يعد القارئ الشاب عبدالله السيد عبدالله، ابن كفر طناح مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، البالغ من العمر 18 عاما ربيب عائلة قرآنية، وهو أصغر قارئ وعضو فى نقابة القراء، بعد نجاحه فى اختبارات النقابة أخيرا، وقد ختم القرآن الكريم فى سن الرابعة عشرة، وأخوه الأكبر محمود السيد، قارئ له صيت فى محافظة الدقهلية وبعض المحافظات المجاورة لها، وذاع صيته الآن فى جميع المحافظات، ويطلب لإحياء الليالى القرآنية ومنذ أن ولجت قدماه عالم التلاوة، واشتهر بصوته الندى بين أقرانه من جيل الشباب، ومنذ أن تفتحت عيناه رأى أمامه أخاه الأكبر، فبدأ يقلده، حتى إنه كان يرافقه فى الليالى والسهرات القرآنية، مما أكسبه خبرة، واستطاع أن يكسر رهبة التلاوة أمام الجمهور، وأثناء اللقاء معه وجهت له دعوة لزيارة دولة باكستان لقراءة القرآن هناك لمدة 15 يوماً، وقد بدأ مشواره فى عام 2012 فى عالم التلاوة وكان يقرأ بعد أخيه الشيخ محمود السيد لمدة 10 دقائق فى المحافل والعزاءات، ويضيف القارئ الشاب أن والده كان يهتم كثيرا بالقرآن وبأن يحفظه القرآن قبل كل شىء، وأنه يدين بهذا الفضل إلى أمه وأبيه وأخيه الأكبر الشيخ محمود، وإلى كل الأساتذة الذين تتلمذ على يديهم منذ الصغر، أمثال الشيخ عبدالكريم أبو الوفا الذى حفظه القرآن والشيخ سامح عبدالحق حسن الذى درس له علم التجويد وأحكام التلاوة وكذلك أخيه الشيخ محمود الذى كان يراجع له القرآن وكان سببا فى إتقانه قراءة القرآن، وكان يأخذه معه فى المحافل القرآنية لتعريف الناس به ويسعموا له. وعن الأسباب التى ساعدته على حفظ القرآن قال: إن تعليم الطفل فى الصغر شىء مهم جدا، لأن ذاكرته تكون حاضرة ولا يشغلها شيء، وهو ما يزيد من الفهم والاستيعاب. وعن تأثره بالقراء السابقين والحاليين يضيف الشيخ عبدالله، أنه تأثر بالشيخ الشحات أنور والشيخ عبدالفتاح الطاروطى والشيخ محمد بسيوني، والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الليثي، والشيخ حجاج الهنداوى، وكذلك الشيخ محمود السيد عبدالله أخيه الأكبر .
ويرى أن اللهجة المصرية بها الكثير من المخارج الصحيحة لحروف القرآن الكريم، إضافة إلى أن القارئ المصرى لديه سليقة لغوية سليمة تساعده على إتقان كتاب الله وبالإصرار والإتقان فى التجويد والأحكام لكتاب الله، كل ذلك يساعد القارئ المصرى حتى يتصدر قراء العالم، ولهذا ففى رأيى دون تحيز أن القارئ المصرى أفضل قارئ فى العالم. بالنسبة لدراسة المقامات الموسيقية يؤكد عبدالله أنه ليس شرطا دراستها دراسة أكاديمية لكن لا بد من معرفة الانتقال من مقام لمقام بدون نشاز لأذن المستمع. وأنه إلى الآن لم يدرس على يد معلم المقامات، لكنه يعرفها عن طريق أخيه والاستماع إلى مشايخنا الكبار.
وعن تقييمه للسميعة من جمهور القرآن الكريم حالياً يقول: فى الحقيقة الدنيا شغلت الناس، والحالة الاقتصادية أنهكت الكثيرين، مما أبعد الكثير عن دنيا التلاوة، ففى الماضى كان البعض يسافر وينتقل من مكان إلى آخر حتى يستمع إلى شيخ معين بذاته ويجلس بالساعات أمامه، لكن اليوم قل السميعة، لذلك لا بد من الاهتمام بتعليم النشء حالياً، والمحافظة على الأجيال المقبلة من حفظة القرآن، فلدينا درر مغمورة فى محافظات مصر ولا بد من التنقيب عنها ورعايتها. وعن تفكيره فى الانضمام لإذاعة القرآن الكريم ورؤيته لها كمستمع قبل أن يكون قارئاً، يضيف القارئ عبدالله السيد: طبعا أفكر جيدا فى ذلك، فإذاعة القرآن الكريم هى كنز مصر الثمين بالنسبة لقراء ومستمعى ومحبى القرآن، قلوبنا تتعلق بها، وأتمنى من مسئولى الإذاعة الاستمرار فى الاهتمام بالقراء وأهل القرآن، وضرورة زيادة وقت الهواء حتى يستمتع الجمهور بهذه التلاوات الحية التى تحدث تفاعلاً بين القارئ والمستمع وأسعى أن أكون قارئا بالإذاعة بإذن الله.
ويشير إلى أنه توجد أجيال جديدة من القراء لديهم أصوات جبارة، تستطيع أن تنهض بدولة التلاوة المصرية مرة أخرى، وأن يكون لها الريادة العاليمة كما كانت بفضل المشايخ الكبار، الذين أسسوا لها وأضافوا لها الكثير. والمشكلة أن أهل القرآن فى مصر لا يأخذون حقهم إعلاميا مثل الفنانين والرياضيين وغيرهم.
وعن حبه للاستماع من المشايخ الكبار، يضيف: منذ أن وعيت للدنيا والقرآن يتلى فى بيتنا بفضل وجود والدى الذى حببنا فى القرآن، لكننى أيضا أعشق سماع الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل والحصرى وعبدالباسط عبد الصمد، فهؤلاء جيل لن يعوض ونسعى إلى أن نكون أنصافهم فى التلاوة المصرية التى تزخر بأسماء هؤلاء العمالقة الكبار. وعن مواصفات القارئ الجيد من وجهة نظره يقول: لا بد أن يكون متقن الحفظ وأحكام التجويد والتلاوة.
وعن نصيحته لقراء القرآن الكريم يقول: أنصح نفسى والجميع تقوى الله والعمل به، وأن يحافظوا على القرآن لكى يحافظ القرآن عليهم. وعن مشروعه الذى يحلم به يقول: أحلم بتسجيل القرآن كاملاً.