اعتبرت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمعروف داخل إسرائيل باسم "بيبي"، يعيش أسبوع الآلآم، بعد خيبة رهانه على الانتخابات الأمريكية، وانتخابات حزب "البيت اليهودي" الإسرائيلي. وقالت الصحيفة - في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني مساء اليوم الجمعة - إن نتنياهو لم يعان من فشل غيره في الانتخابات هذا الأسبوع مرة واحدة، بل مرتين، مشيرة إلى أنه هنأ بغصة في حلقه، اثنين من المرشحين طالما تمنى خسارتهما، وأن الفائزين تحدثا معه عبر الهاتف بشكل ودي، رغم استمتاعهما في دخيلتهما بخيبة أمله، إلا أن السياسة تبقى لعبة مصالح لا تعرف المشاعر. واعتبرت الصحيفة الغصة الأكثر مرارة في حلق "بيبي" نتنياهو كانت فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفترة رئاسية ثانية، حيث فتحت النيران من الداخل والخارج على "بيبي" الذي لم يخف تفضيله للمرشح الجمهوري، ميت رومني الصديق القديم والسياسي الذي يعتنق نفس التوجه. وتابعت الصحيفة..فيما كانت الغصة الثانية التي خبرها نتنياهو في الأسبوع نفسه، هي رهانه الخاسر على انتخابات قيادة حزب حابايت هايهودي (البيت اليهودي) المهم رغم صغره؛ حيث تمكن نفتالي بينيت، الذي رأس مكتب نتنياهو إبان قيادته للمعارضة في الفترة 2006-2008، من إلحاق الهزيمة بكل من رئيسه وزوجته ذات النفوذ الواسع (بنسبة 2:1) في انتخابات الحزب، رغم محاولات نتنياهو المستميتة لإثنائه عن الدخول في المعترك السياسي، مشيرة إلى أن هذا الرهان وإن كان أقل صدى من سابقه - الرهان على رومني - خارجيا، إلا أنه لم يكن كذلك في الداخل الإسرائيلي. ولفتت الصحيفة إلى تعهد بينيت أمام أنصاره بضمان الحيلولة دون ارتكاب نتنياهو أية أخطاء، قائلا "إن أرض إسرائيل ليست للمقايضة أو التنازل"، مؤكدا معارضته على نحو لا لبس فيه لحل الدولتين. ورجحت الصحيفة أن يستغل نتنياهو - الذي أعلن تأييده إقامة دولة فلسطينية - هذا التعنت من قبل شركائه في الائتلاف، في التعلل أمام المراقبين بأنه غير قادر على تقديم أية امتيازات للفلسطينيين ولا حتى على التفاوض معهم. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن فوز أوباما في الانتخابات فتح له أبوابا جديدة وطرقا لم يكن يستطيع في السابق أن يسلكها إزاء التعامل مع نتنياهو، الذي فشل من قبل في زحزحته عن مواقفه، مشيرة إلى أن أوباما الآن، وقد تحرر من الضغوط السياسية والانتخابية، بيده تقرير فتح هذه الأبواب والسير في تلك الطرق الجديدة من عدمه.