أ ش أ ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم (السبت) أن بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- يستخدم الإعلانات التي تجريها جماعات يهودية أمريكية للترويج لانتخابات الرئاسة الامريكية كوسيلة لانتقاد وشن هجوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومواقفه حيال برنامج إيران النووي. وأضافت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن التوتر في العلاقات بين نتنياهو والرئيس أوباما في تصاعد مستمر، حيث اجتمع نتنياهو مع يهود أمريكيين مؤخرا وتحدث معهم عن التوترات الدائرة بينه وبين الرئيس الأمريكي ، وقام بالظهور في إعلان بثته إحدى المنظمات الاهلية العاملة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، حذر خلاله من مواصلة إيران لبرنامجها النووي، مستغلا إياه في مهاجمة أوباما.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة "سكيور أمريكا ناو" اليهودية انفقت ما يقرب من 400 ألف دولار لبث إعلانات داخل الأحياء اليهودية بكثافة في جنوب فلوريدا وميامي ومدن أمريكية أخرى بهدف حشد أصوات اليهود لميت رومني -للمرشح الجمهوري- الذي يخوض غمار المنافسة الرئاسية مع الرئيس باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي. ولفتت الصحيفة إلى أن الاعلانات تضمنت تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يقول: "كل يوم يمر علينا تقترب فيه إيران من الحصول على قنابل نووية" وأخر يقول فيه: "العالم بحاجة إلى القوة والنفوذ الأمريكي وليس تقديم اعتذارات". وأكدت صحيفة الجارديان أن تلك الإعلانات تعد أحدث حلقة في سلسلة محاولات نتنياهو للتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث جاء في بعض الإعلانات لقطات لنتنياهو وبجانبه المرشح الجمهوري ميت رومني خلال زيارته لإسرائيل في يوليو الماضي، حيث أشاد نتنياهو بآراء رومني عن إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر في العلاقات بين نتنياهو وأوباما قد بلغ ذروته عندما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤتمرا صحفيا في مدينة القدس في ذكرى وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر وانتقد خلالها رفض إدارة أوباما وضع خط أحمر إذا ما تجاوزته إيران تقوم الولاياتالمتحدة بعدها بشن هجوم على منشآتها النووية. وذكرت الصحيفة إن الجمهوريين ينتظرون بفارغ الصبر أن يتم إلغاء الاجتماع المقرر بين أوباما ونتنياهو الأسبوع المقبل على هامش مؤتمر الجمعية العامة لأمم المتحدة، وذلك لاستخدامه في الهجوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. واعتبرت الصحيفة أن احتمال تأثير تلك الإعلانات على أصوات اليهود في الانتخابات الأمريكية سيكون محدودا للغاية ، لاسيما وأن نتنياهو يعاني من اضطربات داخل بلاده، حيث أنه يقاتل من أجل تفادي تآكل ائتلافه السياسي الداخلي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقا لأحدث استطلاع للرأي من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية حصل أوباما على 69% من أصوات اليهود الأمريكيين مقابل 25 % لمنافسه ميت رومني. وأوضحت الجارديان -في ختام تقريرها- إن استخدام نتنياهو لتلك الإعلانات يؤكد مدى توتر العلاقات بينه وبين أوباما ، كما أن هجوم نتنياهو الدائم على سياسة أوباما سيكون لها عواقب وخيمة على علاقته مع البيت الأبيض وعلاقة إسرائيل بأمريكا وذلك في حال فوز أوباما -المرشح الأقرب بالفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية- المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.