قال القارئ الشاب أحمد علوي اللطف، إن قراءة الناس للقرآن الكريم في شهر رمضان فقط يدل على عدم الوعي بحقيقته العظيمة وأهميته في كل وقتٍ وحين، مشيراً إلى أن مسابقات القرآن أصبحت قليلة جداً في المجتمع ولا تؤدي دورها المنوط بها كاملاً. وأضاف في حواره ل"الموجز" أنّ إتباع بعض القراء لمدرسة التقليد غير مفيد ولا تقدم جديداً وتزيد من شهرة المقلّد فقط، مؤكداً أن الكتاتيب من أخرجت قرّاءً عظاماً ومن ثم يجب العودة إلى الاهتمام بها لتخريج أجيال جديدة؛ وإلى نص الحوار.. شهدت السنوات الأخيرة زيادة في عدد قرّاء القرآن الكريم.. ما أبرز المشكلات التي تعانون منها؟ - هناك عدد كبير جدا من المتميزين والمتقنين في التلاوة ومختلف المدارس القرآنية، لكن في نفس الوقت هناك تجاهل تام من الإعلام لهم ولمشكلاتهم، ومن ثم فلابد من نظرة كبيرة موجهة إليهم حتى يحصلوا على حقهم بين الناس في دولة التلاوة. وكيف ترى مدرسة التقليد في قراءة القرآن الكريم؟ مدرسة التقليد ليست باجتهاد من القارئ في أدائه، وبالتالي يجب عليه اتخاذ أسلوب فريد لنفسه وأن يجتهد أكثر من ذلك، فعندما يُقلد فهو يُشهر من يُقلده وليس لنفسه في الأمر شيء. هناك من يرى أن قلة عدد الكتاتيب مقارنة بما كانت عليه سابقاً انعكست على مستوى القرّاء.. ما تعليقك؟ - الكتاتيب لها دور هام جداً داخل مجتمعنا فهي التي أخرجت لنا مشايخنا الكبار أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط والشيخ محمود البنا وكبار المشايخ الآخرين، لأن وجود الكتاتيب تُخرج لنا قارئ ذو علم بالأحكام والإتقان في التلاوة، وخلال الفترة الأخيرة تناقص عدد الكتاتيب عددهم بسبب التطور التكنولوجي الحالي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى خروج قراء غير متقنين لا يعلمون شيئاً عن الأحكام.. وهذا يؤكد ضرورة انتشار الكتاتيب مرة أخرى كما كانت عليه من قبل، حتى ننهض بالقراءة الصحيحة للقرآن الكريم. هل يمكن أن يكون للقنوات الفضائية دورا في حفظ القرآن وتجويده؟ - القنوات الفضائية لها دور في حفظ القرآن الكريم إذا اهتمت بذلك واهتمت بتعليمه وتفسيره الصحيح، ومن ثم سيكون لها دور فاعل وقوي لجذب الشباب وأكبر عدد لكي يتعلموا صحيح الدين وعلوم القرآن الكريم. من أبرز القراء الذين تحرص على سماعهم؟ - كل قراء القرآن شرف لنا سماعهم فمنهم؛ الشيخ محمود الحصري الذي يعد أحد أشهر قُرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود البنا والشيخ راغب غلوش والشيخ محمد رفعت الشيخ الشحات محمد أنور والشيخ فرج الله الشاذلي والأقرب لي هو الشيخ عبدالفتاح الطاروطي والشيخ السيد سعيد. وماذا عن مسابقات القرآن الكريم.. هل تراها كافية في الوقت الحالي لاكتشاف القرّاء؟ - مسابقات القرآن الكريم في مجتمعنا قليلة جدا ولكن تؤدي إلى جزء من الغرض وليس ما يجب أنْ يكون فالمستهدف من المسابقات يعتمد على تحفيز وتشجيع النشء وجميع الفئات على الاهتمام أكثر بحفظ كتاب الله وإتقانه ومن ثم يخرج لنا جيل على مستوى عالٍ من الإتقان وعلى علم بأحكام التلاوة السليمة. كيف ترى مستقبل شباب القراء باعتبارك أحدهم.. وما مدى قدرتك على استكمال ما بدأه كبار المشايخ وعمالقة التلاوة؟ - جميعنا نتمنى التوفيق لبعضنا البعض، ولكن أتمنى الالتزام بأحكام التلاوة وألا تكون الماديات والشهرة هي كل هدفهم وأن يقرأوا القرآن الكريم من قلوبهم وأن يتدبروه جيدا وهذا هدف أساسي وأن يكون الخشوع لله رب العالمين إضافة إلى إتقان في القراءة.. وعن مدى قدرتنا على استكمال ما بدأه الكبار فهذا أمر يحتاج لمجهود كبير حتى نسير على طريقهم ودربهم في هذا الأمر. واذا استمر الشباب القراء أمثالنا في الارتباط بكبار القراء وإتباع مدارسهم فبالتالي ستوجد أجيال جديدة جيدة وقوية في التلاوة لأن كل جيل يُسلم جيلاً آخر وهذه سنة البقاء في الأرض. كيف تفسر الإقبال الشديد من جانب القراء الشباب على الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم؟ هناك طموح من جانب جميع القراء بذلك لأنها تجلب لهم الشهرة والعالمية في دولة التلاوة ولم يلتحق أي قارئ بالإذاعة إلا إذا كان متقنًا لحفظ القرآن الكريم كاملًا ويعلم بأحكامه ومقاماته جيدًا فهذا أيضًا بمثابة اختبار قوي للقارئ وتحفيز له. برأيك.. لماذا يقتصر قراءة عموم الناس للقرآن على شهر رمضان فقط؟ - للأسف الشديد هذا ما نراه، فمعظم الناس يقرأون القرآن فقط في شهر رمضان وهذا سوء فهم منهم وعدم وعي كافٍ وينطبق عليهم الآية الكريمة التي وردت في سورة الفرقان "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا". وماذا عن اتجاه بعض المصريين إلى الاستماع لتلاوات مشايخ السعودية وأئمة الحرم في الوقت الحالي؟ - هم يمتازون بحسن الصوت والأداء في التلاوة والترتيل والتي تجذب المستمع بشكل عام، علاوة على الإحساس الإيماني العميق والنزعة الروحانية تجاه الحرم المكي ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم ومشايخهم.