أبدت المملكة العربية السعودية، مباركتها للخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين مصر وقطر، ومن ضمنها الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص لأمير دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى مصر. وأكدت المملكة السعودية، في بيان للديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، دعمها وحرصها على فتح صفحة جديدة بين البلدين ليكون كل منهما عونًا للآخر في سبيل التكامل والتعاون لتحقيق المصالح العليا لأمتينا العربية والإسلامية، آملًا من جميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله إلى الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها، قائلة: "إنهم العون -بعد الله- لسد أي ثغرة يحاول أعداء الأمة العربية والإسلامية استغلالها لتحقيق مآربهم". وطالب العاهل السعودي، بتعميق أواصر الأخوة فيما بين الدولتين الشقيقتين وتعزيز العلاقات بينهما وتوطيد القواسم المشتركة التي توحد بينهما، لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، استقبل اليوم في القاهرة، رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثه في هذه المهمة خالد بن عبدالعزيز التويجري، والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري ومبعوث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لهذه المهمة. وتابع البيان الملكي، أن ذلك حرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، على اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين مصر وقطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وبخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المرتبطة بالدولتين الشقيقتين، وتأكيدًا على ما ورد في اتفاقي الرياض، المبرمين في 16 نوفمبر و23 نوفمبر الماضي، والمتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسياسة المجلس لدعم مصر والإسهام في أمنها واستقرارها. وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق، الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفي، إن "زيارة رئيس الديوان الملكي ومعه مبعوث أمير قطر إلى القاهرة ولقاءهما الرئيس السيسي يعكس جدية السعودية في إيجاد مصالحة حقيقية بين مصر وقطر"، مشيرًا إلى أن هذا ينبع من قناعة راسخة لدى المملكة أن أمن مصر واستقرارها يعني أمن واستقرار الأمن العربي والخليجي ككل. وأضاف الدكتور محمد، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن "القناعة بأمن واستقرار مصر أمر واضح منذ اتفاق الرياض للمصالحة الذي مهد لقمة الخليج بالدوحة، وأكد مساندة دول الخليج كلها لمصر وأمنها واستقرارها". وتابع "آل زولفي"، أن "قطر ستقدم تنازلات أمام الجهد السعودي، لكن أعتقد أن هذه التنازلات ستتطلب وقتًا"، موضحًا أن "قطر لديها مشكلة الشعور بالأهمية الكبرى، ولعل زيارة أمير قطر تميم بن حمد، إلى تركيا، أمس الأول، ربما كانت لتوضيح موقف الدوحة من الإخوان الذين تتبناهم تركيا كذلك، ولتوضيح موقف قطر أنها جزء من الجسم العربي والخليجي".