نشرت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر بدء الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس للولايات المتحدة مواجهة هو وفريقه لشؤون الأمن القومي وضعاً يختلف بشكل جذري على الأرض في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية عما واجهه أسلافه (بمن فيهم هو نفسه عند استلامه ولايته الأولى عام 2009)، ذلك لأن الانتخابات الإسرائيلية المقرر اجراؤها في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري "ستشهد صعوداً عمودياً نحو التطرف اليميني غير المعهود" حسب قول جيريمي بن عامي، رئيس منظمة (جي-ستريت) اليهودية الأميركية التي أسست لمواجهة اللوبي الإسرائيلي الأول والاكبر في واشنطن (إيباك) وايضا الضغط من أجل تحقيق حل الدولتين. ويتوقع العديد من الخبراء في العاصمة واشنطن أن تشهد الانتخابات الإسرائيلية القادمة تبوء حزب "البيت اليهودي- هابيت هايهودي" بقيادة رئيسه المتطرف نافتالي بينيت موقعاً بارزا في إدارة الشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلية بما يعني غياب أية مرونة إسرائيلية لتحقيق السلام في المستقبل وربما الاتجاه نحو ضم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة كلها أو جزءاً كبيراً منها، وإنهاء احتمال حل الدولتين مرةٍ وإلى الأبد. ويحذر بن عامي إدارة الرئيس باراك أوباما بأن "نافتالي بينيت وحزب البيت اليهودي يقودان حملة لمصادرة وضم 60 بالمئة من الضفة الغربيةالمحتلة، بينما يقوم حليفهما موشي فيجلين بالدعوة لبناء معبد يهودي مكان المسجد الأقصى ودفع الفلسطينيين للهجرة، ما يعني ان اوباما سيواجهه فور استلامه لولايته الثانية مشهدا سياسيا مغايرا في إسرائيل". على الصعيد الفلسطيني، يقول بن عامي "ان الرئيس أوباما سيواجع ومعه فريقه الجديد لشؤون الأمن القومي قيادة فلسطينية لا تزال تؤمن بحل الدولتين: الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اللذان سيقولان لأوباما أنه في ظل غياب تحركات دبلوماسية ذات معنى ومحتوى سيكون الحديث عن حل الدولتين مضيعة للوقت بينما يستشري الاستيطان على الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية". وينتقد بن عامي الذي يتعرض للمحاربة والتشويه من قبل مجموعات الضغط اليهودية ومناصريها، خصوصا من قبل منظمة (إيباك)، السياسيين الأميركيين "الذين ساهموا في خلق إسرائيل 2013 الرافضة للمرونة بسبب دعمهم المتفاني وغير المحدود وايضا بسبب رفضهم مساءلة السياسات الإسرائيلية في الوقت الذي يرون فيه حل الدولتين ينساب من بين أصابعهم". ولذلك، يقول بن عامي في مقاله الطويل في صحيفة (واشنطن بوست) ونشر اليوم الأحد "إن لم يتحرك أوباما باتخاذ خطوات حقيقية للجم الاستيطان والإبقاء على حيوية الدولة الفلسطينية فإن خطوة الفلسطينيين القادمة إما أن تكون حل السلطة الفلسطينية وإلقاء العبء على إسرائيل أو التوجه إلى المحافل القانونية الدولية لتجريم ووقف الاستيطان". ويهيب بن عامي بالرئيس الأميركي باراك أوباما اتخاذ خطوات واضحة وجريئة على وجه السرعة ، خصوصا و"إن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستفتقد لأبسط معاني الاعتدال". من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، اليوم الأحد، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "تجاهل" كافة المحاولات لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، متهما اياه بوضع شروط مسبقة وصفها بالتعجيزية. وبخصوص قضية الاستيطان، سخر نتنياهو من الانتقادات الموجهة لحكومته وسياستها ، مشيرا الى ان تواصل اعمال الاستيطان يتماشى مع سياسات كل الحكومات الإسرائيلية السابقة التي عملت طوال كل السنين على بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. يشار إلى أن تصريحات نتنياهو هذه جاءت بعد يومين من صدور المراسيم الرئاسية الفلسطينية التي تقضي باعتماد اسم "دولة فلسطين" وشعارها على جميع الأوراق والمعاملات الرسمية، وذلك في سياق تجسيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأممالمتحدة.