارب واحد وأن ما يصيب أحدنا لا يمكن إلا أن يصيب الآخر... بالعكس، فإن الذى أصاب مصر امتد آثره وضرره إلى باقى عواصم الدول العربية والإسلامية، وما كانت للمشكلة الفلسطينية أن تصل إلى ما وصلت إليه من فساد وتسيب وتفريط وترهل وضياع حقوق إلا بسبب لا أقول غياب الدور المصرى وإنما بسبب فساد هذا الدور وخروجه على المأمول والمتوقع والمألوف، كذلك المشكلة العراقية ما كانت لتحدث لولا هذا الرهط المصرى الذى نشاهده وانعدام قيمته وقلة تأثيره، وخذ على هذه الأمثلة أمثلة عديدة أخرى مثل ما حدث مع ليبيا من حصار، وما حدث للسودان فى الجنوب، وقضايا دارفور والصومال، ومثل ما حدث من مواقف يندى لها الجبين من القيادة المصرية والسعودية فى معارك حزب الله مع إسرائيل... وكلها شواهد تدل بوضوح على ما أصاب مصر قيادة وسلطة ونخبة فاسدة وجدت مرتعها الخصب فى السلام مع إسرائيل.
أريد ألا يتحجج بعض السفهاء بأن السعودية تفعل ما تفعله نتيجة ضعفها وعدم قدرتها على مواجهة الضغوط الخارجية لأن فى ذلك خلل كبير فى العقيدة والتفكير، فالسعودية قوية بدينها وأمتها وليست قوية بموالاة الكفار والفاسدين.. السعودية فى ضعفها المزعوم لن تصل إلى ضعف دولة مثل الصومال التى صمدت عقود وقرون أمام غزوات الكفار من كل أجناس الأرض، ولن يكون حال السعودية أقل من حال طالبان فى أفغانستان وقدرتهم المذهلة على صد جحافل الغزاة والطامعين، وهاهم اليوم يواجهوا العالم الغربى كله ولا يستطيع الغرب تحقيق نصرًا حاسمًا أو إنهاءً للصراع الدائر هناك!!
إسرائيل بكل ما تملكه من جيوش وعتاد برًا وبحرًا وجوًا تقف عاجزة عن كسر إرادة المقاوم الفلسطينى، بل إنها تقف عاجزة عن تخليص أسيرها الذى يقع فى أرض القهر والاحتلال... ثم إن السعودية ليست كأى دولة أخرى بالنسبة للمسلمين فيوم يحدث لها مكروه لا قدر الله سوف تجد الإسلام ينتفض عن بكرة أبيه فى سائر أرجاء الدنيا، وهذا زخم لا يتوفر لدولة أخرى غير السعودية.
إن الركون إلى الراحة والتمتع بأموال البترول والنعيم الزائل هو الذى جعل المرفهين من أبناء المملكة يميلون لحياة اللهو والترف ويستثقلون حياة الجهاد والانحياز إلى الحق.. من أجل ذلك يقول الله تعالى مخاطبًا أهل الحجاز على وجه التحديد: ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) التوبة 19.
السلام كلمة مشطوبة من قاموس الصهاينة، وعلى القيادة السعودية أن تعى ذلك جيدًا ولا تدعى العلم والمعرفة وهى أجهل الجهلاء فى مثل هذه الأمور التى أخبرنا الله عنها.. يقول الله تعالى: ((أأنتم أعلم أم الله)).
إن إصرار السعودية الدائم على عرض مبادرة السلام العربى مع الصهاينة يضعنا أمام ألف علامة استفهام، فمن المفترض أن السعودية تظل آخر القلاع الحصينة على الزيف الصهيونى وتكون على الدوام أول المقاومين وآخر المطبعين، والسعودية ليست صاحبة مصلحة فى هذه العملية القذرة، فليست لها أرض محتلة من قبل إسرائيل، وليست على خطوط مواجهة مع الصهاينة، وليست مضطرة لقبول الهوان الذى ارتضته بعض الدول لشعوبها..!!
السعودية تفعل ما تفعله وهى تعلم جيدًا ان إسرائيل غير جادة فى السلام، فمشروعها الاستعمارى يتناقض تمامًا مع عقيدة السلام، وهى إن روجت للسلام فى بداية تكوينها فقد كان ذلك بسبب الضعف التى كانت عليه، أما اليوم فإنها تستهزئ من كل من يعرض عليها السلام لإدراكها الكامل بأن الذى يتحقق بالحروب لا يمكن التنازل عنه بالتنازلات أو الهبات، ويوم تسعى إسرائيل للسلام فلابد أن يكون من منظورها الاستيطانى الذى يخدم مصالحها ويحقق أهدافها.
أشعر فى أوقات كثيرة أن للتحركات السعودية مآرب أخرى غير التى تعلنها، وأن السر وراء الهرولة السعودية نحو السلام مع الصهاينة يرجع لمسائل أخرى غير التى تروج لها، فالقيادة السعودية باختصار ودون لف أو مواربة تسعى لستر عورتها من خلال السلام المزعوم، وتريد أن تخفى جرائمها فى هذا الأمر تحديدًا من قبل أن تنكشف ألاعيبها، فالسعودية منذ أمد بعيد عمدت إلى فتح قنوات اتصال سرية مع الصهاينة، وعاشت أقرب للفتاة اللعوب التى فقدت شرفها سرًا وحملت سفاحًا فسعت بكل الوسائل والطرق لإتمام زواج وهمى يستر لها ذلتها بعدما فاحت روائح اللقاءات السرية مع الصهاينة وباتت الأمور المستترة على وشك الانكشاف التام بفضل وسائل الإعلام المتقدم وبسبب تعمد الصهاينة بالكشف عن بعض اللقاءات التى تمت بالفعل بين رموز الحكم بالمملكة وبين بعض القادة الإسرائيليين.. ألم يقل أولمرت بأن السعودية باتت الرقم الرئيسى فى المعادلة العربية "الدستور 20/4/2007"...؟!!
لقد كشفت بعض الجرائد الصهيونية وبعض وسائل إعلامها بعض المستور عن لقاءات تمت بالفعل بين الأمير بندر بن سلطان مستشار الأمن القومى السعودى وأولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيونى، وكتبت فى ذلك أيضًا جريدة النيويورك تايمز مما دفع بالكاتب الأمريكى "توماس فريد مان" لمطالبة الملك عبد الله ملك السعودية بالذهاب إلى إسرائيل وزيارة المسجد الأقصى وإلقاء خطاب بالكنيست الإسرائيلى مثلما فعل السادات من قبل، وقال "فريدمان": ( لو تصرف عبد الله كما فعل السادات فليس لدى شك فى أنه سوف ينهى النزاع العربى الإسرائيلى مرة واحدة وإلى الأبد) وربما يكون هذا الأمر بمثابة السيناريو المعد للسعودية سلفًا سواء تم ذلك عن طريق الملك عبد الله أو من ينوب عنه، وسواء تم بأسلوب السادات أو بأسلوب مخالف، لكنه أمر صار مطلوبًا من السعودية تدعمها فيه القيادتين المصرية والأردنية ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) وكل هذه الأمور تؤكدها نتائج القمة العربية الأخيرة حيث تنص الفقرة الثالثة من البيان الختامى بالقول بأنه: يكون للجنة الرباعية (مصر الأردن السعودية الإمارات) الحق فى المقابلة والمشاورة والإتفاق وعقد المؤتمرات واللقاءات مع أصحاب المشكلة!!!
والمقصود بهذه الفقرة تحديدًا إدخال السعودية فى منظومة السلام مع إسرائيل، فمصر والأردن معروفان بعلاقتهما الرسمية مع إسرائيل، وفى الفقرة تعمية وتضليل وتمويه للرأى العام العربى كى لا يتنبه لدخول السعودية منظومة الإعتراف المجانى بالعدو الصهيونى، ولتغطى هذه الفقرة على ما سبق من لقاءات تمت بالفعل منذ زمن بعيد بين القيادة السعودية والصهاينة.
إن السعودية فى هذا الأمر تحديدًا ستقوم بدور المحلل الذى لا يستحى من الضلوع بأى دور مقابل دوام ملكه وسلطانه..
والقيادة السعودية الآن تعيش فى ورطة كبيرة، وليس لديها من الشجاعة أو الحكمة ما يجعلها تعترف بذلك وتتعامل مع مثل هذه الأمور بشفافية ووضوح خصوصًا بعدما سقطت بالفعل فى شرك الصهاينة وخداع الأمريكان، ولو أرادت إسرائيل فضح المملكة وكشفها أمام العالمين العربى والإسلامى لفعلت، لكنها تدخر المملكة لما هو أهم من الفضيحة والتشهير... من هنا كان إصرار المملكة على تبنى مبادرة السلام والترويج لها من قبل أن يقع المحظور وينكشف المستور..
والموقف السعودى فى هذه الأيام يذكرنا بالموقف الأردنى أيام الملك حسين، حيث استمرت اللقاءات السرية طويلا من خلف ظهر الحكام العرب، وعندما أوشكت الأمور على التكشف والظهور استثمر الملك حسين دخول مصر من باب البغاء الرسمى مع الصهاينة وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، فسارع الملك دون تحفظ ودون شروط مسبقة ووقع السلام المخزى مع الصهاينة لكى يستر نفسه وتصبح تحركاته معلنة ودون خوف أو كسوف.. يومها وقف الملك حسين يخطب فى جمع شهود الزور مذكرًا رئيس الوزراء الصهيونى بصداقته التى امتدت لأكثر من خمسة عشر عامًا، فضحك رئيس الوزراء الصهيونى حينذاك وقال: يشرفنى أن أصحح معلومة الملك، فصداقتنا ممتدة لأكثر من سبعة عشر عامًا!!.. يومها ضحك الجميع وبكت الشعوب على مصيبتها فى حكام خانوا الأمانة ونقضوا العهد وعاشوا فى أحضان الصهاينة أكثر مما عاشوا فى أحضان شعوبهم!!
بعد ذلك صار الملك يذهب إلى الصهاينة فى العلن ويتسامر معهم تحت ستار السلام المزعوم، وهذا ما تريده السعودية الآن من قبل أن ينفضح أمرها..
إنه تشريع الخونة وتخطيط العملاء، ولقد ورطت السعودية نفسها فى أمور ما كان لها أن تتورط فيها، فللسعودية منزلة كبيرة فى نفوس المسلمين تنفرد بها عن سائر دول العالم، وما كان يحق لها أن تفعل فى الخفاء ما تستحى أن تفعله فى العلن.. إنها اليوم تلعب الدور المصرى الذى لعبه السادات وتريد أن تكون شاهدة زور فى المنطقة وداعية تفريط واستسلام، وهذا ما يندى له الجبين!!
لقد أعلن وزير الخارجية السعودى إيداع مبادرة السلام العربية فى الأمم المتحدة، وذلك بعد إهمال إسرائيل لها، وكأنه يريد أن يثبت بأى حال من الأحوال أبوة الحمل السفاح الذى لا تريد إسرائيل الإعتراف به، فأراد الوزير إيداع ورقة الزواج العرفى أروقة الأمم المتحدة خشية افتضاح الحمل وتفشى الفضيحة.
لقد وضعت القيادة السعودية نفسها فى مواضع الشبهات، واقتحمت بجهل عش دبابير لا يرحم، وهدمت بأفعالها الغير مسئولية قدسية وطن ما كان له أن يدنس..!!
كان بإمكان القيادة السعودية اللوذ بالصمت إن لم تستطع مساندة القضايا العربية، وهذا أضعف الإيمان، وكان بإمكانها الابتعاد عن تلك الارتباطات الشيطانية التى يصعب الفكاك منها..
إن دولة الفاتيكان والتى لا تتعدى مساحتها مساحة قصر من قصور الأسرة الحاكمة فى المملكة انتزعت لنفسها مكانًا عاليًا.. اختلقته من لا شئ، وحصنت نفسها بهالات قدسية مشكوك فيها، وأجبرت الآخرين على احترامها والإلتزام بتعاليمها، بينما غفلت القيادة السعودية عن مكانتها وقيمتها وخصوصيتها وما تحمله من تاريخ ورسالة بعدما أستدرجت عمدًا للسير فى طريق البغاء السياسى دون فهم أو تمرس ففقدت المنزلة والكرامة وأخرجت عمدًا من صحيح العقيدة بارتكابها لإحدى نواقض الإسلام العشر والبقاء على ذلك طويلا، فصارت غير قادرة على الموازنة بين متطلبات تحالفها مع الشيطان وبين متطلبات قيادتها لخير أمة أخرجت للناس!!
إن القيادة السعودية أصبحت كالمقامر الذى يخسر كل يوم حتى خسر كل شئ، فدفعه اليأس لعدم قبول الناصحين ولا إرشاد الراشدين حتى من علماء المملكة، وأصبحت الأسرة الحاكمة تصب جام غضبها على كل من يهديها سواء السبيل، وضاقت ذرعًا بالمعارضين، وصارت شوارعها مسرحًا للقتل العمد دون محاكمة أو تثبت، وصار القتل بالشبهات أحد أهم سمات القيادة المتهالكة التى تتخذ من حكام الجور مثلا للإقتداء بهم والخروج على الملة والشرع.
إن حبى للأراضى الطاهرة لا يمكن أن يجبرنى على إضفاء المشروعية لكى تشمل الفسقة والفجرة حتى وإن كانوا خدامًا للحرمين وحكامًا لهذه الأرض الطاهرة، فليست العبرة بمدى القرب أو البعد عن الحرمين الشريفين، وإنما العبرة بمن اتقى وسار على نهج الله وشريعته، فأسامه بن لادن البعيد عن أرض الحجاز نحسبه أقرب عند الله تعالى من خادم الحرميين الذى يشارك صوريًا فى غسيل الكعبة والوقوف على إعمار الحرمين الشريفين، فالقاطب فى جبال "تورا بورا" أقرب بجهاده وعدم موالاته للكفار ممن يشارك فى قتل المسلمين فى أفغانستان والعراق والصومال..
لقد أتلفت أموال النفط ورفاهية القصور عقيدة حكام السعودية، ففسدت طبائع الخير فيهم وتلوثت فطرتهم النقية منذ والوا الفسقة والكفار وعاشوا شهاد زور فى المنطقة.
أقول ذلك وأنا أعلم جيدًا أن السعودية تمثل قوة مالية ودينية كبرى لا يمكن الاستهانة بها، ولها تأثير قوى على العديد من الدول العربية والإسلامية، خصوصًا تلك الدول التى تمدها المملكة بالمعونات العينية والمساعدات المالية، والتى تضمن لها ولاء العديد من الدول المستضعفة، لكن ذلك لا يمنحها الحق فى قيادة الأمة خصوصًا فى لحظات الهوان التى تمر بها المملكة الآن.
إن القيادة ليست بالأمر الهين الذى يباع ويشترى.. إنها واحدة من أهم أسباب التأخر والتقدم فى حياة الأمم، وما من نهضة عرفتها البشرية إلا وصاحبتها قيادة حكيمة ومؤمنة وناجحة ومدركة لرسالتها ومكانتها فى المجتمع، وما من انتكاسة أصابت الأمة إلا وكان ورائها قيادة غاشمة وفاسدة وعقيمة ومترهلة ألمت بالأمة، والقيادة فى الإسلام ليست وجاهة أو تشريف، ولم تعطى فى يوم من الأيام للأكثر مالاً ونفوذاً وعصبية، وإنما كانت دومًا للأعلم والأصلح والأتقى، والقيادة السعودية كما عهدناها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود كانت دائمًا الحليف الاستراتيجى لكل قوى الغرب، ولم نعهد لها باع طويل إلا فى التفريط والخداع والعمالة وفى جوانب كثيرة من اللهو والفساد، ويقر المرء بذلك وهو يتقطع ألمًا وينزف حزنًا لأن ما تفعله المملكة الآن شئ مؤسف ومخزى وأمر يخفض من رأس كل مسلم وينال من كرامة كل مؤمن، فللسعودية منزلة كبيرة فى النفوس لا ينال من قدرها إلا ما يفعله الحكام فيها، وما أصاب السعودية لم يكن ليصيبها إلا بانحراف قادتها وبعدهم عن الطريق القويم وانغماسهم فى الشهوات وركونهم إلى الراحة والرفاهية المنفلتة، وكل ذلك أورثهم الوهن والضعف فى عيون الناس، فأى قيادة تلك التى يتطلعون إليها وتلك هى صورتهم ومكانتهم فى عيون البشر؟!!
إن القيادة أشبه بالظواهر الكونية التى تحدث من حولنا كالزلازل والبراكين، والتى لا يمكن أن تحدث إلا فى ظل متغيرات وتفاعلات تدفعها للظهور بقوة وحق، وقيادة الأمم ظاهرة أصيلة تنتج من تفاعلات الجغرافيا والتاريخ واحتفاظ الأرض والذاكرة بالقدر اللازم من نواتج التجارب السابقة بكل ما تحمله من انتصارات وانتكاسات ونجاحات واخفاقات تشكل وعى دائم لمتطلبات الأمة لتستمر القيادة فى الأماكن التى قدرها الله حتى عند اختفاء القائد أو خسوف البطولات!!
وفى استثناء عجيب "قد تسبق العرجاء" ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا فى سباق بين دول كسحى ومعوقة، وأحسب أن الأمة العربية على علاتها لم تصل بعد إلى تلك الدرجة التى تقودنا فيها القيادة الحالية فى المملكة، وقناعتى فى ذلك كبيرة، لأنها قناعة تقوم على سنن الحياة وطبيعة الأشياء، وأستطيع أن أؤكد أن الاستشهاد فى أوقات كثيرة بالشعر لا يتطابق مع ما يكتبه المرء تطابقا تامًا.. إلا فى هذه المرة التى تطاردنى فيها أبيات أحمد مطر مطاردة غريبة بغية أن تجد لنفسها موقعًا بين السطور يمكنها من وصف ما يحدث دون مواربة أو مزايدة... يقول أحمد مطر ونقول معه ونحن نعيش الحقبة السعودية:
وطنى يا أيها الأرمد ترعاك السما
أصبح الوالى هو الكحال فأبشر بالعمى
لقد بقيت القيادة فى مصر أمدًا بعيدًا، وكان هذا على حق إلى أن فرط فيها السادات الذى أعاشنا تابعين لرعاة البقر، وفى عهد مبارك صرنا تابعين لرعاة الإبل، وما كان لنا ذلك، وما كان للدور السعودى أن يبرز بمثل هذا البروز إلا فى الفراغ المصرى الذى أحدثه الضعف والترهل والهوان الذى أعقب عملية السلام الذى تسعى إليه السعودية اليوم جاهدة لفرضه على الجميع..
لقد صرنا فى مصر تابعين للتابعين، وهذا مما يندى له الجبين!!
وعلى الرغم من كل المخاوف والتحفظات من قيادة السفهاء إلا إن المرء العاقل لا يمكن له أن يمانع فى انتقال القيادة من قُطر إلى قُطر ومن دولة إلى دولة وفق القاعدة الإيمانية ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)) ولكن شريطة أن يحدث ذلك على أيدى قيادة صالحة تعمل على تحقيق أمانى الأمة وما تصبوا إليه الشعوب.
لقد كان صلاح الدين الأيوبى الذى قادنا لتحرير بيت المقدس "كرديًا" ولا عيب فى ذلك، فلا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى، وإن سقطت راية مصر وجب على السعودية أن ترفع رايتها لتكون مكملة للدور المصرى الأمين وليس المهين، وأن ترفع المملكة رايتها فى ميادين المجاهدين وليس على بوارج ومدافع وطائرات الغاصبين المعتدين أو العملاء المرتشين كما يحدث الآن فى بلاد الرافدين!!
إن العملة المزيفة لابد لها أن تسقط مهما طال بها الزمن، ولابد لها من أن تكشف يومًا مهما وجدت من يروج لها ويكسبها القوة التى تمكنها من التعايش بين العملات الأصيلة، ولقد وجدت العملات المزيفة فى منطقتنا العربية من يروج لها ويحميها، وما أكثر العملات المزيفة فى واقعنا المعاصر بدءًا بمشرف وكرزاى وانتهاءً بالسنيورة ودحلان مرورًا بجارنج وعلاوى والمالكى وأبو مازن، بينما عمد حكامنا إلى رفض العملات الحقيقية المدموغة بقبول الشعوب أمثال طالبان وحماس والمحاكم الإسلامية وأسامه بن لادن والظواهرى وحسن نصر الله وصدام حسين والإخوان المسلمين..

حاشية 1
كان أهون على النفس أن يلتقى مبارك ببوش..
أو أولمرت..
أو بسليل الخيانة فى الأردن..
أو بخادم الحرميين فى السعودية..
أو حتى بفيفى عبده..
أو هاله سرحان..
أو أىٍ من لصوص العالم وفجاره..
أما أن يلتقى بمجرم العراق الأعظم وديوث العالم الغربى المدعو نور المالكى، فتلك هى الكارثة الكبرى، فهذا المالكى لا يختلف عليه اثنان من حيث الدموية والعمالة وخيانة الأمانة.. إنه الدمية القبيحة الممتلئة بالخسة والعار، والندالة والإجرام، والذى تلعنه الأرض والسماء، ويلعنه الإنس والجان وكل القلوب الخيرة فى مشارق الأرض ومغاربها...!!
أما وقد حدث اللقاء فإننى أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحشر مبارك فى الآخرة مع كل من أحب فى الدنيا، وألا يغفر له الذلات التى جلبت لنا الهوان وجلبت لمصر العار وجلبت له الخزى، ولا خاب من قال: إن الطيور على أشكالها تقع...!!

حاشية 2
بعد السقوط المخزى لعاهرة الإعلام الأولى فى مصر هاله سرحان وما لحقها من فضيحة وخزى جراء تلفيقها لبرنامج منحط مثلها يتحدث عن فتيات الليل فى مصر..
وجب علينا جميعًا أن ننحنى احترامًا وتقديرًا لإمام المفكرين..
وقائد المجاهدين..
الدكتور محمد عباس..
صاحب السبق الأول فى الكشف عن تلك النفايات القذرة التى تعبر عن اتجاهات وسلوكيات منحطة أرادها النظام لنا وفرضها علينا..
فقد كتب الدكتور العظيم منذ أمد بعيد قائلاً: سمير رجب + ابراهيم سعدة + عبد المنعم سعيد + رضا هلال + عبد العظيم رمضان + محمودالسعدنى+ أحمد عبد الجواد + نوال السعداوى+أنيس منصور + اعتماد خورشيد+ حمدى أحمد = هالة سرحان.

حاشية 3
كارثة العرب الكبرى تتمثل فى هذه الأيام فى تعاظم دور دول النفط وانحسار دور الحكماء والعقلاء والفرسان وحاملو مشاعل القيم والمبادئ..
لكن البلاء الأعظم جاء نتيجة انحياز حكام التسول فى المنطقة إلى جانب الشر واندماجهم مع أصحاب الثروة والمال الحرام والقار الأسود..
وتلك هى النتيجة!!

حاشية 4
يأبى فؤاد علام أن يقابل ربه إلا بنوع من الشرك والضلال..
الرجل لا يريد بعد كل هذا العمر أن يحترم نفسه ويتبرأ من نظام فاسد أفسده وأفسد الحياة فى مصر..!!
وفى البرنامج الوثائقى "وراء الشمس" الذى بثته مؤخرًا قناة الجزيرة، والذى يتناول قضايا التعذيب داخل أقسام الشرطة المصرية.. لم يجد مُعد البرنامج فى مصر كلها من يبرئ النظام ويدافع عن الباطل غير تلك المسخة التى يشهد لها الماضى بالإجرام ويشهد لها الحاضر بشهادة الزور..
وصدق الله العظيم (( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ))..

حاشية 5
"الإسلام هو الحل"..
شعار فرضه الواقع الذى نعيشه..
وارتضاه الشعب المصرى لنفسه قبل أن يختاره الإخوان لهم شعارًا..
وهذا الشعار لا يتناقض بحال من الأحوال مع قوانين الأرض ولا دستور السماء، لأنه ببساطة يمثل الاختيار الأمثل والأفضل لمشاكل مصر ومشاكل العصر..
ولابد أن يبقى هذا الشعار مرفوعًا إلى أن يتحقق..
ومن لا يقبل بهذا الشعار عليه أن يأتى بالبديل الذى يناهضه ويتفوق عليه..
فمصر أمام معضلة كبرى لا حل لها إلا بالعودة إلى الله..
فقد أزفت على البلاد الآزفة..
وليس لها من دون الله كاشفة!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.