«قطر» تؤكد وقوفها التام إلى جانب مصر الشقيقة، «كما كانت دائماً»، وتؤكد أن «أمن مصر من أمنها».. هذا الكلام ليس من بنات أفكارى، ولا هو خيال جامح، لكنه جزء من بيان قطر الذى نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، ترحيباً بالبيان الصادر عن الديوان الملكى فى المملكة السعودية الشقيقة، لإعلان انتهاء الخلاف بين مصر وقطر، وفقاً لاتفاق الرياض التكميلى.. والمبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»! صدق أو لا تصدق، أن قطر تقول فى بيان رسمى: إن «دولة قطر تحرص على دور قيادى لمصر فى العالمين العربى والإسلامى».. فمَن الذى يؤوى القيادات الإخوانية الهاربة حتى اليوم؟ مَن الذى يموّل قنوات الإخوان التى تبث سمومها من (تركيا ولندن)، ولماذا لم تتوقف قنوات «الجزيرة» عن بث سمومها ونشر الفوضى والتحريض على القتل والإرهاب؟! هل سقط تحالف «تركياوقطر والإخوان»، وأصبح لزاماً على «الدوحة» تبديل خططها التدميرية للعالم العربى، والقيام بمناورة وعملية خداع للجميع، بمن فيهم دول الخليج.. ثم تواصل بعدها مؤامرة تفتيت العالم العربى بعصابات جديدة؟! لقد سبق أن وقّعت مصر نصاً ملزماً بالتطبيع فى اتفاقية «كامب ديفيد»، لكن الشعب المصرى بكل طوائفه وطبقاته وتجمعاته المهنية لم يُطبّع حتى الآن. فليتفق الحكام كما شاءوا، نحن نحترم قرارات القيادة السياسية، ونثق فى تحركات الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، الذى استقبل رئيس الديوان الملكى، مبعوث خادم الحرمين الشريفين، «خالد بن عبدالعزيز التويجرى» ومعه الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى مساعد وزير الخارجية القطرى، مبعوث أمير دولة قطر لهذه المهمة.. أى إنهاء الخلاف. لكن المهمة لا تبدأ من القاهرة، يجب أن تتوقف قطر عن تمويل الإرهاب الموجه ضد مصر ودول الخليج، وتكف عن التآمر على أمننا القومى، وتسلم المتهمين جنائياً إلى مصر ولا تمنحهم اللجوء السياسى، وفى مقدمتهم «يوسف القرضاوى».. وأن تغلق قناة «الجزيرة مباشر مصر».. بحيث لا تصبح التعهدات مجرد (طق حنك)! لقد قرأت بعناية شديدة بيان المملكة العربية السعودية، الذى حثّت فيه الشرفاء «من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله على الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها؛ فهم العون لسد أى ثغرة يحاول أعداء الأمة العربية والإسلامية استغلالها لتحقيق مآربهم).. لكن أعداء الأمة من داخلها بكل أسف. إن «قطر» تكرر مشهد الخيانة الشهير فى التاريخ العربى، ولا تعمل إلا لحساب إسرائيل وأمريكا.. لم تعد مجرد دويلة عاجزة عن انتزاع دور مصر القيادى فى المنطقة، بل أصبحت قفازاً يُخفى بصمات أمريكا وإسرائيل. لقد قال الدكتور «محمد بن عبدالله آل زلفى» إن: «قطر ستقدم تنازلات أمام الجهد السعودى، وهذه التنازلات ستتطلب وقتاً».. وأنا أسأله: ماذا قدمت «قطر» من أدلة على حسن النوايا لتعود إلى الصف العربى؟.. رغم تعهدها خطياً لدول الخليج بعدم التدخّل فى الشئون الداخلية لمصر! نحن لم نرد حتى على حملاتها الإعلامية الشرسة، ولم نتدخل فى كيفية تداول السلطة بخلع الأب لأبيه، ولم نفضح علاقتها المشبوهة بالكيان الصهيونى.. وعلى من بدأ العدوان أن ينهيه. وحتى إن أوقفت قطر عدوانها الأعمى وكراهيتها العمياء لمصر، فلا أحد يضمن ألا تحيك لنا مؤامرات جديدة. عفواً، لست ممن يصافحون يداً ملوثة بدماء الشهداء الذين موّلت قطر قتلهم. على قطر أن تتطهر أولاً من ذنوبها وتكفّر عنها.. أن تقدم الأدلة والبراهين للشعب العربى على أنها لن تطعننا فى القلب ثانية. ساعتها ربما تصبح مثلها مثل إسرائيل.. تربطنا بها اتفاقات ولا يرغمنا أحد على تطبيع العلاقات معها!!