ساعات قليلة ونستقبل العشر الأواخر من رمضان لست أدرى على أى ملة : ملة النظام السعودى .. أم ملة النظام المصرى .. أم ملة باقى أنظمة الدول العربية والإسلامية ... الناس فى ريبة من أمرهم بعد أن أربكتهم الأنظمة الحاكمة وأضاعت منهم ليالى الوتر المباركة التى تحوى ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر ، فليالى الوتر التى يزداد فيها التعبد إلى الله مختلفة فى الوطن العربى حتى ما بين الدول التى تتشارك فى الليل كله والنهار كله .. مختلفة حتى ما بين دول الجوار التى كانت دولة واحدة وفرقها الإستعمار !! إن حكامنا وعلماؤنا يعرفون جيدًا موعد زيارة "رايس" وبوش وبلير لكنهم يختلفوا دائمًا عند استطلاع هلال شهر رمضان ، فمنهم من يتعجل عن عمد ، ومنهم من يتباطأ عن جهل ، ومنهم من ينتظر لاستبيان الأمر ، ومنهم من يتمهل من قبل أن ينضم إلى أى من المعسكرين ، ومنهم من يستقل بنفسه ويختار يومًا ثالثا حتى لا يشارك هذا ولا ذاك ... ولا حول ولا قوة إلا بالله. فى مصر يفرض هلال الحزب الوطنى نفسه علينا فى كل عام مرة أو مرتين .. مره فى رمضان ومرة فى الانتخابات ... فى رمضان نراه يتخفى خلف سحب الفساد والمخدرات ناظرًا من حيث لا يراه الشعب إلى هلال دول الجوار فإن ظهر هلالها الحقيقى اختفى هلالنا الوطنى بقدرة قادر وسط الهموم والغيوم وأعلن عن نفسه فى اليوم التالى عن طريقة خالف تعرف ، وإن لم يظهر هلالهم الحقيقى تألق هلال حزبنا الحاكم وقام واعتدل وأعلن عن بذوغ هلاله المشهور بالتزوير وشهادة الزور والبلطجة فارضًا نفسه على الجميع بقوة المؤسسة الدينية التابعة للنظام والتى لا ترى إلا ما يراه الحاكم. والمسلمون فى مصر وفى غير مصر لا يقووا على مخالفة الهلال الذى تحدده أنظمتهم امتثالا لتعاليم رسولنا الكريم القاضى بحرمة صوم يوم الشك ، ولولا هذا الحكم الشرعى لترك الشعب المصرى هلال الحزب الوطنى الملعون الذى يكلفنا الكثير والكثير فما بين فرقة بيننا وبين دول الجوار يسعى هذا الحزب الخرب لتكريسها منذ الأذل ، وما بين تبديل قهرى لليالى الوتر كى تضيع منا الليالى المباركة وليلة القدر ، وما بين التعود على طاعة الظلمة والفسقة ممن لا يؤتمنون على دين أو خلق.. أليس هم الذين جعلوا المساجد زنازين وجعلوا فيها المنابر مجرد أصوات ورنين كالطحن من غير عجين؟!! أليس هم الذين منعوا الاعتكاف إلا بتصريح ومنعوا الذهب والمعادن النفيسة من اعتلاء المنابر وجعلوها حكرًا على صفيح الأوقاف وهلافيت الدعاه؟!! أليس هم الذين منعوا صناديق التبرعات داخل المساجد ومنعوا حلقات الذكر وتحفيظ القرآن إلا على رجالهم ممن لا يجيدون غير التزويغ وترك المساجد خالية والعمل فى أعمال أخرى تجلب لهم الرزق الحرام ضمن اتفاق غير معلن لتبادل المصالح بينهم وبين النظام ، فلا قول يخالف سياسة الدولة ولا عمل داخل المساجد ولا قيود على الحضور والإنصراف والمواظبة أو اتقاء الله؟!! والحقيقة أننا فى مصر نغبن نعمتان من أفضل نعم الله علينا ، وذلك بفضل سياسات الحزب الحاكم الذى لا يرقب فينا إلا ولا ذمة .. هاتان النعمتان هما نعمة الهلال ونعمة الوطن ، فنعمة الهلال ونعمة الوطن نتغنى بهما صباح مساء فى الوقت الذى نهينهما ونكيد لهما صباح مساء وفى كل الأوقات ، فللقمر والهلال نغنى كثيرًا ما بين : مين إللى قال إن القمر يشبه لمحبوب الفؤاد ، وهلت ليالى القمر ، ويامه القمر ع الباب ، وعلشان يا قمر ، وحلو القمر حلو ، وأؤمر يا قمر أمرك ماشى ، وقمر له ليالى ، وطلعت يا بدر بدرى مش كنت تستنى بدرى ... ومعذرة للإستشهاد بهذه التفاهات لكنه الواقع المرير الذى يحاصر أسماعنا فى كل وقت وحين وكأنها أذكار الصباح والمساء ، وهذا هو كل نصيبنا من القمر!! أما الوطن فحدث ولا حرج ، فما أكثر الأغانى التى تتغنى بالوطن وما أكثر الأشعار والألحان .. وطنى وهوايا وأيامى .. وطنى حبيبى الوطن الأكبر .. حب الوطن فرض عليه أفديه بروحى وعنيه .... ولا مجال لحصر هذه الأعمال التى لا غبار ولا اعتراض عليها ، ولكن الاعتراض كل الاعتراض يأتى فى عدم ارتباط القول بالفعل ولا الأغانى بالواقع ولا الحب بالعمل ، ففى الوقت الذى نتغنى فيه للوطن يذوب الوطن ويتلاشى بأصابع اللصوص ، وتتناقص رقعته وتتآكل أطرافه وتحتل دوله وتهان مقدساته ويستذل ساكنه ويحرم من حقه الطبيعى فى الحياة الحرة الكريمة!! ما هى الأفعال التى أكرمنا فيها الهلال ورفعنا فيها الوطن؟!! الهلال الذى خلقه الله لنا ليكون دليل توحد واندماج فى المواقيت والحج جعلناه سببًا فى التفرق والاختلاف على مرأى ومسمع من العالم كله .. هذا يقول رأيت الهلال وذاك يقول لم أره ولابد أن يكون أحدهما كاذب ، فليس فى هذه الحياة أكثر من هلال ، وهلالنا فى طول البلاد وعرضها هلال واحد أشبه بالقلب الذى ينبض بالحياة (( وما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه )) فلا يمكن أن يتساوى الليل والنهار فى أوطاننا ويختلف القمر ، وياليت جحودنا بالهلال والقمر يقتصر على شهر الصيام وحسب .. إنه جحود يمتد ليغطى كل مناحى الحياة .. ألم نسقط الهلال الرمز الإسلامى من على العلم ووضعنا بدلا منه النسر تارة والصقر تارة .. وياليتنا كنا صقور أو نسور ، فما نحن وسط الأمم إلا سبايا ولمم!! ألم نتعامل ونحن المسلمون بالتقويم الميلادى وليس الهجرى ، وفى هذا بلاء عظيم لأننا بإغفالنا العيش فى ظل التقويم الهجرى لا نعتمد على الله الذى يسير القمر والنجوم وإنما نعتمد على الإنسان الذى وضع العلم الفلكى الذى يقبل الصواب والخطأ مهما كانت دقته.. كذلك نغبن تاريخنا الإسلامى بإهمال المناسبات التى يحتويها كل شهر عربى .. فلكل شهر عربى وهجرى ذكرى ومناسبة وفضل ونعمة نتذكر من خلاله الغزوات ونتذكر المعاهدات ونتذكر الهزائم ونتذكر الإنتصارات .. نأخذ العبر ونستخلص الدروس ونعيش على ما يميزنا على سائر الأمم .. إننا فى نعمة يحسدنا عليها العالم وفى فضل عظيم اختصنا الله به عن سائر الخلق ، فماذا فعلنا بالنعم وماذا استفدنا من العبر؟!! إن هذا الوطن الذى نعيش فيه أهان لصوصه كل من ينتمى إليه ، ومثلما طالت الإهانة الهلال وطالت الأرض التى نحيا عليها فإن كل ما يقع بين الهلال والأرض مستذل ومهان بحفنة من الخونة والعملاء والعلماء الذين فقدوا الشرف والضمير وعاشوا مرفهين على حساب كل ما هو غالى ونفيس. ومن المؤلم حقًا أن نجد القيادتين المصرية والسعودية على اتفاق وتعاون فى كل ما يخص الشيطان الأكبر فى الوقت الذى يعيشون فيه على فرقة وخلاف فى كل ما يخص الحق وحزبه ، فقد اتفقا بشكل علنى وواضح على التعاون مع أمريكا إلى آخر مدى ومشاركتها فى كل ما تفعله فى دول المنطقة .. وافقوا أمريكا على غزو العراق وتخريبه ، ومن قبل وافقوها على غزو أفغانستان وتدميره ، وكلتا الدولتين مصر والسعودية أمدتا أمريكا بكل ما تحتاجه من معلومات استخباراتية عن المجاهدين والمقاومين ، ولم يكن غريبًا فى هذه الأيام أن تشارك مصر والسعودية فى حصار الشعب الفلسطينى إذلالا وتضييقا على حماس ، وكانوا من قبل من أكثر الدول التى شاركت فى محاصرة الشعب العراقى لمدة إثنى عشر عامًا إذلالا فى صدام ومواقفه البطولية ... ثم كان موقفهم الأخير من لبنان وجهاد حزب الله ضد إسرائيل ... وأخيرًا أوجعت السلطات السعودية قلوبنا جميعًا بإعلانها فى تشفى وحقد وغباء عن تأكدها من موت أسامه بن لادن مريضًا بالتيفود .. لقد أعلنت الخبر وكأنها تزف للعالم بشرى ساره وخبر عظيم .. أعلنته بفخر وعظمة وهى الذليلة المنكسرة .. أعلنته نقلا عن مخابراتها التى تفرغت تفرغًا كاملاً لمطاردة ومتابعة وقتل كل من ينتمى إلى الفئة الصالحة التى تسميها القيادة السعودية الفئة الضالة!! إن أسامه بن لادن الذى جاهد بماله ونفسه لن يكون أغلى عند الله من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوم خاطبه قائلاً (( إنك ميت وإنهم لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )) , فالموت فى الإسلام حق والبعث حق والحساب حق ، فأين الحق الذى تعيش عليه السلطات السعودية وتستطيع أن تفخر به أمام العالم ... إن كان إعمارهم للمسجد الحرام والمسجد النبوى حق فإن هذا الإعمار لا يكلفهم غير إصدار الأوامر لا أكثر ولا أقل فليس المال الذى ينفقوه مال أبيهم وليس الفضل الذى يتشدقون به فضلهم وإنما فضل النعم التى وهبها الله إليهم. إنهم لا ينفقوا من أموالهم ولا جيوبهم بل أنهم يستفيدون من خلف هذا الإعمار استفادتهم من عمولات السلاح وكل معاملاتهم المشبوهة ، ومع ذلك فإن الإعمار وحده لا يكفى لكى ينالوا رضى الله .. فى سورة التوبة نشاهد تلازم آيتين كريمتين يبينان بوضوح ما فعله الشيخ أسامه بن لادن وما فعلته السلطات السعودية ووجه المقارنة بينهما ... يقول تعالى الآية19 ، 20 من سورة التوبة : (( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) ثم يعقب الآيتين الكريمتين آيات عظيمة تبين الفضل الذى يبشر الله به عباده الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وهذا ما ينطبق على الشيخ أسامه بن لادن رحمه الله حيًا أو ميتًا يقول تعالى : (( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) التوبه 21 : 24. عجيب أمر حكامنا العرب على وجه العموم وحكام السعودية على وجه الخصوص.. عجيب ما تفعله الأسرة الحاكمة فى المنطقة وفى قضايانا .. إنهم لا يتعاونوا إلا على الإثم والعدوان ولا يتعاونوا أبدًا على البر والتقوى.. لقد طمس الله على أعينهم فصاروا لا يبصرون ، وصارت قلوبهم غلف فأصبحوا لا يفقهون.. لقد أمدهم الله بأموال وبنين وجنات وعيون وقصور مشيدة وأنعام لا حصر لها فجحدوا بنعمة ربهم واستحبوا العمى على الهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.. يوم أعلنت الهند عن تجربتها النووية وكانت يومئذ فى صراع مع باكستان كشفت باكستان فى اليوم التالى عن قدراتها النووية وأظهرت لخصمها وعدوها اللدود عن قدراتها العسكرية والحربية فلم يعلو طرف على طرف ولم يخضع طرف لطرف وهكذا تحسم الأمور. وفى منطقتنا العربية عدو غاصب ومجرم يحتل أرضنا منذ أكثر من نصف قرن يعتدى علينا فى كل صباح ومساء ويعربد فى كل دول الجوار وغير الجوار ويخترق أمننا بالسلم تارة وبالحرب تارة ، فماذا فعل حكامنا الأماجد يوم كشفت إسرائيل عن قدراتها النووية والعسكرية؟!! هل حدث رد من حكامنا؟!! هل أعلنوا عن امتلاكهم لأى شئ عدا الخيبة والعمالة والضياع.. الخيبة التى تعيش فى ظل السلام .. أو السلام الذى يعيش فى ظل الخيبة؟!! لقد تعاملوا مع الأمر وكأن الأمر لا يعنيهم وكأن التسلح الإسرائيلى إنما جاء من أجل كوالالامبور أو القارة القطبية!! ويوم أعلنت إيران عن برنامجها النووى دفن النظام السعودى وكل دول الخليج رؤوسهم فى الرمال ولم يردوا رد باكستان لا خوفًا من إسرائيل ولا خوفًا من إيران!! إن توازن القوى أمر ضرورى فى المنطقة ويحتاج لرجال أقوياء وأوفياء يعملون لصالح الوطن ولا يعملوا لصالح الشيطان.. إن التكتل الجديد الذى أعلنت عنه رايس من السعودية فى شهر رمضان المبارك لهو أمر مؤسف ومخجل فما عاد هناك حدودًا للتبجح الأمريكى أو الهوان العربى أو لإمتهان كرامة الأوطان. وما يحيرنى حقا هو تدخل السفهاء والبلهاء فى حقل السياسة والترحيب بهم من قِبل الأمريكان بحفاوة وكرم ... منذ متى كان لأمراء السعودية رؤية واضحة فى السياسة الدولية .. إنهم منذ الأزل وهم يعيشون حياة متخبطة دون وعى أو إدراك .. هم الذين أحبوا العراق وقووه فى حربه على إيران ، وهم الذين أحبوا أمريكا وقووها فى حربها على العراق ، وهم الذين عادوا وكادوا لمصر أيام حكم عبدالناصر ، وهم الذين سعوا لإفشال وحدة مصر وسوريا ، وهم الذين يقتربوا الآن ويتعاونوا مع مصر من أجل إرضاء أمريكا وإسرائيل على حساب حزب الله وحماس ، وهم الذين كادوا لليمن وعملوا على تقسيمه وتمزيقه ، وهم الآن فى خلاف مع بعض دول الخليج الحلف الذى ينتمون إليه!! أتمنى أن يتجرأ أى من علماء السعودية ويسأل أى فرد من أفراد الأسرة الحاكمة عن مغزى ما يفعلوه .. أريد أن يسألهم سؤال بسيط وواضح .. ماذا تريدون من أفعالكم التى تخالف القرآن والسنة فى كل وقت وحين؟!! لقد تصوروا أن السياسة شئ بسيط يشبه الحكم الذى يتوارثوه أبًا عن جد .. تصوروا أن المشاكل الدولية تحل بإدعاء الفهم واستقبال المسئولين فى قصور المملكة وبالتبرعات الغير مسئولة التى لا تجلب إليهم إلا الإزدراء والسخرية والعداء ، فيوم سقطت أبراج أمريكا كان السفير السعودى هو أول من تقدم بشيك لعمدة نيويورك فما كان من عمدة نيويورك إلا أن مزق الشيك وألقاه فى وجه السفير الأجير!! .. إنهم دائمًا ما يشتروا الكرامة بالمال ، وفى أحيان كثيرة لا يجلب لهم المال غير الاحتقار والإهانة ... وهكذا يعيشون... وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.